فضل سورة العصر
نوضح معكم اليوم من خلال هذا المقال فضل سورة العصر حيث تعتبر هذه السورة من أعظم السور القرآنية التي لها الكثير من الأفضال، وبالطبع جميع سور القرآن الكريم.
والآيات الكريمة تضم الكثير من الأفضال والنصائح والفوائد والدروس المستفادة للعباد في الأرض، ولكن اليوم سوف نتحدث أكثر عن فضل سورة العصر سبب تسميتها بهذا الاسم.
محتويات المقال
التعريف بسورة العصر
- تعد سورة العصر من السور التي أنزلت على النبي صل الله عليه وسلم في مكة المكرمة.
- فهي واحدة من السور المكية التي نزلت بعد سورة الانشراح.
- حيث تقع سورة العصر تحديدًا في الجزء الـ30 من القرآن الكريم.
- تتكون سورة العصر من ثلاث آيات كريمة، والجدير بالذكر أن هذه السورة سميت في بعض كتب التفسير باسم والعصر مع إضافة حرف الواو.
- وذلك لأنها تبدأ السورة بهذه الكلمة في أول آية.
- وفي السطور القادمة نتعرف أكثر على فضل سورة العصر وسبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم.
شاهد أيضًا: فوائد سورة الواقعة للرزق
سبب نزول سورة العصر وتسميتها بهذا الاسم
حتى وقتنا الحالي لم يذكر سبب محدد لنزول سورة العصر، ولكنها تعد من أعظم السور التي تضم الكثير من المضامين الهامة، وفيما يلي نتعرف على سبب تسميتها بهذا الاسم:
- سميت سورة العصير بهذا الاسم نسبة إلى أول كلمة ذكرت في الآية الأولى من سورة العصر.
- حيث قسم الله سبحانه وتعالى في قوله: “والعصر”.
- يشير أيضًا معنى العصر في هذه السورة الكريمة إلى الزمان، أي بمعنى عمل العبد سواء كان هذا العمل خيرًا كان أو شرًا.
- وبالتالي يذكر الله سبحانه وتعالى أن مصير العبد سوف يتوقف على عمله في هذا الزمان.
- فإما أن يفوز بالجنة ورضا الله، وإما أن يهلك ويخسر الآخرة.
فضل سورة العصر
القرآن الكريم هو بمثابة الحصن للمسلم، وفضل تلاوته عظيم، وللمسلم الآجر والثواب عند قراءة القرآن الكريم، وفيما يلي نتعرف أكثر على فضل سورة العصر:
- مما لا شك فيه أن فضل القرآن الكريم يعود على جميع سور القرآن وآياته الكريمة.
- ولكن لابد أن نذكر أيضًا أن الله عز وجل اختص بعض السور الكريمة.
- وذكر الكثير من الأفضال وأهم الدروس المستفادة من هذه السورة.
- ونجد الكثير من الأحاديث الشريفة النبوية التي تدل على فضل هذه السور العظيمة.
- مثل سورة البقرة، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، وغيرها من السور العظيمة المذكورة الأخرى.
- أما بالنسبة لسورة العصر فلم نجد حديث شريف صحيح يشير إلى فضل سورة العصر.
- ولكن تحدث بعض العلماء والفقهاء عن فضل سورة العصر مثل الإمام الشافعي عندما قال: “لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم”.
- وقال أيضًا الشافعي عن سورة العصر: “لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم”.
- وما ورد عن أبي مدينة الدارمي أنه قال: “كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الأخر سورة العصر”.
- تحمل سورة العصر الكثير من الدروس المستفادة لقارئها.
- حيث أنها تدل المسلم على الطريق الصحيح.
- وهو طريق الخير والإيمان بالله عز وجل حتى ينجو من الهلاك والعذاب ويفوز بالجنة بإذن الله تعالى.
- تمسك العبد بمنهج الإسلام والعمل الصالح والسعي للكثير، والصبر على جميع الابتلاءات التي يمر.
- حيث ذكر الله سبحانه وتعالى كلمة الصبر مع كلمة الحق.
- وذلك يعني أن الحق هو طريق الصلاح.
- ولكن لابد من الصبر حتى إذا وجدت في هذا الطريق بعض الابتلاءات والمشقة.
موضوعات سورة العصر
سورة العصر واحدة من السور القصيرة التي تضم ثلاث آيات قرآنية فقط، ولكن على الرغم من صغر آياتها وصغر السورة إلا أنها تشتمل على الكثير من المعاني والمضامين ومن أهمها ما يلي:
- تضم سورة العصر الكثير من المعاني العظيمة والعميقة التي تدل على الكثير من المعاني.
- حيث بدأ الله سبحانه وتعالى بكلمة والعصر وهو القسم بالدهر والزمان.
- وذلك دلالة على خسارة العبد وضياعه في الدنيا والآخرة بسبب الكفر والشرك بالله.
- ذكر الله سبحانه وتعالى العلامات الواضحة التي تبعد العبد عن الإيمان والسير في طريق الدلال.
- وأن نتيجة ذلك سوف تكون الهلاك والعذاب.
- استثنى الله عز وجل المؤمنين من ذلك العذاب.
- ومن يظل على العمل الصالح والسير في طريق الإيمان بالله والصبر على الابتلاءات.
- فسوف يرزقه الله بالجنة بإذن الله تعالى.
- سورة العصر من السور التي تضم مضامين عامة تؤكد على أن العبد الكافر لا نجاة له من العذاب.
- وعلى المؤمن أن يتبع الطريق الصحيح ومنهج الله عز وجل.
اقرأ أيضًا: فضل سورة النحل
مقاصد سورة العصر
مقاصد سورة العصر وفضلها تدل على بلاغة وعظمة الله عز وجل، وفيما يلي أهم مقاصد وتفسير آيات سورة العصر:
- يقول الله تعالى: “والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر”.
- وفي هذه الآية الكريمة يقسم الله تعالى بالعصر.
- ويفسر العلماء والفقهاء أن كلمة عصر هنا تأتي بمعنى الزمان.
- أكد الفقهاء، أن هذا القسم لا يمكن أن يقسم به العبد.
- ولكن هذا القسم لا يمكن أن يكون إلا لله عز وجل.
- والعبد لا يمكنه القسم بأي شيء أخر غير الله.
- وللدلالة على ذلك قول عبد الله بن عمر الخطاب رضي الله عنهما.
- قال أن الرسول صل الله عليه وسلم قال: “من كان حالفًا، فليحلف بالله أو ليصمت”.
- وقد يرى بعض العلماء أن الله عز وجل يشير بالقسم في سورة العصر بكلمة العصر.
- لأن تعتبر هذه الفترات من أهم الفترات التي يستطيع فيها الإنسان أن يقضي الكثير من الأعمال.
- وللدلالة على ذلك أن الله عز وجل أكد على الأعمال في الآيات الأخيرة من سورة العصر.
- أكد الله سبحانه وتعالى في الآية الثانية من سورة العصر على خسران العبد إذا كفر بالله ولم يسير في طريق الحق والصبر على الابتلاءات.
- استثنى الله سبحانه وتعالى بعض العباد الذين يتصفون ببعض الصفات.
- ومن أهمها ما يلي: أن يكون العبد مؤمن بربه ويصدق هذا الإيمان.
- التواصي بالحق ويعني ذلك أن يقوم الإنسان بالتعامل مع أخيه الإنسان بالحق والإحسان بالمعروف.
- التواصي بالصبر ويعني ذلك أن على العبد دائمًا أن يصبر.
- ولا يمل أبدًا من الدعوة إلى الله عز وجل، ويصبر عن ابتلاءات الدنيا والعباد في الأرض.
أقوال العلماء في العصر
بعد أن تعرفنا على فضل سورة العصر وتفسير الآيات القرآنية، لابد من أن نتعرف أيضًا على تفسير القسم في سورة العصر، كالآتي:
- اختلف الفقهاء والمفسرين حول معنى كلمة العصر في سورة العصر.
- وهي الكلمة التي أقسم الله عز وجل بها، حيث قال ابن عباس رضي الله عنه أن هذه الكلمة تأتي بمعنى الدهر أو الزمان.
- وأقسم الله عز وجل بالدهر ليكون عبرة لجميع المسلمين في كل زمان ومكان.
- أما عن ابن كيسان، فقد فسر قسم الله تعالى: بأنه أراد الله بالعصير الليل والنهار.
- وذلك لأنه ذلك العصران.
- وعن الحسن قال: العصر هنا يأتي بعد غروب وزوال الشمس.
- وعن مقاتل قال: أقسم الله عز وجل بالعصير وهي الصلاة الوسطى صلاة العصر، والله أعلم.
شاهد من هنا: فضل سورة البقرة في علاج الوسواس
المستفاد من سورة العصر
سورة العصر قصيرة في آياتها لكنها غنية بالعبر والفوائد التي يمكن استنباطها، ومنها:
- أهمية الوقت والزمن: السورة تفتتح بالقسم بـ”العصر”، مما يدل على أهمية الوقت في حياة الإنسان، وضرورة استغلاله فيما ينفع.
- حقيقة الخسارة: تُبيّن السورة أن الإنسان في حالة خسارة دائمة إذا لم يستثمر وقته وجهوده في أعمال الخير والطاعات.
- الاستثناءات من الخسارة: تشير السورة إلى أن الناجين من الخسارة هم من:
- آمنوا: الإيمان بالله والتصديق بما جاء به الرسل.
- عملوا الصالحات: الأعمال الصالحة هي التي تترجم الإيمان إلى سلوك عملي.
- تواصوا بالحق: التعاون على نشر الحق والالتزام به في المجتمع.
- تواصوا بالصبر: الصبر في مواجهة الابتلاءات والتمسك بالدين رغم التحديات.
- أهمية العمل الجماعي: السورة تؤكد على أهمية التعاون والتواصي بين المؤمنين في نشر الحق والتمسك به، وتقديم الدعم المعنوي بعضهم لبعض في مواجهة الصعوبات.
- الصبر كعنصر أساسي للنجاة: الصبر على الطاعة، الصبر عن المعصية، والصبر على أقدار الله المؤلمة كلها أسباب للنجاة من الخسارة.
- خلاصة المنهج الإسلامي: تعتبر سورة العصر ملخصًا للمنهج الذي يجب أن يسير عليه المسلم، فهي تجمع بين الإيمان، العمل الصالح، الدعوة إلى الحق، والصبر، وكلها عناصر أساسية لدخول الجنة والنجاة من الخسران.
فوائد سورة العصر
- التذكير المستمر بقيمة الزمن والعمل.
- الدافع إلى العمل الصالح والاستقامة.
- التحفيز على التعاون في الخير، والإرشاد إلى أن الإنسان يحتاج إلى غيره للتواصي بالحق والصبر.
- التركيز على الصبر كعنصر محوري في الحياة الدنيا لتحقيق النجاح الأخروي.