حكم رسم ذوات الأرواح

حكم رسم ذوات الأرواح، سواء كانت صورة كاملة لكائن حي أو رسمًا لجزء منه، كأن يقوم الإنسان برسم رأس شخص دون أن يرسم البدن أو العكس، فما هو حكم الدين في تلك المسألة؟ هذا ما سنوضحه لكم فيما يلي عبر موقع مقال maqall.net.

حكم رسم ذوات الأرواح

من المسائل الفقهية المعاصرة التي تنتظر جوابًا حكم رسم ذوات الأرواح، وفيما يلي تفصيل جواب ذلك بإذن الله تعالى:

  • بداية يجب التفرقة بين رسم ذوات الأرواح بصورة كاملة تحتوي على جميع أجزاء جسد الروح المرسومة.
    • ورسم جزءً من أجزاء ذلك الكائن المرسوم، مما يؤدي إلى عدم إمكانية تصور الحياة بالجزء المرسوم فقط.
  • أما عن حكم رسم ذوات الأرواح فهو لا يجوز باتفاق العلماء، وذلك هو الرأي الراجح المعمول به.
    • سواء كان الكائن المرسوم إنسان أو طير أو حيوان، وسواء كان الرسم يشمل جميع جسد المرسوم أو بعضه.
  • ويوجد بعض العلماء يجيزون رسم ذوات الأرواح بشرط ألا تكون الصورة مكتملة، وألا يكون لها ظل.
  • فقد ورد عن مفتى القدس أنه قال بشأن ذلك السؤال أنه لا خلاف على جواز رسم الأشياء الجامدة التي لا روح فيها.
  • أما رسم الكائنات الحية رسمًا كاملاً فهو حرام بإجماع جمهور العلماء، ومثل ذلك تحت التماثيل والمجسمات التي تشبه الكائن الحي تشابهًا متماثلًا.
    • والسبب وراء ذلك أن ذلك التصوير والرسم فيه مضاهاة بمعجزة الله تعالى في خلقه.

ومن هنا يمكنكم التعرف على: حكم الصلاة على سجادة فيها رسم الكعبة

حكم ما رسم باليد على الورق والجدار ونحوه

  • اختلف العلماء في حكم ذوات الأرواح المرسومة على شيء مسطح مثل الجدار والورق والملابس وأمثالها.
  • فذهب جمهور الفقهاء ومنهم الحنابلة والحنفية وكذلك الشافعية إلى تحريم ذلك مثله مثل رسم المجسمات من الأرواح.
  • وأدلتهم على ذلك ما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث صحيحة واردة في البخاري وغيره من كتب السنة المحمدية.
  • ومن تلك الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم “إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ، يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ”.
  • ومنها ما ثبت عن النبي الكريم من رواية عبد الله بن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال:
    • “من صَوَّرَ صُورَةً، فَإِنَّ اللَّهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا”.
    • ويقول ابن عباس للسائل عن الرسم أنه إن كان لزاما أن يرسم الإنسان فعليه برسم ما ليس فيه روح مثل الأشجار.
  • أما مذهب المالكية والإمام ابن حمدان من علماء الحنابلة فيقولون إن رسم ذوات الأرواح إن رسمت على المسطح من الأشياء هو مكروه وليس حرام.

رأي علماء مصر في رسم ذوات الأرواح

فيما يلي نذكر لكم حكم ذوات الأرواح طبقًا للمعمول به في دار الإفتاء المصرية، وهو كما يلي:

  • ذكر الدكتور عويضة عثمان عبر الموقع الرسمي للدار المصرية للإفتاء أن رسم ما به روح مثل الطيور والبشر والحيوانات جائز.
    • كما قال الدكتور عويضة أن رسم المناظر الطبيعية وغيرها مما ليس فيه روح هو جائز بلا خلاف.
    • بل إنه يعد من الأمور الراقية التي ترفع من ذوق الإنسان الفني، وترقى بذوقه وتزيد من تأمله في خلق الله تعالى.
  • كذلك عقب عويضة أن رسم ما به روح وإن كان فيه خلاف بين علماء المسلمين، فإن المعمول به في مصر هو مذهب الإمام مالك.
    • بالإضافة إلى ذلك فإن الشيء المرسوم وإن كان جائزًا في الأصل، فإنه يعتمد على المحتوى الذي يقدمه الراسم.
    • بمعنى أنه يجب أن يكون قد رسم محتوى جيداً لا يدعو إلى الفحش والرذيلة أو ما يغضب الله عز وجل.

حكم التصوير الفوتوغرافي لذوات الأرواح

  • اختلف العلماء في رسم الأشخاص وسائر الكائنات الحية باستخدام الأقلام الملونة.
  • لكن أشهر ما قيل في ذلك وخاصة من قبل دار مصر للإفتاء.
    • أن رسم ما به روح باليد باستعمال القلم الرصاص والألوان هو جائز ليس فيه كراهة.
    • ذلك مع مراعاة الشرط الأساسي في جواز أي شيء وهو عدم مخالفة الضوابط الدينية والشرعية فيما يقدمه الراسم من محتوى.
  • بالإضافة إلى ذلك فإن القائلين بجواز ذلك يستندون إلى أن الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم الرسم هي خاصة بالمجسمات.
    • مما يعني أن المختص باللعن الوارد في الأحاديث هو التماثيل المراد منها مجابهة خلق الله سبحانه وتعالى.
  • وعلى ذلك فإن الرسم بالألوان وكذلك الرسم باليد مثل الجداريات أو الرسوم المنقوشة على الثياب وغيرها.
    • هي من الأمور المباحة ما دامت لا تغصب الله.
  • إضافة إلى ذلك فإن التصوير الفوتوغرافي يدخل في الحكم تحت رسم ذوات الأرواح رسمًا دون تجسيم أو نحت، فهو أيضا جائز.

كما يمكنكم التعرف على: حكم نشر الصور العارية وعقابها

حكم الرسوم الكاريكاتيرية لذوات الأرواح

وضمانًا لمسألة حكم رسم ذوات الأرواح، نتوقف على حكم الرسوم الكاريكاتيرية التي تناقش قضايا مجتمعية، وهو كالآتي:

  • بداية لا ينبغي ترك الأمر المتعلق بالرسم الكاريكاتيري مطلقًا دون تقييد، بل يجب تفصيله بذكر المحتوى المقدم من خلاله.
    • فإن ذلك الباب له ضوابط حددها الفقهاء، ومنها الغاية التي لأجلها ترسم تلك الرسوم.
    • فإنها ينبغي أن تكون ذات قيمة وهادفة وليست جوفاء بلا معنى أو غاية.
    • كما أنها يجب أن توصل إلى مشاهديها أفكاراً بناءة عن الموضوع التي خصصت له.
  • لكن يجب التنبيه على تجنب أن تكون تلك الرسوم ساخرة من هيئة بعينها أو أشخاص معينين وخاصة أهل الدين والصلاح.
    • وذلك لما ورد في كتاب الله العزيز في قوله عز من قائل:
    • “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ”.
  • أما عن غير ذوات الأرواح فإنه لم يرد في جوازها أي خلاف بين العلماء، سواء في مجال الكاريكاتير أو غيره.

حكم رسم جزء من ذوات الأرواح

  • إن القيام برسم جزء من أجزاء الكائنات الحية، كرسم الإنسان دون رسم رأسه هو مباح بلا خلاف.
    • ذلك لما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة فيما نقله عن جبريل عليه السلام وهو كما يلي.
    • “فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي بِالبَابِ فَلْيُقْطَعْ فَلْيُصَيَّرْ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ”.
  • كذلك ما قاله سيدنا ابن عباس رضي عنه أن أصل الصورة هو رأسها.
    • فإن تم فصل الصورة أو عدم رسمها فليس فيها ضرر وهي جائزة على هذا الحال.
  • تبعًا لذلك فقد قاس الفقهاء على ذلك عدم تحريم رسم ذا الروح مع عدم رسم ما لا تحصل الحياة بدونه.
    • مثل القيام برسم الإنسان من دون تجسيد أو من دون رسم الجزء السفلي منه، فذلك لا بأس به.
    • والسبب في جواز ذلك أن اللعن المراد به من يريدون التشبه بالله في قدرته على خلق الأشياء.
    • وهي لا محل لها في رسم جزء من ذي الروح دون الآخر.

حكم رسم ذوات الأرواح من غير ملامح

  • من المسائل الفرعية المتعلقة بمسألة حكم رسم ذوات الأرواح، هي رسم الغريب الذي لا شبيه له من المخلوقات أو رسم كائن دون ملامح.
  • فمن تلك الأحكام جواز رسم وجه الإنسان من دون ملامح ظاهرة، وكذلك جواز رسم الغريب من الأشياء التي لا نظير لها.
    • وذلك مثل رسم البشر مع وضع أجنحة لهم، لأن تلك الأشياء بعيدة كل البعد عن مناط التحريم في الرسم.
    • وهو مضاهاة الراسم لخلق الخالق جل وعلا.
  • إلى جانب ذلك فإنه لابد أن تكون الصورة سواء كانت ظاهرة الملامح أم غير ظاهرة جيدة المحتوى لا تحرض على الشر أو العري.
  • والأقرب إلى الصواب بين كل هذا الجدل الواسع بين العلماء.
    • هو أن يبتعد الإنسان عن رسم ذوات الأرواح بطريقة تجعلها مماثلة لخلقة الله تعالى.
    • كما هو الحال في المجسمات والتماثيل فإنها محرمة بالإجماع، إلا أنه حديثًا قد أصدرت فتوى بجوازها لأغراض تعليمية.
    • ذلك لأن محط تحريم التماثيل هو تعظيمها وعبادة الناس لها، فإن زال ذلك السبب فلا حرمة فيها.

كما يمكنكم الاطلاع على: حكم مشاهدة المسلسلات والأفلام

ختامًا فإن حكم رسم ذوات الأرواح هي قضية فقهية واسعة ذكرت فيها العديد من الأقاويل والآراء الفقهية، والتي قد قمنا بتفصيلها لكن يجب على كل من منحه الله هبة مثل هبة الرسم أن يحسن استغلالها ويبتعد بها عن مواطن الشبهات.

مقالات ذات صلة