كسوة الكعبة المشرفة (ما بين التاريخ والحاضر)
إن الكعبة المشرفة هي بيت الله الحرام وهي بناء عظيم ومشرف، ومن المعروف أن بيت الله الحرام أو الكعبة المشرفة تكون مكسوة بكسوة غاية في الجمال والعظمة.
وفي هذا المقال سوف نتعرف أكثر على كسوة الكعبة المشرفة وكيف كانت في الماضي وكيف أصبحت في الحاضر.
محتويات المقال
من أول من كسا الكعبة المشرفة؟
- هناك كثير من الأقاويل حول كسوة الكعبة الأولى.
- حيث يقال إن سيدنا إسماعيل عليه السلام هو أول من قام بعمل كسوة للكعبة.
- ومن جهة أخرى فيقال إن هناك شخص يسمى أسعد الحميري هو الذي صنع أول كسوة كاملة للكعبة المشرفة.
- حيث صنع كسوة تحتوي على مجموعة من الوصائل والأنطاع.
- كما أنه صنع باب لهذه الكسوة ليتم إسداله على باب الكعبة المشرفة.
- وعلاوة على ذلك فيقال إن أول كسوة للكعبة كانت على يد شخص يدعى عدنان.
- وهناك حديث شريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم رواه أبو هريرة رضي الله عنه (نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن سَبِّ أسعَدَ الحِمْيَريِّ، قال: هو أوَّلُ مَن كسا البيتَ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ولكن هذا الحديث ضعيف وغير مؤكد.
- ومن الجدير بالذكر أن أول كسوة مصنوعة من الديباج للكعبة كانت على يد الحجاج الثقفي.
للتعرف على المزيد: طول وعرض الكعبة المشرفة
ما هي مراحل كسوة الكعبة عبر العصور؟
- إن الكعبة المشرفة لها مكانة عظيمة عند المسلمين.
- حيث إن من يدخل رحاب الكعبة المشرفة يصبح آمنًا.
- وبالتالي فإن كسوة الكعبة يكون لها مكانة عظيمة.
- وعلى الرغم من الآراء المختلفة حول أول كسوة للكعبة المشرفة.
- إلا أن كسوة الكعبة المشرفة بالفعل قد ذكرت في التاريخ الإسلامي.
- حيث إن الكعبة وكسوتها شغلت جانب هام في الدولة الإسلامية باختلاف العصور.
في عهد النَّبي -صلى الله عليه وسلم
- في بداية الأمر عندما زادت قوة المسلمين في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة للمدينة.
- عاد المسلمون مرة أخرى وعلى رأسهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفتحوا مكة.
- وحينها أولى الرسول صلى الله عليه وسلم اهتمامًا خاصًا بالكعبة المشرفة وكسوتها.
- حيث خصص الرسول صلى الله عليه وسلم جزء من بيت مال المسلمين للاهتمام بالكعبة وكسوتها.
- وبناءً على ذلك فقد أمر الرسول بصناعة كسوة للكعبة المشرفة في اليمن.
- وتم كسوتها بهذه الكسوة اليمنية في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة في حجة الوداع.
- وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتولي أبو بكر الصديق الخلافة فقد سار على نهج نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم واهتم بكسوة الكعبة المشرفة.
- أما في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد تم صناعة كسوة الكعبة المشرفة في مصر باستخدام نسيج مصري قبطي.
- وعلاوة على ذلك فقد سار على نهجه عثمان بن عفان رضي الله عنه واهتم بكسوة الكعبة المشرفة اهتمامًا بالغًا.
في العصر الأموي
- في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أولى الكعبة المشرفة اهتمامًا كبيرًا.
- حيث إنه أمر بأن يتم تغيير كسوة الكعبة مرتين في العام الواحد.
- المرة الأولى لتغيير الكسوة تكون بعد انتهاء شهر رمضان.
- وحينها يتم صناعة كسوة الكعبة من النسيج المصري القبطي.
- أما المرة الثانية فيتم تغيير كسوة الكعبة في العاشر من محرم من كل عام.
- وحينها يتم صناعة كسوة الكعبة المشرفة من الديباج.
- وعلاوة على ذلك فقد تم تعطير الكعبة بالروائح والعطور الجميلة في العصر الأموي.
في العصر العباسي
- في عصر الدولة العباسية كان هناك اهتمام خاص ومختلف بالكعبة المشرفة وكسوتها.
- حيث تم الاتجاه إلى العراق والمنسوجات العراقية في صناعة كسوة الكعبة.
- وكان يتم صنع هذه الكسوة في مدينة دار السلام بصفة خاصة.
- ومن الجدير بالذكر أنه عندما يتم صناعة كسوة جديدة للكعبة يتم وضعها فوق الكسوة القديمة.
- أما في عهد الخليفة العباسي المهدي فقد أمر بإزالة كل المكسوات القديمة الموجودة فوق الكعبة والاكتفاء بوضع الكسوة الجديدة فقط.
- وذلك خشية أن يثقل الحمل على جدران الكعبة المشرفة فيؤدي إلى انهيارها.
- وفي هذا الوقت تم صناعة كسوة الكعبة المشرفة في بغداد بالعراق.
في عهد مماليك مصر
- احتلت صناعة كسوة الكعبة مكانة خاصة عند المماليك الذين حكموا مصر.
- حيث قاموا بتخصيص دار خاصة كل مسئوليتها أن تهتم بصناعة كسوة الكعبة المشرفة.
- وقد أطلق على هذه الدار اسم دار الكسوة.
- ومن أشهر المماليك الذين اهتموا بذلك هو الظاهر بيبرس.
نرشح لك أيضا: ماذا يوجد داخل الكعبة؟
في العصر العثماني
- عندما سيطرت الدولة العثمانية على شبه الجزيرة العربية أصبح لزامًا عليها الاهتمام بكسوة الكعبة المشرفة.
- وبالتالي فإن كل والي يتولى الحكم يكون من أولى مهامه الالتزام بتوفير كسوة الكعبة المشرفة.
في العصر الفاطمي
- كانوا الفاطميين يهتمون بكسوة الكعبة اهتمامًا بالغًا.
- وقد قام الصليحين بكسوة الكعبة المشرفة باستخدام الحرير الأبيض.
- وقوبل أن يعود الصليحين إلى اليمن جعل محمد بن أبي القاسم والي على مكة.
بداية الكسوة السعودية
- في عام 1962 ميلاديًا بدأت أول صناعة لكسوة الكعبة المشرفة في السعودية.
- وقد كلف الملك عبد العزيز آل سعود ابنه الأمير فيصل ببناء أول مصنع يقوم بصناعة كسوة الكعبة.
- وبالفعل تم إقامة هذا المصنع وقد سمي وقتها مصنع أجياد.
- وكان دوره يتلخص فقط في صناعة كسوة الكعبة المشرفة.
- ثم بعد ذلك تم بناء مصنع آخر يستخدم تقنيات أحدث.
- وقد كان هذا المصنع في منطقة أم الجود.
- واهتم أيضًا بصناعة كسوة الكعبة وكان الاعتماد يكون على التطريز اليدوي.
- وظل هذا المصنع قائم على صناعة كسوة الكعبة المشرفة على مر السنين ومازال قائم حتى الآن.
- ويقوم بالإشراف على هذا المصنع عدد كبير من الخبراء وعدد كبير من الفنيين.
ما المواد المستخدمة في كسوة الكعبة في السابق؟
- منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم والكعبة يتم كسوتها بأفضل أنواع الأقمشة.
- حيث يتم صناعة كسوة الكعبة المشرفة في مصانع مخصصة لها.
- كما يتم جلبها من مصانع مصرية أو مصانع عراقية.
- فعلى سبيل المثال نجد أن أسعد الحميري قام بكسوة الكعبة بالوصائل.
- وهي أقمشة يمنية فاخرة.
- ومن جهة أخرى يتم كسوة الكعبة المشرفة باستخدام أقمشة الحبرة والبرود.
- وهي أقمشة فاخرة تخصص لكسوة الكعبة المشرفة.
- وعلاوة على ذلك فيتم تبخير كسوة الكعبة المشرفة بالمجامر.
- وعند تمزق كسوة الكعبة المشرفة واستبدالها يتم وضعها في خزانة الكعبة.
- إن كسوة الكعبة المشرفة لم تقتصر على نوع واحد من الأقمشة والأنسجة.
- حيث إنه في البداية كان يتم استخدام نسيج الأنطاع في صناعة كسوة الكعبة.
- وهي عبارة عن نسيج يمني يتم نسجه من الأدمة والبرود.
- ومن جهة أخرى فقد تم عمل كسوة الكعبة من الحرير.
- وكانت أول مرة يتم عمل كسوة الكعبة من الحرير كانت على يد امرأة تسمى نتيلة بنت جناب.
- وقد قامت بصنع كسوة للكعبة لتفي بنذر قد نذرته عندما فقدت ابنها.
- وعلاوة على ذلك فقد تم استخدام نسيج يسمى الديباج ونسيج يسمى القباطي في صناعة كسوة الكعبة المشرفة.
- وهي عبارة عن أنسجة لونها أبيض تتميز برقتها الشديدة يتم تصنيعها عادةً في مصر وأحيانًا في اليمن.
- وعلاوة على ذلك هناك أقمشة أخرى تم استخدامها في صناعة كسوة الكعبة.
- فعلى سبيل المثال سنجد نسيج الكرار ونسيج الأنماط.
- ونسيج آخر يسمى النمارق وأنسجة تسمى مطارف الخز.
- وبالإضافة إلى ذلك سنجدهما يعرف بالأكسية وشقاق الشعر ونجد أيضًا الوبر.
السبب وراء لون الكعبة الأسود
- إن كسوة الكعبة كانت تصنع من ألوان متعددة منذ بداية صنع كسوة الكعبة.
- حيث إن الكسوة قد كانت تصنع من اللون الأبيض أحيانًا واللون الأصفر أحيانا أو الأخضر في أحيان أخرى.
- ولكن في العصر العباسي قام الناصر العباسي بعمل كسوة للكعبة من الديباج الأسود.
- وبعد ذلك سار على نهجه بقية الملوك والحكام.
- ولكن اللون الأسود لم يكن محدد في الشرع.
شاهد أيضا: من أول من بني الكعبة
الكسوة بين الماضي والحاضر
- كسوة الكعبة المشرفة هي واحدة من أهم الشعائر الإسلامية التي تتم بشكل دوري، ولها تاريخ طويل يختلف من حيث التصميم والمواد والعناية بها من الماضي إلى الحاضر.
- تاريخيًا، كانت الكسوة تُصنع من مواد بسيطة وتُغيَّر بشكل غير منتظم، وكانت الدول الإسلامية المختلفة تُرسل الكسوة كهدايا إلى مكة المكرمة. في العصور القديمة، كانت الكسوة تُصنع من الأقمشة البسيطة مثل القطن أو الصوف، وتُطرَّز يدويًا بالآيات القرآنية.
- في العصر الحديث، أصبحت الكسوة تُصنع في مصنع خاص في مكة المكرمة باستخدام أحدث التقنيات والمعدات.
- يتم اختيار أفخم أنواع الحرير الطبيعي، وتُطرَّز الكسوة بخيوط من الذهب والفضة، مما يجعلها قطعة فنية رائعة تعكس العظمة والوقار الذي تحظى به الكعبة المشرفة.
- الكسوة الحديثة تتميز بالتفاصيل الدقيقة والزخارف الإسلامية الرائعة التي تضيف إلى قدسيتها وجمالها.
الجهات المسؤولة عن كسوة الكعبة حديثًا
- الجهة المسؤولة عن كسوة الكعبة حديثًا هي مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، والذي يقع في مكة المكرمة. هذا المجمع هو الذي يقوم بتصنيع الكسوة وإعدادها لتكون جاهزة للتبديل.
- المجمع مجهز بأحدث التقنيات والمعدات، ويعمل فيه فريق من الفنيين المهرة الذين يتولون عملية تصنيع وتطريز الكسوة بأعلى مستويات الدقة والاحترافية.
خطوات كسوة الكعبة التي تمر بها خلال شهر ذي الحجة
عملية كسوة الكعبة المشرفة تبدأ قبل شهر ذي الحجة بفترة طويلة حيث يتم تجهيز الكسوة الجديدة. خلال شهر ذي الحجة، تتبع هذه الخطوات:
- نقل الكسوة الجديدة إلى المسجد الحرام: في بداية شهر ذي الحجة، يتم نقل الكسوة الجديدة من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة إلى المسجد الحرام تحت حراسة مشددة.
- تفكيك الكسوة القديمة: في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة (يوم عرفة)، يتم تفكيك الكسوة القديمة وتبدأ عملية تنظيف الكعبة استعدادًا لتبديل الكسوة.
- تركيب الكسوة الجديدة: في صباح يوم عيد الأضحى (اليوم العاشر من ذي الحجة)، تبدأ عملية تركيب الكسوة الجديدة. يتم رفع الكسوة إلى سطح الكعبة ثم تُنزل لتغطي الجدران الأربعة. يتعاون مجموعة من الفنيين المختصين في تثبيت الكسوة باستخدام خيوط ذهبية لضمان بقاء الكسوة ثابتة ومستقرة على الكعبة.
- إضافة الحزام والستارة: بعد تثبيت الكسوة، يُضاف الحزام المطرز بآيات قرآنية من خيوط ذهبية وفضية، ويُركب الستار على باب الكعبة (البرقع).
عدد مرات استبدال كسوة الكعبة المشرفة في السنة
تُستبدل كسوة الكعبة المشرفة مرة واحدة في السنة، وذلك في صباح يوم عيد الأضحى المبارك، حيث يتم تغيير الكسوة القديمة بكسوة جديدة.
تكلفة كسوة الكعبة المشرفة
- تكلفة كسوة الكعبة المشرفة تتراوح ما بين 20 إلى 25 مليون ريال سعودي تقريبًا.
- هذه التكلفة تشمل جميع مراحل التصنيع بدءًا من اختيار المواد الخام (الحرير الطبيعي والخيوط الذهبية والفضية) وحتى عملية التطريز والتركيب.
ماذا يحدث لكسوة الكعبة القديمة بعد تبديلها
- بعد تبديل كسوة الكعبة القديمة، يتم تفكيكها بعناية وتقسيمها إلى أجزاء صغيرة.
- هذه الأجزاء تُهدى إلى بعض الشخصيات الهامة والمسؤولين في الدول الإسلامية، أو تُوزع على المتاحف الإسلامية.
- بعض القطع تُباع لأغراض خيرية، وتكون بمثابة تذكار للمسلمين.
أسئلة شائعة حول كسوة الكعبة المشرفة
ما هو تاريخ بدء تقليد كسوة الكعبة المشرفة؟
تقليد كسوة الكعبة المشرفة يعود إلى زمن قبل الإسلام، حيث كانت القبائل العربية تكسو الكعبة بأقمشة مختلفة. ومع دخول الإسلام، استمر هذا التقليد، وقام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون من بعده بكسوة الكعبة. أما في العصر الحديث، فقد تطور هذا التقليد ليصبح نظامًا منظمًا تحت رعاية الدولة السعودية.
ما هي المواد المستخدمة في صنع كسوة الكعبة؟
تُصنع كسوة الكعبة من الحرير الطبيعي الخالص، وتُطرَّز بآيات قرآنية من خيوط ذهبية وفضية. يتم استخدام حوالي 670 كيلوغرامًا من الحرير، وما يقارب 120 كيلوغرامًا من الذهب والفضة لتطريز الكسوة.
ما هو لون كسوة الكعبة؟ وهل يتغير مع مرور الزمن؟
اللون الأساسي لكسوة الكعبة هو الأسود، وهو اللون الذي اعتمدته الدولة السعودية منذ بداية القرن العشرين. في فترات سابقة من التاريخ، كانت الكسوة تأتي بألوان مختلفة مثل الأبيض والأخضر، ولكن الأسود أصبح اللون المعتمد منذ فترة طويلة.
من هو المسؤول عن صناعة كسوة الكعبة؟
صناعة كسوة الكعبة تتم في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، الواقع في مكة المكرمة. هذا المجمع يضم فريقًا من الحرفيين المهرة الذين يتولون مهمة تصنيع الكسوة باستخدام أحدث التقنيات.
ما هي المدة التي تستغرقها عملية تصنيع كسوة الكعبة؟
عملية تصنيع كسوة الكعبة تستغرق ما بين 8 إلى 10 أشهر، حيث تبدأ العملية من اختيار الحرير الطبيعي ثم صبغه باللون الأسود، يليها عملية التطريز بالذهب والفضة، وأخيرًا عملية التجميع والتركيب.