آثار تحكيم شرع الله
قال تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”، فقد أنزل الله -عز وجل- الشريعة الإسلامية وجعلها مناسبة لكل زمان ومكان، وأمرنا بالالتزام بأوامره والابتعاد عن نواهيه، ووضح لنا المولى سبحانه أثر الإعراض عن شرعه والالتزام به، لذا سوف نتعرف على آثار تحكيم شرع الله تعالى بالتفصيل في السطور القادمة.
محتويات المقال
تحكيم شرع الله
- هو الالتزام بأوامره واجتناب نواهيه، قال تعالى: “۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا”. - فتكون أحكام الشريعة الإسلامية هي الفيصل في أي نزاع، وقد وضح لنا الله -عز وجل- في كتابه الكريم كل الأحكام سواء في الطلاق أو المواريث أو النزاعات وغيرها الكثير.
- وقد بعث الله تعالى الرسل ليقيموا شرعه في الأرض، ووصف المولى سبحانه المُعرض عن حكمه بالكفر فقال:
- “وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ”، كما حثنا في كثير من الآيات على اتباع سنة الرسول-صلى الله عليه وسلم- وطاعة أولياء الأمور.
آثار تحكيم شرع الله
للالتزام بشرع الله -عز وجل- والحكم به في كافة الأمور آثارًا عظيمة، ومن تلك الآثار ما يلي:
- يزيد من قوة إيمان المسلم، ويحفظه من شرور أعداء الإسلام، فلن يتأثر بكل المغريات التي في زماننا، والتي يسعى الكافرون لزيادة انتشارها لإبعادنا عن ديننا.
- سوف تظهر الأخلاق وتنتشر في المجتمع، فيصير مجتمعًا يتصف بكل ما هو جميل.
- زيادة الرزق والبركة في حياة الإنسان الملتزم بحكم الله تعالى، فيرزقه الله -عز وجل- من حيث لا يحتسب.
- سينتشر العدل ويتلاشى الظلم في البلاد ويشعر المواطنون بالأمن والأمان في بلادهم.
- التحكيم بشرع الله -عز وجل- يجعل الإنسان دائمًا يقظًا ولا يخالف الشرع.
- الحصول على السعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا”.
كما نقدم لكم من هنا: ما هي شروط تمكين الله لعباده في الأرض
حكم تحكيم شرع الله
- تحكيم شرع الله -عز وجل- فرض على كل مسلم ومسلمة قال تعالى: “فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا”.
- فلا خلاف في أن اتباع القرآن والسنة واجب، قال تعالى: “فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا”.
- وقال:”ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ”.
الأمر بالاحتكام إلى شرع الله
- لقد أمرنا الله -عز وجل- أمرًا صريحًا في كثير من الآيات باتباع أوامره والابتعاد عما نهى عنه، وتوعد الذين يخالفون شريعته قال تعالى: “فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا”.
- كما حذرنا من اتباع الهوى، وأن الإنسان لابد أن يكبح جماح نفسه قال تعالى: “فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ”.
- وقال: “وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا”.
اقرأ أيضا من هنا: مظاهر عدل الله بين عباده
حكم عدم اتباع تحكيم شرع الله في الشرع
لقد حذرنا المولى -عز وجل- من الابتعاد عن حكمه، حيث وصف من يحكم بغير شرع الله بالمشركين، والبعد عن التحكيم بشرع الله له آثار جانبية عديدة، وهي:
- الضنك وضيق العيش قال تعالى: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125)قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126)” سورة طه.
- تفشي الظلم في المجتمع والأخلاق السيئة مما يؤدي إلى أن يفقد المواطن الشعور بالأمن على نفسه وماله وعرضه.
- عند البعد عن شرع الله -عز وجل- سيتساهل الإنسان بأوامر المولى سبحانه ويكثر من الذنوب ولا يبالي العقاب.
- غياب الإنسانية في التعامل بين البشر، فيذل الغني الفقير وتنعدم الرحمة وتقسو القلوب.
- سينتشر الغش والخداع والكذب، وستتحول الدنيا إلى غابة تعمها الفوضى.
- عودة أيام الجاهلية بكل سلبياتها، وممارسة كل ما هو مخالف للطهارة والنقاء.
- استصغار الكبائر فسيتحول الإنسان إلى شخص مستهتر بكل كبيرة في الإسلام، ففعله للصغائر سيجعله مع الوقت يتجرأ ويمارس الكبائر.
- انتشار الحسد والحقد في المجتمع، فعندما لا يلتزم الغني بإعطاء الفقير حقه سيحقد الفقير عليه، إذًا البعد عن الله يحول القلوب النقية إلى قلوب سوداء يملأها الغل.
- عند غياب الاحتكام لشرع الله تعالى سيغيب معها الدفاع عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة رضوان الله عليهم.
- ومن أكثر هذه الآثار خطورة عقاب الآخرة، فلقد توعد الله -عز وجل- العاصين بجهنم، قال تعالى:
- “وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا”.
الرجوع إلى الله سبحانه
- رغم إن الله -عز وجل- توعد الضالين عن طريقه بالعذاب الأليم إلا إنه فتح باب التوبة لعبادة للرجوع عن الضلال، فمهما بعد الإنسان عن شرع الله -عز وجل- وعاد مستغفرًا ونادمًا سيجد الله سبحانه وتعالى غفورًا رحيمًا.
- قال الله تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ”.
- وقال: “فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّـهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
ومن هنا يمكنكم الاطلاع على: تفسير: إن النفس لأمارة بالسوء
جوانب من تحكيم شرع الله
تحكيم شرع الله يشمل العديد من الجوانب التي تؤثر إيجاباً على المجتمعات وتسهم في تحقيق العدل والسلم الاجتماعي. إليك بعض الجوانب المهمة من تحكيم شرع الله:
- العدل والمساواة: يحدد شرع الله حقوق الأفراد والواجبات وفقًا لمبادئ العدل والمساواة، مما يضمن تعاملًا عادلًا بين الناس دون تفرقة.
- حماية الحقوق: يحمي تحكيم شرع الله حقوق الأفراد في المجتمع، بما في ذلك حقوق الملكية والحقوق الشخصية والدينية والاقتصادية.
- السلام والأمن: يعمل تحكيم شرع الله على تحقيق السلام والأمن في المجتمع من خلال تنظيم العلاقات بين الأفراد وفي المجتمع ككل.
- التوازن والاعتدال: يدعو تحكيم شرع الله إلى الاعتدال وتجنب المبالغة في الدين والدنيا، مما يساعد في تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي.
- تعزيز القيم الأخلاقية: يعزز تحكيم شرع الله القيم الأخلاقية الإيجابية مثل الصدق والإخلاص والرحمة والعطف، مما يساعد في بناء مجتمع أخلاقي قائم على القيم السامية.
- تنظيم العلاقات الاجتماعية: يوجه تحكيم شرع الله العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجماعات، ويحدد حقوقهم وواجباتهم تجاه بعضهم البعض وتجاه المجتمع.
- تعزيز الإيمان والروحانية: يساهم تحكيم شرع الله في تعزيز الإيمان والروحانية بين أفراد المجتمع، وذلك من خلال دعوته إلى الالتزام بتعاليم الدين والتقوى والتقرب إلى الله.
مميزات تحكيم شرع الله
تحكيم شرع الله يتمتع بالعديد من المميزات والفوائد التي تجعله نظامًا قانونيًا متكاملًا ومناسبًا للمجتمعات الإسلامية. من بين هذه المميزات:
- العدالة الاجتماعية: يضمن تحكيم شرع الله توفير العدالة الاجتماعية من خلال توجيه الأحكام والقوانين بما يحقق المساواة بين الناس، ويعالج الظلم والتمييز بين الطبقات المختلفة في المجتمع.
- الثبات والاستقرار: يسهم تحكيم شرع الله في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والسياسي من خلال إرساء قواعد وقوانين تساعد في حفظ النظام ومنع الفوضى والانحرافات.
- الأمن والسلام: يعمل تحكيم شرع الله على تعزيز الأمن والسلم الاجتماعي من خلال منع الجريمة وتطبيق عقوبات رادعة على المخالفين.
- حماية حقوق الإنسان: يحفظ تحكيم شرع الله حقوق الإنسان والمواطن بما يحقق العدالة والمساواة أمام القانون ويحميه من التعدي والظلم.
- تعزيز القيم الأخلاقية: يعزز تحكيم شرع الله القيم الأخلاقية الإيجابية مثل الصدق والأمانة والرحمة والتعاون والتسامح، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومترابط.
- الاستجابة لاحتياجات المجتمع: يتيح تحكيم شرع الله تحديد القوانين والأحكام بناءً على احتياجات المجتمع وظروفه الخاصة، مما يجعله نظامًا مرنًا وقابلًا للتطوير.
- تحقيق السعادة والرضا: يساهم تحكيم شرع الله في تحقيق السعادة والرضا النفسي للفرد والمجتمع من خلال إرساء العدل والسلام وتحقيق الرفاهية الشاملة.
أسئلة شائعة حول تحكيم شرع الله
س1: ما هي آثار تحكيم شرع الله؟
ج1: آثار تحكيم شرع الله تشمل: توفير العدل والمساواة بين الناس. تحقيق السلم والأمان في المجتمع. حماية حقوق الفرد والمجتمع والممتلكات. تعزيز القيم الأخلاقية والأخلاق الحميدة في المجتمع.
س2: ما هو دور تحكيم شرع الله في تحقيق العدالة؟
ج2: دور تحكيم شرع الله في تحقيق العدالة يتمثل في توجيه القوانين والأحكام بما يتماشى مع تعاليم الشريعة الإسلامية، وضمان تطبيق العدالة وتقديم الحق للجميع دون تفرقة أو تحيز.
س3: كيف يساهم تحكيم شرع الله في بناء المجتمع؟
ج3: يساهم تحكيم شرع الله في بناء المجتمع من خلال توفير الإطار القانوني والأخلاقي الذي يحفظ الحقوق والواجبات، ويساهم في تعزيز السلم والأمان وتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية الصحيحة.
س4: ما هي أهمية تحكيم شرع الله في تعزيز الاستقرار الاجتماعي؟
ج4: تحكيم شرع الله يسهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي من خلال توفير العدل والمساواة بين الناس وتحقيق الأمن والسلام في المجتمع، مما يعزز الثقة بين أفراد المجتمع ويعمل على تعزيز الانسجام والتعاون بينهم.
س5: كيف يؤثر تحكيم شرع الله على القيم الأخلاقية في المجتمع؟
ج5: يؤثر تحكيم شرع الله على القيم الأخلاقية في المجتمع بتعزيز القيم الإيجابية مثل العدل والرحمة والصدق والإخلاص، وبالتالي يساهم في تعزيز الأخلاق الحميدة والسلوك الإنساني الصالح.