الشيخ عبدالله بن حميد

من المهم أن نشير إلى أن مشايخ العلم لا يعنون فقط بتدريس العلوم والمعارف الدينية، بل يشمل عملهم مختلف المجالات العلمية والثقافية، فمنهم من يتخصص في العلوم الشرعية والفقهية، ومنهم من يهتم باللغة والأدب، ومنهم من يدرس العلوم الطبية والهندسية وغيرها، ومنهم من نبغ في عدة مجالات مثل الشيخ عبدالله بن حميد.

من هو الشيخ عبدالله بن حميد؟

• هو العالم الجليل والفقيه عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن حميد، من بني خالد، والذي يعد والد صالح بن حميد.
• ولد في في رمضان عام 1329 هـ، وذلك في بلدة معكال والتي تعد بلدة قديمة إلى حد ما، كما تعتبر الآن أحد أحياء مدينة الرياض.
• رغم فقدانه بصره في مرحلة طفولته، إلا أنه هذا لم يمنع تربيته وتعليمه، حيث تربى تربية حسنة، كما تميز بحفظه القرآن الكريم عن ظهر قلب في صغره.
• ومن خلال همته ونشاطه ومثابرته، شرع في طلب العلم وتعلم على أيدي علماء الرياض والوافدين إليها.
• وظل هكذا حتى أصبح نبغاً في فنون كثيرة، ولاحظ مشايخه الذكاء اللافت الذي يتميز به.
• ويتميز أسلوب الشيخ – رحمه الله – في كتابته بالبساطة والوضوح والتفصيل، حيث يعتمد في شرحه على الأدلة الشرعية والنصوص القرآنية والسنة النبوية الصحيحة.

حياة الشيخ عبدالله بن حميد

• تميز الشيخ عبد الله، رحمه الله، بسمعته الطيبة والحسنة التي امتدت لفترة طويلة.
• كما أثنى عليه في ذات يوم الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود بقوله الشهير: “لو كنت جاعلاً القضاء والإمارة جميعاً في يد رجل واحد، لكان ذلك هو الشيخ عبد الله بن حميد”.
• وصُنِّف الشيخ بن حميد على أنه شخص ذو ذكاء حاد وعقل رشيد، وفهم عميق ورؤية بعيدة المدى، حيث ترك وصية طيبة في ريعان شبابه.
• وخلَّف الشيخ بن حميد، رحمه الله، إرثًا عظيمًا من المؤلفات التي أثرت في الأجيال اللاحقة، وتُعتبر من بين أهم هذه المؤلفات دفاع عن الإسلام، والإبداع في شرح خطبة حجة الوداع، والرسائل الحِسان.
• كما قدم رسائل موجهة إلى العلماء، والعديد من الكتب والدروس والمحاضرات والندوات التي تركت بصمته الواضحة في العالم الإسلامي.

يعتبر الشيخ – رحمه الله – من أبرز علماء الدين والدعاة في العالم الإسلامي، وله العديد من المؤلفات المهمة التي تشكل إرثًا علميًا ثمينًا للأجيال الحالية والقادمة، ومن أبرز مؤلفاته:

• كتاب “التوحيد وبيان العقيدة السلفية النقية” الذي يعد من أهم كتب العقيدة في السنة النبوية والثوابت الإسلامية.
• كما ألّف كتاب “الدعوة إلى الله وجوبها وفضلها وأخلاق الدعاة” الذي يعد دليلاً على أهمية الدعوة في الإسلام وأخلاق الدعاة.
• كتاب “الرسائل الحسان والرد على يسر الإسلام” الذي يتضمن رداً على كتاب “يسر الإسلام” للكاتب الأمريكي جاريد دايموند، والذي يسعى إلى إسقاط الإسلام وإظهاره بأسوأ صورة ممكنة.
• من بين مؤلفات الشيخ – رحمه الله – كتاب “الدعوة إلى الجهاد في القرآن والسنة” الذي يبحث في أحكام الجهاد وشروطه وأنواعه وحكمه في الإسلام.
• ألّف كتاب “تبيان الأدلة في إثبات الأهلة وهداية المناسك” الذي يتناول موضوع الأهلة والتقويم الهجري ومناسك الحج والعمرة وفقهها الإسلامي.
• كذلك كتاب “كمال الشريعة” الذي يبحث في المسائل الفقهية والشرعية بطريقة موجزة وشاملة.

تعلم على يد العديد من المشايخ رحمهم الله، ومنهم:

• الشيخ حمد بن فارس حيث تعلم على يديه علوم العربية والحديث.
• سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، تمكن من أن يتعلم على يديه الكثير، وقد تمكن من صبحته فترة طويلة، حيث كان يستشيره في القضاء.
• الشيخ سعد بن حمد بن عتيق فقد تعلم منه أصول الدين وفروعه.
• الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ استطاع أن يتعلم منه الكثير ويلازمه.
• الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حيث قرأ عليه ما يتعلق من  أصول الدين وفروعه والحديث والتفسير.

مناصب الشيخ عبد الله بن حميد

• عيّنه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في عام 1357هـ مدرساً للمبتدئين ومساعداً له في التدريس.
• عين من قبل الملك عبد العزيز قاضياً في الرياض، عام 1357هـ.
• في عام 1363هـ تم تعيينه قاضياً لبريدة وما يتبعها.
• كما كان رائداً في إمامة جامعها والمرجع في الإفتاء والتدريس طوال مدة وجوده فيها.
• وبعد ذلك، في عام 1377 هـ، طلب الإعفاء من منصب القضاء ليتفرغ للعبادة وتعليم الناس، ولكنه اختير من قبل الملك فيصل – رحمه الله – كرئيس للإشراف الديني على المسجد الحرام ومدرس فيه ومفتياً، ونفع الله به علمه الأمة.
• وفي عام 1395هـ، عيّنه الملك خالد – رحمه الله – رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء.
• كما عين عضواً في هيئة كبار العلماء، ورئيساً للمجمع الفقهي وعضواً في المجلس التأسيس لرابطة العالم الإسلامي.

وفاة الشيخ عبدالله بن حميد

• لقد أُصيب الشيخ بمرض عُضال سافر على إثره إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم إجراء عدد من العمليات له، ولكن قد زاد عليه المرض، فنقل إلى داخل مستشفى القوات المسلحة بالطائف حتى وافاه الأجل فيها.
• توفي عام 1402هـ، وتحديدا في يوم الأربعاء الموافق 20 من شهر ذي الحجة.
• كما حضر جنازته وقد صُلي عليه داخل المسجد الحرام عدد كبير من العلماء والدعاء الأجلاء وعامة الشغب.
• وقد رثاه الكثير من العلماء في هذا العصر وباقة من الأدباء.

اقرأ أيضا: أشهر علماء المسلمين في الدين

أسئلة شائعة حول الشيخ عبدالله