كيف يحصن الإنسان نفسه

كل منا يخاف من الحسد، أو الإصابة بمكروه لا قدر الله، فيأتي في ذهنه، أنه يريد تحصين نفسه، ولا يحدث ذلك إلا من ذكر الله سبحانه وتعالى، وقراءة القرآن، وأذكار الصباح والمساء، ومن خلال هذا المقام نتحدث باستفاضة عن كيف يحصن الإنسان نفسه.

كيفية تحصين النفس

يشعر الإنسان دائما أنه بحاجة إلى الاطمئنان على نفسه أو أولاده، أو أمواله، فيمكن أن يحمي نفسه بالعلاج أو يبتعد عن الأخطار، ولكن هناك سبيل آخر أرشدنا الله سبحانه وتعالى، والنَّبي الكريم صلى الله عليه وسلم إليه.

  • حيث يجب تحصين النَّفس عن طريق العبادات التي شرعها لنا الإسلام.
    • والأذكار الثَّابتة المعروفة، والواردة عن رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم وصحابته.
  • والتي بدورها مساعدة الإنسان في الحصول على الطمأنينة.
    • علماً بأنَّ تحصين النَّفس من العادات التي كانت قبل الإسلام وجاء الإسلام فشرعها ونظمها بطريقة صحيحة.
  • هناك عبادات أخرى موجودة في الشريعة الإسلامية، تساعد الإنسان أيضًا، وتعرفه كيف يحصن الإنسان نفسه.

اقرأ أيضا: أذكار الصباح والمساء كاملة مكتوبة حصن المسلم من كل شر

قراءة القرآن الكريم

  • يتثنى للإنسان تحصين نفسه، وعائلته، وأمواله أيضًا، عن طريق قراءة القرآن الكريم آناء الليل، وأطراف النهار.
    • يقول الله -تعالى- في وصف القرآن الكريم: ﴿يَا أَيهَا النَّاس قَدْ جَاءتْكم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصدورِ) صدق الله العظيم.
    • فإن المداومة على قراءة القرآن الكريم تعد شفاءً لما في القلوب من كل ضيقٍ أو هم.
  • كما أن قراءة القرآن الكريم، تعد تقويم لسلوك الإنسان من الضَّلالة، وأيضًا هداية من فساد العقيدة.
    • وهو أيضًا الطريق الأمثل، والإجابة الشافية لسؤال كيف يحصن الإنسان نفسه.
  • كما أن هناك فضل خاص لبعض سور القرآن الكريم في تحصين النَّفس.
    • وقد ثبت عن النَّبيِّ الكريم صلوات الله وسلامه عليه، أن قراءة سورة البقرة تحصن النفس والبيت بفضل الله من كل سوء.
  • حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل سورة البقرة في تحصين البيت من الشَّيطان:
    • (لا تَجْعَلوا بيوتَكمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِر مِنَ البَيْتِ الذي تقْرَأ فيه سورَة البَقَرَةِ).
  • فإن قراءة سورة البقرة تعد تحصين للبيت والنفس من شرِّ الشَّيطان ووساوسه، وتهدئة النفوس من شر الغضب.
  • من سور القرآن أيضًا التي تحصّن بها النَّفس قراءة المعوذتين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم، (أنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ يرَ مِثْلهنَّ قَط، المعَوِّذَتَيْنِ).
  • وذكر فضل المعوذتين في التَّحصين يقول أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-:
    • (كانَ رسول اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ يتعوَّذ من الجانِّ، وعَينِ الإنسانِ، حتى نزلت المعَوِّذتانِ، فلمَّا نزلت أخذ بهما وتَرَك ما سِواهما).

المحافظة على الأذكار المسنونة

إن الأذكار المسنونة شرع قولها في ساعات الَّليل والنَّهار، ومن أراد أن يعرف كيف يحصن الإنسان نفسه، فعليه أن يحافظ على هذه قراءة الأذكار التي سنها الله ورسوله لنا.

  • من أمثلة هذه الأذكار قول، (بسم الله الذي لا يضر مع إثمه شيئًا في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم).
    • وقول (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
  • أيضًا قول (اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكة، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم).
  • وغيرها كثير من الأذكار التي تساعد في هدوء النفس، وطمأنينة القلب.
    • وتحصين النفوس والبيوت والأولاد والأموال من كل سوء بفضل الله.
  • من فضائل المحافظة على الأذكار المسنونة أنها تبقي العبد في حالة دائمة من التواصلٍ مع الله سبحانه وتعالى.
    • وهذا معناه أنَّ المسلم يحصِّن نفسه في كلِّ وقت.
  • أيضًا المحافظة على الأذكار المسنونة تزيد من إيمان العبد وتجعله يرضى بقضاء الله.
    • ويكون أيضًا في حالة عظيمة من الطمأنينة وتحصين النفس.
  • إنَّ هذه الأذكار فيها شكرٌ متواصلٌ من العبد لربه على النِّعم الكثيرة من الأكل والشرب والصحة والنوم وغيرها.
  • كما إنَّ المحافظة على الأذكار فيه تجديدٌ للنوايا، والإخلاص لله تعالى وإرجاع الفضل إليه في كلِّ أمور الحياة اليومية.
  • إنَّ الأذكار المسنونة التي شرعها لنا دين الإسلام الحنيف تطفئ الغضب.
    • وتوقظ ضمير الإنسان في حال ضعفت نفسه أو أقدمت على المعاصي.

المحافظة على الصلاة

يجب على كل إنسان مسلم أن يحافظ على صلواته في أوقاتها كما فرضها الله علينا، حتى يستطيع أيضًا تحصين نفسه بالصلاة، لأن الصلاة سميت كذلك.

لأنها صلة بين العبد وربه ويستطيع من خلالها الدعاء لنفسه وأهله بالتحصين والحماية الإلهية:

  • إن الصلاة المفروضة على المسلمين تعد السبب الرئيسي في تحصين الإنسان لنفسه، سواء بقراءة سور القرآن أثناء الصلاة، أو الدعاء أثناء السجود.
  • تعد المحافظة على الصلاة من الأمور المحببة إلى الله سبحانه وتعالى، حيث أنها تبقي العبد على صلة دائمة مع الله، ويدعوه دائما بأن يحصن له نفسه وأهله.

كما أدعوك للتعرف على: أذكار الصباح والمساء مكتوبة من حصن المسلم pdf

الرقية الشرعية

كيف يحصن الإنسان نفسه بالرقية الشَّرعيَّة، فهي عبارة عن مجموعةٌ من الآيات القرآنيَّة والأذكار النَّبويَّة الصَّحيحة التي جعلها الله سبحانه وتعالى دواءً شافي لأي داء يصيب جسد الإنسان أو النفس:

  • وتفعل الرقية الشرعيَّة بعد حدوث البلاء، ومثال على ذلك نصيحة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم برقية الملدوغ بقراءة الفاتحة عليه.
    • لقوله عليه أفضل الصلاة والسلام للراقي: (وما يدْرِيكَ أنَّهَا رقْيَةٌ؟ أصَبْتمْ).
  • وتكون الرقية بقراءة آية الكرسي عند النوم والتي تعد تحصيناً للإنسان حتى يستيقظ صباحًا.
    • لقول النَّبيِّ عليه الصلاة والسلام لأبي هريرة فيما سمعه من الشَّيطان عن فضل آية الكرسي وهو:
    • “إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقْرَأْ آيَةَ الكرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبكَ شيطانٌ حتَّى تصْبِحَ، فقالَ النبي صَلَّى الله عليه وسلَّمَ: (صَدَقَكَ وهو كَذوبٌ، ذاكَ شيطانٌ).
  • تكون الرقية الشَّرعيَّة بالدعاء، وقتها تكون قبل وقوع البلاء، مثل الدعاء بالحفظ عند دخول البيت؟
    • أو الخروج منه، أو دخول منزلٍ جديدٍ.
    • لقوله صلى الله عليه وسلم (مَن نَزَلَ مَنْزِلًا، ثمَّ قالَ: أَعوذ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ، لَمْ يَضرَّه شيءٌ، حتَّى يَرْتَحِلَ مِن مَنْزِلِهِ ذلكَ).
  • تكون الرقية الشرعية عن طريق المسح باليمين، لقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها حيث قالت:
    • (كانَ النبي صَلَّى الله عليه وسلَّمَ يعَوِّذ بَعْضَهمْ، يَمْسَحه بيَمِينِهِ: أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، واشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤكَ، شِفَاءً لا يغَادِر سَقَمًا).

التحصين بالإخلاص لله وحفظ حدوده

  • يكون التحصين بالإخلاص لله وحفظ حدوده يقول -صلى الله عليه وسلم-: (احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْه تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ.
    • وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَه اللَّه لَكَ.
    • وإن اجتَمَعوا على أن يضروكَ بشَيءٍ لم يَضروكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَه اللَّه عليكَ).
  • فمن حصَّن نفسه بالإخلاص لله تعالى فلا يلجأ إلَّا له ولا يستعين إلَّا به في كافة أمور حياته.
    • فيقوم بمعرفة كيف يحصن الإنسان نفسه بأسماء الله وصفاته.
  • من حاول اللجوء لغير الله تعالى ذاق الخذِلان وانتكس حاله، ومن حفظ حدود الله تعالى.
    • ويعمل بأوامره وانتهى عمّا نهى عنه، فسيحفظه الله عز وجل من شرور أهواءه.
    • وسوء الشبهات ومن كيد الإنس والجن، وحفظه في ماله وأولاده وعافيته.

كما يمكنكم الاطلاع على: اذكار الصباح والمساء حصن المسلم pdf

الدعاء واللجوء إلى الله

يجب على المسلم الذي يرغب في تحصين نفسه أن يلجئ إلى الله تعالى بالادعية المذكور المتخصصة في التحصين، ويكون ذلك على النحو التالي:

دعاء الله -تعالى- إذا تقلب المسلم في نومه ليلاً

قال النبي عليه الصلاة والسلام: (مَن تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ).

دعاء الله -تعالى- إذا استيقظ من النوم

عندما يستيقظ المسلم من نومه يجب أن يقول: حيث يدعو قائلاً: (الحمدُ للهِ الذي عافَانِي في جسَدِي ورَدَّ علَيَّ روحي وأذِنَ لِي بذِكْرِهِ).

دعاء إذا دخل في الصلاة

كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول إذا دخل في الصلاة: (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِن خَطَايَايَ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِن خَطَايَايَ بالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ).

كيف يحصن الإنسان نفسه من السحر والجان؟

  • قراءة سورة البقرة، حيث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة”.
  • قراءة فاتحة الكتاب.
  • قراءة الاخلاص والمعوذتين.
  • قراءة آية الكرسي.
  • قراءة أول 5 آيات من سورة البقرة.
  • قراءة آخر آيتين من سورة البقرة.
  • المداومة على أكل التمر يوميًا، حيث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سمّ ولا سحر.

أسئلة شائعة حول تحصين الإنسان لنفسه

ما هو تحصين الإنسان لنفسه؟

تحصين الإنسان لنفسه هو حماية النفس من الأذى والشرور، سواء كانت من الشياطين أو الأعداء أو الأمراض. يشمل ذلك استخدام الأذكار، الأدعية، والوسائل الروحية والنفسية التي تقوي الإيمان وتوفر حماية.

ما هي الأذكار التي يُستحب أن يقولها الإنسان لتحصين نفسه؟

من الأذكار المستحب قولها لتحصين النفس: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم 3 مرات - أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق 3 مرات - قراءة الفاتحة والاخلاص والمعوذتين 3 مرات.

كيف يمكن تحصين النفس من العين والحسد؟

لتحصين النفس من العين والحسد، يمكن الاستعانة بالأدعية والأذكار التي ذكرت في السنة النبوية، مثل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خل - قراءة سورة الفلق وسورة الناس بشكل منتظم. أيضاً، يجب التوكل على الله والثقة في قدرته، مع الحفاظ على الأذكار اليومية.

هل هناك أدعية خاصة لحماية النفس من الأمراض؟

نعم، هناك أدعية يمكن قولها لحماية النفس من الأمراض، مثل: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم اشفني، اللهم اشفني شفاءً لا يغادر سقماً - اللهم إني أعوذ بك من البرص، والجنون، والجذام، ومن سيئ الأسقام - اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري.

هل هناك نصائح أخرى لتحصين النفس؟

بالإضافة إلى الأذكار والأدعية، يمكن تعزيز تحصين النفس من خلال: الاستقامة على الصلاة: فهي حماية من الشيطان وتمنح القوة الروحية. العمل الصالح: الأعمال الطيبة والتقوى تُعتبر من وسائل التحصين. الابتعاد عن المعاصي: تجنب المحرمات والذنوب يحمي النفس من الأذى.

مقالات ذات صلة