تفسير: إن النفس لأمارة بالسوء

تفسير: إن النفس لأمارة بالسوء، آية تم ذكرها في سورة يوسف في قوله تعالى، (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ).

يرغب العديد ممن قرأ سورة يوسف، في معرفة معنى الآية، والحكمة من ضبط النفس بمفهوم السوء، سنقوم بتوضيح ذلك.

تفسير: إن النفس لأمارة بالسوء

قام العديد من الشيوخ تفسير تلك الآية كاملة، ولعل أبرزهم تفسير أبو جعفر الطبري وسيتم ذكره تفصيلي كالاتي:

  • (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ).
  • قال أبو جعفر، في تفسير الطبري، أن يوسف عليه السلام، قال (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي).
  • ويقصد بذلك، إنه لا يبرأ النفس من الوقوع في الخطأ والمعصية، فيقوم بنكرانها.
  • (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ)، لأن النفس تفعل ما تراه، وتريده، وتهواه، ويروق لها.
  • حتى إذا كان سوءاً، ويخالف رضا الله عز وجل، (إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي)، وهنا يوضح.
  • يوسف متى ينجي الله العبد من نفسه، وذلك برحمته ومشيئته ولمن يريد من عباده.
  • فيكون ذلك الشخص، بعيد عن اتباع هوى نفسه ورغبتها في ارتكاب المعاصي والآثام.
  • (إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فإن الله يغفر لمن يتوب إليه مهما ارتكب من أخطاء ومعاصي.
  • بل يستره أيضاً بعد توبته، نعم يأخذ جزاء المعصية، ثم يغفر لعبده ويرحمه بالستر.

تفسير إن النفس لأمارة بالسوء للطباطبائي

سورة يوسف تم تفسيرها من قبل العديد من الشيوخ، وتلك الآية تم تفسيرها من قبل الطباطبائي، سيتم تناول تفسيره لها فيما يلي:

  • الطباطبائي قال في تفسير تلك الآية، (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي)، لم يقل يوسف ذلك بهدف.
  • تزكية وتنزيه نفسه عن الخطأ، بل أراد قولها لإظهار رحمة الله عندما جنبه المعصية.
  • وأظهر أن النفس بطبيعتها قد تدعوك للسوء لما به من ترغيب وشهوة لارتكابه.
  • وذلك في قوله، (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ)، لذلك لا يجب عليك أن تحاول الظهور.
  • كأنك ملاك ولا يوجد بطبعك سوء، ولكن الأصح إبعاد نفسك عن أمرها بارتكاب السوء.
  • ثم أوضح، إن الابتعاد عن السوء ليس من جانبه، ولكن رحمة من الله عز وجل.
  • فيبعد من يشاء عن ارتكاب المعاصي وذلك في قوله، (إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي).
  • يتبع ذلك المغفرة والستر من الله عز وجل وليس فقط إبعاده عن المعاصي.
  • وذلك في قوله، (إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فالله يغفر العبد إذا تاب ويستره فالله رحيم.

تفسير إن النفس لأمارة بالسوء بالكاشف

(وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)، تفسير الكاشف لمحمد جواد مغنية لتلك الآية، ما يلي:

  • كان تفسيره كالآتي، إن الإنسان حيوان عاقل ومتدين، يميل للشهوة والملذات بنفسه.
  • لا يفرق معه دين أو يفكر بعقله، ولكن إذا قام بتحكيم عقله ودينه يقف عند حد.
  • الشرع إذا انحرف عنها وتجاوزها، أما من يترك نفسه يفعل كل ما يريد دون تفكير.
  • وبشهوة فذلك حيوان في صورة إنسان، بل قد يكون الحيوان أفضل منه، ورافق تفسيره.
  • قول الله تعالى في سورة الفرقان، (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا).
  • وتابع تفسيره للآية، بعد ضعف الإنسان أمام شهواته، إذا كان مؤمن عاقل فيعود بعدها.
  • للاستغفار والتوبة، ويقوم الله بالغفران له والصفح عنه لأنه غفور رحيم.
  • كما قام بتوضيح آية، (إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي)، بأن النفس لا تسلم من العيوب إلا إذا كانت.
  • نفس حصنها الله وعصمته من الذنوب، والمهم هو عودتها عن الذنب والاعتراف به.
  • فقال الإمام علي (عليه السلام)، أشد الذنوب ما استهان به صاحبه.
  • وذلك بمعني أصر عليه ولم يتوب إلى الله ويستغفر منه على ذنبه.

التفسير الميسر

شرح المعنى باختصار: تقول امرأة العزيز: “وما أزكي نفسي ولا أبرئها، إن النفس لكثيرة الأمر لصاحبها بعمل المعاصي طلباً لملذاتها، إلا مَن عصمه الله. إن الله غفور لذنوب مَن تاب مِن عباده، رحيم بهم.”

تفسير الجلالين

  • “وما أبرئ نفسي”: لا أنزهها عن الزلل.
  • “إن النفس لأمارة بالسوء”: كثيرة الأمر بالمعصية.
  • “إلا ما رحم ربي”: أي، إلا من رحم ربي فعصمه.
  • “إن ربي غفور رحيم”: فلما تبين للملك عذر يوسف وعرف أمانته.

تفسير السعدي

  • تقول امرأة العزيز: “وما أبرئ نفسي”، أي: لا أستطيع أن أنزه نفسي عن الرغبة في السوء، لأن النفس دائماً تأمر بالسوء.
  • “إلا ما رحم ربي”: أي، إلا من رحم الله فعصمه.
  • “إن ربي غفور رحيم”: أي، هو غفور لمن تاب ورجع.

تفسير البغوي

  • “وما أبرئ نفسي”: لا أستطيع أن أنزه نفسي عن الخطأ.
  • “إن النفس لأمارة بالسوء”: أي، النفس تميل إلى المعاصي.
  • “إلا ما رحم ربي”: إلا من رحم ربي فعصمه.

التفسير الوسيط

استفادة من الآية:

  • “وما أبرئ نفسي”: أي: لا أنزه نفسي عن السوء.
  • “إن النفس لأمارة بالسوء”: تشير إلى أن طبيعة النفس تميل إلى المعاصي والشهوات.
  • “إلا ما رحم ربي”: أي، إلا من عصمه الله.
  • “إن ربي غفور رحيم”: لمن شاء من خلقه.

تفسير ابن كثير

شرح المعنى:

  • تقول امرأة العزيز: “ولست أبرئ نفسي”، لأن النفس تميل إلى السوء.
  • “إلا ما رحم ربي”: أي، من عصمهم الله.
  • “إن ربي غفور رحيم”: هو غفور لمن تاب.

تفسير القرطبي

معنى الآية:

  • “وما أبرئ نفسي”: من الخطأ.
  • “إن النفس لأمارة بالسوء”: مشتهية للمعصية.
  • “إلا ما رحم ربي”: أي، إلا من رحم الله.

ما هي أقسام النفس البشرية

هو الجزء الذي ذكر في القراّن، وهي الذات وأساس الإنسان، ولها ثلاث أقسام سيتم تناولهم جميعاً فيما يلي:

  • النفس المطمئنة، (يا أيّتُها النّفسُ المُطمئِنّةُ ارجعي إِلى ربِّكِ راضيةً مرضيّةً فادخُلي فِي عِبادِي وادخُلِي جنّتِي).
  •  أن تكون أمين مع نفسك ومع الناس من حولك، ألا تقوم بالخداع أو ترتكب الذنوب.
  • أن تكون مخلصاً في كل شيء وتفعله بتفاني وضمير وصدق مع نفسك قبل الغير.
  • بذلك تصل لأعلي درجات النفس البشرية وأفضلها مكانة ورقي.
  • النفس اللوّامة، من تفعل الذنب ولكن تقوم بالاعتراف به، فهي نفس وسطي.
  • تلي ترتيب النفس المطمئنة وتسبق النفس الأمارة بالسوء، وذكرت في القراّن.
  • (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)، صدق الله العظيم.
  • النفس الأمارة بالسوء، هي مقترنة بالشيطان وتتبع الهوى وترغب في فعل السوء.
  • تقوم بترغيب صاحبها في فعل الذنوب والخطايا وتجعله يقع في الإثم بكل الطرق.
  • نفس تقود صاحبها للجحيم وسوء المصير، وتلك التي لا ينجو منها إلا من رحمه ربه.
  • وهي التي نفسرها اليوم وذكرت في سورة يوسف في الآية الكريمة.

ماذا تعرف عن سورة يوسف

تم الإجماع على أنها سورة مكية، نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل هجرته من مكة و سنتعرف عليها بشكل أكبر فالتالي:

  • عدد سور المصحف الكريم مائة وأربعة عشر سورة، يوسف هي الثانية عشر وترتيبهم.
  • قبلها تأتي سورة هود ويليها سورة رعد، قال بدر الدين الزركشي إنها ترتب كنزول السورة.
  •  الثالثة والخمسون، وذلك بعد سورة كلاً من هود والحجر.
  • السورة تتناول قصة حياة نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام، وكل ما تعرض له.
  • من شدة وبلاء، بداية من حلمه الذي قصها على أبيه إلى رمي إخوته له في البئر.
  • ثم نزوله مصر، رغبة امرأة العزيز به والمؤامرات وسجنه، ثم توليه حكم مصر.
  • ثم تجمعه مع إخوته وأبيه مرة أخرى، وكل ما قد رافق رحلته تم ذكره بالتفصيل.
  • تلك القصة تهدف لتقديم العظات للإنسان، من كل بلاء وقع فيه يوسف عليه السلام.

الدروس المستفادة من آية إن النفس لأمارة بالسوء

القراّن هو عظة يستفيد بحفظه كل مسلم، لينجيه مما قد يتعرض له، وسورة يوسف بها الكثير من الدروس المستفادة، وتلك الآية تقدم الكثير من الفوائد كالتالي:

  • بداية الآية، (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي)، دعوة للاعتراف بالخطأ عند الوقوع فيه وعدم المكابرة.
  • فلا تدعي إنك برئ، فقط قل الحق والعدل ولا تجادل أو تستمر في الخطأ.
  • ثم قال، (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ)، دليل إن النفس تميل للهوى والسوء.
  • (إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي)، ولكن هناك حالات تبتعد عن ذلك السوء برحمة الله تعالى.
  • إذا أراد ذلك، بدعوتك للخير والطاعة، كما يتضح إنه يمكنك دعوة نفسك.
  • على الابتعاد عن المعاصي، وتوجيهها للخير، فرحمك الله ويجنبك شر نفسك.
  • وعندما تفعل ذلك، بالالتزام وطاعة الله والتمسك بالخير والابتعاد عن كل سوء.
  • والاستغفار الدائم، وذكر الله ورسوله، فقط سيكون الله بجانبك دائما ويبعدك.
  • عن النفس الأمارة، بل وإذا وقعت فيها سيكون غفور رحيم لغفران ذنوبك وسترك.
  • وذلك في قوله، (إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فالله يرحم ويغفر لمن رجع إليه وتاب عن ذنبه.

التفسير الإجمالي للآية

قوله تعالى: “إن النفس لأمارة بالسوء” (سورة يوسف، الآية 53)

  • هذه الآية تعبر عن طبيعة النفس الإنسانية، حيث تُظهر أن النفس تميل إلى الشر وتحث صاحبها على ارتكاب المعاصي. الآية تتحدث عن واقع النفس في حالتها الطبيعية، التي قد تؤدي إلى السوء إذا لم يُتحكم فيها أو يُوجهها الإنسان نحو الخير.

التفسير التحليلي للآية

  • إن النفس: تعود الكلمة إلى الكيان البشري الذي يتكون من مشاعر وأفكار ورغبات.
  • لأمارة: تشير إلى صفة الأمر والتوجيه، مما يعني أن النفس تُصدر الأوامر وتُحث الشخص على القيام بالأعمال، سواء كانت خيرًا أو شرًا.
  • بالسوء: هنا تشير إلى المعاصي والآثام. وبالتالي، الآية تعبر عن أن النفس قد تكون مُلهمة للسوء، مما يتطلب من الفرد الوعي والمجاهدة لمقاومة تلك الدوافع.

معاني مفردات آية: إن النفس لأمارة بالسوء

  • وما أبرئ نفسي: أي لا أنزهها عن الخطأ والذنب.
  • إن النفس: تشير إلى النفس البشرية.
  • لأمارة: بمعنى كثيرة الأمر.
  • بالسوء: أي بالمعاصي والأفعال السيئة.
  • إلا ما رحم ربي: أي إلا من رحمهم الله وعصمهم من ذلك.
  • إن ربي غفور رحيم: أي إن الله تعالى يغفر للذنوب ويقبل التوبة.

إعراب آية: إن النفس لأمارة بالسوء

وما أبرئ نفسي:

  • ما: نافية.
  • أبرئ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • نفسي: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

إن النفس:

  • إن: حرف توكيد ونصب.
  • النفس: اسم إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

لأمارة:

  • لأمارة: اللام حرف جر و”أمارة” اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.

بالسوء:

  • بالسوء: الباء حرف جر و”سوء” اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.

إلا ما رحم ربي:

  • إلا: حرف استثناء.
  • ما: اسم موصول مبني في محل رفع بدل من ضمير “النفس”.
  • رحم: فعل ماضٍ مبني على الفتح.
  • ربي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

إن ربي غفور رحيم:

  • إن: حرف توكيد ونصب.
  • ربي: اسم إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • غفور: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • رحيم: عطف بيان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أسئلة شائعة حول تفسير الآية

ما معنى (إن النفس لأمارة بالسوء)؟

تعني أن النفس البشرية تميل بشكل طبيعي إلى ارتكاب المعاصي وتطلب الشهوات.

هل يعني ذلك أن جميع النفوس تفعل السوء؟

لا، فالنفس قد تكون أمارة بالسوء، لكن هناك من عصمهم الله وهدى نفوسهم للطاعة.

كيف يمكن للإنسان أن يسيطر على نفسه الأمارة بالسوء؟

من خلال الإيمان بالله، وذكره، وقراءة القرآن، والاستغفار، والتوبة، والالتزام بالأعمال الصالحة.

ما هو الاستثناء (إلا ما رحم ربي)؟

يعني أن الله عز وجل قد يرحم بعض عباده فيعصمهم من السوء، ويمنحهم القوة لمواجهة شهواتهم.

ما الدروس المستفادة من هذه الآية؟

تعلمنا أهمية التواضع، وضرورة الإقرار بضعف النفس، وكذلك رحمة الله الواسعة للمستغفرين والتائبين.

مقالات ذات صلة