قوة الدعاء
يعد الدعاء من أقوى السبل التي يستطيع العبد المسلم من خلالها تحقيق ما يريد، والله سبحانه وتعالى أمر المسلمين بالتوجه إليه والتضرع إليه بالدعاء، كما أنه جعل الدعاء من العبادات القائمة بنفسها.
ولقد وعد الذين يستكبرون عن هذه العبادة العظيمة بالعذاب الأليم حيث قال في كتابه العزيز (وقال ربكم أدعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)، وفي هذا المقال سنتحدث عن قوة الدعاء.
محتويات المقال
ما المقصود بالدعاء؟
- الدعاء هو طلب العبد من المولى عز وجل أن يجعله في عنايته ورحمته وأن يستمد منه العون والقوة لكي يستطيع التغلب على ما يواجه من مصائب وشدائد في هذه الحياة الدنيا.
- والدعاء ليس عبادة فقط وسبيل لتحقيق أماني العبد وإنما هو صلة تربط بين العبد وربه وتقربه منه فيشعر بلذة مناجاته.
- ويزداد الإيمان في قلبه ويتوكل عليه وهو على يقين تام بأن الله معه فيحصل على ثواب وأجر عظيم من الله.
اقرأ أيضا: الدعاء الذي علمه الرسول لعائشة
آداب الدعاء
هناك مجموعة من الآداب يجب على الشخص الالتزام بها عند التوجه إلى الله بالدعاء ومن هذه الآداب ما يأتي:
- يجب أن يكون الدعاء خالص لوجه الله تعالى فلا يجوز للعبد المسلم أن يدعو عبدا آخر مثله لأن ذلك يعتبر شرك بالله والعياذ بالله.
- إلى جانب ذلك أيضا لا يجوز للعبد أن يسأل الله بشيء لا يجوز تحقيقه كأن يطلب منه منازل الأنبياء.
- تجنب الدعاء على غيره من المسلمين والمؤمنين، ألا يدعو الشخص بما يتنافى.
- ويخالف شرع المولى عز وجل ويتناقض مع حكمته.
- كأن يدعو الله بعدم قيام الساعة وغيرها من الأمور الأخرى التي يستحيل تحققها.
- على المرء ألا يدعو على نفسه وأهله بالموت، كما يجب عليه أيضا عدم طلب المعونة على فعل الأمور المحرمة.
- ومن آداب الدعاء أيضا يجب على العبد الابتعاد تماما عن سوء أدب التحدث مع المولى عز وجل مثل:
- رفع الصوت والصياح عند الدعاء.
- أو أن يطلب العبد من ربه الشيء بطريقة غير مهذبة تدل على أنه يستغني عن ربه والعياذ بالله.
- بل يجب على العبد أن يتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ويتذلل إليه ويشعر بأنه في حاجة ماسة إليه.
- قد يؤخر الله سبحانه وتعالى استجابة الدعاء لحكمة لا يعلمها إلا هو فيجب على المرء ألا يسخط من عدم إجابة الدعاء.
- لأنه ربما يكون هذا التأخير هو امتحان من المولى عز وجل لعبده وقوة إيمانه.
- بالإضافة إلى ذلك يجب على الشخص أن يبتعد عن الحرام في مأكله ومشربه وملبسه وعليه أن يتحرى الحلال في جميع أمور حياته وأن يراقب الله في تصرفاته وأفعاله، لأن ذلك يؤدي إلى قبول الدعاء واستجابته.
قوة الدعاء وخصائصه
تتمثل قوة الدعاء في عدة أمور سوف نذكرها لكم بشكل مفصل كالتالي:
- لا يقتصر نفع الدعاء وفائدته على الإنسان الحي فقط وإنما تصل بركته إلى الميت بدليل قوله صلى الله عليه وسلم (ولد صالح يدعو له).
- يعد الدعاء من أفضل وأعظم العبادات وأحبها عند الله سبحانه وتعالى لذلك يحصل العبد على الأجر العظيم والثواب الكبير فضلا عن قبول دعائه.
- الدعاء يدفع البلاء والمصائب التي يمكن أن تحل على الإنسان، كما أنه يجعل العبد يتقرب من ربه فيشعر بالطمأنينة والسكينة.
- وعندما يكثر العبد من التضرع إلى المولى عز وجل فإن يشعر بأن الله يسانده ويقف بجواره حتى لو تخلى عنه أقرب الأشخاص.
- وتتمثل قوة الدعاء أيضا في شدة إخلاص العبد وتوحيده للمولى عز وجل.
كما يمكنكم التعرف على: كيف أخشع في الدعاء
أوقات استجابة الدعاء
هناك بعض الأوقات التي يفضل للعبد فيها الإكثار من الدعاء ومنها ما يأتي:
- عند السجود فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، بعد الانتهاء من الصلوات الخمسة المفروضة.
- ومن أفضل الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء أيضا في ليلة القدر، والثلث الأخير من الليل.
- ففي هذا الوقت يتجلى الله إلى السماء الدنيا ويقول على من سأل فأعطيه، هل من تائب فأتوب عليه.
- أيضا الوقت الذي يوجد بين الأذان والإقامة، وعند نزول الأمطار وفي السفر وعند زيارة المريض، وعند سماع صياح الديك.
- يستحب للشخص الإكثار من الدعاء عن شرب ماء زمزم وينبغي أن تكون نيته صادقة وأن يدعو الله وهو متيقن بالإجابة.
- في يوم الجمعة وخاصة في الساعة الأخير قبل آذان المغرب، وعند الحرب وفي المعارك، وعند إفطار الصائم ويوم عرفة.
كما يمكنكم الاطلاع على: الدعاء المستجاب