حكم الوشم وعقوبته
حكم الوشم وعقوبته، كثير من الأشخاص يسعون لاستخدام بعض الأشياء ويعتقدون أنها تجعلهم أفضل وأجمل ولم يتذكروا أن الله تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة بدون استخدام مستحضرات تجميل أو أي شيء آخر.
ومن الأشياء التي يقوم البعض بها عمل الوشم ويلقب في العصر الحديث بالتاتوه، ومن خلال مقالنا سنقدم لكم حكم الوشم وعقوبته، ولماذا يحرم الوشم، وهل يمنع الوضوء أم لا وكثير من الأسئلة سوف نجيب عليها في مقال حكم الوشم وعقوبته.
محتويات المقال
تعريف الوشم
- وللوشم عدة معاني مختلفة، والمراد به ما يكون من غرز الإبرة في الجسم، وذر النيلج أي الصبغة الزرقاء التي تستخدم حتى يخضر أثره، أو يزرق.
- ويعرف الوشم كذلك بأنه تغيير للون الجلد من سقطة، وهو كذلك العلامة التي لها أثر كبير على جسم الإنسان.
- والوشم اصطلاحًا هو أن يغرز منطقة على الجلد بإبرة حتى تسيل الدم منها.
- ثم تملأ المكان المغروز بمادة من الكحل، أو المداد أو النورة، فيسير لون الجلد ازرق أو أخضر.
شاهد أيضًا: طرق إزالة الوشم بالليزر
حكم الوشم في الإسلام
- ونستكمل معكم مقال حكم الوشم وعقوبته حيث ذهب جمهور الفقهاء لقول بحرمة الوشم.
- اعتمادا للحديث الصحيح التي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في لعن الواشمة والمستوشمة.
- الذي رواه ابن عمر رضي الله عنه، وعن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال فيه ” لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة”.
- وقد اعتبر بعض فقهاء الشافعية المالكية وبعض فقهاء المالكية ان الوشم من الكبائر التي يلعن فاعلها.
- وذهب بعض متأخري المذهب المالكي للقول بكراهة الوشم لا تحريمه، حيث قال النفراوي إن حكم الكراهة يحمل على التحريم.
الحالات المستثناة من الوشم في التحريم
وقد قام بعض الفقهاء باستثناء حالتين من حرمة الوشم، وهما:
- إذا كان القصد من الوشم الاستشفاء والتداوي من مرض، فإنه في تلك الحالة يجوز وضعه والتوشم به.
- لأن القاعدة الفقهية تنص على أن الضرورات تبيح المحظورات، وقد أباحت الضرورة هنا عمل الوشم لأجل التداوي والاستشفاء.
- إذا كان الهدف من رسم أو تصميم الوشم تزيّن المرأة لزوجها، ويكون ذلك بعد إذنه.
أنواع الوشم
للوشم أنواع عديدة يختلف الحكم الفقهي بناء عليها، ومن خلال مقال حكم الوشم وعقوبته نوضح لكم أنواع الوشم مع بيان الحكم الفقهي لكل نوع:
- الوشم الثابت، هو آثار وخز جلد البدن بالإبرة، وإعادة ملئه بالكحل أو بأي مادة أخرى، وحكم هذا النوع التحريم.
- الوشم المؤقت، وهذا النوع يتم تقسيمه لقسمين، وهما: وشم مؤقت لا يزول سريعا، ويدخل بأسفله تلوين محيط الشفاه.
- أو بمحيط الحواجب، أو لإصلاح عيوب لون الجلد، ويتم هذا باستخدام إبرة معقمة.
- ويتم إزالة آثار هذا النوع من الوشم بعد مرور مدة زمنية أقصاها ثلاث سنوات.
- ويعرف باسم درموغرافي، والحكم الفقهي لهذا النوع من الوشم هو التحريم، والدليل على ذلك من القرآن الكريم.
- قول الله سبحانه تعالى: “ولأضلنهم ولامنينهم ولأمرنهم فليبتكن أذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله” صدق الله العظيم.
- فالوشم يعتبر من تغيير من خلق الله، ودليل السنة النبوية على تحريم الوشم قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث.
- “لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة” فاللعن عامتًا لا يكون إلا على كل ما هو محرم.
- وشم مؤقت يتم إزالة أثاره سريعًا مثل وشم الحناء، او الطبع على الجلد، والحكم الفقهي لتلك النوع هو الجواز.
- وذلك لسهولة إزالته بالمياه، وقد ذكر الإمام الصنعاني فيما يتعلق بهذا النوع من الوشم.
- حيث قال: (ولا يقال إن الخضاب بالحناء تشمله عله التحريم، وإن شملته فهو مخصوص بالإجماع.
- وبأنه قد وقع في عصر النبي صلي الله عليه وسلم، بل أمر بتغيير بياض أصابع المرأة بالخضاب، كما في قصة هند).
- أما الطبع على الجلد فقد أكد أحد العلماء المعاصرين بكراهته، لأنه تشبه بأصحاب الوشم.
شاهد أيضًا: حكم تنظيف الحواجب بدون نمص
آيات الوشم في القرآن
- اختلف الكثير من الفقهاء في الحكمة من تحريم الوشم، فقال البعض منهم ان الوشم فيه إخفاء للعيوب وتزييف وغش.
- استنادا للحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود عن النبي صلي الله عليه وسلم قال.
- “لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنصمات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله”
- وذكر بعض جمهور الفقهاء إلى أن الحكمة من تحريم الوشم هي عدم تغيير الهيئة التي خلقها الله تعالى.
- ولما في الوشم من تعذيب لجسد الإنسان بدون حاجة أو ضرورة لذلك، واستند جمهور الفقهاء أيضا بقول الله تعالى في كتابه العزيز.
- “وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ ولأمرنهم فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ ولأمرنهم فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا”.
- ووجه جمهور الفقهاء الدلالة من الآية الكريمة، أن المقصود في الآية بتغيير خلق الله هو الواشم.
- وقال بهذا الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والحسن البصري.
حكم الوشم المؤقت
- قد أفتى الكثير من العلماء بتحريم الوشم المؤقت الذي يستمر لمدة من ستة أشهر أو أكثر.
- ومثال على ذلك حقن الحواجب أسفل الجلد وذلك باستعمال مواد كيماوية أو ما يتم وضعه لتحديد الشفاه.
- وسبب تحريم ذلك أنه داخل في مسمى الوشم المحرم، وهو مثله وذلك لبقائه مدة زمنية طويلة.
- وكذلك بسبب إمكانية تجديده عند زوال أثره، وهذا ما يجعله مثل الوشم المحرم الدائم.
- وأما حكم الوشم المؤقت الذي يكون على شكل الأصباغ وما نحو ذلك فهو جائز غير محرم، قياسا على إباحة التزين بالرسم والحناء.
- ويشترط في إباحة الوشم المؤقت للمرأة دون الرجل أن يكون هذا الوشم مصنوع من مواد طاهرة.
- وكذلك ألا يشتمل على رسوم لذوات الأرواح، أو لشعارات لأهل الكفر.
الإعجاز التشريعي في تحريم الوشم
أثبتت بعض الدراسات الطبية أضرارًا عديدة للوشم مما يثبت الإعجاز التشريعي بتحريمه، ومن الأضرار التي قام بذكرها العلماء للوشم بعض الأمراض الخطيرة التي يسببها مثل:
- الإصابة بمرض الإيدز.
- الإصابة ببعض الأمراض المعدية.
- استخدام المواد الكيماوية السامه والغير صحية ومأمونة في صبغ الجلد تسبب الكثير من أمراض الجلد.
- ومنها التهيجات والتشققات والتشوهات والتقرحات وغير ذلك من الأمراض الجلدية.
- ولايزال الوشم إلا بإجراء عملية جراحية.
حكم الوشم دار الإفتاء المصرية
- ومن خلال مقالنا حكم الوشم وعقوبته نوضح لكم رأي دار الافتاء المصرية في تحريم الوشم سواء للرجل او المرأة.
- قد أوضح الشيخ عويضة عثمان عبر لقائه ببرنامج “فتاوى الناس” الذي يذاع على فضائية “الناس”.
- في إجابته عن سؤال محتواه “ما حكم الوشم للرجال؟ “، قائلًا إن الوشم عادة سيئة، لا تتناسب مع عاداتنا كمجتمع شرقي.
- مشيرًا إلى أن السيدة يجوز لها أن تتزين لزوجها بوضع الحناء، وغير ذلك حرام شرعًا.
شاهد أيضًا: حكم حلق شعر الجسم للرجال بالتفصيل
وفي نهاية مقالنا حكم الوشم وعقوبته نوضح لكم أن الله تعالى جعل في خلق الإنسان معجزة من حيث الشكل والتكوين، وجعل هيئة الإنسان مميزة.
وخاصة دون باقي المخلوقات، ووهب الله تعالى الإنسان عقل راجح، وفِكر سليم، ليحسن استغلال هذه الخلقة، ويجب ألا يسيء التصرف بها،
فإن فعل الإنسان ما يناقض ذلك فقد أضر بنفسه أو سيقوم بظلمها، ويعاقبه الله على ذلك، حيث جاءت عدد من النصوص الشرعية لمنع ما يمس الإنسان بأي ضرر.
ومن مظاهر الإضرار بالخلقة خلقها الله سبحانه وتعالى للإنسان وشم الجسم بالرسومات أو بالتصاميم، ففيه تغيير للصورة التي خلق الله عليها الإنسان، فهذا حرمه الله تعالى.