مراحل تطور الفلسفة الإسلامية
مراحل تطور الفلسفة الإسلامية عديدة ومختلفة ومتقلبة، كما أن مصطلح الفلسفة الإسلامية يحمل أكثر من دلالة، حيث يمكن أن يدل على الفلسفة التي نتجت من النصوص الإسلامية، أو قد يدل بمفهوم أعم وأوسع على جميع الأعمال الفلسفية والآراء التي نتجت ودارت حولها الأبحاث الإسلامية.
محتويات المقال
مراحل تطور الفلسفة الإسلامية
منذ أن تسربت الفلسفة الإسلامية إلى العالم الإسلامي وهي تمر بمراحل مختلفة، وهي:
مرحلة النشأة
- تمكنت الفلسفة بشكل رسمي من الدخول إلى العالم الإسلامي في العصر العباسي الأول.
- شجع الخليفة مأمون حركة الترجمة، وكان يطلب المخطوطات والكتب من الملوك حتى يقوم بترجمتها إلى اللغة العربية وبشكل خاص الكتب المتعلقة بالفلسفة.
- بالتالي ظهرت الفلسفة وتمكنت من التوغل بداخل الحضارة الإسلامية بعد أن تم التعرف عليها من كتب الفلسفة اليونانية.
- بعد ذلك ظهر علم الكلام كتعبير فطري وبدائي عن علم الفلسفة وكان يعتمد هذا العلم على النصوص الشرعية بصورة أساسية.
- حدث خلاف بين المسلمين حول الفلسفة، حيث رفضها بعض المتشددين، بينما اعتدل البعض الأخر من موقفهم منها عن طريق أخذ ما هو صحيح ومناسب لهم مثل المعتزلة، وهناك أخرين شغفوا بها بشكل كبير وبدأوا في الكتابة بنفس نهجها مثل الكندي.
شاهد من هنا: ما هي عوامل ظهور الفلسفة الإسلامية
مرحلة النمو والازدهار
- بدأت الفلسفة الإسلامية في التطور، حيث انتقلت من دراسة المسائل التي لا يمكن إثباتها إلا بالعبادة، إلى دراسة المسائل التي يمكن إثباتها بالبراهين والأدلة العقلية.
- كانت مسألة معرفة الله وإثبات وجود الخالق هي حلقة الوصل بين المرحلتين السابقتين، وبرز في هذه المرحلة عدد كبير من الفلاسفة مثل الكندي الذي يعرف بالمعلم الأول، والفارابي الذي تمكن من تأسيس المدرسة الفكرية الفلسفية.
- وابن رشد الذي ارتكز في فلسفته على تحكيم العقل من خلال المشاهدة والتجربة، بالإضافة إلى أبو حامد الغزالي الذي جاء ليحاول التوفيق بين المنطق والعلوم الإسلامية.
- توسع الغزالي بشكل كبير في المنطق واستخدمه في علم أصول الفقه، كما أنه شن هجوم كبير على الرؤية الفلسفية للمسلمين المتشائمين وظهر ذلك بوضوح في كتابه “تهافت التهافت”.
مرحلة الخمول
- على الرغم من التطور الكبير الذي تمكنت الفلسفة الإسلامية من الوصول إليه، إلا أن ظهور المذهب الجديد الذي كان يرفض الدخول في المسائل الإلهية والدينية وطبيعة الخالص والمخلوق.
- واكتفى بما جاء في كتاب الله والسنة النبوية؛ أدى إلى خمول الفلسفة، وتم تسمية هذا المذهب باسم أهل الحديث، وينسب إليه عدد كبير من علماء الفقه.
- تميز مذهب أهل الحديث بكثرة تشكيكه في المنطق الفلسفي والأساليب الكلامية، ومازال هناك بعض التيارات الإسلامية التي تحارب فكرة فلاسفة الإسلام، ويرون أن الإسلام يتبع كتاب الله وسنة رسوله، ومن ينشغل بالفلسفة فهو من المبتدعة الضلال.
- ظهر بعد ذلك حركة نقد للفلسفة الإسلامية، وكانت أهم سبب أدى إلى تراجع الفلسفة الإسلامية، وكان من أهم رواد هذه الحركة ابن تيمية الذي يعد من أعلام مدرسة الحديث التي ترفض كل ما يخص الفلسفة.
- وكانت ردوده على الأساليب المنطقية اليونانية عكس رأي الغزالي وظهر ذلك بوضوح في كتابه “الرد على المنطقيين”.
تعريف الفلسفة الإسلامية
عرف الفلاسفة الفلسفة الإسلامية بالعديد من التعريفات المختلف المتمثلة فيما يلي:
- تعرف بأنها طلب المعرفة أو البحث عن الحقيقة أو محبة الحِكمة.
- كما يمكن تعريفها بأنها التدقيق والتساؤل حول كل شيء، والبحث عن ماهيته وقوانينه.
- مصطلح الفلسفة الإسلامية بمعناه الأوسع يعني نظرة العالم إلى الإسلام وهو مستوحى من النصوص الإسلامية المتعلقة بإدارة الخالص وخلق الكون.
اقرأ أيضا: بحث حول الفلسفة الإسلامية
أهم الفلاسفة في الإسلام
بعد التعرف على مراحل تطور الفلسفة الإسلامية، نتعرف على أهم رواد الفلسفة الإسلامية:
الكندي
- هو يعقوب بن إسحاق الكندي أبو يوسف، ولد سنة 805م في الكوفة.
- يعد الكندي مؤسس الفلسفة الإسلامية العربية ولقب باسم المعلم الأول.
- كان الكندي فيزيائي ورياضي وفلكي وفيلسوف وموسيقي، كما أنه أول من وضع سلم موسيقي في الموسيقى العربية.
- حفظ القرآن ودرس السنة النبوية جيدًا، ثم انتقل إلى البصرة ليدرس علم الكلام، ثم انتقل إلى بغداد التي كانت في ذلك الوقت تعد مركز للعلوم.
- درس اللغة السريانية واليونانية وقرأ العديد من علومهم، كما وضع منهج في العلم يوفق بين العلوم الدينية والعلوم الدنيوية.
- توفي سنة 873م.
الفارابي
- هو أبو نصر محمد الفارابي، ولد سنة 874م في فاراب في قزخستان.
- يعد الفارابي من الفلاسفة الكبيرة، برع في علوم الرياضيات والحكمة وكان يسر على نهج الفلاسفة القدامى.
- يعود إليه الفضل في دخول مفهوم الفراغ إلى علم الفيزياء، ولقب بالمعلم الثاني.
- كتب الفارابي عدد كبير من المصنفات ومن أشهرها كتاب “إحصاء العلوم” الذي وضع فيه أصناف مختلفة من العلوم.
- سافر إلى بغداد وهو في سن الـ 40، ثم انتقل إلى سوريا ومصر، وأقام في حلب عند سيف الدولة الحمداني، بعد ذلك انتقل إلى دمشق واستقر فيها حتى توفى سنة 950م.
ابن رشد
- ولد سنة 1126م في الأندلس وتوفي سنة 1198م.
- هو طبيب وفقيه وفيلسوف وفلكي وفيزيائي.
- قدم العديد من الإسهامات في مجالات القانون والطب والفيزياء وعلم النفس والجغرافيا وعلم الفلك والفلسفة.
- اعتبر الدين والفلسفة أدوات تساعد البشر على معرفة الخلاص.
شاهد أيضا: مفهوم الماهية في الفلسفة