سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
ينتفع المسلم من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم عبر تعلم سلوكيات وأخلاق المسلم التي تجعله قدوة للآخرين، كما يتعظ ويتفهم ويدرك الحكمة من المواقف والأمور التي يمر بها.
ويتعلم كيفية مواجهة هذه المواقف دون امتعاض من أقدار الله، وفيما يلي نتعمق داخل سيرة الرسول.
محتويات المقال
نسب النبي
إن الله قد اصطفى النبي محمد من أصول طاهرة، حيث أن النبي لم يولد من سفاح أو زنا، وفيما يلي نسب النبي وألقابه:
- يرجع نسبه إلى عدنان، أحد أبناء سيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم.
- ووالده هو عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
- وعرف النبي بعدة أسماء، منها أحمد، طه، المقفي، رسول الرحمة، مصطفى، رسول التوبة.
- وكذلك الحاشر، ويشير اسم الحاشر إلى الأفراد من الأمة الذين يحشرون عند قدم الرسول الشريفة.
- وأيضًا العاقب، وهو اسم يشير إلى أنه النبي الأخير، ولا يأتي بعده أحد.
- بالإضافة إلى الماحي، وهو اسم يشير إلى أن الله يمحو برسالة النبي الكفر.
شاهد أيضا: كم كان عمر الرسول عندما توفيت أمه؟
ولادة الرسول محمد
لقد تباينت آراء الفقهاء والعلماء حول تاريخ الولادة:
- يروي البعض أن النبي قد ولد في يوم الإثنين في الشهر الهجري ربيع أول.
- ويروي آخرين أن ولادته كانت في اليوم الثاني من هذا الشهر.
- وهناك من يروي أن ولادته في اليوم الثامن، ومن يروي أنه ولد في اليوم العاشر من نفس الشهر.
- ولكن الأمر الثابت الذي نقل، ويتم الاحتفال في تاريخه بمولد الرسول.
- هو اليوم الثاني عشر من نفس الشهر.
- ولكن الأمر الموثوق به، والذي أجمع عليه كافة الفقهاء، هو أن النبي قد ولد خلال عام الفيل.
- وأن والده قد توفي وهو ما زال في رحم والدته آمنة.
حياته في الأربعين عامًا قبل النبوة
رضاعته
- أرضعت ثويبة الرسول في صغره عدة أيام، فيما يلي تولت حليمة السعدية أمر إرضاعه.
- وقد عاش برفقتها مدة 4 أعوام في قبيلة بني سعد، ثم رجع لوالدته.
- فيما يلي توفيت والدته وهو ما زال صغيرًا في عمر السادسة.
- ثم تولى كفالته جده عبد المطلب، ثم توفي الجد وهو في عمر الثامنة.
كفالته
- انتقلت كفالته إلى عمه أبو طالب، وقد سانده وهو ما زال مشركًا وغير مؤمن بالله حتى توفي.
- وقد خفف الله عذاب أبو طالب مقابل مساندته للرسول.
عمله برعي الأغنام
- رعي الأغنام كان من الأعمال التي عمل بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في صغره. كانت هذه المهنة شائعة بين الرعاة في ذلك الوقت، وقد عمل بها النبي صلى الله عليه وسلم على يد عمه أبي طالب.
- يعتبر رعي الأغنام من الأعمال التي تعزز الصبر والتحمل، وقد علمت النبي صلى الله عليه وسلم العديد من القيم الأخلاقية والقيادية.
عمله بالتجارة
- التجارة كانت واحدة من المهن التي عمل بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في شبابه.
- عمل بالتجارة مع عمّه أبو طالب، وذاع صيته في الأمانة والصدق في المعاملات.
- عُرفت تجارته بنجاحه الكبير وصدقه، وأصبح يُلقب بـ”الصادق الأمين” بسبب نزاهته وأمانته.
مشاركته في بناء الكعبة
- مشاركة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بناء الكعبة كانت من الأحداث الهامة في حياته قبل النبوة. عندما كان في الخامسة والعشرين من عمره، ساهم النبي صلى الله عليه وسلم في إعادة بناء الكعبة بعد أن تعرضت لأضرار بسبب الفيضانات.
- حدثت واقعة “الشق” عندما اختلفت قبائل قريش حول من سيضع الحجر الأسود في مكانه بعد إعادة بناء الكعبة.
- حُكم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بحكم عادل، حيث جاء بحل يُرضي جميع الأطراف، وقد اعتُبر هذا تصرفًا حكيمًا وعادلًا منه.
زواج الرسول محمد
تزوج الرسول في شبابه وهو ما زال في عمر 25 فقط من السيدة خديجة، التي كانت تكبره بعدة سنوات:
- سمعت السيدة خديجة عن سلوكيات وأخلاق الرسول من غلامها الذي يعرف باسم “ميسرة”، وقد أعجبت به وطلبت الزواج منه وتم الزواج في عام 28 قبل الهجرة.
- لم يتزوج من أخرى حتى توفيت قبل الهجرة بفترة 3 أعوام.
- ثم تزوج بعد ذلك من السيدة سودة بنت زمعة في عام 3 قبل الهجرة.
- ثم تزوج مرًة أخرى من السيدة عائشة ابنة رفيقه المقرب أبي بكر في العام 2 هجريًا.
- وثم تزوج حفصة ابنة سيدنا عمر بن الخطاب في العام 3 هجريًا.
- فيما يلي تزوج من زينب بنت خزيمة في العام 4 هجريًا، ثم أم سلمة في نفس العام.
- يليها زينب بنت جحش في العام 5 هجريًا، ثم جويرية بنت الحارث في العام 6 هجريًا.
- فيما يلي تزوج من أم حبيبة في العام 7 هجريًا، يليها صفية بنت حيي في نفس العام.
- وكذلك تزوج من ميمونة بنت الحارث ومارية القبطية في نفس العام.
- أنجب الرسول من السيدة خديجة أربعة فتيات أكبرهم زينب وأصغرهم فاطمة.
- ويتوسطهم رقية وأم كلثوم، وقد أنجب منها كذلك عبد الله والقاسم وقد ماتوا صغارًا.
- كما أنجب من مارية ولد يدعى إبراهيم، الذي توفى بعد سنتين فقط من ولادته.
صفات الرسول محمد
كان الرسول من حيث الهيئة متوسط الطول، وأبيض الوجه ويتخلل هذا البياض حمرة طبيعية، وكانت عينه شديدة السواد، وكان يمتلك شعر في منتصف الصدر والبطن، ومن حيث الطباع يمتاز بما يلي:
- صادق وأمين، لين وسهل المعشر، وكريم وسخي.
- قنوع وراضي ويأكل مما يتوفر أمامه بعيدًا عن التصنع أو التكلف.
- متواضع مع شتى الأفراد فقراء أو مرضى أو مساكين أو أغنياء.
- متسامح يصفح ويسامح الجميع باستثناء من يقومون بأفعال تغضب الله.
- لا ينتقم من أي فرد من أجل نفسه أبدًا فقط من أجل الله.
- مبتسم دومًا ويحب الضحك ولكن دون إصدار أصوات مرتفعة.
- محب لأهله وكان هو أكثر الناس برًا وخيرًا بأهله.
الصفات الخَلْقية
1. الهيئة العامة:
- الطول: كان النبي صلى الله عليه وسلم معتدل الطول، لا هو قصير ولا طويل. وصفه بعض الصحابة بأنه كان “طويلًا إلى حد ما”.
- الجسم: كان جسمه صلى الله عليه وسلم متناسبًا وقويًا، قليل الدهون.
- الوجه: كان وجهه صلى الله عليه وسلم مستديرًا ومشرقًا، يضفي عليه جاذبية وجمالاً. كان له جبهة واسعة وعينان كبيرتان.
2. لون البشرة:
- البشرة: كان النبي صلى الله عليه وسلم ذو بشرة بيضاء يميل إلى السُمرة، كما وصفه الصحابة.
3. الشعر:
- الشعر: كان النبي صلى الله عليه وسلم شعره كثيفًا ومجعدًا، وكان يعتني به ويقصه من حين لآخر. في فترة من حياته كان شعره يصل إلى شحمة أذنه، ثم قصره ليكون على الكتفين.
4. اللحية:
- اللحية: كانت لحيته صلى الله عليه وسلم كثيفةً وطويلةً، وكان يعتني بها، ويُظهرها.
5. العينان:
- العينان: كانتا واسعتيين، وكان لهما نظرة صافية وهادئة.
6. الأنف:
- الأنف: كان أنفه مستقيمًا، ويقال إن له تقوسًا بسيطًا.
7. الفم والأسنان:
- الفم: كان فمه صلى الله عليه وسلم متوسط الحجم، وكان أسنانه بيضاء ومستقيمة.
8. اليدان والقدمان:
- اليدان: كانتا يداه صلى الله عليه وسلم كبيرتين ومتينتين، ويدل على قوتها وصفاء بشرتها.
- القدمان: كانتا قدماه صلى الله عليه وسلم ذاتين حجم مناسب، ولونهما أبيض.
الصفات الخُلقية
1. الصدق:
- الصدق: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعرف بلقب “الصادق الأمين” قبل النبوة وبعدها، لصدقه وأمانته في جميع تعاملاته.
2. الأمانة:
- الأمانة: كان يتسم بالمسؤولية والأمانة في كل الأمور، مما جعله محل ثقة واحترام من الجميع.
3. الرحمة:
- الرحمة: كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيمًا جدًا، يعامل الآخرين بلطف ورحمة، ويفضل التخفيف عنهم.
4. الحلم:
- الحلم: كان يتحلى بالصبر والحلم، ولا يغضب بسهولة، ويواجه الأذى بتسامح ورفق.
5. العفو:
- العفو: كان يعفو عن المسيئين إليه ويصفح عنهم، ويشجع على التسامح والمغفرة.
6. الصبر:
- الصبر: كان يتميز بالصبر على الأذى والمصاعب، ويصبر على المحن بإيمان وثقة بالله.
7. الكرم:
- الكرم: كان النبي صلى الله عليه وسلم كريمًا للغاية، ويعطي بسخاء، ويشارك ما لديه مع الآخرين.
8. التواضع:
- التواضع: كان متواضعًا في تعامله مع الناس، رغم مكانته الرفيعة، ويعامل الجميع باحترام.
9. الشجاعة:
- الشجاعة: كان شجاعًا في مواجهة الأعداء والتحديات، وقاد المسلمين بشجاعة وقيادة حكيمة.
10. العدالة:
- العدالة: كان عادلاً في حكمه وتعاملاته، ويحرص على تحقيق الإنصاف والعدل بين الناس.
11. الذكاء:
- الذكاء: كان يمتاز بفطنة وذكاء كبيرين، ويفهم الأمور بسرعة ويحل المشكلات بفعالية.
12. الصدقة:
- الصدقة: كان يحث على الصدقة ويشارك في الأعمال الخيرية، ويدعو الناس إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين.
اقرأ أيضا: كلمة عن الرسول للإذاعة المدرسية
بداية الوحي
إن الأمر الأكثر اطمئنانًا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه بعث لهداية الأمة وهو في عمر كبير 40 عام، ما يبث الأمل في نفوس وقلوب الأفراد أن العمر ليس عائقًا أمام الطموحات:
- قد كان الرسول داخل غار يطلق عليه “حراء”، وقد نزل عليه حينها وما مازال في الداخل الوحي.
- وقد كان يظهر عليه بعض العلامات التي تشير إلى أن الوحي ينزل عليه وهو العرق الغزير من منطقة الجبين، والتغير في ملامح أو لون الوجه.
- أول فترة من البعث نزل عليه السورة التالية “العلق”، وقد اتجه بعدها إلى زوجته السيدة خديجة.
- وهو في حالة رجفة وكان يتصبب عرقًا، وروى لها حينها ما حدث.
- وقد هدأت من حاله، وقالت له أن الله لن يضيعه أو يخزيه، لأنه رحيم وعطوف وأمين.
- فيما يلي نزلت عليه سورة “المدثر”.
- وبدأ حينها النبي في ممارسة وتأدية رسالته في دعوة القبيلة والأمة إلى عبادة الله.
- بدأ الدعوة سرًا، ثم بعد فترة أعلن وصرح بها أمام القوم.
- ولكنهم زعموا أنه مجنون وكاذب، ولقد سانده عمه كما ذكرنا، ولكن بعد وفاته زاد ظلم الكافرين له.
- صبر الرسول على الأقوال التي كانت تؤذيه.
- وكذلك الأفعال التي قام بها الكافرين من قذف الحجارة عليه.
شاهد من هنا: تفسير وما أتاكم الرسول فخذوه
العهد المكي
الدعوة السرية
- الدعوة السرية بدأت بعد تلقي النبي محمد صلى الله عليه وسلم الوحي لأول مرة في غار حراء. في البداية، كانت الدعوة موجهة إلى الأقارب والأصدقاء المقربين.
- استمرت الدعوة السرية ثلاث سنوات تقريبًا، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الإسلام ببطء وبحذر، محاولًا تأصيل الدعوة وتقوية المجتمع المسلم الأول.
بداية الدعوة الجهرية
- بداية الدعوة الجهرية بدأت بعد مرور ثلاث سنوات من الدعوة السرية.
- عندما أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعلن دعوته علنًا، بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة الناس إلى الإسلام في مكة علنًا.
- كانت البداية في دعوة أهل مكة بشكل مباشر، مما أدى إلى تصاعد المعارضة من قريش.
مقاطعة قريش للرسول
- مقاطعة قريش للرسول كانت أحد أساليب الضغط التي استخدمتها قريش ضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه.
- بدأت قريش في تنفيذ مقاطعة اقتصادية واجتماعية ضد المسلمين، حيث قاطعوا التجارة معهم ومنعوا التعامل معهم اجتماعيًا.
- استمرت المقاطعة لمدة ثلاث سنوات، وشكلت فترة صعبة للمسلمين.
عام الحزن
- عام الحزن هو العام الذي شهد وفاة عمة النبي صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد، وعمه أبو طالب.
- كان لهذه الوفاة تأثير كبير على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث فقد دعمًا كبيرًا.
- أثر ذلك على دعوته في مكة، حيث زادت معاناة المسلمين بعد وفاة أبو طالب، الذي كان يحمي النبي صلى الله عليه وسلم.
الدعوة خارج مكة
- الدعوة خارج مكة بدأت بعد صعوبة الوضع في مكة. ذهب النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، حيث حاول دعوة أهلها إلى الإسلام، ولكن لم تُثمر جهوده هناك بسبب مقاومة أهل الطائف.
- كما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسائل إلى الملوك والزعماء يدعوهم إلى الإسلام.
الهجرة إلى الحبشة
- الهجرة إلى الحبشة كانت أول هجرة للمسلمين بقيادة جعفر بن أبي طالب.
- قرر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يرسل بعض أتباعه إلى الحبشة هربًا من اضطهاد قريش.
- كانت الحبشة تحت حكم ملك عادل، وقد استقبل المسلمين بحفاوة وأمان، مما وفر لهم حماية من قريش.
الإسراء والمعراج
- الإسراء والمعراج هو حدث عظيم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أُسري به من مكة إلى المسجد الأقصى في القدس ثم عُرج به إلى السماء.
- كان هذا الحدث في السنة العاشرة من النبوة، وقد حصل على تأكيد وتثبيت لرسالته. الإسراء والمعراج أظهرا مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله وقدرته على التواصل مع العالم الروحي.
بيعة العقبة الأولى والثانية
- بيعة العقبة الأولى تمت في موسم الحج سنة 12 هـ، عندما بايع اثنا عشر من رجال الخزرج النبي محمد صلى الله عليه وسلم على النصرة والالتزام بالدعوة. هذه البيعة كانت بمثابة بداية التأييد من أهل المدينة (يثرب).
- بيعة العقبة الثانية كانت بعد عام، في موسم الحج سنة 13 هـ، حيث جاء 73 رجلاً وامرأتين من أهل المدينة ليبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على النصر والولاء، وتثبيت الأمر. هذه البيعة أُكدت دورهم في الهجرة إلى المدينة والقيام بواجب النصرة والإسلام.