حكم لبس الدبلة للخاطب والمخطوبة
حكم لبس الدبلة للخاطب والمخطوبة، تعد دبلة الخطوبة من أكثر التقاليد المرتبطة بالزواج وأشهرها في الزمن الحالي.
كما أن لبسها شرط رئيسي عند الكثير من المقبلين على الزواج، وإن كنت قد سألت في يوم ما عن القصة ورائها وحكم لبسها، فوَاصِل قراءة هذا المقال.
محتويات المقال
أصل فكرة وضع دبلة أو خاتمًا للخطوبة
- لكل مجتمع عاداته الخاصة به والتي قد ينقلها للمجتمعات الأخرى.
- وعادة لبس دبلة أو خاتم للخطوبة هي رمز وعادة ترجع لتاريخ قديم وورائها قصة ما.
- إن اختلفت الأقاويل فيه والقصص المنقولة عن عادة لبس دبلة الخطوبة الشهيرة والتي مازالت مستمرة إلى الأن.
- أول قصة تشير إلى لبس دبلة الخطوبة تعود للمصريين القدماء.
- وإن العريس والعروس في وقتهم كان يتبادلان خاتمان صُنعا من القصب ويرتديانه في إصبع البنصر.
- لأنهم كانوا يؤمنوا بأن الدوائر ترمز إلى الأبدية والخلود.
- كانوا يرتدون تلك الخواتم في إصبع البنصر لأن البنصر فيه شريان يصل إلى القلب مباشرة، وقد أطلقوا على هذا الشريان لاحقًا “شريان الحب”.
- يقال أيضًا في قصة أخرى أن هذا التقليد كان عند الرومان في القرن الثاني الميلادي.
- وذلك بعد أن استبدلوا إعطاء العروس الهدايا القيمة أو المال.
- لكن خاتم الخطوبة هنا لم يعد يرمز للحب كما كان عند المصريين القدماء.
- وأصبح خاتم الخطوبة رمزًا للتملك عند الرومان بدلًا من الحب.
- فقد كان يعطي المقبل على الزواج لعروسه خاتمًا ذهبيًا ترتديه في حفلة خطبتهم.
- وخلال المناسبات، وبعد الزواج يعطيها خاتمًا مصنوع من الحديد.
- هذا الخاتم يدل على التزامها باتفاق قانوني وهو أنه يمتلكها.
- في القرون اللاحقة بدأت تظهر خواتم الخطوبة المصنوعة من الماس.
- وقد رُوج لتلك الخواتم بطريقة سريعة على أن الخاتم المصنوع من الماس يدوم للأبد.
- يذهب البعض إلى قصة لبس دبلة الخطوبة بأنها مأخوذة من النصارى، وأنها أصلها من شريعتهم.
- ويضع كلا من العريس العروس خاتمين لزواج أمام رجل الدين الذي سيعلن أنهما زوج وزوجة.
- وأصبح ارتداء خاتم الخطبة والزواج في الأيدي شائعًا بين الرجال في الحرب الثانية كي يذكرهم بزوجاتهم أثناء غيابهم عنهن.
- كي يذكرهم أيضًا بالتزامهم تجاه شريكة الحياة، واستمرت هذه العادة بعد انتهاء الحرب وحتى الوقت الحالي.
شاهد أيضًا: أين توضع الدبلة في الخطوبة؟
أهمية وضع دبلة الخطوبة للمخطوبين
- لوضع دبلة الارتباط أهمية كبيرة بالنسبة للمقبلين على الزواج وللمخطوبين، وكذلك لها مكانة مميزة وخاصة لديهم.
- فالدبلة أو خاتم الخطبة هدية مميزة للعروس من عريسها، وعلامة للرجل على الارتباط للمرأة أيضًا.
- وهي بمثابة رمز للرابط الأبدي بين الرجل والمرأة، لذا يختاره العريس والعروس بعناية شديدة.
- البعض يجد أن الدبلة قد تحميه من تطفل السائلين وتجنبهم الخوض والاسترسال في الحديث في تلك الأمور معهم.
- يرى البعض الآخر أنها إعلان صريح للارتباط بشخص ما وعلامة على العثور على رفيق الحياة.
- وأن بقاء الدبلة يكون في إصبع البنصر في اليد اليمنى أثناء فترة الخطوبة، وينتقل لليد اليسرى عند عقد الزواج.
الدبلة في الإسلام
- في زمننا الحاضر إنه لمن الشائع أن يضع العروس والعريس دبلة أو خاتم يدل على أنه تم خطبتهما أو لتدل على زواجهما.
- قد يتبادلان وضع الخواتم في بداية الأمر عند الخطبة أوقد يأخروا هذا الطقس حتى وقت عقد الزواج.
- لذا على من يضعها من المسلمين معرفة رأي الشريعة فيه حكم لبس دبلة الخطوبة، هل تخالفها أم هي جائزة ومباحة.
حكم لبس الدبلة للخاطب والمخطوبة
- هناك اختلاف في أراء أهل العلم والفقهاء حول حكم ارتداء دبلة الخطوبة وحكم لبسها.
- هناك فريق من أهل العلم يرى إن لبس خاتم أو دبلة الخطوبة جائز ولا شيء فيه.
- وهناك فريق آخر يرى أن لبسها محرم وغير جائز.
- يرى الفريق الذي يبيح لبس الدبلة أن لا شيء في لبسها وهي مباحة للنساء في كلتا الحالتين.
- إن كانت مصنوعة من الذهب أو مصنوعة من الفضة، ومباحة للرجال في حالة إن كانت مصنوعة من الفضة أو الحديد فقط.
- الفريق الذي يرى لبس الدبلة حرام يستند في حكمه إلى أن هناك من يعتقد أن لبس دبلة الخطوبة أو الزواج قد يكون سببًا في التآلف بين الزوجين وديمومة الزواج واستقرار الحياة الزوجية بين الزوجين وعدم وافتراقهما.
- تحرم أيضًا إن كان سبب لبسها هو التشبه بالكفار وغيرهم.
شاهد أيضًا: حكم عمليات التجميل وكفارتها
حكم لبس دبلة الخطوبة للزينة
الأصل في صناعة وبيع وشراء المجوهرات مثل السوار والخلخال والخواتم كذلك هو وضعها للزينة، وخاصة بين النساء.
- أما بالنسبة لحكم لبس دبلة الخطوبة فهو جائز ولا بأس به ولا حرج على المرأة أن تضعها للزينة.
- لا بأس بوضعها أيضًا كعلامة على أنها قد تم خطبتها وإعلامًا لها بين النساء.
متى يحرم لبس الدبلة للرجال؟
- تحتم عادة تبادل وضع دبلة الخطوبة أو خاتم الزواج أن يضعها كل من العروس والعريس.
- أما بالنسبة للرجل فهو مباح له أن يضع خاتمًا أو دبلة للخطوبة أو الزواج إن لم تكن مصنوعة من الذهب، فإن وضعها محرم بالإجماع على الرجل.
- يجوز له وضع الدبلة أو خاتم سواء لإعلان الخطبة أو الزواج ما دامت مصنوعة من فضة أو حديد فقط.
حكم تحلي الرجال بالفضة
- بالرغم من اتفاق أهل العلم والفقهاء على إباحة وجواز لبس دبلة الخطوبة أو الزواج للرجل إلا أن هناك بعض الأمور التي يجب تحريرها عند استعمال الرجل للفضة في غير موضع دبلة أو خاتم الخطوبة.
- طلاء وتحلية السيف وآلات الحرب جائز عند الرجال، وقد اتفق الفقهاء.
- وأهل العلم على جوازه في استخدام الفضة في أعمال التجميل والتزيين لبعض الأدوات كالدرك والترس وغيرهم.
- حرم على الرجل استخدام الفضة في زينة الجسم كما في الاساور والخلخال وسلاسل الرقبة والخصر، وذلك لما فيه من تشبه بيّن بالنساء
- ذلك لأن تزيين البدن فعل خاص بالنساء، وهو ما يظهر من الفعل وفيه مخالفة واضحة للشريعة، وفعل يوقع الرجل في إثم ومعصية.
- يذهب فريق من العلماء إلى رأي يبيح استخدام الفضة مطلقًا مهما كان شكل الاستخدام وبدون استثناء.
- وحجته أنه لا يرى في جوازه وإباحته خطأ لأنه لم يرد شيء في النصوص ما حرم التحلي.
الوزن الجائز به للتحلي الرجل بالفضة
- التحلي هنا يقصد به التختم بخاتم ما أو وضع دبلة الخطوبة أو الزواج.
- وقد اختلف أهل العلم والفقهاء على الوزن المباح للرجل في خاتمه.
- هناك فريق من العلماء يرى أن وزن الخاتم الذي يجوز أن يلبسه الرجل لا يجب أن يزيد عن مثقالًا.
- وبعضهم قال إن الوزن المباح لا يجوز أن يصل إلى المثقال.
- يقال إن المثقال هو ما يوازي وزن الدينار وهو يساوي 4.25 جرام.
- يرى فريق آخر أن وزن الخاتم يجوز أن يتجاوز وزن الدرهمين الشرعيين، والدرهم الشرعي يساوي ثلاث جرامات وعشر الجرام حاليًا.
شاهد أيضًا: حكم الدورة الشهرية والصيام
في نهاية رحلتنا مع حكم لبس الدبلة للخاطب والمخطوبة، نؤكد على أنه دائمًا ما تكون للهدية أثر طيب في النفس، فماذا إذا كانت خاتم أو دبلة للخطوبة، بالتأكيد ستكون مكانتها أعلى ولكن علينا عرض ما نمر به على الشريعة لنرى إن كان يتماشى معها ويناسبها أم يخالفها ويتركنا نقع في إثم ومعصية بدون قصد.