آخر آيتين من سورة البقرة
آخر آيتين من سورة البقرة، القرآن الكريم له شأن عظيم في نفوس المؤمنين جميعًا ولبعض السور فضل مخصوص من بين السور، ومن ذلك آخر آيتين من سورة البقرة، وهو ما سنوضحه لكم فيما يلي عبر موقع مقال maqall.net.
محتويات المقال
آخر آيتين من سورة البقرة
قال الله تعالى ” آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” البقرة 285-286.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: فضل أواخر سورة البقرة
سبب نزول آخر آيتين من سورة البقرة
- جاء في سبب نزول آخر سورة البقرة حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه وذلك أن الله عز وجل أنزل آية بالحساب على ما تخفيه الأنفس.
- فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالسمع والطاعة فنزلت آخر آيتين تخفيفًا عليهم.
- قال أبو هريرة “لما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم “وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله” الآية إلى آخرها.
- اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- فقالوا كلفنا من الأعمال ما نطيق؛ الصلاة والصيام والجهاد والصدقة.
- وقد أنزل الله عليك هذه الآية ولا نطيقها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
- “أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”.
- فلما اقترأها القوم فذلت بها ألسنتهم، أنزل الله تعالى في إثرها “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه” الآية كلها.
- ونسخها الله تعالى فأنزل “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها “الآية إلى آخرها”.
تفسير آخر آيتين من سورة البقرة
- قال تعالى “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه” أي أن الله عز وجل يصف رسوله بالإيمان الحق بكل ما أنزله عليه من الوحي.
- ثم عطف على رسوله المؤمنين وهم الصحابة رضوان الله عليهم ومن تابعهم فقال عنهم “كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله”.
- وهذا هو الإيمان الحق؛ الإيمان بالله عز وجل وذلك يتضمن الإيمان بوجوده وبربوبيته وبألوهيته وبأسمائه وصفاته.
- ومن الإيمان أيضا الإيمان بالملائكة الكرام أنهم عباد لله لا يعصون الله ما أمرهم، والإيمان بما أخبرنا الله من صفاتهم.
- ثم الإيمان بالكتب كلها؛ الإنجيل والتوراة والزبور والقرآن العظيم، والإيمان بالرسل أجمعين وهذه هي أصول الإيمان.
- ثم قال تعالى عن رسله “لا نفرق بين أحد من رسله”، أي أن الإيمان بالرسل يقتضي الإيمان بهم جميعا لا بواحد منهم فقط.
- كما قال تعالى “وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”
- وهذا قول الصحابة والمؤمنين في كل وقت خلاف من قالوا سمعنا وعصينا.
- ومعناه أي سمعنا يا ربنا كل قول أنزلته على نبيك صلى الله عليه وسلم، وفهمناها وجاهدنا للعمل به والوفاء بحقه.
- وبعد ذلك كله لا يسلم عملنا من تقصير، فنطلب منك الرحمة والمغفرة على ما ناب أعمالنا من تقصير وتفريط فاغفر لنا.
- ثم جاء التخفيف في قوله تعالى “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها” أي لا يطلب الله عز وجل من عبده فوق طاقته.
- وتلاه بقوله “لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت” وفيها نسخ الحساب على ما في الصدور لأن البشر لا يطيقونه.
- ثم جاء الدعاء في نهاية الآية، وهذا الدعاء من أجمع الأدعية والتي استجابها الله تعالى من عباده المؤمنين.
ولا تتردد في قراءة مقالنا عن: ما هو فضل حفظ سورة البقرة؟
فضل سورة البقرة عموما
- سورة البقرة من سور القرآن الكريم التي خصها الله عز وجل بخصائص لا توجد في سورة غيرها.
- وقد جاء في ذلك أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك ما جاء عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ،
- فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ،
- أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ،
- وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ” صحيح مسلم
- ومنها ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال “إِنَّ لِكلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَسَنَام الْقرْآنِ سورَة الْبَقَرَةِ،
- وَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ سورَةَ الْبَقَرَةِ تقْرَأ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي يقْرَأ فِيهِ سورَة الْبَقَرَةِ” رَوَاه الطَّبَرَانِيّ وَصَحَّحَه الْحَاكِم.
فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة
- تشترك آخر آيتين من سورة البقرة في فضائلها العامة إلا أن لها فضائل أخرى مخصوصة.
- وقد جاء في فضائلها عدة أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي مسعود عقبة بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- “مَنْ قَرَأَ بالْآيَتَيْنِ مِنْ آخرِ سورةِ الْبقَرةِ في ليلةٍ كَفَتاهُ” صحيح البخاري
- وقال العلماء أن كفتاه بمعنى أنها تحفظ العبد من الشيطان كما تحفظه من كل مكروه قد يقع له.
- وقال بعضهم أنها تكفيه من الفضل والأجر العظيم.
- ومن فضائلها أيضا أنها من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم كما أنها تميزه عن الأنبياء قبله صلوات الله عليهم.
- جاء عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- “أعْطِيت خَواتِيمَ سورةِ البقرةِ مِن كَنزٍ تحت العرشِ لَمْ يعْطَهُنَّ نبِيٌّ قبلي” المسند
- كما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال “أُعْطِيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثلاثًا،
- أُعْطِيَ الصَّلواتِ الْخَمسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتيمَ سورةِ البقرةِ، وَغُفِرَ لمنْ لم يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شيئًا، الْمُقْحِماتُ” مسلم
- وجاء أيضا عن ابن عباس رضي الله عنه قال: “بينما جبريل قاعدٌ عند النبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ سمع نقيضًا من فوقِه، فرفع رأسَه،
- فقال هذا بابٌ من السماءِ فتِحَ اليومَ، لم يفتح قط إلا اليومَ، فنزل منهُ ملكٌ، فقال هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ، لم ينزل قط إلا اليومَ،
- فسلَّم وقال أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك؛ فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ،
- لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أعطيتَه” صحيح مسلم
فوائد من آخر آيتين من سورة البقرة
- نجد في الآيات جملة من الفوائد الإيمانية والتربوية، فمنها حفظ مقام الصحابة رضوان الله عليهم ومعرفة فضلهم.
- حيث أن الله عز وجل قد شهد لهم بالإيمان والتصديق في هذه الآيات فهم القدوة لنا بإيمانهم وحسن تسليمهم لأمر ربهم.
- وكذا حفظ مقام النبوة ومعرفة قدر النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه فقبل أن يصف أهل الإيمان به بدأ بقدوتهم صلى الله عليه وسلم.
- ومن الفوائد أيضا معرفة أصول الإيمان وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والتي ذكرها الله عز وجل في هذه الآيات.
- ومنها معرفة أهمية دعاء الله عز وجل وفضله، حيث جعل الله عز وجل دعاءهم واستغفارهم سببا لإجابته لهم وتخفيفه عنهم.
- ومنها معرفة سعة الشريعة الإسلامية وتيسيرها وأن الله عز وجل لا يحمل عبدا فوق طاقته بل ييسر ويغفر ويعفو سبحانه.
- كما قال في آية أخرى من سورة البقرة “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” البقرة
- ومنها أن الله عز وجل غفر لهذه الأمة خطأها ونسيانها فلا تحاسب عليه بل يتجاوز الله عنه بفضله وكرمه.
- ومنها معرفة فضل هذه الأمة على سائر الأمم السابقة لها وأن الله عز وجل خصها بأمور لم تكن لقوم قبل.
كما أدعوك للتعرف على: أفضل وقت لقراءة سورة البقرة للزواج
هل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة تكفي لقيام الليل؟
قراءة آخر آيتين من سورة البقرة ليس لها حكم واضح بأنها تكفي كبديل عن قيام الليل بالكامل، ولكنها لها مكانة خاصة في السنة النبوية. يمكن قراءتهما كجزء من قيام الليل، ولكن ليس بديلاً عن الصلاة بحد ذاتها.
الإفتاء: من يقرأ آخر آيتين من سورة البقرة كان له ثواب قيام الليل
- في الحديث الشريف، ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه” (رواه البخاري).
- يعني ذلك أن قراءة آخر آيتين من سورة البقرة في الليل تكفي لتوفير الحماية والبركة، لكن ذلك لا يعني أنه يكفي عن قيام الليل كاملاً.
أسئلة شائعة حول أخر آيتين من سورة البقرة
ما هما آخر آيتين من سورة البقرة؟
آخر آيتين من سورة البقرة هما الآية 285 والآية 286.
ما هو فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة؟
قراءة آخر آيتين من سورة البقرة في الليل تأتي بفضل عظيم، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) (رواه البخاري). يعني أنهما تكفيان لحماية الإنسان من الأذى وتوفير البركة.
هل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة تعادل قيام الليل؟
قراءة آخر آيتين من سورة البقرة لها فضل كبير، ولكنها ليست بديلاً عن قيام الليل كاملاً. يمكن قراءتهما كجزء من قيام الليل، ولكن لا تغني عن الصلاة كاملاً.
متى يُستحب قراءة آخر آيتين من سورة البقرة؟
يُستحب قراءة آخر آيتين من سورة البقرة في الليل، ويمكن قراءتهما في أي وقت، ولكن لهما فضل خاص إذا قرئتا قبل النوم.
هل يمكن قراءة آخر آيتين من سورة البقرة بشكل يومي؟
نعم، يمكن قراءة آخر آيتين من سورة البقرة بشكل يومي، ولها أثر كبير في الحماية والبركة. ينصح بقراءتهما بشكل مستمر كجزء من الذكر اليومي.