ما لا تعرفه عن اتجاه القبلة
ما لا تعرفه عن اتجاه القبلة، القبلة هي شرط أساسي لصحة الصلاة، لهذا يجب أن يعرف المسلم الطرق التي يستطيع من خلالها تحديد مكان القبلة لو كان في مكان مجهول له ولا يعرف اتجاه القبلة، لهذا سوف نتعرف على ما لا تعرفه عن اتجاه القبلة وطريقة تحديدها بشكل صحيح.
محتويات المقال
حكم استقبال القبلة
قال الله –تعالى-: «وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ».
استقبال القبلة عند الفقهاء يعد شرط أساسي من شروط صحة الصلاة، سواء كانت هذه الصلاة فريضة أو نافلة.
شاهد أيضًا: موضوع عن هجر القرآن
ما لا تعرفه عن اتجاه القبلة
نظرًا لأن معرفة القبلة شرط أساسي من شروط صحة الصلاة، لهذا هناك بعض الأمور التي يجب معرفتها عن القبلة وهي:
- يجب على المصلي أن يجتهد في معرفة اتجاه القبلة قبل الشروع للصلاة، ولا يشترط للبعيد عن الكعبة أن يتجه إلى عينها والدليل على ذلك قول النبي -عليه الصلاة والسلام- حين ذكر لأهل المدينة قبلتهم فقال: «ما بينَ المشرقِ والمغربِ قبلةٌ».
- ينظر المسلم على مكانه على الخريطة ويحدد موقعه من مكة المكرمة، لهذا يجعل قبلته في الصلاة من خلال تحديد وسائل معينة يستعملها حتى يستقبل القبلة ويطمئن على صحة الصلاة.
- قول الله تعالى: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)
- يستثنى الفقهاء حالتين يمكن فيها الصلاة دون معرفة القبلة وهي الخوف الشديد، أو أن يكون المصلي مسافر ويصلي صلاة نافلة وهو على ظهر رحيلته.
كيفية معرفة اتجاه الكعبة
تبطل الصلاة في حالة عدم معرفة القبلة ويتم تحديد مكان القبلة من خلال التالي:
1- من يمكنه رؤية الكعبة
الشخص الذي يمكنه أن يرى الكعبة بشكل مباشر، عليه أن يصلي في اتجاه الكعبة، هذا الأمر سهل على أهل مكة.
2- من لا يرى الكعبة
من كان من غير أهل مكة فإنه يمكن أن يتعرف على القبلة من خلال موقعه على الخريطة من مكة وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (وما بين المشرق والمغرب قبلة)
3- من لا يعلم جهة القبلة
من أراد الصلاة ولم يعرف اتجاه القبلة واتجاه الكعبة أو المسجد الحرام، عليه أن يستدل على القبلة من الشمس أو البوصلة أو أي جهاز آخر يساعده على تحديد مكان القبلة.
طريقة تحديد القبلة من خلال اتجاه الشمس
وضع علماء الفلك طريقة يمكن من خلالها معرفة مكان القبلة من اتجاه الشمس وذلك بتحديد مكان مكة المكرمة.
- الشمس تتحرك في جهة الشمال من خط الاستواء وصولًا إلى الجنوب وذلك في فصل الشتاء والصيف، أما مكة فهي تقع في الجزء الشمالي من خط الاستواء.
- هذا الأمر يدل على أن الشمس سوف تمر على مكة في مرتين في السنة الواحدة وأثناء حركتها وعودتها إلى نقطة التحرك تدخل صلاة الظهر حسب توقيت مكة، فإن النظر للشمس يستطيع تحديد القبلة.
- تمر الشمس فوق مكة يومين في السنة، في يوم 28 من شهر آيار في الساعة التاسعة مساءا وثمانية عشر دقيقة. واليوم الثاني يكون يوم السادس عشر من شهر تموز في تمام الساعة التاسعة وسبعة وعشرين دقيقة.
- يوجد يومان يصادف أن تكون الشمس عامودية على الكعبة وهي يوم 28 من تشرين الثاني في الساعة التاسعة ويوم الثالث عشر من شهر كانون في الساعة 21 بتوقيت جرينتش.
- بعد تحديد القبلة من خلال الشمس في كل منطقة في العالم على النحو السابق، يتم تحديد القبلة خلال باقي ساعات النهار من خلال جهة الشروق وجهة الغروب.
- من كانت قبلته تجاه الشرق استقبل الشرق، من كانت قبلته في الشمال جعل الشرق على يمينه واستقبل الشمال وهكذا.
طريقة تحديد القبلة من خلال نجم القطب الشمالي
يمكن تحديد القبلة من خلال نجم القطب الشمالي لأن موقع نجم القطب الشمالي من أقوى الدلائل التي يستدل بها على القبلة دون وجود بوصلة، لأن النجم لا يزول من مكانه ولا يتحرك.
هذا النجم هو نجم صغير يقع بين الجدي والفرقدين ويكون خلف المصلي في بلاد الشام، يكون خلف أذن المثلي اليسرى في مص، يكون خلف أذن المصلي اليمنى في العراق.
شاهد أيضًا: فضل يوم عرفة بالتفصيل
معرفة القبلة من خلال ظل الإنسان
وقت الظهيرة تتعامل الشمس على الكعبة المشرفة، لو وقف الإنسان في اتجاه الشمس في وقت الظهيرة، يمكنه أن يحدد قبلته من خلال الظل، لأن القبلة تكون عكس اتجاه هذا الظل.
أحكام متعلقة بصحة القبلة
ذكر فقهاء أهل العلم بعض الأحكام المتعلقة بالقبلة وهي:
- لا تصح الصلاة إلا بعد استقبال القبلة، ولا يجوز للمصلي أن يصلي عكس عين الكعبة أو عن يمنها وشمالها خاصة لو كان أمام الكعبة.
- لو كان انحراف المصلي بسيط عن اتجاه القبلة تصح صلاته وليس عليه شيء.
- الانحراف الشديد عن القبلة يجب فيه على المصلي أن يعيد الصلاة مرة أخرى.
- الاجتهاد يكون ظني لا يقيني للمجتهد، لو أدرك المصلي خطأ القبلة بعد إتمام الصلاة قال الشافعي عليه إعادة الصلاة، أما باقي أهل العلم قالوا أنه لا يعيد الصلاة.
- أما من ترك الاجتهاد في معرفة القبل على الرغم من القدرة على ذلك، فإن صلاته باطلة لو كانت عكس القبلة.
- في حالة ما إذا كان المصلي في الطائرة في السماء ولا يستطيع تحديد القبلة، عليه نية الصلاة دون تحري أو سؤال على القبلة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي النافلة وهو على ظهر راحلته.
- يجوز للمسلم أن يجمع ما بين صلاة الظهر والعصر، كذلك يجوز له أن يجمع ما بين صلاة المغرب والعشاء في حالة السفر.
الحكمة من مشروعية معرفة القبلة
شرع الله تعالى على عبادة حكم ظاهرة وحكم غير ظاهرة، ينبغي على المسلم التسليم المطلق لما تم الالتزام به وذلك وفق ما جاء عند الأنبياء والرسل دون معرفة سبب التشريع.
أما حول تشريع معرفة القبلة فإنه يكون من أجل التوجه إليها للصلاة لأن الكعبة المكرمة هي بيت الله تعالى، لهذا يجب التوجه إليها في وقت الصلاة.
الحكمة في التوجه للكعبة دون غيرها
توجد بعض الحكم التي تجعل المسلم يتوجه إلى الكعبة دون غيرها في استقبال القبلة وهي:
- قول الله تعالى: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ). لهذا يجب الامتثال لأوامر الله تعالى.
- الكعبة المشرفة هي أشرف وأسمى الجهات على الأرض، لهذا جعلها الله تعالى وجهة لمن أراد مناجاة الله تعالى.
- كان المسلمين قديمًا يتوجهون بالقبلة إلى المسجد الأقصى، حتى طلب الله أن يكون توجيه القبلة للكعبة الشريفة حتى يتربى المسلم على السمع والطاعة.
شاهد أيضًا: أين يكون اتجاه القبلة في البوصلة
بعد توضيح ما لا تعرفه عن اتجاه القبلة يجب أن يتحرى المسلم الدقة في معرفة تجاه القبلة حتى تصح صلاته، خاصة أن اتجاه القبلة شرط أساسي لصحة الصلاة وتوجد الآن العديد من الطرق التي تساعد في ذلك مثل البوصلة أو بعض التطبيقات الخاصة بالهاتف المحمول التي تساعد على تحديد مكان القبلة.