حكم التصوير في الاسلام
حكم التصوير في الاسلام، هل التصوير حلال أم حرام؟ سؤال ظل مُحيرًا للعديد من العقود فتارة يخرج علينا البعض ويحرمه بل ويُنذر بالنار، وتارة أخرى يؤكد لنا بعض الأئمة والشيوخ بكونه أمر حلال، لذلك فقد عقدنا العزم على توضيح حكم التصوير في الاسلام من خلال هذا المقال.
محتويات المقال
ما هو مفهوم التصوير؟
- يعد مصطلح التصوير في المعاجم القديمة هو نحت صور للمخلوقات سواء كان من الحجر أو الخشب أو الطين أو العجوة كما كان يحدث في الماضي، وذلك وفقًا لتفسير العديد من الأئمة أمثال “الزبيدي، وابن منظور”.
- كما يصفه مجموعة أخرى من العلماء بأنه ما يتميز به الإنسان عن غيره من حيث الشكل والتفاصيل أو ما بالباطن كالعقل وطرق التفكير والتعامل.
حكم التصوير في الاسلام
تعد قضية حكم التصوير في الاسلام أحد الأمور التي شهدت اختلافًا شديدًا بين الفقهاء، من حيث تفسير المقصود من التصوير، مما أدى إلى وجود حالة من التخبط في الحكم لفترات طويلة، وفيما يلي توضيح لاختلاف الحكم الشرعي:
- أقر بعض العلماء على أن المقصود بالتصوير هو صناعة التماثيل، ليتحول الأمر لقضية عقائدية، حيث يُعد الله سبحانه وتعالى هو المنوط الوحيد بتصوير الإنسان والخلق.
- بناءً على ذلك فكان حكمهم المؤكد بأن التصوير محرّم، لكونه فيه تشبيه بما فعله الكفار، ومن ثم مضاهاة للخالق في صناعة خلقه ليصل بنا الأمر إلى الوقوع في الشرك.
- بينما على الجانب الأخر، فقد فضل بعض الفقهاء تفسير التصوير على أنه أحد أشكال الرسوم والفنون التشكيلية.
- فإذا كان التصوير أو الرسم لذوات الأرواح فأصبح الأمر محرم بل قد يقود للكبائر والشرك بالله عز وجل، وذلك وفقًا للحديث النبوي “إنَّ الَّذينَ يصنَعونَ هذِه الصُّوَرَ يعذَّبونَ يومَ القيامةِ، يقالُ لَهم: أحيوا ما خلقتُمْ”.
- يأتي الرأي الأخير في أمر حكم التصوير في الاسلام، بشأن التصوير بالكاميرا أو الفيديو، ولكنهم اختلفوا أيضًا فخرج رأيين.
1-تحريم الأمر مثله كالرسم لذوات الأرواح.
2-يكون التصوير حلال في حال كونه ليس لمضاهاة خلق الله، مع اشتراط عدم وجود ما هو مُحرم كصور النساء مع كشف عوراتهم.
اختلاف أحوال التصوير
يختلف التصوير وفقًا لأحواله والغرض منه، لذلك فقد قسم العلماء قدر الحلال في التصوير على النحو الآتي:
- إن كان التصوير بغرض التعليم فهو جائز وغير محرم سواء كان بالرسم أو بالكاميرا أو النحت، ولعل أبرز دليل على ذلك هو امتلاك السيدة عائشة مجموعة من الدمى وذلك بسبب سنها الصغير وفي حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.
- كذلك صناعة الصحابة للألعاب والدمى من أجل إلهاء الأطفال أثناء الصيام، لتخفيف شعورهم بالجوع والعطش.
- يكون التصوير محرم في حالة أن كان يحتوي على صور لنساء كاشفات العورة، لأن ذلك يُثير الغرائز ويؤدي إلى ارتكاب كل ما هو محرم.
لماذا تم إباحة التصوير المعاصر؟
- على الرغم من إباحة التصوير المُعاصر بشكل كامل، إلا أنه بشروط واضحة تكمن في عدم الوقوع في أي أمر محظور شرعًا وفقًا لما تم ذكره في السالف ليخطر ببال الجميع لماذا تم إباحة التصوير المعاصر؟
- سؤال رُبما ظل مُحيرًا لفترات طويلة أيضًا، خاصًة في ظل اختلاف أراء الفقهاء في تفسير المقصود من التصوير، إلا أن الأمر قد انتهى بأحكام واضحة تكشف إباحة التصوير المعاصر، حيث أرجع العلماء الأمر لما هو آتيٍ.
- أن تكون الصورة لا تُضيف شيئًا على هيئة وشكل الإنسان، وكأنها انعكاس للصورة الحقيقية يصفها البعض بالمرأة.
- كما أم الصورة الفوتوغرافية تُعد الآن بمثابة توثيق لـ “اللحظات الهامة” وليست من صنع الإنسان ليدخل في ذلك احتمالية الشرك بالله -عز وجل-، بالإضافة إلى أن إباحة التصوير قد ساعد في نشر العلم بشكل أكبر.
حكم تصوير القبر والميت
- تصوير القبور، لا يجوز أمر تصوير القبور بأي حال من الأحوال، فيعد ذلك تجديد للأحزان وتعلق بذات القبور وهو أمر لا فائدة منه على الإطلاق.
- تصوير الميت.. فكما قال النبي -عليه الصلاة السلام- «كسر عظم الميت ككسر عظم الحي»، وفي هذا الأمر كناية عن حكم كل ما يتعلق بالميت بشأن الحرمة وعظمة قدرها في الإسلام.
- وتصوير الميت يحمل في طياته العديد من المحاذير خوفًا من الوقوع في كل ما هو محرم، فيجوز التصوير حديثًا في القضايا الجنائية للوصول للقاتل أو أسباب الوفاة، بينما يُحرم الأمر ويُصبح أحد المحرمات في حالة ذكر الميت بسوءٍ.
حكم تصوير الحوادث والمصابين
- للمسلم حرمة يجب أن تحترم في كل الأحوال سواء كان ميتًا أو حيًا أو مصابًا، لذلك لا يجوز تصوير المصابين في حوادث السير أو غيرها ونشرها عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي مهما كان السبب.
- بينما يجب على كل من هو متواجد في مكان الأحاديث الإسراع في إنقاذ حياة المصابين، وعدم الاعتداء على الخصوصيات، فإذا كان ينص القانون والدين على عدم تصوير الحي بدون إذن، فما بالك بالمصاب أو الميت.
حكم رسم الوجه
- انقسم أيضًا العلماء بشأن جواز الرسم، حيث يتشابه الأمر كثيرًا لأحكام التصوير السالف ذكرها، حيث أشار بعض الفقهاء بعدم جواز رسم الوجه مع الرأس، وذلك بسبب تفصيل معالم الوجه مثل “الأنف أو العين أو الفم”.
- بينما على الجانب الأخر، فقد تم إباحة الرسم بشكل عام في العديد من الحالات، والتي تأتي على النحو التالي:
- رسم صور المجرمين والذي يمنح العدالة قدرة أكبر وأسرع في الوصول إلى مرتكبي الجرائم، وكذلك رسم المشتبه بهم.
- رسم كل ما هو لا روح فيه، فعلى سبيل المثال “السيارات، الأثاث، الشجر، الجبال، الطائرات وغيرها”.
- الرسوم الخيالية والتي تتمثل في بعض الصور الخيالية مثل رسم إنسان ذات أجنحة أو اختلاط صور الإنسان بالحيوان.
حكم نحت التماثيل
- يعد تعريف التمثال عند أهل اللغة بالصورة، حيث يُحرم الأسلام الصورة الكاملة أو التامة، حيث يصبح الأمر تحت لواء تصوير ذوات الأرواح وهو الشيء الذي يقود إلى الكبائر والشرك بالله -عز وجل-.
- بعدما خضنا في رحلة الوصول إلى حكم التصوير في الإسلام وكذلك حكم الرسم وغيره من تلك الأمور المتعلقة بالتجسيد والوصف، فيجب علينا توضيح حكم نحت التماثيل.
- هذا وقد سبق ذكر أمر تصوير غير ذوات الأرواح والتأكيد على كونه حلال، بينما صناعة التماثيل هو شيء غير قابل للنقاش فهو حرام لا يجوز، وذلك وفقًا للحديث النبوي «وَمَن أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي».
- بينما على الجانب الآخر، يجوز نحت تمثالًا لكائن حي ولكن مقطوع الرأس أو ذات وجه مطموس المعالم دون وجود عينان أو أنف أو فم، ويأتي توثيق ذلك وفقًا للحديث الشريف.
- «إني كُنْتُ أتيتُكَ البارحةَ فلم يمنعنِي أن أكونَ دخلتُ عليكَ البيت الذي كنتَ فيهِ إلّا أنّه كان في بابِ البيتِ تمثالُ الرّجالِ، وكان في البيتِ قرامُ سترَ فيه تماثيلٌ، وكان في البيتِ كلبٌ، فمُرْ برأسِ التمثالِ الذي بالبابِ فليُقْطعْ فيصير كهيئةِ الشجرةِ».
في النهاية عزيزي القارئ وبعد رحلة طويلة في بحر أحكام التصوير والرسم ومقال حكم التصوير في الإسلام، وذلك عن طريق وتوضيح حكم التصوير في الإسلام بشكل كامل، فقط كل ما عليك فعله هو تجنب كل يضعك في إطار الدخول في محرمات التصوير