أسباب انتشار واستباحة شهادة الزور
أسباب انتشار واستباحة شهادة الزور وكيفية معالجة هذه المشكلة نهائيًا، موضوع شهادة الزور لم ينل القدر الكافي من الحديث والإهتمام، لذلك قمنا بالحديث عن أسباب انتشار واستباحة شهادة الزور وكيفية معالجة هذه المشكلة نهائيًا في هذا المقال، إيمانًا منا بأهمية مكافحة شهادة الزور واننا لابد من أن نتصدى لها.
محتويات المقال
الشهادة الزور في الإسلام :-
شهادة الزور هو قول الكذب والباطل، وهي الامتناع عن قول الحق والاعتراف بأمر غير حقيقي، شهادة الحق واجب على المسلمين، قال الله في القرآن الكريم أن شاهد الزور مرتكب الإثم كبير، شهادة الزور حول قضيةٍ ما هو إخفاء الحق وقول الضلال.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر، أو سئل عن الكبائر؟ فقال: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين. فقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قال: قول الزور، أو شهادة الزور، قال شعبة: وأكثر ظني أنه قال: شهادة الزور). [متفق عليه].
شاهد أيضًا : معلومات ثقافية وفكرية متنوعة
أسباب انتشار شهادة الزور :-
شهادة الزور لها عدة أسباب مثل الرغبة في مناصرةً للمشهود له سواء لأنه قريب او صديق، أو مناصرته مقابل مبالغ ماليّة أو النفاق مقابل الحصول من الشخص المشهود له على مصالح شخصية، أو قد يكون الهدف من شهادة الزور هي إلحاق الضرر بالمشهود عليه.
شهادة الزور كبيرة من الكبائر، ونهى عنه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم، وكما سبق وذكرنا أن شهادة الزور نفاق وإثم وضلال، من شهد زور قد كتب على نفسه الضلال في الدنيا والعذاب في يوم القيامة.
استباحة الشهادة الزور في المجتمع :-
كل مقاصد الشَّريعة الإسلاميَّة هي تحقيق السلام والعدل، وكل شئ جاء محرم كان لصالح الامة لذلك شهادة الزور حرام، شهادة الزور تمنع العدل وتشيع الظلم وتثير العداوة بين الناس.
اصبح الناس يستبيح شهادة الزور لأن المجتمع فقد العادات الأصيلة والصفات النبيلة بسبب كثرة الذنوب، أصبح الفرد في المجتمع يسعى إلى تحقيق مصلحته ولايُراعى مصالح الآخرين ولا حقوقهم، أصبحت العدالة مجرد شعار، فقد الفرد معاني العدل والإخلاص بسبب البعد عن الدين.
الآثار المترتبة على شهادة الزور :-
شهادة الزور لا تمر مرور الكرام بل تترك ورائها الكثير من الآثار الضارة مثل:
- تضليل العدالة وتضليل الحكّام عن الحق، والاحجام عن تحقيق العدالة.
- شهادة الزور تتسبب في ظلم للمشهود عليه.
- يتسبب الشهادة الزور في ضياع الحقوق وغياب الامانة بين الاشخاص.
- من الآثار المترتبة على شهادة الزور انها تسلب من المشهود عليه حق له، وتعطي المشهود له بالزور حق ليس له.
- شهادة الزور انتهاك للحقوق وأكل بالباطل لأموال الأفراد في المجتمع.
- شهادة الزور سبب في انتشار الفوضى والعشوائية في أرجاء المجتمع.
- شهادة الزور تسبب كثرة ارتكاب الجرائم؛ لأن المجرم والسارق والقاتل يري ان امثاله لا تأخذ العقاب وان شهادة الزور تنجي المذنب.
- شاهد الزور شخص منعدم الاخلاق، فاقد الرجولة والمروءة، شخص خاين للثقة والأمانة.
- شهادة الزور إذا سادت يكون النتيجة المحسومة هي دمار المجتمع.
كيف تثبت شهادة الزور :-
قال جمهور من الفقهاء أنَّ اثبات شهادة الزُّور يكون بالاعتراف، حيث انها جريمة خطيرة، واذا اقرها المذنب يكون هذا الدليل لان لا يوجد شخص يقرعلى نفسه مثل هذا الشئ بالباطل، الاقرار هو الدليل القاطع على شهادة الزور وان الشخص شاهد زور.
قال الفقهاء ان شهادة الزور لا يتم اقراراها وثبوتها بالبيِّنة؛ حيث ان الشاهد اذا شهد ببينه وثبت وجود بينه اخري يثبت الشهادة الزور، اذا شهد الشخص انه كان في مصر وثبتت الادلة انه كان في هذا الوقت في بلد اخر، تثبت شهادة الزور.
وإذا لم تثبت شهادة الزور فعلينا التأني واعادة البحث، وقد قال الله – سبحانه وتعالى: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ [سورة الأحزاب: الآية 5].
شاهد أيضًا : معلومات عن العالم العربي جابر بن حيان
كيفية معالجة مشكلة الشهادة الزور نهائيًا :-
لعلاج شهادة الزور نهائيًا لابد من إتباع ما يلي:
- إعادة تعليم القيم السامية في المدارس والجامعات وفي دور العبادة.
- علينا نشر القيم التي تقول ان الكذب حرام، وان الكذاب له عقاب كبير، من خلال وسائل الإعلام.
- لابد من أن يعلم الأب والأم الأبناء أن هناك كبائر لا يصح أن نقترب منها.
- علينا معاقبة شاهد الزور حتى يكون عبرة، ولا يفكر أي شخص أن يشهد زور، وحتى يخاف شاهد الزور من تكرار فعله ويخاف من تحريض الناس على الكذب.
- علينا وضع عقوبات محددة، وتحديد العقوبة بالسجن أو بمصاردة أموال وممتلكات شاهد الزور لأن ماله يدخل في شبهة الحرام، حتى يرتدع عن فعله هذا.
- للقضاء على شهادة الزور لابد أن نتعاون ونتكاتف.
حكم شهادة الزور :-
لم يوجد عقوبة محددة وموضوعة خصيصا لشهادة الزُّور، لذلك اختلفَ الفُقهاء والعلماء فيما بينهم حول العقوبة التي يستحقها شاهد الزُّور، وضع بعض الفقهاء تفاصيل العقوبة وكيفية التنفيذ، بينما اكتفي البعض بوضع رأيه.
لا خلاف بين الفقهاء ان شاهد الزور يستحق العقاب، إذا ثَبَتَ ان رجل شهد زُورٍ عامدًا متعمدا، على الحاكم او القاضي الحكم بعزَّره، روي ذلك عن عمر – رضي الله عنه – وبه قال شريح، وسلام بن عبد الله، والأوزاعي، وابن أبي ليلى.
اختلاف الفقهاء في حكم شهادة الزور :-
من خلال بحثنا عن أسباب انتشار واستباحة شهادة الزور وكيفية معالجة هذه المشكلة نهائيا وجدنا أنه لم يختلف الفقهاء في وجوب تعزير شاهد الزور، ولكن اختلفوا في كيفية التعزير حيث قال المذهب الشافعي مع الحنابلة مع بعض انصار المالكية أن عقاب شاهد الزُّور يرجع لرأي الحاكم، سواء التعزير بالجلد، جَلَدَه، او يَحبسه الحاكم أو يحكم بإهانَتَه وتوبيخه.
مال المذهب الشَّافعي الى ان التعذيب بالتعزيز لا يتخطي الأربعين سوطا، وقال أبو يوسف ومحمد وزفر من الحنفية، وإسحاق وأبو ثور ان شهادة الزور ينال صاحبها العقاب امام الجميع بشكل ظاهر، حتي يكون عظة لغيرة.
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ((إنَّما أنا بشر، وإنَّكم تختصمون إلي، ولعلَّ بعضَكم أن يكونَ ألحنَ بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيتُ له من حقِّ أخيه شيئًا، فلا يأخذه، فإنَّما أقطع له قطعة من النَّار)).
شهادة الزور في القرآن :-
قال علي -رضي الله عنه- لامرأة أقام عليها رجلٌ بَيِّنةً على أنَّه تزوَّجها، فأنكرت، فقضى له عليٌّ – رضي الله عنه – فقالت له: لِمَ تُزوِّجُنِي؟ أَمَا وقد قضيتَ عليَّ، فجدِّدْ نكاحي، فقال: لا أُجَدِّدُ نكاحَك، الشَّاهدان زوَّجاك، فلو لم ينعقد النِّكاحُ بينهما باطنًا بالقضاء، لَمَا امتنعَ من تجديد العقد عند طلبها.
القرآن الكريم جاء رافضا لكل الأعمال التي تهدد البشرة، شهادة الزور ينشر الظلم، وشهادة الزور في القرآن الكريم ليست مجرد ذنب بل هي من الكبائر التي لا يجوز الاعتذار عنها وحسب، بل يجب التوبة ورد المظالم لأهلها.
اذا ثبت ان هناك شاهد بالزور تسبب في سجن أحدهم يكون الحكم بالسجن باطل، ولابد من الإفراج عن المشهود عليه، وحاكمة الشاهد والمشهود له إن وجد، لابد ان نرد الظلم سواء مال أو ضمان أو حق أو سمعة.
شاهد أيضًا : معلومات عن البومة وأضرارها على الإنسان
في ختام موضوع أسباب انتشار واستباحة شهادة الزور وكيفية معالجة هذه المشكلة نهائيًا نكون قد انتهينا من المقال، لا يبقى سوى تعليقاتكم عن الموضوع ومشاركة المقال على جميع الصفحات لنقضي على الشهادة الزور.