حكم الاستمناء في رمضان
حكم الاستمناء في رمضان، شهر رمضان من الأشهر المعظمة عند الله، ففيه نزل القرآن وفيه فرض الصيام، وقد اخص الله سبحانه وتعالى ثواب واجر هذا الشهر لنفسه.
فربما الأعمال كلها ظاهرة، إلا الصيام فهو بين العبد وربه، والاستمناء من الأمور الغير محببة ومحرمة في الشرع، كما أن لها بعض الآثار الجانبية على صحة الإنسان.
محتويات المقال
الاستمناء والعلاقة الحميمة
تعتبر العادة السرية أو الاستمناء من الأساليب الذي ربما يستخدمها بعض الذكور للتخلص من شهوتهم، ولكنها تؤثر فعليًا على صحة الإنسان بخلاف العلاقة الحميمة، فالجماع الفعلي بين الرجل والمرأة له العديد من الفوائد الصحية مثل.
- تعزيز صحة القلب.
- تخفيف الشعور بالألم.
- تحسين الدورة الدموية.
- ولكن هذه الفوائد معدومة تمامًا بالنسبة للاستمناء، وعلى الرغم من العمليتين تنتهي بالقذف إلا أن استجابة الجسم قد تختلف لعدة أسباب لا تزال قيد البحث والدراسة.
أضرار الاستمناء على الصحة
- قد يسبب الاستمناء في بعض المشاكل التناسلية، وقد يؤثر لدى البعض على العلاقة الحميمة إذا كان متزوج، فقد يفضل البعض الاستمناء على ممارسة العلاقة الحميمة بينه وبين زوجته، وقد يتسبب الاستمناء في المشكلات التالية أيضا.
- يؤدي الاستمناء إلى زيادة حساسية المناطق التناسلية سواء للرجل أو المرأة.
- تؤدي عملية الاستمناء إلى زيادة ليونة المنطقة الحساسة والأعضاء التناسلية.
- إصابة العضو الذكري بالوذمة أو الاستسقاء، وهو نوع من أنواع التورم.
- الذي ربما يحدث في بعض الحالات التي تلجأ إلى الاستمناء أو العادة السرية في أوقات متقاربة.
- إذا كان الشخص يستخدم العنف في حالة الاستمناء أو في العادة السرية.
- فقد يؤثر هذا على حساسية الأعضاء التناسلية، وتؤدي إلى تدني مستوى الإحساس أثناء العلاقة الحميمة.
- وهذه بعض الأضرار الصحية الذي يسببها الاستمناء أو العادة السرية.
وفيما يلي نتعرف على الحكم الشرعي في ممارسة العادة السرية أو الاستمناء.
حكم الاستمناء في المذاهب
أما عن أقوال الأئمة الأربعة في المذاهب المختلفة في حكم الاستمناء أو العادة السرية، فقد تنقسم إلى ثلاث حالات سنوضحها فيما يلي:
- الحالة الأولى: وهي الاستمناء أو ممارسة العادة السرية بغير حاجة، واختلف الفقهاء في حكم استمناء الرجل بيده في هذه الحالة.
- ورأى الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية، أن الاستمناء محرم لما جاء في سورة المؤمنون الآية 5 (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ).
- وذهب الحنفية في المذهب واحمد في رواية وعطاء إلى انه يكره، وقيد الحنفية الكراهة بالتحريم قالوا انه مكروه تحريمًا.
- وقال احمد في رواية عن ابن منصور: لا يعجبني بلا ضرورة.
- الحالة الثانية: هي الاستمناء خوفًا من الوقوع في الزنا، اختلف فقهاء المذاهب في هذا الأمر.
- حيث أن الراجح عند الحنفية والحنابلة في حكم الاستمناء في هذه الحالة أن لا شيء عليه.
- وقال الحنفية بتعبير أخر، أن من استمنى في هذه الحالة، الرجاء ألا يعاقب.
- وقال المرداوي: لو قيل بوجوبه في هذه الحالة لكان من وجه كالمضطر، بل أولى لأنه اخف.
- وعن احمد: أن هذا الأمر يكره حتى في حالة الخوف من الوقوع في الزنا.
- قال مجاهد: انهمك انو يأمرون فتيانهم أن يستغنوا بالاستمناء على الزنا، لتخفيف الضرر.
- وقال المالكية واحمد في رواية أخرى أن هذه العادة تحرم ولو خاف من الزنا، وجاء في نص ما قالوا.
- أن الفرج مع إباحته بالعقد، ولم يبح بالضرورة، فهنا أولى.
- وقد جعل المشروع الصوم بدلًا من النكاح، والاحتلام مزيل لشدة الشبق، ومفتر للشهوة.
ننصح بقراءة: ما حكم من استمنى في نهار رمضان متعمدا؟
اخف المفسدتين
- في الحالة الثالثة الذي وضحها الفقهاء في المذاهب هي: الاستمناء عند تعينه طريقًا لدفع الزنا.
- وقد ذهب فقهاء الحنفية والحنابلة والشافعية إلى جواز الاستمناء، إذا تعين طريقًا للخلاص به من الزنا.
- وكان للمالكية رأي أخر حيث قال فقهاء المالكية، أن استمناء الشخص بيده حرام، خشي الزنا أم لا.
- لكن إذا لم تدفع عنه الزنا إلا بالاستمناء قدمه على الزنا ارتكابًا لأخف المفسدتين.
حكم الاستمناء في رمضان
- اختلف الفقهاء في هذا الأمر كثيرًا، ولكن القول الراجح أن الاستمناء أو العادة السرية في نهار رمضان، حكمها كحكم الجماع.
- ويجب على من فعله قضاء اليوم وكفارة 60 يوما متتابعين أو إطعام 60 مسكين، وعليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والاستغفار كثيرًا.
- وقال الألباني: أن الاستمناء لا يجوز في نهار رمضان ولكنه لا يفطر صاحبه.
- وأن الكفارة والقضاء لا تكون إلا بالجماع، وكانت حجته في ذلك، قول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.
- عندما سألت: ما يحل للرجل من امرأته وهو صائمًا؟ قالت: كل شيئًا لا الجماع، كما قال نفس الكلام أيضا الإمام ابن حزم، واحتج بنفس الحديث.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم).
- واحدث هذا خلاف بين العلماء والفقهاء في الاستمناء، فقد قالوا: انه يجب التنبيه انه بين الاستمناء والإنزال عموم وخصوص.
- فكل استمناء إنزال وليس كل إنزال استمناء، أما الإنزال بمجرد النظر أو بسبب التفكير وإن تعمد التفكير في الجماع.
- فانزل فهذا لا عليه إطلاقًا ولا له من قضاء كفارة، وهو قول جمهور أهل العلم إن لم يكن إجماعا، استدلالًا بالحديث الشريف.
دار الإفتاء المصرية
- قال الشيخ عويصة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية في حكم الاستمناء في نهار رمضان.
- أن الصحيح في الأمر هو تجنبه وعد فعله والقدوم عليه، حيث أن الاستمناء باليد أو بالتفكير أو بغيره مما يثير الشهوة في نهار رمضان، فهو مكروه، وعلى من فعل هذا.
- التوبة والاستغفار وقضاء يوم أخر، ويحرص ألا يعود لمثل هذا الفعل مرة ثانية.
- حيث أن شهر رمضان والصيام فيه من الشعائر المهمة في الإسلام، ولا يجب التهاون فيها، أو القدوم على مثل تلك الأفعال.
- ووضح الشيخ احمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء المصرية.
- أن من استجلب شهوته وأضاع ماءه في غير ما احل الله فقد ارتكب إثمًا عظيمًا يحاسب عليه، وأضاف الشيخ احمد وسام.
- أن من الفقهاء من أجاز الاستمناء للمضطر، كمن كان مريضًا وأشار عليه الطبيب بفعل هذا النوع للتدواي أو لدفع مفسدة وأثم أعظم مثل الوقوع في الزنا.
- واستشهد الشيخ احمد وسام، بحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شبابًا لا نجد شيئًا، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”
الاستمناء والصوم
- نجد أن معالجة الاستمناء قد ذكر فيها عدة طرق، أولها هو الصوم، وعدم الخلو إلى النفس فترة طويلة.
- وعدم الفكر في مثيرات الشهوات، غض البصر عن المحرمات، وإتباع الصحبة الصالحة التي تعينك على الاستقامة وتبعدك عن المعاصي.
- ونجد أن كل هذه الأمور من الأشياء التي يجب إتباعها أثناء صيام النوافل أو أثناء صيام شهر رمضان.
لا تنسى قراءة: حكم الاستمناء في نهار رمضان
وبهذا نكون قد تعرفنا على حكم الاستمناء في رمضان، والأضرار الصحية الناتجة عن الاستمناء، والرأي الصائب في المذاهب الأربعة، كما تناولنا رأي دار الإفتاء المصرية، والاطلاع على أراء فقهاء الشريعة في حكم الاستمناء في رمضان.