احترام الآخرين في الإسلام

احترام الآخرين في الإسلام يعد من القيم العظيمة وهو من الصفات الحميدة التي حثنا عليها ديننا العظيم، ولا شك أننا نحتاجها بشدة في زماننا هذا.

حيث أنه من الملاحظ أن خلق الاحترام قل بين الناس، فنرى اليوم من يتطاول على والديه أو معلمه أو الأكبر منه سنًا، فدعونا من خلال موقع مقال maqall.net نتحدث أكثر عن هذا الموضوع.

مفهوم احترام الآخرين في الإسلام

• الجدير بالذكر أن الدين الإسلامي أعطى أهمية كبيرة لمفهوم الاحترام، واهتم كثيرًا بهذه القيمة حتى جعلها في مكانة عظيمة.
• فإن كلمة الاحترام تحمل الكثير من المعاني الجميلة، وهي تشمل احترام كل شيء في هذه الحياة كاحترام الوالدين، والعلماء، والصالحين، والزوجين، ومشاعر الآخرين.

اقرأ أيضا: الإسلام دين الوسطية والاعتدال

أهمية الإحترام بين الناس

لا شك أن تحقيق مبدأ الاحترام في المجتمع وبين الأفراد يحقق الكثير من الأمور التي تساعد على إنشاء مجتمع قوي وفرد سوي، وتتمثل أهمية الاحترام في الإسلام فيما يلي:

• احترام الآخرين في الإسلام يساعد على توطيد العلاقات، وزرع بذور الحب والتعاون بين الآخرين.
• كما أنه يساعد على كسب القلوب وإزالة الشحناء والبغضاء بين الآخرين ويزيد الود.
• أيضا يعمل على انتشار السلامة والسعادة في قلوب الآخرين، فالشخص الذي يحترم غيره ويقدره، يدخل على قلبه السعادة والفرحة، لأنه يشعر أنه له قيمة عند الآخرين.

كيف تكسب احترام الآخرين

هناك بعض الأمور التي تساعد على كسب احترام الآخرين وتوطيد العلاقة بينهم، وتعد من وسائل احترام الآخرين في الإسلام، وهي ما يلي:

• الاعتراف بالخطأ من الأشياء التي تكسب الفرد احترام الآخرين له.
• أيضا عدم حديث الشخص عن نفسه كثيرًا والاحتفاظ بأسراره الشخصية، هذا في حد ذاته يجعل الآخرين يحترمونه.
• كذلك صنائع المعروف وفعل الخيرات وفك الكربات بدون أي مقابل، ذلك يجعل الشخص في نظر الآخرين من الرجال المحترمين.
• أيضا المواساة وتقديم النصيحة والمساعدة في حل المشكلات يكسب الشخص احترامًا بين الناس.
• كما أن احترام المواعيد والانضباط من الأمور التي تجعل الشخص أكثر احترامًا، وخصوصًا في مجال عمله أو مع أي شخص يتعامل معه.

مظاهر احترام الآخرين

صور الاحترام متعددة ومختلفة وليست مقتصرة فقط على شيء معين، فمن أهم مظاهر احترام الآخرين في الإسلام الآتي:

احترام آرائهم وأديانهم

• يتضمن هذا النقطة فهم وتقدير آراء الآخرين واحترام معتقداتهم الدينية والفكرية، حتى لو اختلفت عن الخاصة بك. يجب أن نكون مفتونين بالتنوع والاختلافات الثقافية والدينية ونعامل الآخرين بكرامة واحترام.
• ويحثنا الله عز وجل على ذلك بقوله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).

عدم التعدي على أموالهم وأرواحهم

• يعني ذلك عدم الإضرار بممتلكاتهم أو الإساءة لهم بأي شكل من الأشكال، سواء كان ذلك ماديًا أو جسديًا. يجب أن نحترم حقوق الآخرين في الأمن والسلامة وعدم التسبب في الضرر لهم أو لأموالهم.
• وعن حرمة التعدي على الأموال والأرواح قال النيي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: (ألا إِنَّ أحرمَ الأَيَّامِ يومُكُمْ هذا ألا وإِنَّ أحرمَ الشُّهورِ شَهْرُكُمْ هذا ألا وإِنَّ أحرمَ البَلَدِ بَلَدُكُمْ هذا ألا وإِنَّ دِماءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ عليكُمْ حرامٌ كَحُرْمَةِ يومِكُمْ هذا في شَهْرِكُمْ هذا في بَلَدِكُمْ هذا ألا هل بَلَّغْتُ قالوا نَعَمْ قال اللهمَّ اشْهَدْ).

احترام أقوالهم وأفعالهم

• يعني ذلك قبول واحترام وجهات نظر الآخرين وتقدير حقهم في التعبير عن أنفسهم بحرية. يجب أن نكون مستعدين للاستماع إلى آراء الآخرين والاحترام الذي يستحقونه كأفراد.
• وقد نهانا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن السب واللعن حيث قال: (ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيء).

توقير كبيرهم ورحمة صغيرهم

• يتعلق هذا بالاحترام والتقدير لكبار السن والمسنين في المجتمع، مع مراعاة احتياجاتهم وتقديم العون والدعم لهم. وعلى النقيض، يتضمن ذلك أيضًا الرحمة والتعاطف مع الأطفال والشباب وتوفير الحماية والدعم لهم.
• ومن مظاهر الحث على توقير الكبير ورحمة الصغير ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منَّا مَن لم يُوقِّرِ الكبيرَ ويرحَمِ الصَّغيرَ ويأمُرْ بالمعروفِ ويَنْهَ عن المنكَرِ).

إلقاء السلام عليهم

• يعد إلقاء السلام على الآخرين من العادات الاجتماعية التي تعبر عن الاحترام والتقدير. يظهر هذا اللفظ البسيط تقديرك للآخر ورغبتك في التواصل معهم بشكل إيجابي.
• وقد حثنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على إفشاء السلام في الحديث التالي: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).

آيات قرآنية عن الاحترام

تجدر الإشارة إلى أن هناك الكثير من الآيات العظيمة التي تدعونا إلى احترام الآخرين في الإسلام، وهي كما يلي:

• قال الله عز وجل ((يا أيّها الناس إنّا خَلقناكم من ذَكر وأنثى وجَعلناكم شُعوبًا وقبائل لتعارَفوا إن أكرمَكم عندَ الله اتقاكُم)) سورة الحجرات آية 13.
• (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ) سورة الحجرات آية 11.
• (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) سورة فصلت آية 34-35.

حديث شريف عن احترام الآخرين

أيضا نبينا صلى الله عليه وسلم حثنا على احترام الآخرين في عدة أحاديث نبوية صحيحة، ومنها ما يلي:

• «لا تَدخُلوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أوَلاَ أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحابَبتُم؟ أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم.
• «كلُّ المسلم على المسلم حرامٌ؛ دمه وماله وعرضه» رواه مسلم.
• «لا تباغَضُوا ولا تحاسَدُوا، ولا تدابَرُوا ولا تقاطَعُوا، وكُونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحلُّ لمسلمٍ أنْ يهجر أخاه فوق ثلاث» رواه البخاري.

كما أدعوك للتعرف على: إفشاء السلام في الإسلام

حكمة عن احترام الآخرين

إليكم بعض الحكم التي تحث الإنسان على المحافظة على قيمة الاحترام بين الآخرين، وهي كما يلي:

• الاحترام هو أجمل ما يتركه الشخص في قلوب الآخرين.
• الاحترام هو حارس للفضيلة وليس مجرد حلية.
• احترام العقل واحترام الذات واحترام الفكر يحثنا على الصدق مع أنفسنا والبعد عن كبريائها وخداعها.
• الاحترام بين الناس يزيد مقدار حبك بينهم، ولا يفقدك ذلك هيبتك وعزتك.

كما يمكنكم الاطلاع على: مفهوم صلة الرحم في الإسلام

أسئلة شائعة حول احترام الآخرين