مفهوم الدولة الدينية
مفهوم الدولة الدينية هو لفظ يطلق على بقعة من الأرض يجتمع أفرادها على تطبيق تعاليم الديانة الخاصة بهم وممارسة حياتهم وجميع أمورهم بما يتناسب مع مبادئ هذه الديانة وكثيرًا ما يطلق هذا المصطلح على الدولة الإسلامية أي التي تطبق تعاليم الدين الإسلامي.
محتويات المقال
الدولة الدينية
ينحصر مفهوم الدولة الدينية في اعتلاء أحد رجال الدين منصب السيادة في الدولة وإدارة شؤنها والتحكم فيها وإعداد القوانين وهي أحد أشكال الحكم الذي يعرف بالثّيوقراطيّة المأخوذة من كلمتين كلمة ثيو التي تعني الحكم وقراطية وتعني الدّين، فيصبح الاسم حكم الدّين.
وقد شهد التاريخ نماذج لأفضل أساليب الحكم الدينية التي رفعت الأمة الإسلامية وجعلت لها مكانة عالية بين غيرها من الأمم.
ومن أفضل هذه النماذج فترة الخلفاء الراشدين الذين بايعهم الناس بسبب ما يتصرفون به من عدل وشهامة وشجاعة ونصرة وحسن خلق وإيثار وحب الخير.
وهذا النوع من الحكم يعتمد بشكل رئيسي على عنصري الحكمة والسياسة الذات يعتمدان على مدى اجتهاد الحاكم على الحكم بما يرضي الله عز وجل ولا يخالف تعاليم الشريعة الإسلامية.
وذلك لأن أكثر المسائل التي يتعرض لها الحكام الإسلاميين لم يرد بها نص صريح وإنما يتطلب الأمر منهم إعمال العقل والتفكير العميق لاستنباط الأحكام العادلة.
شاهد من هنا: مفهوم العمل وحكمه الشرعي
أصل فكرة الدّولة الدّينيّة
في النقاط التالية نوضح لكم أصل الدولة الدينية:
- يرجع أصل الدول الدينية إلى دولة اليونان.
- وأول من بدأها هو العالم الفيلسوف اليوناني جوزيفوس فلافيوس عندما قابل بين أشكال السلطة اليونانية والتي تتمثل في الأرستقراطيّة، والملكيّة، والفوضويّة.
- وبدأت فكرة الدولة الدينية في التطور والازدهار في عصر النّهضة الألمانية على يد عدد من الفلاسفة.
- ومما ساعد على ازدهارها بشكل كبير معارضة بعض الفلاسفة لها ومحاولات هم في إبطال ما تعتمد عليه.
- ومن أبرز الفلاسفة الذين عارضوها الفيلسوف الألمانيّ هيجل.
خصائص الدولة في الإسلام
تنسم الدولة الدينية ببعض الخصائص التي تساعد في قيامها واستمرارها ومن هذه الخصائص ما يلي:
- اعترافها بالله عز وجل خالقها وإلهها والحكم بما يرضيه بخلاف غيرها من الدول التي تتخذ من الهوى إلهًا وتحكم أعرفها وعاداتها وتقاليدها.
- تماسكها وترابطها واجتماع أهلها على عقيدة وفكر واحد لا على أساس جغرافي أو اجتماعي أو قومي أو عرقي.
- قيامها على أساس وأحكام وتشريعات إلاهية فدائمًا ما تعمل على الإصلاح معتمدة على العقيدة الدينية لا على أساس التمييز بين المواطنين باللون والجنس وغيره.
- هي دولة عالمية تتقوى بعالمية الدين الإسلامي كما أنها تأسست على مبدأ الشورى في جميع أمورها وذلك لقوله تعالي: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَينَهُمْ).
- من أهم عوامل قيامها الأخلاق والمبادئ كما أنها تحترم العهود والمواثيق ولا تنقصها.
- لا تتخذ غير سبل الشريعة الإسلامية طريقًا للوصول إلى أسمى أهدافها فهي دائما ما تعمل على إعمار الدولة وفق تعاليم الدين الرباني.
- ما يميزها عن الدول الأخرى أنها تضع الدين في عين الاعتبار بخلاف غيرها من الدول التي لا تعتبر بوجود الدين أصلاً بل وربما يصل بها الأمر إلى إنكاره واضطهاد من يطبقه.
اقرأ أيضا: بحث عن قيام الدولة الأيوبية
أهم مبادئ الدولة الدينية
هناك الكثير من المبادئ والقواعد المختلفة التي يقوم عليها الحُكم في الدَّولة الدينية، التي سنعرضها لكم على النحو التالي:
- الشورى لقوله تعالى: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَينَهُمْ).
- العدل والمساواة بين الجميع أمام القانون وذلك لقوله تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}.
- عدم التمييز بين أفرادها وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم:
- لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ ، ولا لأبيضَ على أسودَ ، ولا لأسودَ على أبيضَ –: إلَّا بالتَّقوَى ، النَّاسُ من آدمُ ، وآدمُ من ترابٍ
- الحُريَّة.
- حماية الكرامة الإنسانيَّة.
أركان الدولة الدينية
الدولة الدينية كغيرها من الدول لابد أن تحتوي على أركان أساسية لقيامها وتتمثل هذه الأركان فيما يلي:
- الشَّعب: ويقصد به الأفراد الذين يتميزون بجنسية الدولة وتتكون من مجموعهم.
- الإقليم: وهو المكان الذي تقوم عليه الدولة وتتمكن من السيطرة عليه والتحكم فيه ويعد موطنًا لشعبها ومكانًا خصبًا لنباتاتها وجميع الكائنات الحية.
- الاستقلال السياسيُّ: ويقصد به استقلال الدولة واستقرارها وعدم خُضوعها لغيرها من الدول.
- السُلطان أو السِّيادة: ويعني طاعة وامتثال جميع أفراد الدولة لها وهي الحكومة المسؤولة عن تنفيذ سلطات الدولة وحمايتها من الداخل ومن الخارج.
أكثر الدول المطبقة لتعليم الدين الإسلامي
أجريت دراسة تنص على أن حوالي 208 دولة تطبق تعاليم الدين الإسلامي لكنها لا تضم الدول ذات الغالبية الإسلامية من المواطنين وأثبتت هذه الدراسة أن أكثر الدول تطبيقًا لتعليم الدين الإسلامي هي دولة إيرلندا وتليها الدنمارك ثم دولة السويد.
وتحتل ماليزيا المرتبة رقم 33 والمرتبة الأولى في الدول ذات الغالبية الإسلامية وفي الوطن العربي احتلت دولة الكويت المرتبة رقم 48 وتلتها دولة البحرين التي جاءت في المرتبة 61.
هذا وقد حظت الإمارات على المرتبة 64 والمملكة العربية السعودية المرتبة رقم 93 ودولة قطر المرتبة 111 وختمت قائمة الدول العربية بدولة السودان التي أتت في المرتبة 190.
ترتيب الدول حسب “معيار الإسلامية”
رتيت الدول بحسب “معيار الإسلامية” على النحو الآتي:
- كانت ماليزيا، هي أول دولة إسلامية حيث احتلت المرتبة 33.
- ودولة المغرب في المرتبة 120.
- وأتت اليمن في المرتبة 180.
- واحتلت المملكة العربية السعودية المرتبة رقم 91.
- ودولة قطر كانت في المرتبة 111.
- وكانت دولة سوريا في المرتبة 168.
- ومن المثير الدهشة أن إسرائيل كانت في المرتبة 27.
شاهد أيضا: تاريخ سلاطين الدولة العثمانية