البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت
البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت، موقع مقال maqall.net ينشره لكم، حيث أن كثيرا ما نسمع الخطباء على المنابر يرددون البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت فما هو أصل هذه العبارة وما هو معناها؟
محتويات المقال
البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت
- بعض الناس ينسب هذا القول (البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ولكن علماء الحديث كالبيهقي والزيلعي وابن حجر يقولون إن هذا حديث مرسل والمرسل قسم من أقسام الضعيف.
- فالحديث المرسل هو الذي سقط فيه عدد من الرواة بين التابعي ورسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وقد روى هذا الحديث عن رسول الله الإمام عبد الرزاق والإمام البيهقي.
- أما الإمام أحمد فقد رواه عن الصحابي أبي الدرداء.
- فجعله موقوفا على الصحابي ولكن هذا الخبر حتى الموقوف لا يصح وبه انقطاع.
- وقد ذكر ذلك الإمام السخاوي في كتابه المقاصد.
- كما رواه أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام ابن عدي لكن أهل العلم ضعفوه من هذا الطريق أيضا.
- حيث قالوا إن في إسناده راو يسمى محمد بن عبد الملك وهو راو اتفق العلماء على أنه ضعيف كما قال الإمام الألباني رحمه الله.
ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: حديث خير أجناد الأرض
هل يجوز قول البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت؟
- كما ذكرنا أن هذه المقولة لا تصح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ولا إلى الصحابي الجليل أبي الدرداء أو ابن عمر رضي الله عنهم.
- لكن يجوز استعمال هذه الكلمات وتذكير الناس بها وذلك لأن معناها صحيح في ذاتها.
- فليس فيها معنى منكر أو مخالف للشريعة.
- ولكن يشترط في ذلك ألا ينسبها القائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أي من أصحابه رضي الله عنهم.
معنى البر لا يبلى
- معنى البر لا يبلى أي أن الإحسان لا ينقطع أثره ولا ينقطع ثوابه.
- ولا يضيع بل هو عند الله سبحانه وتعالى يبقيه ويكتبه.
- كما أن فاعل البر والإحسان يبقى ذكره خالدا في نفوس الناس في الدنيا كما أنه تاج على رأسه يوم القيامة.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة
معنى الذنب لا ينسى
- ومعنى الذنب لا ينسى أي وإن نسيه الناس في الدنيا أو نسيه فاعله فالله سبحانه لن ينساه ” لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى” طه
- كما قال تعالى عن كتابته لأفعال الظالمين “وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا” الكهف
- لكن الله عز وجل قد يغفر بفضله وكرمه للعاصين من عباده المؤمنين فتمحى سيئاتهم بل وتبدل بحسنات وكل ذلك بالتوبة الصادقة.
- قال تعالى “إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” الفرقان
كما أدعوك للتعرف على: من أول من دون الحديث
معنى الديان لا يموت
- ومعنى الديان لا يموت أي الله عز وجل ففيه تسمية الله عز وجل بالديان أي هو سبحانه الموكول بحفظ البر وكذا بكتابة الذنب.
- حيث أنه سبحانه ذو الحياة الأزلية الأبدية الذي لا يموت ولا يجوز في حقه السنة ولا النوم فضلا عن الموت.
- قال تعالى ” وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا” الفرقان
هل الديان من أسماء الله تعالى؟
- جاءت السنة الصحيحة بإثبات اسم الديان لله عز وجل، عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول “يحشر الله العباد يوم القيامة أو قال الناس عراة غرْلًا بُهمًا”.
- قالَ قلنا وما بُهمًا؟ قال “ليس معهم شيء. ثمّ يناديهم بصوتٍ يسمعه من بعد.
- كما يسمعه من قرب أنا الدّيّان أنا الملك” حسّنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
- وهذا يدل على أنه اسم ثابت لله عز وجل ويجوز إطلاقه عليه.
- فهو دال على ذات الله سبحانه وتعالى كما أنه دال على صفته.
- ولكن من العلماء من لم يثبت هذا الاسم بل وضعف الحديث السابق.
- فعنده الديان ليس اسما من أسماء الله تعالى كالعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
فوائد من البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت
- نستفيد من البر لا يبلى أن نفعل الخير في كل وقت ومع كل الناس فهو لا يضيع عند الله تعالى بل أجره باق ليوم الدين.
- فمن أتيحت له الفرصة لعمل خير فليفعله ولا يتردد، حتى إن كان يحتضر ووجد فسيلة فليغرسها كما صح في الأثر.
- كما نستفيد من الذنب لا ينسى أن نبتعد عن الذنوب والآثام قدر استطاعتنا ولا نخوض فيها ونتوسع.
- ومن ضعفت نفسه وأصاب شيئا منها فليسارع بالتوبة والاستغفار الذي يجعلها تمحى بإذن الله.
- ونستفيد من الديان لا يموت ألا نتوكل على غيره.
- وأن نفوض أمورنا كلها إليه وحده فكل الناس ميت لا محالة فلا يفيد التوكل عليهم.
وهكذا عرفنا أصل البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت ومعناها وفوائد منها فاحرص على الانتفاع بها.