خطبة قصيرة عن المخدرات
المخدرات من الآفات الاجتماعية الخطيرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة انتشارًا كبيرًا، ولعل أهم فئة معرضة لهذه الآفة هم الشبان الصغار.
لأن عقولهم ما تزال هشة ويسهل التأثير عليها، وهنا سأقدم خطبة قصيرة عن المخدرات ومخاطرها، فكن معنا للنهاية عزيزي القارئ.
محتويات المقال
خطبة قصيرة عن المخدرات
سأبدأ بالطبع بطريقة سرد الخطبة، مبتدئة بمقدمة ثم دعاء وصلاة على النبي، ثم أتابع بتوصية بتقوى الله، وسأعرض الخطبة الأولى وأتبعها الثانية، حتى تصل الخطبة إلى منتهاها.
شاهد أيضًا: خطبة عن جبر الخواطر وتطييب النفوس
مقدمة الخطبة
إن الحمد لله نحمده حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا تطيب به النعم، اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إن رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.
الله أكبر كبيرًا والحمد لله بكرة وأصيلًا عدد ما حمد الحامدون وذكر الذاكرون.
فلقد كرم بني آدم عن سائر المخلوقات وهو القائل تأكيدًا لذلك: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قدمت لكم في هذه الفقرة مقدمة خطبة قصيرة عن المخدرات
التوصية للعباد بتقوى الله
عباد الله أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، ونحن مأمورون بتقواه في كل أحوالنا، سرًا وعلانيةً، في البر والبحر والجو، فبتقواه عز وجل يصلح الله أحوالنا.
ويغفر ذنوبنا ونفوز فوزًا عظيمًا، وهو القائل في كتابه العزيز:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
وهو الذي أكد علينا أن نتقيه كما خلقنا من آدم، وآدم من تراب، فقد قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
الخطبة الأولى
هذه الخطبة الأولى من خطبة قصيرة عن المخدرات أبدؤها ب:
إخوتي بالله، العقل نعمة من أثمن النعم، أما الذكاء والإدراك فهما من مميزات البشر.
وإنّ الإنسان الحكيم العاقل هو من يدرك القيمة العظيمة لهذه النعمة، ويأخذ بالعبرة.
ويستعمل عقله، ويرى ببصره.
إخوتي بالله، هل للإنسان منا قيمة إن فقد قدراته العقلية؟! أتحسبون أنّ عاقلاً أكمل الله -عز وجل- له عقله.
ومع ذلك يجتهد لأن يذهبه؟! حقًا هؤلاء هم من يتعاطون المخدرات بكل أشكالها.
ومن العلم أن أمر إذهابها للعقل لا يمكن أن يخفى على أحد، فهي تغيّب الوعي والإدراك.
إخوتي بالله، إنّ هذا الأمر كان منشرًا منذ أيام الجاهلية، فقد شرب المشركون الخمر تباهيًا.
وإذا ما زال عقلهم منها فإنهم يتسامرون بصحبتها، لكنّ دين الإسلام بين أنه لا مكانة لأحد دون عقل.
وعليه فقد حرم كل شيء يزيل للعقل، وحارب هذه العادات البالية الشاذة.
فالعقلاء يدركون إدراكًا يقينياً أنّها لا تتلاءم مع فطرة البشر.
ولكن مع الأسف فإن المخدرات قد تنوعت أشكالها وتعددت أسماؤها.
وتعاطاها شباب المسلمين دونما حذر منها، والأخطر من ذلك أن بعضهم لم يسمع قط بأنها محرمة.
فهذا أمر يدفع على الحزن والأسى على هذا الشباب الضائع.
دلائل حرمة الخمر والمخدرات
الخمر محرمة لأنها وجدت منذ أيام الجاهلية، وقد قاس العلماء تأثير المخدرات على الجسد فوجدوا أن تأثيرها يذهب بالعقل كالخمر بل أنها أخطر من الخمر، ومن دلائل حرمتها:
صحّ عن نبّينا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-: (أنَّ رَجُلًا قَدِمَ مِن جَيْشَانَ، وَجَيْشَانُ مِنَ اليَمَنِ، فَسَأَلَ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- عن شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بأَرْضِهِمْ مِنَ الذُّرَةِ، يُقَالُ له: المِزْرُ، فَقالَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: أَوَ مُسْكِرٌ هُوَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إنَّ علَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- عَهْدًا لِمَن يَشْرَبُ المُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِن طِينَةِ الخَبَالِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وَما طِينَةُ الخَبَالِ؟ قالَ: عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ).
ودليل آخر استند إليه أجلة علمائنا بأن المخدرات محرمة، قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار).
وعليه وبالقياس فالمخدرات محرمة تحريمًا قاطعًا والإجماع.
أضرار المخدرات على الجسم
هذه خطبة قصيرة عن المخدرات سأبين بها أضرار المخدرات على الجسم وهي كثيرة، ومنها:
- تتغير طباع من يتعاطاها فيصبح سفيهًا لا يستوعب ما يقول.
- تتوّه المخدرات رأي متعاطيها فيفعل كل ما يضر به ويبتعد عن كل ما يفيده.
- تخل المخدرات بأخلاق مدمنيها، ويفقدون عنصر الأمانة، فلا أحد يأمنهم على نفسه ولا على ماله.
- تهدر المال، فيلجأ من يدمنها إلى كسب المال بأي طريقة كانت، حتى لو كانت غير مشروعة أو غير قانونية.
- يعيش ذوي الشخص المدمن على المخدرات حياة عوز وفقر، لأن المسؤول عنهم ينفق ماله لأجل المخدرات فقط.
- تسبب ضعف جسم الشخص الذي يتعاطاها، ويصبح عرضة للأمراض على اختلافها، لأنها تفتك بجسده، وقد تسبب له الوفاة.
- يفقد المدمن رجولته ويصبح زيرًا للنساء، بينما ينكر زوجته.
- تنتشر جرائم السرقة والقتل، لأن المدمن يحتاج للمال فهو يحصل عليه من أي مصدر كان.
اقرأ أيضًا: خطبة عن جبر الخواطر وتطييب النفوس
تحذير من آفة المخدرات
إخوتي بالله، أحذركم شديد الحذر من للمخدرات هذه، فهي مضيعة للشباب.
فالمجتمع دون شبابه ضائع خرب، فلا يعقل أن يكون شباب المجتمع عالة عليه، ويساهمون في تخريبه.
ويعرضون عن تعميره، فهي فتنة تهدم المجتمع وتسبب له العقوبات الربانية، قال تعالى:(واتقوا فِتْنَةً لاَّ تصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمواْ مِنكمْ خَآصَّةً وَاعْلَمواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيد الْعِقَابِ).
وقد يتجاوز الأمر الشباب ويمتد الوباء للآباء، فترى الرجل وقد أهمل بيته وأولاده وزوجته.
وأمضى يومه لاهثًا وراء حاجته من المخدرات، يسعى ليشبعها ولا تشبع.
بل تزيده تدميرًا وهلاكًا، فحذار من هذه المهلكة يا أيها المؤمنون، ويا أرباب المسؤوليات.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
قدمت لكم خطبة قصيرة عن المخدرات بينت بقسمها الأول أضرار المخدرات بكل جوانبها.
وأنوّه أن الخطر الأكبر يكون عند مروجيها وبائعيها، فهم من يستحقون العقاب الأكبر.
ليدمروا بها المجتمع، ولكن على من تورط بها أن يخضع للعلاج بالمصحات.
ثم يتوب إلى الله توبة نصوحًا، قال تعالى: (وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُهَا الْمؤْمِنونَ لَعَلَّكمْ تفْلِحُونَ).
دعاء الخطبة
اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وأعنا على طاعتك واجتناب نواهيك.
واللهم اهد شباب المسلمين وبنات المسلمين لما تحب وترضى واصرف عنهم ما يضرّ بهم وخذ بيدهم إلى طريق الصواب.
اللهم أعنا على الرجوع عن ذنوبنا ومعاصينا، وأن نأتيك مقبلين غير مدبرين عن ذنوبنا مقلعين للتوبة فاعلين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه الميامين.
خاتمة الخطبة
قد بينت لكم بخطبة قصيرة عن المخدرات خطر المخدرات، فحري بنا مربين من آباء وأمهات ومدرسين وأئمة مساجد أن تبقى أعيننا على من نحن مسؤولون عنه كي نبعدهم عن هذه الآفة، وليبقوا في درب الصواب.
شاهد من هنا: خطبة قصيرة عن الصبر
وآخر القول فقد قدمت لكم خطبة قصيرة عن المخدرات بينت فيها خطر المخدرات على المجتمع وعلى الفرد، وبينت فيها دور المربين في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة على الجميع.