فضل سورة الجاثية
سوف نذكر فضل سورة الجاثية التي نزلت بمكة المكرمة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي سورة من المثاني، وتأتي بعدد آيات 37 أية، كما تأتي بترتيب 45 بالمصحف الشريف، وتتواجد بالجزء الـ25 منه.
وفي هذا الموضوع سنتعرف على فضل قراءة سورة الجاثية، وسنذكر مقاصدها، وسبب نزولها وتسميتها.
محتويات المقال
فضائل سورة الجاثية
- إن فضل قراءة سورة الجاثية عظيم، حيث أنها من الحواميم التي خصها الرسول صلى الله عليه وسلم في إحدى أحاديثه النبوية.
- حيث أتى رجل لنبي الله عليه الصلاة والسلام وقال له يا نبي الله اقرئني، قال اقرأ من ذوات “الر”.
- قال يا نبي الله ثقل لساني وغلظ جسمي، قال اقرأ الحواميم، فقل مثل قوله الأول.
- فقال اقرأ من المسبحات، قال مثل قوله الأول.
- قال عليك بقراءة السورة الجامعة الفاذة” إذا زلزلت الأرض زلزالها” فقال الأعرابي حسبي.
فضل سورة الجاثية للسحر
- من خلال تجربتي مع سورة الجاثية وجد أن أبي بن كعب روى حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه” ومن قرأ حم الجاثية ستر الله عورته وسكن روعته عند الحساب.
- ومن كتبها وعلقها عليه أمن من سطوة كل شيطان وجبار، وكان مهابًا محبوبًا في عين كل من رآه من الناس”.
فضل سورة الجاثية الروحانية
- قال الإمام الصادي عن فضل سورة الجاثية” من كتبها وعلقها عليه أمن من شر كل نمام.
- وليس يُغتب عند الناس أبدًا، وإذا علقت على الطفل حين يسقط من بطن أمه كان محفوظًا ومحروسًا بإذن الله عز وجل”.
- وعن ألي عبد الله أنه قال” من قرأ سورة الجاثية كان ثوابها أن لا يرى النار أبدًا.
- ولا يسمع زفير جهنم ولا شهيقها، وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم”.
مقاصد سورة الجاثية
- بدأت سورة الجاثية بالكلمة المقطعة” حم” ثم أوضحت أن الله قد أنزل القران الكريم على المسلمين.
- وذلك في قوله تعالى” حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم”.
- ثم أوضح الله عز وجل أن هناك آيات في السماوات والأرض للمؤمنين العاقلين الموقنين.
- وهي آيات خاصة بخلق الإنسان والدواب، وآيات أخرى تخص اختلاف الليل والنهار والأمطار والرياح.
- وذلك في قوله تعالى” إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين.
- وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون.
- واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها.
- وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون”.
- يتعجب الله سبحانه وتعالى من استكبار الأفاكين الآثمين الذي يكذبون بهذه الآيات التي أنزلها الله عليهم بالحق.
- الذين إذا سمعوا آيات الله اتخذوها هزوا، فوعدهم الله عز وجل بالعذاب الشديد العظيم.
- وذلك في قوله تعالى” تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون.
- ويل لكل أفاك أثيم * يسمع آيات الله تتلى عليهم ثم يصر مستكبرًا كأن لم يسمعها بشره بعذاب أليم.
- وإذا علم من آياتنا شيئًا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين.
- كم ورائهم جهنم لا يغني عنهم ما كسبوا شيئًا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم”.
- ثم بدأ الله في ذكر ما قام بتسخيره للعباد وهو البحر لتسير السفن عليه ولينالوا منه الرزق والطعام.
- كما أوضح ما يقوم بتسخيره في السماء والأرض من نعم لا تعد ولا تحصى.
- وذلك في قوله تعالى” الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون.
- وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”.
شاهد أيضا: تفسير أفرأيت من اتخذ إلهه هواه
موضوعات سورة الجاثية
- وأرد الله بعد ذلك أن يوضح أن الأعمال الصالحة التي يفعلها العبد المسلم المؤمن هي لنفسه؛ سيجزى وسينفع بها.
- وأن الأعمال الطالحة ستكون عقبة أمام دخول العبد الجنة.
- وأن الجميع سواء الصالح أو الطالح سيرجعون إلى الله لمحاسبته.
- وذلك في قوله تعالى” من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون”.
- ثم بدأ الله عز وجل يتحدث عن بني إسرائيل وما فعله معهم من إنزاله الكتاب عليهم بالإضافة للحكم وللنبوة.
- وأنه رزقهم بالطيبات، وفضلهم عن العالمين.
- وذلك في قوله تعالى” ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين”.
- ثم أمر الله النبي محمد أن يتبع الشريعة التي أنزلها عليه ونهاه عن اتباع أهواء الجهلاء، وحذره منهم.
- وذلك في قوله تعالى” ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون.
- إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئًا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين”.
- وأراد الله عز وجل أن يوضح حقيقة الأمر لأصحاب السيئات.
- بانه لن يساويهم بالذين آمنو عملوا الصالحات سواء في الدنيا أو في الآخرة.
- وذلك في قوله تعالى” أم حسب الذين اجرحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون”.
- ثم أراد الله سبحانه وتعالى أن يتحدث عن من يتخذ إلهه هواه.
- بأنه يضله ويختم على سمعه وقلبه، ويجعل على بصره غشاوة.
- ويقول أن هؤلاء الناس يعتقدون أنهم لا أحد يستطيع هلاكهم إلا الدهر.
- وبغير ذلك ينامون ويستيقظون في سلام.
- حيث قال تعالى” أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون.
- وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم وإن هم إلا يظنون”.
- ويؤكد الله عز وجل لهم أن الله هو الذي يحيهم ويميتهم وسيجمعهم في يوم القيامة الذي سيأتي لا محالة.
- وذلك في قوله تعالى” قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.
- وبدأ الله سبحانه في عرض مشاهد يوم القيامة من خلال سورة الجاثية.
- ويحذر من أهوال هذا اليوم الذي فيه خسارة للظالمين، وفوز عظيم للمؤمنين.
- حيث يوضح جزاء الإنسان المؤمن الذي كان يعمل الصالحات.
- ومصير الكافرين الذين كانوا يتكبرون على آيات الله وقرانه ورسوله.
- وذلك في قوله تعالى” ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون.
- وترى كل أمة جاثية كل امة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون.
- هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون.
- فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين.
- وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قومًا مجرمين”.
- ويبشر الله عز وجل الظالمين الكافرين بأنه سينساهم جزاءً لما نسوا لقاءهم به في يوم القيامة، ويوعدهم بالنار خالدين فيها.
- وذلك في قوله تعالى” وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين.
- ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوًا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون”.
قد يهمك: فضل سورة الفرقان
سبب نزول سورة الجاثية
- لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه النبوية الشريفة انه تحدث أو ذكر سبب نزول سورة الجاثية.
- ولكن هناك سبب لنزول بعض آياتها، فعن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية” من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنًا”.
- قال يهودي في المدينة يعرف باسم “فنحاص”: احتاج رب محمد.
- قال فلما سمع عمر بذلك أخذ سيفه وخرج يطلب اليهودي.
- فنزل جبريل – عليه السلام – للرسول عليه الصلاة والسلام وقال: إن ربك يقول لك.
- ” قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله” واعلم أن عمر قد أخذ سيفه وخرج يطلب اليهودي.
- فأرسل النبي محمد عليه الصلاة والسلام في طلبه، فلما جاء قال: يا عمر ضع سيفك”.
- فقال: صدقت يا نبي الله، أشهد أنك أرسلت بالحق.
- فقال:” فإن ربك يقول:” قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله”.
- قال: لا جرم والذي بعثك بالحق لا يرى الغضب في وجهي.
سبب تسمية سورة الجاثية بهذا الاسم
- تسمت سورة الجاثية بهذا الاسم بسبب ورود كلمة الجاثية في أية” وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون”.
- في يوم القيامة يجثوا العباد على الركب خوفًا ورعبًا من يوم القيامة ولانتظارهم للجزاء الذي سيلحق بهم أما دخول الجنة والنعيم، وإما الدخول للنار والعذاب الشديد.
اخترنا لك: فضل سورة المؤمنون
التعريف بسورة الجاثية
سورة الجاثية هي السورة الخامسة والأربعون في ترتيب المصحف الشريف. نزلت في مكة المكرمة، وهي سورة مكية. سميت بـ “الجاثية” بناءً على ذكرها في الآية الرابعة، حيث ترد الإشارة إلى المشهد الذي يجثو فيه الناس يوم القيامة.
تلخيص سورة الجاثية
- سورة الجاثية هي سورة مكية تُعنى بالتأكيد على توحيد الله، وتعرض دلائل قدرة الله على خلق الكون والبعث بعد الموت.
- تبدأ السورة بذكر قدرة الله في خلق السماوات والأرض وتدعو الناس للتفكر في هذه الدلائل، وتناقش مصير المكذبين بالبعث والرسالات، مشيرة إلى عاقبتهم في الآخرة.
- كما تدعو المؤمنين إلى الصبر والثبات على الحق، وتشير إلى مصير الصالحين في الجنة.
- تُبرز السورة أهمية الإيمان بالآخرة وبالرسل، وتُذكِّر بنعم الله وكيف يجب على الناس أن يشكروه ويؤمنوا به وحده.
أسئلة شائعة حول فضل سورة الجاثية
ما هو فضل سورة الجاثية بشكل عام؟
سورة الجاثية تعزز الإيمان بالله والتفكر في قدرته وخلق الكون. كما تبرز أهمية الإيمان بالآخرة وتدعو إلى الصبر والثبات على الحق.
هل هناك أحاديث نبوية تشير إلى فضل سورة الجاثية؟
نعم ومنها: عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: (من قرأ سورة الجاثية كان ثوابها أن لا يرى النار أبدا ولا يسمع زفير جهنم ولا شهيقها ، وهو مع محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم).
هل قراءة سورة الجاثية لها تأثير معين على المؤمن؟
قراءة سورة الجاثية تُعزز الوعي بعظمة الله وقدرته، وتذكر المؤمن بأهمية الإيمان بالبعث والجزاء، مما يعزز من قوة الإيمان والصبر.
ما هي النصوص القرآنية التي تركز على فضل سورة الجاثية؟
سورة الجاثية نفسها تُبرز فضلها من خلال حديثها عن القدرة الإلهية والبعث والحساب، وتذكر المؤمنين بأهمية التفكر في نعم الله.