آيات قرانية عن التفاؤل

صفة التفاؤل إحدى صفات النفس السليمة والسوية، لأنها تجعل صاحبها في رضى وتفاهم كبير لكل ما يحدث في الحياة، كما تجعله ذو استقرار نفسي أفضل من غيره.

وهذه الصفة الرائعة من أبرز صفات النبي صلى الله عليه وسلم، كما ذكرت صفة التفاؤل كثيراً في القرآن الكريم وفيما يلي سنذكر لكم آيات قرانية عن التفاؤل.

ما هو التفاؤل؟

التفاؤل هو ميل الشخص لتوقع ما هو جديد في المستقبل، فهو عبارة عن مواقف عقلية يتخذها الفرد.

كما أنه يؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية والجسدية للفرد.

فضلاً عن كونه وسيلة يستطيع من خلالها الإنسان التكيف مع الحياة اليومية.

كما يمنح التفاؤل الشخص الطاقة الإيجابية التي يتمكن بها من مواجهة مشاكل وتحديات الحياة.

ولذلك يعتبر التفاؤل من أهم العلامات التي تدل على الإنسان الناجح.

ويرجع ذلك لزرع الشخص المتفائل الأمل في نفسه ونفوس الأشخاص حوله.

ولعل هذه النظرة المتفائلة التي يحملها الشخص ما هي إلا مجرد انعكاس للرؤية الإيجابية التي يقوم بحملها هذا الشخص بالرغم من كم المصاعب التي تواجهه.

شاهد من هنا: حكم بالانجليزي عن التفاؤل

أهمية التفاؤل

يظهر التفاؤل في جميع أعمال الشخص ومواقفه، فهو يجعل النفس دائماً في طاقة إيجابية، لذلك تعد صفة التفاؤل من أجمل ما يتصف به الإنسان، وتتمثل أهمية التحلي بالتفاؤل في التالي:

  • صفة التفاؤل عبارة طاقة إيجابية وصفة قوية في حياة الإنسان.
    • حيث تمنح هذه الصفة الأمل والطموح.
  • كما تبعد عن الإنسان فكرة التشاؤم في الحياة، حيث لا تصلح الحياة بلا أمل.
    • كما لا يوجد أمل بلا وجود نظرة مستقبلية يكون أساسها الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
    • وذلك من خلال التفاؤل والإيمان بما قسمة الله عز وجل.
  • كما أن وجود التفاؤل في فكر وفعل وقول الإنسان هو الأهم من أي شيء آخر في الحياة.
    • فالتفاؤل هو من يحمس ويحفز الإنسان على السعي والمحاولة الدائمة للوصول لغرضه.
  • فالتفاؤل كأنه الوقود الذي يقوم بقيادة البشر للسعي في الحياة.
  • كما أنه يبعد الإنسان بشكل كبير عن كثير من المشاكل والأزمات النفسية التي غالباً ما يكون التشاؤم واليأس هو سبب وجودها.
    • وذلك مثل الشعور بالخوف والانطوائية أو التعرض للاكتئاب بمختلف أشكاله.

مظاهر التفاؤل

بعد أن تعرفنا على أهمية التحلي بصفة التفاؤل وذكرنا بعض آيات قرآنية عن أهمية التفاؤل، سنذكر لكم مظاهرة في التالي:

  • ليس ضرورياً أن يكون الشخص المتفائل مبتسم دائماً ولكن المهم أن يكون اجتماعي.
    • ويتحدث دائماً عن الكلام الإيجابي، وأن يكون نشيط لديه سرعة في التفكير والفعل.
  • يبحث الشخص المتفائل دائماً عن كل ما هو جديد، ويسعى دائماً للتغيير والتجديد ولا يميل إلى الحياة الروتينية.
    • ويتحدث دائماً عن الإيمان بالله والأمل في الحياة ويحمل البشرى السعيدة دائماً.

اقرأ أيضًا: كلمات عن التفاؤل والأمل والنجاح

 أجمل المواقف للرسول -صلى الله عليه وسلم- عن التفاؤل

المتأمل في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف أن له الكثير من الأفعال والأقوال التي تؤكد على تحليه بصفة التفاؤل، وفيما يلي سنعرض لكم أجمل المواقف التي تدل على ذلك:

  • جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب أنه رغم الظروف القاسية والعصيبة التي حدثت للمسلمين أثناء هذه الغزوة.
    • وذلك بسبب ما حدث من حصار المسلمين من قبل قبائل اليهود تحالفاً مع العرب.
  • وذلك يفوق جيش المسلمين عدداً وقوة، فدخل الخوف بين صفوف المسلمين خوفاً من التعرض للجوع والبرد إلى جانب العناء الشديد والمجهود في حفر هذا  الخندق.
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يبث دائماً في نفوس المسلمين الأمل والتفاؤل.
    • فكان يبشرهم بفتوحات عظيمة لليمن والشام وفارس وكان يعدهم بذلك.
  • وهذا التفاؤل ليس في هذه الغزوة وحدها، إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم دائماً يبث الأمل والنور والتفاؤل في قلوب المسلمين في جميع المواقف والظروف.
  • نحن الآن بأمس الحاجة لاتباع نهج النبي صلى الله عليه وسلم في الاستبشار والتفاؤل في كافة أمور حياتنا.
    • حيث قال الله سبحانه وتعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أسْوَةٌ حَسَنَة لِمَنْ كَانَ يَرْجو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً”.

شاهد أيضًا: حسن الظن بالله عبارات التفاؤل والثقة بالله

أحاديث نبوية عن التفاؤل

  • روى أبو موسى الأشعري أن الرسول صلى الله عليه وسلم: (كان إذا بعث أحدًا من أصحابِهِ في بعضِ أمرِهِ قال: بشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا ، ويسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا).
  • قال -عليه الصلاة والسلام-: (لا يَزالُ قَلْبُ الكَبِيرِ شابًّا في اثْنَتَيْنِ: في حُبِّ الدُّنْيا وطُولِ الأمَلِ).
  • ثبت عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه قال حينما هاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت قبائل العرب تطاردهم: (كُنْتُ مع الرسول -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في الغارِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فإذا أنا بأَقْدامِ القَوْمِ، فَقُلتُ: يا رسول اللَّهِ، لو أنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنا، قالَ: اسْكُتْ يا أبا بَكْرٍ، اثْنانِ اللَّهُ ثالِثُهُما).

آية (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)

  • هذه الآية تأتي في سياق الحديث عن علاقة الإنسان بالقدر وحكم الله في الأمور. فهي تدل على أن الإنسان لا يعلم ما يخبئه المستقبل، وأن الله قد يغير الأمور إلى الأفضل.
  • تدل الآية على أهمية التفاؤل وعدم اليأس، لأنها تذكر أن الله قادر على تغيير الظروف وإحداث تغييرات إيجابية حتى بعد حدوث أشياء قد تبدو سلبية.

آية (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)

  • تتحدث الآية عن فرح المؤمنين بنعم الله وفضله، وأن الله لا يضيع أجرهم.
  • توضح هذه الآية أن النعم التي يمنحها الله للمؤمنين هي سبب لفرحهم وتفاؤلهم، وأن الله يثيبهم على صبرهم وإيمانهم. فهي دعوة للاستبشار والتفاؤل بما أنعم الله به من نعم.

آية (وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ)

  • الآية تشير إلى أن الله يخرج الناس من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهداية.
  • تعزز الآية التفاؤل من خلال التأكيد على أن الله يغير الأحوال من السوء إلى الخير. فهي تشير إلى قدرة الله على تحويل الظلام إلى نور، مما يبعث الأمل في نفوس المؤمنين.

آية (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)

  • تأتي هذه الآية في سياق الحديث عن الفرح بفضل الله ورحمته بدلاً من التفاخر بالمال والمتاع.
  • تشير الآية إلى أن فرح الإنسان بفضل الله ورحمته هو أفضل من التفاخر بالمكتسبات المادية. فهي دعوة للتفاؤل بالرحمة الإلهية والرضا بما يقدره الله.

آية (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ …إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ)

  • الآية تشير إلى حالة الإنسان الذي يفرح بفضل الله عليه بعد فترة من الضيق.
  • توضح الآية أن الإنسان قد يصبح مغروراً بعد أن يتمتع بالنعيم بعد الشدة، وهي تحذر من هذا السلوك وتذكر أن الفرح بفضل الله يجب أن يكون مصحوباً بالشكر والاعتراف بالفضل.

آية (بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)

  • تتحدث الآية عن نصر الله لعباده في الحرب أو في الصعوبات.
  • تعزز الآية التفاؤل من خلال التأكيد على أن نصر الله قريب وأنه يختار من يشاء لمنح النصر. فهي تذكر أن الله عزيز وقوي، ورحيم أيضاً، مما يعزز الأمل في رحمته وتوفيقه.

أسئلة شائعة حول التفاؤل في القرآن

ما معنى التفاؤل في القرآن الكريم؟

التفاؤل في القرآن يعني الأمل والثقة في رحمة الله وقدرته على تغيير الأحوال إلى الأفضل. القرآن الكريم يشجع على الإيجابية والاعتقاد بأن الله قادر على تحسين الوضع الحالي وإحداث تغيير إيجابي في حياة الإنسان.

كيف يعكس القرآن التفاؤل في أوقات الشدة؟

يذكر القرآن في العديد من الآيات أن الشدائد تأتي كاختبار من الله، وأن الفرج يأتي بعد الصبر. مثلاً، في سورة الشرح (الآية 5 و6): (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ۗ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)، هذه الآية توضح أن اليسر يأتي بعد العسر، مما يعكس التفاؤل بأن الفرج قريب.

ما هي بعض الآيات التي تدعو للتفاؤل في القرآن الكريم؟

من الآيات التي تدعو للتفاؤل: (وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۗ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (سورة يوسف: 87) (وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِيٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (سورة غافر: 60) (إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ) (سورة الأعراف: 56)

كيف يشجع القرآن الكريم المؤمنين على الصبر والتفاؤل؟

يشجع القرآن الكريم المؤمنين على الصبر من خلال التأكيد على أن الصبر هو مفتاح الفرج. في سورة البقرة (الآية 153): (يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوٰةِ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، يُظهر أن الصبر مرتبط بوجود الله ومعيته، مما يعزز التفاؤل في الأوقات الصعبة.

مقالات ذات صلة