حديث عن بر الوالدين
إن أفضل حديث عن بر الوالدين هي الأحاديث الموجودة في صحيح البخاري ومسلم، وقد أعطى الإسلام الوالدين الكثير من الاهتمام، حيث جعل طاعة الوالدين والبر بهما والإحسان إليهما من أفضل العبادات التي يستطيع العبد من خلالها التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
فقد أكد الله سبحانه وتعالى على عدم عقوقهما بكلمة مهما كانت صغيرة مثل أف، وأكد على طاعتهما في كل شيء إلا الشرك بالله.
محتويات المقال
حديث عن بر الوالدين
إن أفضل حديث عن بر الوالدين هو قول عبد الله بن مسعود رضى الله عنه حينما قال “سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي العمل أحب إلى الله؟
فقال الصلاة في وقتها، قال ثم أي: قال ثم بر الوالدين، قال ثم أي: قال ثم الجهاد في سبيل الله، قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني”.
فالبر يعني الخير والعطاء والبر من أسماء الله الحسنى، وبر الوالدين هو الإحسان لهما سواء بالعمل أو القول، وهذا من الأمور الجيدة التي تقرب بين العبد وربه.
فقد أوصى الله تعالى ببر الوالدين في القرآن الكريم وقال “ووصينا الإنسان بوالديه حسنًا”، وفي آية أخرى قال تعالى “وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا”.
وفسر الإمام ابن كثير أهمية بر الوالدين وتأكيد الله سبحان وتعالى على برهم، لأنهم هم سبب وجود الإنسان فالوالد بالإنفاق والوالدة بالإشفاق.
وبر الوالدين كان من صفات نبي الله يحيى عليه السلام، حيث وصفه الله سبحان وتعالي بالبر في قوله “وبرًا بوالديه ولم يكن جبارًا عصيًا”، وحث رسول الله على أهمية البر والإحسان للوالدين.
شاهد أيضًا: حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه
أحاديث شريفة عن بر الوالدين
هناك العديد من الأحاديث الشريفة المذكورة حول بر الوالدين، فهو من الأمور المهمة التي أوصانا الله عز وجل عنها، حيث أنها من الأمور المهمة.
وأفضل حديث عن بر الوالدين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال “أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، وقال له أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله.
قال فهل من والديك أحد حي، قال نعم بل كلاهما، قال فتبتغني الأجر من الله، قال نعم، قال فأرجع إلى والديك فأحسن صحبتهما”.
وهناك أيضا حديث عن بر الوالدين آخر عن عبد الله بن عمرو أيضًا رضي الله عنهما.
قال “جاء إعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ما الكبائر.
قال الإشراك بالله قال ثم ماذا قال ثم عقوق الوالدين قال ثم ماذا قال اليمين الغموس.
قلت وما اليمين الغموس قال الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب” صحيح بخاري.
أحاديث أبي هريرة عن بر الوالدين
إن أفضل حديث عن بر الوالدين لأبي هريرة رضى الله عنه، قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال “رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف، قيل من يا رسول الله.
قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة” صحيح مسلم.
وأجمل حديث عن بر الوالدين أنه جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسأله “يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك”.
وجاء رجل آخر لرسول الله اسمه جاهمة، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
“يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال هل لك من أم قال نعم.
قال فالزمها فإن الجنة تحت رجليها.
ما هي حقوق الوالدين على الأبناء؟
أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإحسان للوالدين وتقديرهم وتقدير فضلهم والاعتراف به، وهناك العديد من الأدلة التي تثبت حقوق الوالدين على الأبناء في القرآن وفي السنة النبوية، وهي:
الإحسان إلى الوالدين
فقال الله تعالى في القرآن الكريم “قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا.
إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا”.
وقال تعالى أيضًا “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا”.
وقال تعالى “ووصلنا الإنسان بوالديه”.
شكر الوالدين
قد أوصى الله بشكر الوالدين من قبل الأبناء، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم “.
أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير”، وهذا تأكيد على الامتنان لجهودهم وشكرهم.
طاعة الوالدين
أوصانا الله عز وجل بطاعة الوالدين في جميع الأمور، إلا الشرك به فقال “.
وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا.
واتبع سبيل من أناب إلى ثم إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أطلع والديك وإن أمراك أن تخرج من دنياك فأخرج لهما”.
الإنفاق على الوالدين
إن الإنفاق على الوالدين أمر مهم إن كانوا بحاجة إلى المال أو الطعام أو الدواء.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنت ومالك لوالدك، إن أولادكم من أطيب كسبكم.
فكلوا من كسب أولادكم”.
رعاية الوالدين
إن رعاية الوالدين والاهتمام بهم عند الكبر من الأشياء التي أوصانا الله عز وجل عنها.
حيث قال الله تعالى:
إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا.
وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرًا.
الدعاء للوالدين
أوصانا الله عز وجل على الدعاء إلى الوالدين أيضًا.
فقد قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم “وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرًا”.
اقرأ أيضًا: حديث عن العلم والعمل
أحاديث عن بر الوالدين بعد وفاتهم
إن بر الوالدين لا يقتصر على وجودهم بل يمكن برهم بعد وفاتهم أيضًا.
وهذا النوع من البر عبارة عن الدعاء لهما وزيارة أقاربهم وأصدقائهم المقربين.
والتصدق لهما، فقد جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال “إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن من أبر البر صلى الرجل أهل ود أبية بعد أن يولى”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة.
صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له”، وجاء عن ابن عباس رضي الله عنه أن سعد بن عبادة رضي الله عنه بعد أن توفيت أمه وهو غائب.
قال يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها، أينفعها شيء إن تصدقت به عنها.
قال نعم قال فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها”.
هل يجوز بر الوالدين المشركين بالله؟
إن بر الوالدين أمر واجب سواء أحياء أو أموات، سواء مؤمنين بالله واليوم الآخر أو مشركين وغير مؤمنين أو فاسقين، وهذا ما يشير له الحديث النبوي الشريف.
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت “قدمت على أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلي أمك”.
ما هو عقوق الوالدين؟
إن عقوق الوالدين من الأمور التي نهانا الله سبحانه وتعالى عنها، وقال رسول الله “لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر ولا ولد وزني”.
وقال أيضًا “خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال له مه.
قالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك.
قالت بلي يا رب، قال فذاك”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا “لعن الله من لعن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من غير منار الأرض”.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا “الوالد أوسط أبواب الجنة.
فإن شئت فأضع ذلك الباب أو أحفظه”، وقال صلى الله عليه وسلم “ثلاث دعوات مستجابات.
دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده”.
شاهد من هنا: حديث قدسي عن الرزق
نعمة الوالدين
من نعم الله تعالى على الإنسان أن جعل له والدين، فمن أجمل ما يملكه الإنسان أن يظل والديه على قيد الحياة ويراهم ويتمتع بوجودهم ويستفاد من نصائحهم، ويجب على كل ابن أن يشكر ربه على هذه النعمة، حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
أحاديث في التحذير من العقوق
- قال النبي عليه الصلاة والسلام: (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَيْكُم: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، ووَأْدَ البَنَاتِ، ومَنَعَ وهَاتِ، وكَرِهَ لَكُمْ قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وإضَاعَةَ المَالِ).
- قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ثلاثةٌ لا ينظُرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالدَيْه، ومدمنُ الخمرِ، والمنَّانُ عطاءَه، وثلاثةٌ لا يدخلون الجنَّةَ: العاقُّ لوالدَيْه، والدَّيُّوثُ والرَّجِلةُ).
آيات قرآنية عن بر الوالدين
- قال -تعالى-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
- قال -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
- قال -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).