تقرير عن العدالة
تقرير عن العدالة، تعد العدالة قاعدة من القواعد الأساسية اللازمة لاستمرار الحياة بين الناس مع بعضهم البعض، فهي سبب في تعايش كلاً من الغني والفقير معاً في مجتمع واحد، كما أنها تعد شرطًا أساسيا في الحقوق والأخلاق، فمقال اليوم عبر موقع مقال maqall.net سيكون تقرير عن العدالة.
محتويات المقال
مفهوم العدالة
يمكن شرح كل ما يخص العدالة بطريقة بسيطة من خلال النقاط التالية:
- العدالة تعني عدم التحيز تجاه جماعة أو شخص في أمر ما بغير حق.
- تعني العدالة الإنصاف أيضاً، وهو عكس الظلم والتطرف.
- تعرف العدالة على أنها أحد القواعد الأساسية في المجتمع لضمان استمرار الحياة البشرية للجماعات.
- تعد العدالة هي أساس المبادئ الأخلاقية ومركزها.
- تعتبر العدالة وسيلة لإزالة الظلم عن المجتمعات وعدم السماح بالتعدي على حقوق الآخرين وحرمانهم منها.
- للعدالة أهمية كبيرة، لا سيما في القضاء، فهي لبنة أساسية في تحقيق العدل والمساواة بين أفراد المجتمع الواحد.
- العدالة في اللغة: هي الصلاح، والاستقامة، والاعتدال، أي عدم الميل من جانب على الآخر بظلم وافتراء.
اقرأ أيضا: العدالة والرحمة في الحضارة العربية الإسلامية
أشكال العدالة
للعدالة أشكال متعددة في المجتمعات، فهي تضم جميع حقوق الإنسان الطبيعية والمكتسبة ويمكن ذكرها كالتالي:
العدالة المتساوية
تسعى إلى تحقيق المساواة بين جميع البشر من خلال التخلص من التمييز غير المقبول سواء على أساس الجنس أو العرق أو الأيديولوجيا أو غيره من أنواع التمييز.
يدعو هذا النوع من العدالة إلى التحرير من قيود العبودية وإعطاء البشر حقوقهم الطبيعية.
العدالة السياسية
وهي تمنح الأفراد الحق الكامل في العمل والانخراط في الساحات السياسية على المستويين الوطني والعالمي.
العدالة القضائية
القضاء أساس نشر العدل في المجتمعات عن طريق وضع قوانين تحافظ على توازن المجتمع وإنصاف المظلوم، وتقوم على فرض العقوبات على الظالمين وإعلان الحق في العلن دون إخفاءه، وهذا النوع غالبًا ما يكون في المحاكمات العسكرية والمحاكم الشرعية وغيرها من المنحدرين من القضاء.
عدالة المبادلة
تبادل العدل يقوم على مبدأ التهذيب والانضباط، فكما تتم تسوية الأضرار وضرورة دفع تعويض للمصاب، وتنفيذ هذه التسوية ليس بالكلام دون فعل، ومهمتها هي: التخفيف من شدة الضرر قدر الإمكان.
العدالة الاجتماعية
العدالة الاجتماعية تحقق المساواة في توزيع الثروة وتقسيمها، وتشمل أيضاً فرص العمل، وتوفير فرص للأفراد لتمكينهم من تلبية احتياجاتهم الأساسية، كالمعيشة والغذاء وغيرها.
عدالة الحماية الاجتماعية
توفر الحماية لمختلف الأشخاص في المجتمع، بما في ذلك الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والمجموعات الأخرى التي تمثل الأقلية في المجتمعات.
عدالة الأجيال
تتطلب تحقيق التوازن والمساواة بين كلاً من الأجيال الحالية والمستقبلية عن طريق التوازنات البيئية، وتعويضات التقاعد، وحوافز الابتكار.
كما يمكنكم التعرف على: العدالة الإجتماعية في الإسلام
العدالة في القرآن الكريم
يمكن توضيح معنى وأهمية العدالة من خلال ما ورد في كتاب الله العظيم وهو القرآن الكريم:
عدالة الله السماوية
- في سورة النحل جاءت دعوة واضحة إلى العدل المطلق، حيث أمر الله تعالى بالعدل في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل:90].
- من هذا المنطلق القرآني تتجسد العدالة بمعناها الواسع، ويبدأ المسلم المؤمن بهذه الدعوة الآمرة لتحقيقها في جميع مناحي الحياة، وتثبيتها بين الناس وعلى نفسه.
العدالة مع النفس
- يركز القرآن الكريم علي حكم الإنسان لنفسه في سياق العدالة التي ينبغي تحقيقها بمقتضى القرآن الكريم، وهذا ما يصعب على الإنسان أن يقوم به والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة:8].
- يقول الله تعالي أيضاً في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء:135].
- تعد هذه الآية مبالغة في تحقيق العدالة، فاشهد على نفسك وعلى والديك، هذه هي العدالة التي لا تستطيع قوانين الأرض تحقيقها، مهما كانت مرنة وحيادية بين الخصوم، بسبب قصور إنسانيتهم في مرتبة الكمال.
العدالة مع الآخر
- يتضح ذلك في قوله تعالى: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [المائدة: 41،42]
- وفي العلاقات مع الآخرين: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة:8].
- تؤكد هذه المضامين الأخلاقية على عدل الإسلام في إدراكه ونظرته إلى بناء علاقة مع الآخر، بحيث يُعامل الجميع، وفقًا لمنطق العدل، معاملة عادلة، بغض النظر عن اختلافهم في الدين والمعتقدات.
عدالة الكلمة
- العدل في الكلمة أو الكلمة العادلة هو ما تدل عليه هذه الآية الكريمة: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الأنعام:152].
- إن قول الحق والبحث عنه والتحقيق فيه ليس صفة مصداقية وثقة فحسب، بل هو أكثر من ذلك في نظر هذه الآية، لتكون وصية سماوية يجب تنفيذها واتباعها، وهو ما تؤكده المعاني القرآنية بوضوح: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ﴾ [الأعراف:29].
- يضرب الله مثل لمن يطبق صفة العدل مقارناً له بغيره ممن لا يقيم العدل: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [النحل:76].
- العدل من القيم التي تشترك معظم النفوس في قبولها، لأن العدل يحقق الحرية والكرامة التي يتمتع بها الجميع، ولهذا كانت رسالة الإسلام رسالة عادلة في نظامه وتشريعاته.
كما يمكنكم الاطلاع على: ما هي مبادئ الإسلام