مراحل تكوين الإنسان

مراحل تكوين الإنسان، تعد من أعظم آيات تجلي الله عز وجل، فينبغي على المرء أن ينظر إلى جسده ويحث نفسه على التفكير والتأمل في نفسه ليستدل على قدرة الله العظيم، ولذلك سنتحدث في مقالنا اليوم عبر موقع مقال maqall.net عن مراحل تكونيه بشكل تفصيلي.

مرحلة النطفة

  • تتكون النطفة من كلا من ماء الرجل والمرأة، فخلال عملية الجماع ينتج منهما ماء ويمتزج مع بعضه البعض مما يؤدى إلى النطفة، والذي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز: “أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ”.
  • ووجب التنبيه إلى أنه في جسم الرجل حينما تفرز الخصيتين ماء، فهو يمتلك في دفعة واحدة فقط حوالي 200 إلى 300 حيوانًا منويًا.
  • أما الأنثى فهي لا تفرز سوى بويضة واحدة في تلك العملية، فبالتالي لا يندمج مع هذه البويضة إلا حيوانًا منويًا واحدا فقط من بين كل تلك الحيوانات.
  • وبعد عملية الالتقاء، يبدأ حينها عملية الانقسام والتي تنقسم في البداية إلى خليتين ثم إلى 4، ثم إلى 8 خلايا وما إلى ذلك، وتلك العملية من الانقسامات تتم مع البويضة الملقحة أثناء طريقهما إلى الرحم.

مرحلة العلقة

  • تعتبر العلقة هي جزء من الدم الجامد، والتي ذكرها الله تعالى في آياته فقال: “ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى”، وتبدأ تلك المرحلة بعد استقرار النطفة في رحم الأم، وبعد تكرار الانقسامات المتكررة في الخلايا ينتج كتلة على صورة ثمرة التوت.
  • كما تتكون تلك الكتلة من طبقتين، الطبقة الأولى خارجية وتعد مغذية وآكلة، أما الطبقة الثانية فهي داخلية يخلق الله بها الجنين، فتلتصق في جدار الرحم لفترة لا تقل عن 24 ساعة.
  • كما ذكرت تلك المرحلة في القرآن العزيز حينما قال الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ).

مرحلة المضغة

  • يطلق على المضغة بأنها هي جزء ما يمضغ من اللحم، أو الجزء الصغير من اللحم، والذي ذكر في القرآن الكريم حينما قال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى).
  • وتبدأ تلك المرحلة بعد العلوق، بالتحديد في الأسبوع الثالث، أما في البداية تصبح المضغة غير مخلقة، أي لا يكون بها أي عضو أو جهاز للجنين، وتستمر تلك المرحلة إلى الأسبوع الرابع.
  • وبعد انتهاء الأسبوع الرابع تبدأ المضغة في دخول مرحلة جديدة وتصير مضغة مخلّقة والتي تبدأ فيها ظهور مجموعات من التغييرات الرائعة.
  • فالمضغة المخلقة والتي هي سبب تكوين الجنين نفسه تبدأ فيها الخلايا في الانقسام والتطوير حتى تصير على صورة إنسان، ثم تنتهي تلك المرحلة مع انتهاء الشهر الثالث.
  • وتختلف عن المضغة غير مخلقة فهي تكون عبارة عن حبل سري، وأغشية، والمشيمة والتي تتشكل في تلك المرحلة، والتي تقع بعد ولادة الجنين مباشرة.
  • وهناك آراء مختلفة، فقيل إن الأقسام المتشكلة حول الجنين في رحم أمه من حبل سري أو غشاء، لا يدخل في مفهوم المضغة.
    • وبالتالي فلا يوجد علاقة تربط بين المضغة مع تلك الأجزاء، وذلك لأنها تكتمل بعد مرور المراحل التالية، فلا يوجد في تلك المرحلة سوي مضغة مخلقة وغير مخلقة.

مرحلة خلق العظام واللحم

في تلك المرحلة تتحول المضغة إلى هيئة هيكل عظمي، ثم بعد تكوين العظام فيغطيها اللحم والعضلات، حيث يقول عز وجل: (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا).

مرحلة نفخ الروح

  • ومع بدء الدخول في تلك المرحلة، يتم فيها نفخ الروح في الجنين ويبدأ في الحياة بعدها.
  • والذي حدثنا بها الرسول في حديثه عن عبد الله بن مسعود: “إنَّ أحدَكُم يُجمَعُ خلقُهُ في بطنِ أمِّهِ أربعينَ يوماً ثمَّ يَكونُ في ذلك عَلقةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يَكونُ مضغةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يرسلُ الملَكُ فينفخُ فيهِ الرُّوحَ ويؤمرُ بأربع كلِماتٍ: بكَتبِ رزقِهُ وأجلِهُ وعملِهُ وشقيٌّ أو سعيدٌ”.

اقرأ أيضا: أطوار خلق الإنسان

مراحل خلق جسم الإنسان وتكوينه

  • يتكون جسم الإنسان من عدة عناصر رئيسية وهما التراب والماء، فذكر الله تعالى أنه خلق كل شيء من الماء إلا الملائكة، فهم خلقوا من نور، أما الجان فقد خلقهم الله من نار، فقال في كتابه العزيز: “وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ”.
  • بالإضافة إلى عنصر التراب الذي يدخل في تكوين أي إنسان، فالنطفة التي يتشكل بها الجنين تتكون من الدم، والدم يتشكل من الغذاء، والغذاء يأتي من النبات، والنبات يخلق من التراب.
  • كما يمكننا القول أن البشر خلقوا من تراب، وذلك لأن سيدنا آدم وهو أول أب لجميع البشر خلق من التراب، ونستدل عليه في قوله تعالى: “إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثمَّ قَالَ لَهُ كن فَيَكون”.
  • كما أن حواء زوجته خلقت أيضا منه، وبالتدريج خلق الناس بالتناسل، فبالتالي أصبح جميع البشر عبارة عن فرع من الأصل وهو سيدنا آدم عليه السلام.
  • إذًا فهم تابعًا للأصل وبالتالي فهم خلقوا من تراب، كما يجب التنويه إلى أن جميع خلق الإنسان مروا بمراحل كثيرة ومتنوعة.

الطين

  • بعد توضيحنا للعنصرين الرئيسيين في تكوين الإنسان وهما التراب والماء، ولذلك فإن أول مرحلة تدخل في خلق الإنسان هي بخلط العنصرين مع بعضهما البعض، وبالتالي ينتج عنه هذا الطين.
  • وقيل إن هذا هو السبب الرئيسي في اختلاف ألوان البشر واختلاف هيئتهم وأخلاقهم، وقيل أن سبب الاختلاف في الأصل أن التراب الذي خلق منه سيدنا آدم عليه السلام، والذي تم أخذه من مناطق عديدة في كل أنحاء الأرض.
  • كما ذكر أن من صفاته اللزوجة، والذي يعني أنه كان متماسكا ولزجا يجذب بعضه إلى بعض، فقال في كتابه العزيز : “فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ”.

الحمأ المسنون

  • بعد مزج التراب مع الماء ونتج عنه الطين، يصير كالحمأ المسنون، والذي ذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنونٍ”، والحمأ عبارة عن طين أسود لونه متغير.
  • أما المسنون فهناك اختلاف في معناه، فبعض من أهل العلم فسروه على أنه المصور، والبعض الآخر فسروه بأنه المصبوغ المفرغ، وفسره الضحاك بأنه المسنون أي المنتن، وهناك البعض فسروا المسنون على أنه هو الأملس.

الصلصال

  • بعد أن يصبح الطين على شكل الحمأ المسنون كهيئة سيدنا آدم عليه السلام، يدخل في المرحلة التالية وهي الصلصال، مثلما قال الله في كتابه: “خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ”.
  • ومفهوم الصلصال عبارة عن طين يابس والذي إذا وُضع في النار يصبح شكله على هيئة الفخار.

نفخ الروح

  • بعد مرحلة الصلصال وحينما يصبح على شكل سيدنا النبي آدم، يضع الله فيه الروح بالنفخ، فتبدأ في الجسد الروح وتدب فيه الحياة، كما ذكر في الآية: “إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ”.
  • وتختلف تلك المرحلة عن باقي المراحل السابقة، فهي آخر مرحلة من مراحل خلق الإنسان، فقد سبق وذكرها الله في كتابه حينما قال: (ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).
  • وسبب الاختلاف هو بدء حياة الجنين بالفعل حينما يتم ينفخ فيه الروح، فينتقل حينها من مجرد حياة اعتبارية إلى حياة واقعية، وكائن حي يتنفس ويتحرك.

كما يمكنكم التعرف على: بحث عن مراحل نمو الطفل مع المقدمة والخاتمة

مراحل ما بعد ولادة الإنسان

ذكر الله تعالى جميع مراحل البشر في كتابه العزيز بعد الولادة، والذي سنذكر منها كالتالي:

  • مرحلة الطفولة: تبدأ تلك المرحلة بمجرد ولادة الإنسان، ورضاعته ثم فطامه بعد مرور عامين من ولادته، ومن ثم يبدأ بعدها مرحلة الإطعام وقدرته على السير والتحدث.
  • مرحلة الشباب: تبدأ المرحلة عند بلوغ الأشد، والذي يتصف فيه المرء في تلك المرحلة بالفتوة والقوة، وتستمر تلك المرحلة حتى يصل الإنسان إلى عمر الأربعين عام.
  • ما بعد الأربعين عام: وأكثر ما يتميز به تلك المرحلة هي ظهور علامات كبر السن مثل الوهن والضعف وقلة الحيلة، ففيها يبدأ الشعر بالشيب كما يظهر علامات العجز على الوجه، وتلك المرحلة تستمر مع الإنسان حتى يصل من العمر أرذله، أو حتى وفاته.

كما يمكنكم الاطلاع على: مراحل نمو الطفل وخصائص كل مرحلة

أسئلة شائعة حول مراحل تكوين الإنسان

ماذا يقول القرآن عن بداية تكوين الإنسان؟

يذكر القرآن الكريم أن الله خلق الإنسان من طين، كما في الآيات الكريمة التي تقول (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ) (الحجر: 26).

ما هي المراحل التي ذكرها القرآن في تكوين الإنسان؟

القرآن الكريم يشير إلى عدة مراحل في تكوين الإنسان، منها مرحلة النطفة، ومرحلة العلقة، ومرحلة الحمل. على سبيل المثال، يقول الله في القرآن الكريم (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ) (المؤمنون: 14).

هل يتناول القرآن الكريم أي معلومات علمية حول تكوين الإنسان؟

القرآن الكريم لا يقدم تفاصيل علمية دقيقة حول تكوين الإنسان كما نراها في العلوم الحديثة، ولكنه يقدم وصفًا دقيقًا لعملية الخلق والتكوين بطريقة تعبر عن القدرة والحكمة الإلهية.

مقالات ذات صلة