حكم ضرب الزوجة وإهانتها
حكم ضرب الزوجة وإهانتها، الخلافات الزوجية هي عبارة عن الملح الذي يحلي الطعام ودونه لا يوجد له طعم، ولكن الحياة الزوجية السعيدة هي التي لا تفرط في وضع الملح لأنه يفسد الطبخة بالكامل.
محتويات المقال
الزواج في الإسلام
- الزواج هو عبارة عن تكوين حياة كاملة بين الرجل والمرأة على بعض الأسس الهامة مثل الاحترام والتقدير والحب والعطاء، وأهم الأسس هم المودة والرحمة بينهم، وأن ينفذ كل منهم شرع الله دون تجاوزه في شيء.
- لا يستطيع أن يعيش الرجل دون امرأة ولا تستطيع المرأة أن تعيش دون رجل وقال الله تعالى ” وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنً”.
- الزواج في الإسلام يعني تحصين الزوج والزوجة عن ارتكاب الفحشاء عن طريق قضاء الشهوة في إطار سليم وصحيح.
- على أسس شرع الله تعالى، وقال نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم “يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ فإنَّه أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ”.
- خلق ذرية مسلمة صالحة تعبد الله سبحانه وتعالى ورسوله ويتم ذلك عن طريق التزاوج ومن ثم تعمير الأرض بالذرية الصالحة.
شاهد أيضًا: حدود طاعة الزوجة لزوجها في القرآن
أحكام الزواج في الإسلام
- التشاور والتعاون بين الزوجين في كافة الأمور حتى الأمور المنزلية لا تكن عاتقًا على الزوجة فقط، من الأمور المحببة هي تعاون الزوج مع زوجته في ترتيب المنزل وتربية الأطفال.
- قال محمد صلى الله عليه وسلم “خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي”، ويقصد في هذا القول هو أن المسؤولية تنقسم على الطرفين والجزء الأكبر على الزوج.
- إكرام أهل الزوج والزوجة عن طريق الاهتمام بالزيارات الاجتماعية لأهل الزوج والزوجة، ويأخذ كلا الطرفين الثواب في النجاح في ذلك وتذكير الطرف الأخر بالواجب الواقع عليه تجاه عائلته.
- الرضا بما قسمه الله لكم دون النظر إلى أحوال وظروف الآخرين، والعمل على تحسين هذه الظروف دون الشعور بالبغض والكبر من قسمة سبحانه وتعالى لكم.
- الحفاظ على طاعة الله من قبل الطرفين، وفي حال تقصير أحدهم عن القيام بطاعة الله يجب على الطرف الآخر أن يوجهه وينصحه، وقال محمد عليه الصلاة والسلام” ذا أيقظَ الرَّجلُ أَهلَهُ منَ اللَّيلِ فصلَّيا أو صلَّى رَكعتينِ جميعًا كتبا في الذَّاكرينَ والذَّاكراتِ”.
- حسن المعاشرة بين الزوجين والاحترام الدائم بينهم بالتحديد وقت الخلافات.
حكم ضرب الزوجة وإهانتها
- قال الله تعالى ” وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا” تعني أن الدين الإسلامي لا يسمح بإهانة أو ضرب أي شخص ولا تقتصر على الزوج والزوجة.
- لذلك لا يجوز ولا يوجد حق لدى الزوج يجعله يهين أو يضرب زوجته مع اختلاف الأسباب والخلافات التي تنشب بينهم، ولابد من تحكيم العقل أولًا قبل أن تسيطر عليك الانفعالات.
- من ثم إيجاد حل مناسب لفض الخلاف بينهم، فلا يجوز أن يضرب يقوم الزوج بهذا الفعل إلا في حالات محددة ووفق شروط محددة أيضًا.
- قال محمد صلى الله عليه وسلم “اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”.
الفهم الخاطئ لضرب الزوج زوجته
- قال الله تعالى “وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا”، من أكثر الآيات القرآنية التي فسرت بشكل خاطئ عند كثير من الرجال.
- يتضح في الآية أنه في حال نشب خلاف بين الزوج والزوجة وكانت هي الخاطئة فيجب على الزوج أن يعضها وينصحهم في البداية وإن لم تبدي جدوى لوعظ زوجها.
- فينتقل الزوج إلى الطريقة الثانية وهي أن يهجرها عند النوم لمدة ليلة واحدة أو ليلتين حتى تتعظ وتتراجع عند خطئها ولكن في حال عدم شعور الزوجة بأي خطأ مع زوجها.
- فعلى الزوج تنفيذ الطريقة الثالثة وهي ضرب زوجته ضرب غير مبرح دون كسر عظمًا أو خدش لحمًا أي مجرد تهويش ليس أكثر من ذلك.
شاهد أيضًا: تعامل الزوج مع زوجته في الاسلام
معنى ضرب الزوجة
- فالهدف الأساسي حول ضرب الزوجة هو التأثير السلبي التي سوف تشعر به ويرجعها عن الخطأ الذي ارتكبته في حق زوجها ليس أكثر من ذلك.
- لكن هناك كثير من الرجال الذين يسيئون فهم هذه الآية ويضربون ويهينون زوجاتهم بالإضافة إلى أنهم يختصرون الطرق ويذهبون إلى الطريقة الثالثة والأخيرة في بداية الخلاف.
- لكن هؤلاء الرجال قد أساءوا فهم الآية الكريمة وهم الآن يعصون الله ورسوله، ظنًا منهم أنهم ينفذون أحكام الله ولكن هذا غير صحيح، لأن ذلك لا يمت إلى الدين الإسلامي بصلة.
- هناك كثير من النساء يتعظن من الطريقة الأولى ولم يكونوا بحاجة إلى الطريقة الثالثة، لذلك يجب على الزوج أن يهاود زوجته ويعاملها طبقًا لما جاء في الدين الإسلامي.
- حتى لا يشتد الخلاف أكثر بينهم، فعلى الزوج الدور الأكبر من حيث احتواء زوجته ومحاولة تهدئة الخلافات والأمور بينهم.
- قال الله تعالى ” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ”، تعني أن الرجل هو قيم المرأة والمسؤول عن أمورها وتأديبها في حال ارتكابها الأخطاء.
- فالزوج هو بمثابة أب ثاني لزوجته لابد من معاملتها بطيبة وحب مثل أبيها لا بالعنف والضرب والإهانة، فالطبية الإنسانية تحب من يعاملها برفق وتزيد في حال كونها أمرأه.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”.
أشياء تحبها الزوجة
- أن يكتفي الزوج بزوجته دون النظر إلى أخرى.
- أن يكون الزوج صريح مع زوجته حول طبيعة عمله وحياته الشخصية وكافة الأمور الأخرى.
- أن يحترم الزوج زوجته ولا يعرضها إلى الإهانة حتى ولو بالكلمة الصغيرة، وحل الخلافات التي تنشب بينهم بالعقل والحكمة دون ترك المجال إلى الزعل والخصام بينهم لفترة طويلة.
- أن يحتوي الزوج زوجته في جميع الأحوال يترك لها مساحة كافية من وقته ليستمع إليها حتى ولو كانت أشياء صغيرة عما فعلته طوال اليوم، وذلك لأن الزوجة تكون في أمس الحاجة إلى أن تحكي معه.
- أن يهتم الزوج بمظهره، فالاهتمام بالمظهر لا يقتصر على الزوجة فقط، فهي أيضًا تحب أن ترى زوجها في صورة جميلة دائمًا.
أشياء تقربك من زوجتك
- أن يساعد الزوج في بعض الأعمال المنزلية ولا يرى أنها شيء أساسي على الزوجة وحدها، فيمكن أن يقوم الزوج بترتيب الغرفة أو إحضار الفطور أو أي شيء آخر بسيط ولكنة يسعد الزوجة كثيرًا.
- أن تشعر الزوجة بالأمان بجانب زوجها وأنها ليست بحاجة لوجود شخص آخر في حياتها، ويحدث ذلك عندما يحتوي الزوج زوجته في جميع الأوقات دون تركها بمفردها.
- أن تشعر الزوجة بغيرة زوجها عليها لأن ذلك يشعرها بجمالها ويزيد من ثقتها في نفسها أكثر.
- أن يكون لدى الزوج طموح كبير في عمله وتحقيق ذاته.
- أن يكون الزوج مطيع ومنفذ لواجباته تجاه الله تعالى وأن يحفز زوجته على ذلك في حال تغافلها.
- أن يتغزل الزوج في زوجته في معظم الأوقات لكي يشبع هذه الرغبة بداخلها حتى لا تشعر بأنها بحاجة إليها.
بعض واجبات الزوج تجاه زوجته في الإسلام
- المهر المعجل والمؤجل في حال تم عقد القران بين الزوجين فيكون الزوج مدين لزوجته بسدادها وقال الله تعالى في كتابه الكريم “وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً”.
- حق الزوجة في النفقة في حال تم الطلاق بينهم وتشمل النفقة على حق الزوجة في الملبس والمأكل والمسكن وغيرهم.
- قال الله تعالى ” وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”.
- قال تعالى في آية أخرى ” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ”.
- المعاشرة الحسنى بين الزوجين فعلى الزوج أن يعامل زوجته بما يرضي الله تعالى، أي يحسن معاملتها دون إهانتها أو ضربها وفي حال نشوب خلاف كبير بينهم ولا يستطيع أن يجد حل له يرجع إلى أولي الأمر بينهم.
- قال الله تعالى في حسن المعاشرة” وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فعسى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً”.
- أن يعفها من الوقوع في الكبائر وكل ما يغضب الله سبحانه وتعالى، وأن يكون رحيم بها ومساعد ومستمع جيد لها.
شاهد أيضًا: موضوع عن واجبات الزوجة
في نهاية رحلتنا مع حكم ضرب الزوجة وإهانتها، تكوين حياة زوجية ناجحة أمر سهل للغاية في حال التزام الطرفين بما أمرنا الله تعالى به، ولا يتطور الخلاف بينهم بعد ذلك.