دواعي التجديد في الدين الإسلامي
التجديد لغويًا هو أن يصبح شيء ما جديدًا؛ أي تعرض هذا الشيء لأمر ما تسبب في تغييره عما كان عليه من قبل، أما معنى التجديد في الدين الإسلامي فيقصد به إعادة إبراز أصوله التي فقدها على مر السنين.
وإزالة ما يشوبه من البدع التي اكتسبها على مر السنين، وفي هذا الموضوع سنوضح دواعي تجديد الإسلام، وسنذكر أصل فكرة التجديد.
محتويات المقال
دواعي التجديد في الدين الإسلامي
لم تظهر الحاجة للتجديد في الدين الإسلامي في العصر الحالي فقط، ولكن ظهرت منذ عصر الخلافة الإسلامية وما تبعها من عصور أخرى لدواعي مختلفة على حسب كل عصر وما كان يحدث فيه، وفيما يلي سنوضح أهم دواعي التجديد في الدين الإسلامي:
التعرف على حكم الشرع حول أمور الحياة المتجددة
- الدين الإسلامي هو دين يمتلك أحكام شريعة يمكن تطبيقها في جميع العصور والأماكن، وهذا الدين يستطيع إظهار الأحكام الشرعية في جميع المسائل التي ظهرت حديثًا في حياة البشر، وذلك بالاستعانة بالأدوات والقواعد والأصول الفقهية.
- ويجب العلم أن محاولة الرد على مسائل العامة هو ما يدفع علماء الدين للتجديد، فقد يرى العالِم أن أمرًا ما جائز بعدما كان محرمًا، أو حرام بعدما كان جائزًا.
شاهد أيضا: ضوابط التجديد في الفكر الإسلامي
الدفاع عن الشريعة الإسلامية
- تحتاج الشريعة الإسلامية إلى علماء دين للدفاع عنها من المبالغين في الدين وأصحاب الفتاوى الخاطئة، وهذا الأمر غير مرتبط بزمن محدد.
- فيجب فعله في جميع الأزمنة، لأن في كل عصر تظهر فئة متطرفة بعيدة عن الوسطية، فضلًا عن ظهور الأشخاص الذين يتصفون بالغلو.
- وهذا الأمر هو ما يقوم به أصحاب المذاهب الأربعة على مر السنوات وعلماء كل مذهب، سواء مذهب الحنفي أو المالكي أو الشافعي أو الحنبلي.
- فكان كلًا منهم يقوم بدور كبير في إظهار أحكام الشرع الإسلامي في جميع المسائل المختلفة مستعينين بالمنهج الخاص بالسلف الصالح.
محاربة البدع المخالفة للإسلام
في كل زمن من الأزمنة يقوم الناس بعمل الاستحداث الديني، أي تظهر أمور جديدة في الدين لم تكن موجودة من قبل، وعلى الأئمة المجددين أن يعيدوا للدين أصوله، وأن يزيلوا كل ما يخالفه سواء من الأحكام أو الشريعة.
قد يهمك: الفكر الديني في العصر الحديث
غياب الفكر والثقافة الإسلامية
- ظهر في السنوات الأخيرة أصحاب الفكر المتشدد المتطرف الذين انتشروا بشكل كبير بين جموع الناس.
- وبذلوا قصارى جهدهم لجعل عقول الناس تنحرف عن الشريعة والفكر والثقافة الإسلامية الربانية المتوسطة والتقرب من الفكر المتشدد المليء بالظلام والعتمة، فأصبح من الضروري التجديد في الدين الإسلامي لإرجاعهم للطريق الصحيح.
التحولات السريعة وتأثر الشباب
- نتيجة لانتشار الوسائل التكنولوجية الحديثة حدث تطور ملحوظ ومستحدث في عصرنا الحالي، وأصبح هناك اتصال بين الثقافات.
- وتسبب ذلك في تغيير لغة العديد من الشباب العربي المسلم وأصبحوا يتحدثون ويفكرون كما يتحدث ويفكر الغرب.
- وفقد الكثير من العرب هويتهم الإسلامية الرشيدة، فظهرت الحاجة الضرورية للتجديد في الدين الإسلامي بشكل يجعله مناسبًا لما يحدث في هذا الزمن.
الفروق الكبيرة بين الثقافة الإسلامية والغربية
من دواعي التجديد في الدين الإسلامي وجود فروق كبيرة وملحوظة بين الثقافة الإسلامية والغربية، بالإضافة لتوجه بعض المسلمين نحو الدول الغربية لتقليل تلك الفروق.
لجعل الثقافة الإسلامية تقترب من الثقافة الغربية قدر الإمكان مع التفريط في القيم والمبادئ الإسلامية، ولذلك ظهرت الحاجة المُلّحة للتجديد.
اخترنا لك: مقال عن سماحة الدين الإسلامي
أصل فكرة التجديد في الدين الإسلامي
- فكرة التجديد في الدين الإسلامي لم تظهر في الوقت الحالي فقط، ولكن هي فكرة موجودة منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث ورد عنه أنه قال: “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها”.
- وتحدث بعض المفسرين عن هذا الحديث وذكروا معناه ومقصده، ومن بينهم الدكتور يوسف القرضاوي – رحمة الله عليه-، والذي أوضح أن التجديد لا يعني تغيير في أصول الإسلام وفقهه من أجل مسايرة المستجدات والثقافات الجديدة، لأن إذا حدث ذلك لا يكون تجديد بل يكون تغيير أو تحريف.
- وأوضح أن التجديد الصحيح هو تطوير الأمور الفقهية بطرق إسلامية وفقهية لضمان الثبات على خواصه وطباعه الأساسية.
الدين الإسلامي
الدين الإسلامي هو الدين الذي يعتنقه المسلمون ويستند على مبادئه وتعاليمه الواردة في القرآن الكريم، والسنة النبوية (تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم)، والتي تُعرف بالشريعة الإسلامية. يعتبر الإسلام واحدًا من الأديان السماوية الرئيسية، ويؤمن معتنقوه بوحدانية الله (التوحيد) ورسالة الأنبياء، ومعادنة الناس يوم القيامة.
تشتمل تعاليم الإسلام على مجموعة واسعة من القيم والمبادئ التي تحث على العدل والرحمة والإنسانية والتسامح وحسن الخلق والتعاون والسلام. يعتبر القرآن الكريم مصدرًا أساسيًا للتشريعات والأحكام في الإسلام، وتُعتبر السنة النبوية (تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم) مصدرًا ثانويًا مهمًا.