سبب نزول سورة المجادلة

تعتبر سورة الجادلة من السور المدنية التي أوضحت مدى حرص الإسلام على المرأة، وحفظ كرامتها وحقوقها، وهي نزلت على قلب رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن خلال هذا المقال، سوف نشرح سبب نزول سورة المجادلة.

سبب نزول سورة المجادلة

نزلت سورة المجادلة على حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وذلك بسبب الآتي:

• عندما ذهبت خولة بنت ثعلبة، زوجة أوس بن الصامت، لكي تشتكي زوجها إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
• وبدأت السيدة تقص عليه ما حدث، وأنها كانت تتناقش مع زوجها في أمر ما.
  • ثم عاندت كثيرًا، فغضب زوجها فظاهرها زوجها.
• وتعني “ظاهرها” في الجاهلية أنها حرمت عليه كأمه.
  • وهنا لن يمكنه الاقتراب منها، ولن يجعلها تتزوج بغيره.
• فعندما عاد إليها طلب منها ما يطلبه الرجل من زوجته.
  • ولكنها رفضت، وذهبت إلى رسولنا الكريم لتشتكي له.
• فأنزل الله سبحانه وتعالى سورة المجادلة رفقًا بحالها.
• وقال الله تعالى في كتابه العزيز: (قَدْ سَمِعَ اللَّـه قَوْلَ الَّتِي تجَادِلكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّـهِ)، فجاءت لتعبر عن شكواها.
• وقد نزلت الآية الكريم لتحرم الظهار، وكفارته إطعام 60 مسكينًا، أو صيام شهرين متتابعين، أو عتق رقبة.
• وقد ذكر الله ذلك في قوله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّـهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّـهِ).

شاهد أيضا: فضل سورة المجادلة

أسباب أخرى لنزول سورة المجادلة

من ضمن أيضًا سبب نزول سورة المجادلة الصدقة، حيث نزلت آيات عن الصدقة، وهي كالتالي:

• يقول الله: (أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
• ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
• حيث يقصد الله عز وجل بهذه الآيات، هو تقديم المؤمنين الصدقة قبل مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• وذلك للتخفيف عن من يريدون مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم من الفقراء، الذين لا يملكون مال.
• وجاء قول الله تعالى: (لَّا تَجِد قَوْماً يؤْمِنونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يوَادونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسولَه وَلَوْ كَانوا آبَاءَهمْ أَوْ أَبْنَاءَهمْ أَوْ إِخْوَانَهمْ أَوْ عَشِيرَتَهمْ ۚ).
• وتكملة الآية السابقة: (أولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قلوبِهِم الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهم بِروحٍ مِّنْه ۖ وَيدْخِلهمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا ۚ*.
• وتكملة الآية: (رَضِيَ اللَّه عَنْهمْ وَرَضوا عَنْه أولَٰئِكَ حِزْب اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هم الْمفْلِحونَ).
• وسبب نزول هذه الآية هو أن أبا بكر الصديق قد صك أبا قحافة على وجهه.
  • عندما قام بسب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• وأخبر أبو بكر الصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • أنه من محبته له لو كان يملك سيفًا لقتل هذا الرجل.

اقرأ أيضا: بمن نزلت سورة المجادلة ومن زوجها؟

المواضيع المستفادة من سورة المجادلة

تتعدد المواضيع المستفادة منها، ومن أهمها هو تعديل الأمر الجاهلي الذي كان منتشرًا في العلاقات الزوجية وهو الظهار، وكذلك الآتي:

• تحدثت السورة أيضًا عن التناجي بين الناس، وذلك بأن يكون بالخير.
  • والكلام الطيب، والتناجي بالشر مكروه ومحرم.
• وكذلك سورة المجادلة من السور القرآنية المليئة بالعبر، والمواعظ.
• وكذلك جاءت السورة لتتحدث عن ما حدث بين اليهود والمسلمين.
  • حينما وقع عليهم شر، وبدأ اليهود والمنافقين بالتعامل بالشر.
• وهو ما أدى إلى حزن المؤمنين، وزيادة كربهم.
  • وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشكوا حزنهم.
  • فقال لهم رسول الله ردوا عليهم بقول: وعليكم.
• وذلك لأنهم كانوا يسلمون على المسلمين ورسول الله بقولهم: السلام عليكم.
• ولذلك أنزل الله تعالى: (وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ).

واقعة الإفساح في صورة المجادلة

ومن ضمن أسباب نزول سورة المجادلة أيضًا حادثة الإفساح، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفة، وحدث الآتي:

• كان المكان لا يتسع الكثير من الناس.
  • فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكرم كل المهاجرين والأنصار ممن شهدوا غزوة بدر.
• فعندما جاء أناس منهم أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • لم يجدوا مكانًا يجلسون فيه، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الجالسين بالقيام إكرامًا لهم.
• فشق عليهم ذلك، وبدأ المنافقون في إثارة الفتنة بين المسلمين، بسبب ما فعله رسول الله.
• فأنزل الله الآية الكريمة الآتية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ َ).
• وتكملة الآية الكريمة: (وإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

واقعة المنافق الذي كان يجالس رسول الله

وجاءت أيضًا الآية التالية في سورة المجادلة في قول الله تعالى: (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُون)، بسبب الآتي:

• نزلت الآية الكريمة في عبد الله بن نبتل، وهو من منافق.
  • وكان ينقل كل ما يسمعه في المجلس إلى اليهود.
• وسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك.
• فحلف أنه لم يفعل، وذهب ليحضر أصحابه فشهدوا معه، وأنزل الله الآية الكريمة.

شاهد من هنا: أسرار سورة الحديد الروحانية

ترتيب نزول سورة المجادلة

سورة المجادلة هي السورة رقم 103 في ترتيب نزول السور، وتعد السورة التي قبلها هي سورة التحريم، والسورة التي بعدها هي سورة المنافقون.

المكان الذي نزلت فيه سورة المجادلة

سورة المجادلة هي من السور المدنية، أي انزلها الله تعالى على الرسول في المدينة المنورة، وهناك اتفاق بين المفسرين على ذلك.

سبب تسمية سورة المجادلة بهذا الاسم

سميت هذه السورة بالمجادلة لأن في بدايتها تحدث الله تعالى عن مجادلة امرأة مع النبي صلى الله عليه وسلم حول مظاهرة زوجها لها، وأُطلق عليها أيضا “قد سمع”، وسميت في مصحف أُبي بن كعب رضي الله عنه باسم سورة الظهار.

أسئلة شائعة حول سبب نزول سورة المجادلة