فضل سورة التكاثر
فضل سورة التكاثر يتضمن أوجه كثيرة، من هذه الأوجه فوائد روحانية تعلم المرء وتذكره بالكثير من الأمور حول الآخرة، وأجر عظيم يعود بالنفع على المرء القارئ باستمرار لآيات السورة.
وتعاليم دينية شرعية يتعلمها المرء من تفسير الآيات، نتطرق إلى أوجه فضائل السورة اليوم، بالإضافة إلى معرفة سبب نزولها والموضوعات التي تتضمنها.
محتويات المقال
التعريف بسورة التكاثر
- إن هذه السورة تندرج إلى مجموعة السور المكية، كون أن الوحي نزل بها على النبي في مكة.
- وتم وضع السورة في كتاب القرآن في الترتيب رقم 102.
- في الجزء 30 كونه يتضمن كافة قصار السور.
- تشمل السورة عدد 8 آيات فقط، وسميت التكاثر نظرًا لأن الآية الأولى تتضمن لفظ التكاثر.
- وأن موضوع الآيات حول التكاثر، ويطلق عليها اسم ألهاكم أيضًا، كونها تبدأ بهذا الأمر.
- إن فضل سورة التكاثر يتمثل في توعية البشر بحقيقة الدنيا، وأن كل ما فيها فان.
- من طعام وملابس وأموال وغيرها.
- وأن الموت يأتي الفرد على غفلة وهو منشغل في أمور الدنيا.
- وأن يوم الحساب لن ينفع المال أو الأبناء.
- ومن هنا يتعلم الفرد المسلم أهمية الانشغال بأمور الآخرة عن الأمور الدنيوية الفانية.
- وتذكر أن الموت هو نهاية الفرد المحتومة والتي يجب أن يدركها في حساباته.
- بدأت الآيات في السورة الكريمة باللفظ ألهاكم، والذي يعتبر من ألفاظ ذم الشيء.
- ويشير في معناه إلى انشغال الفرد بشيء ما عن الآخرة والحساب والعبادات وطاعة الله.
- كما يشير إلى غفلة الفرد وإعراضه عن العبادة ومسار الحق.
- يتبع هذا اللفظ، لفظ التكاثر والذي يشير إلى الكثرة من الشيء، كثرة الأموال أو الأبناء وغيره.
- وتشير الآية الأولى ألهاكم التكاثر، عن انشغال المرء المسلم في الحياة الدنيوية والإكثار من متاعها من أجل التلذذ والاستمتاع.
- دون التفكير في الآخرة والجنة والحساب.
شاهد أيضًا: فضل سورة الإسراء
أسباب نزول سورة التكاثر
تحمل آيات سورة التكاثر عتاب من الله عز وجل موجه للمسلمين في عهد النبي، على انشغالهم عن الله وأمور الآخرة بالدنيا الفانية، والتفاخر بمتاعها الفاني، ونستعرض الروايات حول سبب نزول السورة قبل التطرق إلى تفاصيل فضل سورة التكاثر، فيما يلي:
- الرواية الأولى تفسر السبب، كونه يتمثل في الخصومة الدائمة بين قبيلتين من قبائل قريش.
- القبيلة الأولى بنو سهم، القبيلة الثانية بنو مناف.
- والتي نشأت عن تفاخر وتباهي كل قبيلة بعدد الأبناء وكثرة الأموال وعدد الأسياد.
- والتي تسببت في التنافس فيما بينهما في الإكثار من متاع الدنيا.
- الرواية الثانية تفسر السبب، كونه يتمثل في الخلاف الذي وقع بين قبيلتين من الأنصار.
- وذلك حول التباهي بالأموال الكثيرة وعدد الأولاد أيضًا.
- والانشغال عن الله في محاولة الإكثار من المال والأولاد ومختلف متاع الدنيا.
- الرواية الثالثة توضح أن السورة قد نزلت عن اليهود.
- حيث اختلفت قبائل اليهود حول من فيهم الأكثر مالًا وعددًا.
- الخلاف الذي وصل بهم إلى الموت على الباطل والضلال.
فضل سورة التكاثر
تتعدد الروايات حول فضل سورة التكاثر، ونستعرض أبرزها في النقاط الآتية للترغيب في تلاوة السورة على الدوام كل يوم:
- ورد عن النبي في رواية سيدنا علي بن أبي طالب، أن النبي محمد كان يداوم على قراءة بعض السور خلال صلاة الوتر.
- ومن هذه السور سورة التكاثر، لذا فإن الفضل الأول يتمثل في إتباع سنة النبي ونيل أجر ذلك.
- وينطبق على السورة مثل كافة سور القرآن.
- أن كل حرف من السورة يؤجر عليه المرء المسلم حسنة، والتي تتضاعف إلى عشر حسنات.
- كما ورد عن النبي أن المداومة على تلاوة السورة عند النوم.
- تمنع المرء من الوقوع في شر فتنة القبر، وهذا من الحديث التالي: “مَنْ قَرَأَ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ عِنْدَ نَوْمِهِ وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ”.
- وعن الراوندي، قال أن النبي وصى بتلاوة هذه السورة.
- وذلك عند النوم، كونها تكفي المرء شر منكر ونكير.
- كما ورد عن فضل السورة عن أبي عبد الله.
- أن تلاوة السورة في صلاة الفريضة، يؤجر عليها المرء المسلم أجر 100 شهيد.
- وأن تلاوتها في صلاة السنة، يؤجر عليها أجر 50 شهيد.
- كذلك ورد في الدر المنثور، عن ابن عمر، أن تلاوة السورة تعادل قراءة 1000 آية في اليوم.
- وذلك تبعًا إلى تفسير الحديث التالي: “ألا يستطيع أحدكم أن يقرء ألف آية كل يوم؟ قالوا: ومن يستطيع أن يقرء ألف آية، قال:
أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ألهاكم التكاثر”.
- وذلك تبعًا إلى تفسير الحديث التالي: “ألا يستطيع أحدكم أن يقرء ألف آية كل يوم؟ قالوا: ومن يستطيع أن يقرء ألف آية، قال:
اقرأ أيضًا: فوائد سورة الحشر الروحانية
فوائد سورة التكاثر الروحانية
يتضمن فضل سورة التكاثر بعض الفوائد الروحانية، التي تعود بالنفع على حياة كل مرء يقرأ ويتلو آيات السورة بشكل مستمر يوميًا، ومن أبرز هذه الفوائد ما يلي:
- تهذيب الروح، وتذكرة المرء بضرورة تفادي الوقوع تحت تأثير مفاتن الحياة الدنيوية.
- والتي تتنوع بين فتنة المال، وفتنة الأبناء، وفتنة النساء، وفتنة المنصب والجاه، وغيرها.
- كذلك تذكرة الذات بضرورة تفادي إتباع هوى الذات.
- الذي قد يدمر القلب ويسقط المرء في الإنشغال بالدنيا عن العبادات والطاعات.
- وضرورة تفادي التعالي والتباهي بالنعم التي فضل الله بها المرء.
- حيث أن هذا التباهي يؤدي إلى طريق الضلال.
- كما تحذر الآيات كل مرء من الجحيم، وتدعم المرء بفهم حقيقة الدنيا الفانية.
- وأن الهدف من المعيشة هو الوصول إلى درجة من درجات الجنة.
- كما تعلم المرء أساليب العودة إلى مسار الحق، العودة إلى الله.
- وذلك عبر تفادي كافة المحرمات والملهيات عن عبادة وذكر الله.
الدروس المستفادة من سورة التكاثر
يعد تعلم العلم الشرعي من الواجبات المفروضة على المرء المسلم، كونه يدعمه على فهم معاني وتفسير آيات الكتاب الكريم، ويدعمه بمعرفة فضائل وأجر قراءة كل سورة مثل فضل سورة التكاثر:
- يستفيد المسلم من الموضوعات والأدلة التي توضحها آيات سورة التكاثر.
- الدرس الأول يكمن في معرفة المرء عن حتمية الرجوع يومًا ما إلى الله عبر الموت ويوم البعث.
- وأن الدنيا ليس الموطن والمقر الأصلي للبشر، بل الجنة أو الجحيم.
- الدرس الثاني يكمن في معرفة المرء أن زيارة القبور من الأمور الجائزة شرعًا.
- كونها تساعد المرء على التفكر في الموت ويوم البعث.
- وتجعله في حالة استعداد للموت والزهد في متاع الحياة.
- الدرس الثالث يكمن في توضيح أن التكاثر الذي يتم بهدف التنافس مع الآخرين.
- يضع المرء في لا مبالاة من حيث كيف يكسب الأموال وأين ينفقها.
- وتجعله يتناسى وينسى مع مرور الوقت أن كافة النعم التي يمتلكها سوف يسأل عنها يوم البعث.
- الدرس الرابع يوجه المرء إلى أن الاستمتاع بالمتاع والنعم الدنيوية ليس حرامًا.
- ولكن يجب الإنفاق من هذه النعم على الفقراء والمحتاجين.
- وشكر الله على الدوام على مختلف النعم، واستغلال النعم في مسار الحق.
شاهد من هنا: فضل سورة البقرة في علاج الوسواس
موضوعات سورة التكاثر
- سورة التكاثر هي سورة مكية تتناول عدة موضوعات تتعلق بالتنبيه على انشغال الناس بجمع المال والثروات والتفاخر بها، حتى يصل بهم الأمر إلى الغفلة عن الغاية الأسمى في الحياة وهي عبادة الله والاستعداد للآخرة.
- تتضمن السورة التذكير بالموت، وزيارة القبور كحتمية، وتأكيد على الحساب بعد الموت، وأن الناس سيُسألون عن النعم التي أنعم الله عليهم بها.
من أبرز موضوعات السورة:
- الانشغال بالتكاثر في المال والأولاد: يبدأ الله تعالى السورة بتوبيخ الناس لانشغالهم بالتفاخر والتكاثر في الدنيا، على حساب الاهتمام بالآخرة.
- زيارة القبور وتذكير بالموت: توجيه الناس إلى أن مصيرهم هو الموت، وأن زيارة القبور ستذكرهم بحقيقة الفناء.
- الوعيد بالعذاب والحساب: في الآيات الأخيرة، يتحدث الله عن الحساب يوم القيامة وأن الناس سيُسألون عن النعم التي منحهم الله إياها، وتوبيخ لمن لم يشكر هذه النعم.
سورة التكاثر مكتوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ
فضل عموم القرآن
- الهداية والشفاء: القرآن هو هدى للبشرية وشفاء لما في الصدور. قال الله تعالى: “إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ” (الإسراء: 9).
- مضاعفة الحسنات: تلاوة القرآن تجلب الأجر العظيم، حيث ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها”.
- الشفاعة يوم القيامة: جاء في الحديث أن القرآن يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه”.
- نيل السكينة والطمأنينة: قراءة القرآن تجلب الطمأنينة والسكينة في القلب، كما قال الله تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ” (الرعد: 28).
- الارتقاء في الجنة: يحث النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن حيث قال: “يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها”.