الطريقة الصحيحة للجماع في الإسلام

جعل الله رباط الزواج بين الرجل والمرأة رباط مقدس فجعله لا ينعقد إلا بكلمة الله ولا ينحل إلا بكلمته وجعل سبحانه للزواج ما لغيره من العلاقات الإنسانية من حماية وقواعد وأصول وأحاطه بضوابط لحفظ استمراريته ونجاحه.

وللحفاظ على الأسرة وعلى الأطفال الذين هم أمانة لكل رجل وامرأة لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الطريقة الصحيحة للجماع في الإسلام.

آيات وأحاديث تنظم العلاقة الخاصة بين الأزواج

قال الله تعالى في محكم آياته: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن)، البقرة الآية٢٢٢.

فلا يحل للرجل أن يأتي زوجته إلا بعد أن تغتسل  أي بعد طهرها، لقوله تعالى: (فإن تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله)، البقرة ٢٢٢.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (للرجال عند جميع أزواجهم، أقبل أو أدبر واتق الدبر ).

وفيما يلي سيرد شرح لهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وغيره إن شاء الله.

المباح في الجماع

للرجل إتيان زوجته في موضع الفرج فقط، ولا شيء غيره ولا شيء عليه أيضاً إن أتاها من أمامها أو من خلفها.

ما دام الإيلاج يكون في الفرج الذي يخرج منه الولد فحل للزوج أن يطأ زوجته بأي طريقة كانت.

ما دام الإيلاج لا يكون إلا في الفرج وهو مكان خروج الولد كما ذكرنا.

لقوله صلى الله عليه وسلم: (أقبل أو أدبر واتق الدبر) وهذا فقط المباح في الإسلام.

المحظور في الجماع في الإسلام

  • وطئ المرأة في حيضها، غلظ الله ورسوله الإثم؛ في أن يأتي الرجل ذويه وهي حائض ويعلم بذلك.
  • فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أتى حائضاً أو أتاها من دبرها، أو أتى عرافاً فقد  كفر بما أنزل على محمد)رواه الترمذي.
  • ومن فعله عاملاً عالماً بفعله فعليه كفارة في قول بعض أهل العلم ممن صحح حديث الكفارة.
    • وهي دينار أو نصف دينار، وقال بعضهم هو مخير فيهما.
    • وقال بعضهم إذا أتاها في أول الحيض عند فورة الدم فعليه دينار.
    • وإن أتاها عند آخر الحيض إذا خف الدم أو قبل أن تغتسل من الحيض فعليه نصف دينار.
    • ولكل رجل أن يقوم عملة دولته من الدينار.
  • فلا يكفي مجرد انقطاع الدم بل يجب أن تغتسل من حيضها وتتطهر تماماً.
  • إتيان المرأة من في دبرها، ويقصد إتيان المرأة في موضع خروج الغائط، وهو من الكبائر.
  • وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل هذا فعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • (ملعون من أتى امرأة من دبرها).
    • وقال صلى الله عليه وسلم: (من أتى حيضاً أو امرأة من دبرها أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد).
    • وقال سبحانه: (نسائكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم)، البقرة ٢٢٣.
  • والسنة تبين القرآن الكريم وتشرح مقاصده الكريمة.
  • وفي تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الآية.
    • أنه يجوز للرجل إتيان زوجته فقط في موضع الولد مقبلاً أو مدبراً.
    • والدبر هو مكان الغائط فقط كما ذكرنا وهو ليس موضعاً للولد.
  • ومن أسباب تحريم هذا الفعل، بل وجعله كبيرة من الكبائر؛ هو أنه يُدخل الحياة الزوجية النظيفة الطاهرة بموروثات الجاهلية.
    • وعادات الشواذ القذرة التي يجب أن يعف عنها المؤمن.
  • ولا شك أن انتشار الأفلام الإباحية والممارسات الشاذة المحرمة؛ تُكون ذاكرة مليئة باللقطات الإباحية والشذوذ في أذهان الشباب.
    • فيسبب انتشار الفاحشة والشذوذ أعاذنا الله وإياكم منها، وهذا الفعل حرام ومغلظ.
    • ولو توافق عليه الطرفان فموافقتهما يجعلهما مشتركان في الذنب.

أجر الجماع وفضله في الإسلام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(وفي بضع أحدكم صدقة   قالوا يا رسول الله هل يضع الرجل منا شهوته ويؤجر عليها؟.

قال: نعم أفإن وضعها في حرام فهل يؤثم؟ قالوا نعم، قال: وكذلك إن وضعها في حلال).

وقال صلى الله عليه وسلم:

(من أغسل وأغتسل وأبكر وابتكر ومشي ولم يركب كان له في كل خطوة خطاها أجر زمن عبادة.

صيامها وقيامها يقصد بها ليلة الخميس).

أنه إذا أغسل واغتسل أي إذا أتى زوجته فأغتسل، وجعلها تغتسل.

وأبكر وأبتكر، أي إنه خرج مبكراً ودخل المسجد قبل صعود الإمام.

ومشي ولم يركب أي إنه ذهب إلى المسجد ماشيا، كان له بكل خطوة خطاها أجر سنة صيامها وقيامها.

اخترنا لك أيضا: حكم الجماع في نهار رمضان

قواعد الجماع في الإسلام

قال صلى الله عليه وسلم:

(إذا أتى الرجل إمراته فليقل: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا).

فإن كان بينهم ولد بقدرة الله وبإذن الله فإن الله يجنبه الشيطان.

وعند معاشرة الرجل زوجته وعند نهاية الأمر، ويأتي مجيء المني أي عند مني الرجل بعد استمتاعه بزوجته: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له).

وهذا يعتبر تحصين لنفسه، ولزوجته، ولنطفته، من الشيطان الرجيم فلا يصاحبها شيطان.

فإذا قام الحيوان المنوي، أو النطفة بتخصيب البويضة في المرأة فإنها تكون مصطحبة بالتحصين.

وعلى ذلك فهي ليست مستحبة للشيطان، وبالتالي لا يؤذي الجنين إن قدر الله به.

وهذه نقطة هامة تغيب عن كثيرين؛ وهي أن الله قد أمكن إبليس اللعين من مشاركتنا الأولاد، والأموال، والأزواج.

وغير ذلك من نعم الله حتى طعامنا لا نسلم منه.

ومن المعروف أن الشيطان إذا لم يسم الإنسان بالله في أي أمر من أمور حياته فإن الشيطان يشاركه فيها.

فعلى سبيل المثال إذا أكل الإنسان فلم يسمي الله أكل الشيطان معه، ولبس فلم يسمي الله لبس الشيطان ثوبه.

وإن عاشر زوجته ولم يسمي الله عاشرها معه الشيطان، وإن حملت المرأة من هذه المعاشرة.

ولم يذكر الله عند بداية المعاشرة أو عند الإنزال، فإن الشيطان يكون مصطحباً لهذه النطفة.

وبالتالي مصطحباً للرجل عند معاشرته، عند الإنزال، وهذه النقطة هامة جداً وضرورية.

إذ أنه يجب مع الإنزال أي مع القذف؛ يقول الرجل: (لا إله الله   وحده لا شريك له الملك وله الحمد).

وكان الصحابة رضوان الله عليهم يقولونها بصوت عال حتى إن من يسكنون معه الدار يسمعون هذه.

ونفس الكلام ونفس الذكر تقوله المرأة بصوت خافت، حتى تحصن نفسها، وتحصن فرجها، وتحصن جنينها، إن قدر الله به.

امتناع المرأة عن فراش زوجها بغير عذر شرعي

عن أبي هريره رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها باتت الملائكة تلعنها حتى تصبح).

وكثير من الزوجات إذا حدث بينها وبين زوجها خلاف فتعاقبه فتمنع نفسها عنه وتسلبه حقه.

وهذا يترتب عليه مفاسد عظيمة كوقوع الزوج في الحرام أو تفكيره في الزواج بامرأة أخرى.

لذلك هي وبيتها وأولادها من سيدفعون الثمن، وعلى ذلك وجب اتباع أمر الله.

فهي الزوجة والسكن والحضن والأمان للرجل، لذلك حرم الله النشوز في سورة النساء

لأنها بذلك تهدم الحياة الزوجية التي من أهم مبادئها العفة والسكن والطهارة.

فعلى الزوجة أن تسارع إلى فراش زوجها حتى ولو كانت على التنور والتنور هو الموقد.

وعلى الزوج كذلك أن يراعي زوجته في حالة كانت حاملاً أو مريضة أو مكروبة، ليدوم الوفاق بينهما، ولا يقع الشقاق.

فعان طلبها تلبي طلبه فيها وألا تمتنع عنه، وإلا كانت آثمة عاصيه لربها ولرسوله.

وفي المقابل عليه أن يتأكد أنها مقبلة راضية ولا يعكر صفوها شيء وعندها تقدر له زوجته هذا.

وعلى ذلك تقوم الحياة الزوجية؛ على الرحمة، والتفاهم، والسكن، يقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).

قد يهمك: هل الرغبة بالجماع من علامات الحمل بولد

مقاصد الجماع في الإسلام

الجماع في الإسلام يشير إلى العلاقة الجنسية بين الزوجين، ولها أهمية كبيرة في الدين وتُعتبر من أساسيات الحياة الزوجية السليمة. هنا بعض المقاصد والآداب المهمة للجماع في الإسلام:

  • تحقيق السكينة والمودة بين الزوجين: الجماع يساهم في بناء الحب والتعاون بين الزوجين، ويعزز الروابط العاطفية بينهما.
  • الحفاظ على النسل وتكاثر الإنسان: تعتبر الجماع وسيلة للحفاظ على استمرار الجنس البشري ونشر الذرية الصالحة.
  • تحقيق الراحة النفسية والجسدية: الجماع يسهم في تحقيق الراحة النفسية والجسدية للزوجين، ويعزز من شعورهما بالإشباع والسعادة.

آداب الجماع في الإسلام

  • النية الطيبة والإخلاص: ينبغي على الزوجين أن يكونا متوجهين بنيتهما إلى الله ومن أجل تحقيق السكينة والمودة، والابتعاد عن أي ما ينافي هذا الغرض.
  • احترام خصوصية الشريك: يجب على الزوجين احترام خصوصية بعضهما البعض، وعدم الإفصاح عن تفاصيل العلاقة الزوجية للآخرين.
  • الاستعداد الجسدي والنفسي: ينبغي على الزوجين أن يكونوا مستعدين جسديًا ونفسيًا للجماع، وأن يتفهم كل منهما حاجات الآخر في هذا الشأن.
  • استخدام الأدوات المناسبة: ينبغي على الزوجين استخدام الوسائل المناسبة والمشروعة للجماع، والابتعاد عن كل ما يخالف شريعة الإسلام في هذا الشأن.
  • الاهتمام بالنظافة الشخصية: ينبغي على الزوجين أن يكونوا نظيفين ومهتمين بالنظافة الشخصية، وذلك كجزء من آداب الجماع في الإسلام.

متى يجب الغسل من الجنابة؟

الغسل من الجنابة يكون واجبًا في الحالات التالية:

  • خروج المني: سواء كان عن طريق الجماع أو الاحتلام أو الاستمناء، يجب الغسل إذا خرج المني بشهوة.
  • التقاء الختانين (الجماع): يجب الغسل على الزوجين إذا تم الإيلاج ولو لم يحدث إنزال، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغَسْلُ” (رواه مسلم).

هل يجوز إتيان الحائض حال حيضها؟

إتيان الزوجة حال الحيض حرام في الإسلام، وذلك بنص القرآن الكريم:

“وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ” (سورة البقرة: 222).
ومعنى الآية واضح بأنه يجب تجنب الجماع أثناء فترة الحيض. يجوز للرجل أن يستمتع بزوجته في غير مكان الجماع (مثل التقبيل والمداعبة)، كما ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها.

هل يجوز العزل أثناء الجماع؟

العزل (وهو إخراج الذكر قبل القذف) جائز، لكن يُفضل أن يكون بالتشاور والاتفاق بين الزوجين. في حديث جابر رضي الله عنه، قال: “كُنَّا نَعْزِلُ وَالقُرْآنُ يَنْزِلُ” (رواه مسلم). لكن العزل لا يُفضل أن يُمارس بشكل دائم لأنه قد يكون سببًا في تقليل فرص الإنجاب.

هل يجوز نشر أمور المعاشرة الزوجية؟

  • نشر أمور المعاشرة الزوجية حرام في الإسلام. يجب أن تظل العلاقة الخاصة بين الزوجين سرية، ولا يجوز لأحدهما أن يتحدث عن تفاصيلها مع الآخرين.
  • النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الرَّجُلُ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا” (رواه مسلم).

أسئلة شائعة حول الطريقة الصحيحة للجماع

ما هي الآداب العامة للجماع في الإسلام؟

الإسلام يُرشد الزوجين إلى اتباع آداب معينة أثناء الجماع لضمان تحقيق العلاقة بما يرضي الله: البدء بذكر الله: يُستحب قول الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الجماع: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا. تحقيق الراحة النفسية والجسدية: من الآداب أن يحرص الزوجان على إرضاء بعضهما البعض والاهتمام بمشاعرهما. النظافة الشخصية: الحفاظ على النظافة قبل وبعد الجماع من الأمور المهمة. عدم التعجل: يُنصح بعدم التعجل أو الإكراه في العلاقة، بل يجب أن تتم بالتراضي والمحبة.

هل هناك أوقات يُستحب فيها الجماع؟

ليس هناك وقت محدد للجماع في الإسلام، ويمكن أن يحدث في أي وقت يُرغَب فيه، ولكن يُستحب أن يحدث عندما يكون الزوجان في حالة راحة واستعداد نفسي وجسدي. كما أن هناك بعض التوجيهات حول أوقات تجنب الجماع مثل أوقات الصلاة والحيض.

ما هو الحكم إذا أراد أحد الزوجين الجماع والآخر لا يرغب؟

الإسلام يُشدد على تحقيق التفاهم بين الزوجين في هذا الشأن. من السنة أن يستجيب الزوجان لبعضهما طالما أن ذلك في إطار المعقول ولا يسبب الضرر أو الإرهاق. النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ.

هل هناك أوضاع محددة يُنصح بها في الجماع؟

الإسلام لا يُقيد الزوجين بأوضاع محددة في الجماع، ولكن هناك آداب في ذلك. يمكن للزوجين اختيار الوضع الذي يناسبهما، طالما أنه لا يخالف الفطرة السليمة أو يؤدي إلى ضرر. فقط يُحرم الجماع في الدبر، كما ورد في الحديث: مَنْ أَتَى حَائِضًا أَوِ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ.

هل يجب الاغتسال بعد كل جماع؟

نعم، الاغتسال بعد الجماع واجب على الزوجين حتى يتمكنا من الصلاة وممارسة العبادة. يجب الاغتسال عند تحقق إحدى حالتين: التقاء الختانين (حتى دون خروج المني). خروج المني بشهوة.

مقالات ذات صلة