مظاهر التوازن والاعتدال
يعتبر التوازن والاعتدال من أهم الأشياء التي يجب على المجتمع اتباعها في جميع المجالات حتى يتحقق التقدم والازدهار في الدولة ولقد ذكر الله -سبحانه وتعالى-العديد من الآيات التي تحث على التوازن والاعتدال.
محتويات المقال
مظاهر التوازن والاعتدال في الإسلام
سنذكر في السطور التالية أمثلة على الوسطية والاعتدال:
الاعتدال في الطعام والشراب
- يعتبر الطعام هو المحرك الرئيسي للإنسان في الحياة، يأكل الإنسان لكي ينتج ويقوم بتعمير الأرض ولكن يجب الاعتدال والتوازن في الطعام ولقد حث الرسول -صلى الله عليه وسلم-على هذا الأمر.
- ومن الأمور التي حث عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي الاجتماع على الطعام ولقد تحدث عن ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم-(أَصحَابَ النبي صلى الله عليه وسلم قَالُوا: “يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَأْكُلُ وَلاَ نَشْبَعُ.
- قَالَ: فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ. قَالُوا: نَعَمْ.
- قَالَ عليه السلام: فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ”.
- لقد خلق الله -سبحانه وتعالى-الإنسان من الطين وخلق الماء والطعام لكي يأكل ويشرب منهم الإنسان وسخر كل ما في الأرض لخدمة الإنسان، ولقد ذكر الله -تعالى-في القرآن الكريم التمتع بالطعام والشراب ولكن دون الإسراف والتبذير.
- قال الله -تعالى-:(وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ).
- يعتبر اللباس من حاجات الإنسان الضرورية ولكن يجب على الإنسان التوازن والاعتدال في الملبس وأن يشتري ما يحتاج دون تبذير وإسراف قال الله -تعالى-:(يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين).
اقرأ أيضا: الوسطية في الإسلام مفهومها وضوابطها وتطبيقاتها
الاعتدال في المشي والحديث
- من مجالات الوسطية والاعتدال في الإسلام الاعتدال في المشي والحديث، فلقد أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بعدم التكبر في المشي والحديث وأن يعدلوا في المشي ويتحدثوا بأسلوب لين طيب، وحسن الإصغاء إلى المستمع ويعتبر ذلك أيضا من آداب الحديث، حيث إن الصوت العالي لا قيمة له ولا يستمع ويؤذي الأذن ويشتت الانتباه وعدم التركيز.
- كما أن الشخص الذي يتحدث بصوت عالي ينفر منه الناس ولا يريدون التحدث معه ويقومون بوصفة بشخص همجي لا يستطيع التحدث ولا النقاش.
- ولقد جعل الله -سبحانه وتعالى-أمر الاعتدال في المشي والحديث على لسان لقمان الحكيم لابنه، وهذا أمر إلهي تربوي، قال لقمان الحكيم لابنه (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).
- أقصد في مشيك بمعنى تمهل في المشي لا تمشي سريعاً ولا بطيئاً أي أمشي مستوياً، واغضض من صوتك بمعنى اخفض من صوتك عند الحديث مع أحد ولقد شبه لقمان الحكيم الصوت العالي بصوت الحمير لذلك نهى عنه.
الاعتدال في النوم والراحة
- يعتبر النوم والراحة هما الحالة التي تجعل الإنسان في نشاط ويجب على الإنسان أن يعتدل في النوم وينام قدر كافي من النوم لكي يستطيع القيام بواجباتها وأعماله خلال حياته اليومية.
- والإسراف في النوم أو عدم الراحة يجعل الإنسان في منطقة عدم الاستعداد النفسي ومع ذلك سوف يحدث الكثير من المشاكل في جسم الإنسان، لذلك النوم من الأشياء الهامة التي يجب على الإنسان القيام بها باعتدال وتوازن.
- ولقد تحدث العلماء عن النوم والراحة وذكر أهميتها والنتائج التي تحدث نتيجة عدم النوم، وذكر بعض العلماء أن النوم هو وقود الإنسان لكي يستطيع تحمل مشاكل وضغوطات الحياة.
- ذكر الله -سبحانه وتعالى- الاعتدال في النوم في القرآن الكريم قال الله -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا) ومعنى ذلك أن الله -سبحانه وتعالى-جعل الليل لكي ينامون فيه الناس ويستريحوا وجعل النهار للعمل والعبادة وذلك من حكمة الله -عز وجل-.
الاعتدال في البناء
- المسكن والبناء هو من الحاجات الضرورية لدى الإنسان لكي يستطيع العيش في الحياة وبعض الناس يقومون بإنفاق الكثير من الأموال دون توازن واعتدال.
- يجب على الإنسان الاعتدال والتوازن في جميع أمور حياته من المشرب والمسكن الذي يعيش فيه لكي يستطيع القيام بواجباته الأخرى دون مشاكل ولقد حث الله -سبحانه وتعالى- على ذلك الأمر.
- يوجد بعض الناس يقومون ببناء العديد من القصور وينسون أنهم ليسوا خالدون وأنها دنيا ويجب علينا أن نعمل ونعبد الله -سبحانه وتعالى-لكي ننال منزلة في الآخرة.
- وهو ما أُنكِر في القرآن على لسان نبي الله هود عليه السلام على قومه عَاد حين قال لهم: ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ).
- والكثير من الناس ينشغلون ببناء القصور دون الحاجة إليها وهذا هو الإسراف والتبذير الذي نهى الله -سبحانه وتعالى- عنه.
كما يمكنكم التعرف على: موضوع تعبير عن الاعتدال في الإنفاق
الاعتدال والتوازن في الإنفاق
- قواعد الشريعة الإسلامية والدين الإسلامي تحث على الاعتدال والتوازن في الإنفاق دون إسراف ولقد ذكر الله -سبحانه وتعالى-ذلك في القرآن الكريم قال الله -تعالى-: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا).
- ومعنى هذه الآية الوسطية والاعتدال في الإنفاق وعدم التبذير والإسراف وأيضا عدم البخل فالدين الإسلامي في جميع أحكامه يحث على التوازن والاعتدال.
- قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).
الاعتدال والتوازن في الاستهلاك البشري
- يجب على الإنسان المحافظة على البيئة المحيطة به والاستهلاك لكي يعمر الكون، ويجب على الإنسان المحافظة على هذه النعم دون الإسراف بها، قال الله -تعالى- في سورة يوسف (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ).
- ترشيد الاستهلاك يعتبر من المعاملات الطيبة التي حث عليها الدين الإسلامي والتي تساعد الإنسان في الحفاظ على حياته دون تبذير.
الاعتدال والتوازن في الموارد الطبيعية
- تعتبر الموارد الطبيعية من الأشياء التي سخرها الله -سبحانه وتعالى-لعباده، وتعتبر هذه الموارد هي ملك الله -سبحانه وتعالى- وليست ملكاً للبشر يقومون بالعبث بها ولذلك قد ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم:
- (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ).
- استخدام الموارد الطبيعية بشكل خاطئ من أسباب الإفساد في الأرض التي نهى الله -سبحانه وتعالى-عنها ويجب على الإنسان استخدام هذه الموارد بشكل صحيح لخدمة تعمير الكون، وأن يحافظ عليها من أجل الأجيال القادمة.
الاعتدال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- يجب على الإنسان الأمر بالمعروف والبعد عن المحرمات التي نهى الله عنها ويجب على الإنسان أن يراعي المفاسد التي تترتب على ذلك النهي وأن يتجنبها.
- ويجب على كل مسلم معرفة ما أمره الله -سبحانه وتعالى-به ويتبعه دون النظر إلى منافع وملذات الدنيا.
الاعتدال والتوازن في العبادة
العبادة هي أمر يجب على كل مسلم أنه يفعله ولكن يجب على الإنسان التوازن بين العبادة والدنيا وأن يقوم بأعمال الدنيا دون الانشغال بها وأن يقوم أيضا بالعبادة التي أمره الله – سبحانه وتعالى -بها ومن ذلك يتحقق الاعتدال والتوازن.
كما يمكنكم الاطلاع على: أهمية الأخلاق في الإسلام بشكل عام
التوازن والاعتدال
تتعدد خصائص الشرع الإسلامي ذو المنهج الرباني الكامل، ومن هذه الخصائص التوازن والاعتدال، فالدين الإسلامي لا يوجد فيه إفراط أو تفريط، ولا يوجد سمة كالإهمال أو التشدد، لكنه منهج يتصف بالوسطية يهدف إلى تحقيق الموازنة بين ما يحتاجه الروح والجسد، حيث قال الله عز وجل في كتابه الكريم: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًاً).
مظاهر التوازن في عبادة الرسول
- النبي صلى الله عليه وسلم كان يتصف بالوسطية في كل شيء، فمثلًا عندما شعر النبي بالصحابة يمنعون أنفسهم من أشياء لم يحرمها الله تعالى ظنًا منهم أن ذلك يتقربون من الله عز وجل، فقال لهم النبي ” اما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني”.
- كما شاهد النبي عليه الصلاة والسلام سعد بن أبي وقاص يريد أن يترك جميع ما يملك، فما كان من النبي إلا انه نهى عن ذلك وقال له يمكن فعل ذلك في الثلث فقط.
أسئلة شائعة حول مظاهر التوازن والاعتدال
ما معنى مظاهر التوازن والاعتدال في الإسلام؟
مظاهر التوازن والاعتدال في الإسلام تشير إلى تحقيق التوازن والوسطية في جميع جوانب الحياة، سواء في الدين، الحياة الاجتماعية، أو السلوك الشخصي.
ما هي القيم التي يشجع عليها الإسلام لتحقيق التوازن؟
الحكمة، والعدل، والصبر، والمودة، والتسامح، وحسن التعامل، والتواضع، والاعتدال في الاستهلاك والأسلوب.
ماذا يعني التوازن بين الدين والدنيا في الإسلام؟
يعني أن يكون المسلم متوازنًا بين الاهتمام بشؤون الدين مثل العبادة والأخلاق، وبين شؤون الدنيا مثل العمل والعائلة، دون تفريط في أحدهما على حساب الآخر.
ما دور مبدأ الوسطية في مظاهر التوازن في الإسلام؟
يعتبر مبدأ الوسطية من القيم الأساسية في الإسلام، حيث يحث المسلمون على الابتعاد عن التطرف والتشدد، والسعي لتحقيق التوازن في كل شيء.
كيف يمكن للمسلم تحقيق التوازن في حياته اليومية؟
يمكن للمسلم تحقيق التوازن من خلال تقديم الأولويات الصحيحة في حياته، والاهتمام بالعبادة والعمل والأسرة بشكل متوازن، وتجنب الافراط في أي جانب على حساب الآخر.