فضل سورة الصف
فضل سورة الصف يكمن في معرفة المسلم أفضل وأحب عمل يرضي الله، ويكسب به المسلم الأجر العظيم والجنات في الآخرة، وفي تأكيد يقين المسلم أن نهاية وعاقبة المسلم في الدنيا في الحرب مع الكافرين هي النصر والفوز.
وذلك مهما زاد طغيان الكافرين، نتعمق في آيات السورة ونستكشف الدروس المستفادة خلال المقال.
محتويات المقال
التعريف بسورة الصف
سورة الصف من مجموعة سور القرآن التي يطلق عليها اسم المسبحات، لذا فإن فضل سورة الصف يؤثر على حياة المسلم بصورة إيجابية، سوف نتطرق لها اليوم بعد سرد أبرز المعلومات حول السورة:
- تعد واحدة من السور القرآنية التي نزلت على النبي محمد في المدينة المنورة.
- لذا هي سورة مدنية، وتصل عدد الآيات بها إلى 14 آية.
- توجد السورة في الجزء 28، وقد نزلت على النبي بعد سورة التغابن، وقبل نزول سورة الجمعة.
- سميت بهذا الاسم كون الاسم يصف الصورة التي يجب أن يكون عليها جنود المسلمين في الحرب خلال مواجهة الكافرين والأعداء، صف واحد.
- كما عرفت باسم سورة عيسى وهذا راجع إلى ذكر اسم سيدنا عيسى في آيات السورة.
- كذلك عرفت باسم الحواريين.
- بدأت سورة الصف بالتسبيح والثناء على الله، وتضمنت عتاب موجه من الله إلى المؤمنين الذين يقولون أقوال لا يعملون بها، أي أن أقوالهم تعاكس أعمالهم.
- ويوجه الله لهم خطاب أن المؤمن الحق لا يقول إلا ما يفعل حقًا، ولا يفعل إلا ما يقوله.
- كما تضمنت آيات سورة الصف بشارة خاصة موجهة لسيدنا عيسى.
- تحمل خبر حول ظهور نبي آخر الزمان يدعى أحمد، وهو النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
- كما تضمنت علامة قوية للقوم في بني إسرائيل حول أن النبوة حق.
- وهذا لأنهم كانوا يكذبون دعوة الأنبياء.
- كما وضحت الآيات أهمية التجارة مع الله، كونها تجارة رابحة يجزى بها المسلمون أجر كبير وبسببها يدخلون الجنة.
- وكذلك يحتمون بها من عذاب النار، وذلك في الآية رقم 10.
شاهد أيضًا: تفسير سورة قل أعوذ برب الفلق
أسباب نزول سورة الصف
إن الأمور التي تثير تساؤلات حول سور القرآن تشمل سبب النزول وما هو فضل سورة الصف، وقد نزلت السورة على النبي لهذا السبب:
- قد سأل بعض الصحابة النبي محمد على أكثر الأعمال التي يحبها الله وترضيه عن المسلم.
- وقد حملت سورة الصف الإجابة, في الآية رقم 11.
- والتي توضح أن سبيل النجاة للمؤمنين من العذاب والفوز برضا الله والعفو والنعيم يكمن في الإيمان الخالص والتام بالله والرسل والرسالات.
- وكذلك في الجهاد من أجل إعلاء ورفع كلمة الله والدين الإسلامي.
- ونصر الدين بكل ما هو في مستطاع المسلم من نفس ومال وغيره.
- كما يقول المفسرين أن الصحابة دومًا ما كانوا يقولون لو أننا نعلم ما هي أحب الأعمال.
- سوف نبذل مجهود ونضحي بأنفسنا وكذلك أموالنا في هذا العمل.
- والحديث التالي يؤكد صحة السبب التي نزلت به سورة الصف.
- عن عبد الله بن سلام قال : قعدنا نفر من أصحاب النبي وقلنا لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله تبارك وتعالى عملناه.
- فأنزل الله (سبح لله ما في السموات ..) إلى قوله (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا) إلى آخر السورة .. فقرأها علينا رسول الله.
فضل سورة الصف
لقد ورد نص عن النبي محمد حول فضل تلاوة كافة السور التي تبدأ بالتسبيح، والتي يبلغ عددها 7 سور، ومنهم سورة الصف، ومن أبرز ما عرف عن فضل سورة الصف:
- أولًا كان النبي محمد يداوم على تلاوة سور التسبيح كل ليلة.
- وقد قال النبي عن هذه السور أنها تتضمن آية تعد أفضل من 1000 آية.
- ولكنه أخفى هذه الآية، لكي يقرأ المسلمين السور السبعة والتي منها سورة الصف.
- لذا فإن الفضل الأول للسورة يكمن في الاقتداء بالنبي محمد في أفعاله.
- ونيل أجر إتباع سنة النبي.
- ثانيًا تحذر آيات السورة من الأفراد الذين يشككون فيما نزل من الله في الدين.
- وفيما يقول النبي، وتحذر المسلمين من مجادلة هؤلاء والاقتراب منهم.
- ثالثًا توضح في آياتها أهمية الوحدة بين المسلمين لكي تتماسك الأمة بالكامل.
- وتصبح أقوى أمة على الأرض، وتوجه نصح للمسلمين بأهمية الأمر بالمعروف وتقديم النصح والنهي بما هو مستطاع عن المنكر.
- رابعًا توضح للمؤمنين أن التجارة التي يمكن ربح رضا الله بها تكمن في الجهاد في سبيل الله.
- لذا وجب على كل مسلم أن يجاهد عندما تحين الفرصة وألا يتقاعس.
- خامسًا توضح الآيات أن ثبوت واستقرار فكرة العقيدة الإسلامية داخل نفوس الجنود هي أساس ترابط.
- وتماسك صفوف الجنود، وكذلك أساس قوة الجيش ضد الأعداء.
- سادسًا توضح أن الله يختبر المؤمن في عقيدته هل هي سليمة أم لا، عبر الجهاد.
- ويميز الله بين المسلم القوي والمسلم الجبان بهذا الاختبار.
- سابعًا توضح الآيات مدى تأثير إتقان المسلم للصلاة على إتقانه للأداء خلال محاربة الأعداء.
- وأنه كلما زاد إتقان وحرص المسلم على أداء الصلاة في مواعيدها سوف يتحسن أداؤه في الحرب.
اقرأ أيضًا: فضل سورة المزمل
الدروس المستفادة من سورة الصف
يشمل فضل سورة الصف توجيه بعض الدروس للمؤمنين، لكي تبدل أحوالهم إلى ما هو أفضل وإلى ما يرضي الله عنهم ويجعلهم يفوزون بالجنة:
- الدرس الأول هو الالتزام بفعل ما يقال، وتفادي الحديث عن الأشياء التي يقوم بها المسلم.
- والتي تعاكس ما يفعله، لأن المؤمن الحق لا يكذب.
- الدرس الثاني هو الالتزام بتلبية دعوة الله للجهاد ومحاربة الأعداء الكافرين.
- والتوحد مع الجنود المسلمين الآخرين للتخلص من الأعداء في أوقات الحروب.
- كون هذه الدعوة من العبادات المفروضة على كل مؤمن.
- الدرس الثالث هو الالتزام بالتمسك بالأمور الشرعية الدينية، والتمسك بالأعمال التي تؤكد وجود الإيمان داخل النفوس.
- وتحسين السلوك لأن المسلم يجب أن يتصف بالخصال الحسنة.
- الدرس الرابع هو أن النصر مؤكد للمؤمنين.
- لكي يطمئن كل مؤمن على أن عاقبة الظالمين والكافرين هي الخسارة في الدنيا والعذاب في الآخرة.
- وأنه مهما زاد طغيان الظالمين والفاسدين في الأرض.
- فإن عاقبتهم العذاب وأن الله يمهلهم فقط.
- الدرس الخامس هو أن الله تعالى هو الذي يعين المسلم على الفوز والنصر والنجاة من مختلف الشرور.
- وأن المؤمن دومًا في حاجة لله، لذا على كل مسلم أن يتضرع بالعبادات المفروضة لله.
وقفات تربوية مع سورة الصف
يشمل فضل سورة الصف وقفات تساهم في تربية المسلم، نتعمق في تفاصيل هذه الوقفات عبر النقاط التالية:
- تناولت آيات سورة الصف موقف اليهود في عهد سيدنا موسى من الدعوة لعبادة الله.
- وكذلك موقفهم في عهد سيدنا عيسى، ووضحت الآيات مدى الأذى الذي تلقاه الأنبياء خلال الدعوة لله.
- والتي انتقلت إلى عهد النبي محمد.
- وهنا يتعلم المسلم أن الطريق ربما مليء بالأذى ولكن العاقبة هي رضا الله والفوز بالجنات.
- كما وصفت الآيات الكافرين والمشككين في الدعوة والمشركين بالله بالأفراد الذين يرغبون في إطفاء شعاع الشمس عبر الفم.
- ولكن الله تعالى قوي عزيز سيتمم نوره رغمًا عن مقاصدهم ورغباتها.
- وهنا يتعلم المسلم أن الله قوي ويتقوى المسلم بعبادته لمحاربة الكافرين، وأن النصر مكتوب للمسلم في النهاية.
شاهد من هنا: أقصر سورة في القرآن
موضوعات سورة الصف
سورة الصف هي السورة رقم 61 في ترتيب المصحف، وهي من السور المدنية التي نزلت في المدينة المنورة. تتناول السورة عدة موضوعات رئيسية:
- الأمر بالجهاد: تحث المؤمنين على الجهاد في سبيل الله وتدعوهم للالتزام بالنصر للإسلام.
- التحذير من مخالفة الأقوال للأفعال: توبخ الذين يقولون ما لا يفعلون وتدعو إلى التناسق بين القول والعمل.
- دفاع عن الرسول ﷺ والرسالة: تسلط الضوء على موقف بني إسرائيل من أنبيائهم وتحذر من معادات الرسالات السماوية.
- بشارة بنصر الله: تعِد المؤمنين الذين يجاهدون في سبيل الله بالنصر والتأييد من الله.
- بشارة بإرسال النبي محمد ﷺ: تذكر البشارة بنبي الإسلام التي جاءت في الكتب السماوية السابقة.
تلخيص سورة الصف
تبدأ سورة الصف بالتمجيد والتسبيح لله عز وجل، ثم تدعو المؤمنين إلى توحيد القول والفعل والتحذير من مخالفة الأقوال للأعمال. تنتقل السورة إلى الحديث عن موقف بني إسرائيل من أنبيائهم، وتسلط الضوء على رفضهم للنبي موسى وعيسى، وتختم السورة بتبشير المؤمنين بنصر الله إذا اجتهدوا في سبيله.
فوائد وأسرار سورة الصف
- الجهاد في سبيل الله: تدعو السورة إلى القتال في سبيل الله والدفاع عن الدين، وهو أمر يحقق نصرة الدين الإسلامي وانتشاره.
- تحقيق الصدق بين القول والعمل: تذكر المؤمنين بأهمية الالتزام بأفعالهم وأقوالهم معًا وعدم النفاق أو الازدواجية في المواقف.
- البشارة بالنبي محمد ﷺ: تُشير السورة إلى أن الأنبياء السابقين بشروا بالنبي محمد، وهو تأكيد على صدق رسالته.
- الوعد بنصر الله: تؤكد السورة أن الله سينصر المؤمنين الذين يلتزمون بالجهاد ويخلصون في العمل، وهو وعد من الله بالنصر.
سورة الصف مكتوبة
- سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوصٞ
- وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ لِمَ تُؤۡذُونَنِي وَقَد تَّعۡلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡۖ فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ
- وَإِذۡ قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ
- وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ يُرِيدُونَ لِيُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ
- هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ
- تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ
- وَأُخۡرَىٰ تُحِبُّونَهَاۖ نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٞۖ فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ ظَٰهِرِينَ