ماذا بعد رمضان
يتسابق المسلمون ويتهافتون على أداء العبادات والطاعات والقيام بأعمال الخير في شهر رمضان المبارك، حتى ينتهي الشهر الكريم ويتراخى البعض عن أداء العبادات، ويعود مرة أخرى لحياته الخالية من المواظبة على الطاعات.
فكيف يكمل في التزامه ويحافظ على علاقته القوية بربه، وما هي العلامات التي يعلم من خلالها أن صيامه قد قبل؟ سوف نعرف كل هذه الأمور في هذا المقال.
محتويات المقال
الثبات بعد رمضان
- يكون المسلم في أحسن وقت للعبادة في شهر رمضان المبارك، ويفعل بعض العبادات بشكل أكمل وأفضل من القيام بها في الشهور الأخرى من السنة.
- من المفروض أن يظل المسلم محافظًا على أداء العبادات بأفضل طريقة ويكون أكثر التزامًا أيضًا في باقي شهور السنة وليس في شهر رمضان فقط.
- وأن يكون حريص على الثبات على ما قدمه من أعمال خير وعبادات وطاعات، وينفق الصدقات ويقوم بفعل كل شيء يقربه من الله تعالى في شهر رمضان الفضيل.
- ويكون في ذلك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان حريصًا كل الحرص على فعل كل الأعمال الصالحة دومًا، كما روى الإمام البخاري في صحيحه.
- عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أدومها وإن قل، وقال: أكلفوا من الأعمال ما تطيقون) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- فإن الصيام لا يتوقف بعد شهر رمضان الكريم حيث أمرنا الله بصيام النوافل وصيام التطوع، ويجب الثبات على الانتظام في العبادة وأن نحافظ على الوازع الديني والإيماني.
- ومن ناحية أخرى فإن شهر رمضان فرصة عظيمة للتوجه إلى الله وحمده وشكره على عطاياه التي مهما حاولنا عدها لن نستطيع.
- ومن الجدير بالذكر هو أن أعمال الخير والطاعات لا تشترط أن تكون في شهر رمضان فقط، بل هي أفعال مستمرة ومتكررة.
- فمثلًا تتكرر الصلوات الخمس التي أمرنا بها الله كل يوم، وصلاة الجمعة أيضًا تتكرر كل أسبوع.
- والاستغفار والدعاء بعد كل صلاة أيضًا مستمر ومتكرر.
- نستنتج من هذا أن العبادات الصحيحة الكاملة والصلاة وأعمال الخير.
- وحتى الصيام لا ينحصر كل هذا على شهر رمضان فقط.
- بل إن من أفضل المواسم لأعمال الخير والعادات والطاعات هو موسم الحج إلى بيت الله الحرام.
- وذلك لما قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (من حج هذا البيت، فلم يرفث، ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ويقال إن الصحابة رضي الله عنهم بعد انتهاء شهر رمضان المبارك كانوا يعاهدون أنفسهم على الحفاظ على العبادات والطاعات والاستمرار عليها.
للتعرف على المزيد: كيفية استقبال شهر رمضان
العبادات بعد رمضان
- يجب أن تستمر العبادات والطاعات والقيام بأعمال الخير طوال العام.
- ولا نكتفي بشهر رمضان فقط أو بوقت أو موسم معين للعبادة.
- نرى أن المسلم يجب أن يراقب نفسه بنفسه، ويستشعر مراقبة الله له وأن يدرك أن الله مطلع على كل أفعاله، ويسمع ويرى كل ما يفعله.
- لذا يتوجب علينا طاعة الله وتنفيذ أوامره، وطلب رضا الله في كل وقت.
- والعمل على ذلك سواء قولًا أو فعلًا، سواء كان في السر أو في العلن.
- وأن نعبد الله حق عبادةً كأننا نراه، ويجب الاستمرار والمداومة على استقامة السلوك، فإنه غير منطقي أن تسعى طيلة شهر رمضان لتفوز بمغفرة الله عز وجل.
- وأن تتزود بالكثير من الحسنات ثم بعد انتهاء شهر رمضان ينتهي معه حماسك وتضيع كل مجهود بذلته أو تغفل عن الطاعات.
- من الأعمال المحبب الاستمرار والمداومة عليها هو قراءة القرآن الكريم وتفسيره بإتقان.
- وتمعن ودراسة وأن يخصص المسلم وقتًا معينًا في يومه لقراءة ورد يومي من القرآن الكريم.
- ومن العبادات الواجب الاستمرار عليها أيضًا هي مواساة الفقراء والمساكين ومساعدتهم وتفقد أحوالهم والإحساس بمعاناتهم.
أداء صدقة الفطر
- فرض الله صدقة الفطر على كل مسلم بالغ ومقتدر ويعول.
- وهي تعرف بأنها صدقة تقدر وتحدد على المسلم وتؤدى بطريقة وكيفية محددة ومخصصة.
- لزمن مخصص، وبنفقه مخصصة، وهي صدقة واجبة أمرنا بها الله تعالى مثل الزكاة تمامًا.
- فكل ما فرضه الرسول صلى الله عليه وسلم على المسلم له نفس فروض وأحكام الله على المسلمين.
- حيث أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله تعالى.
- أما الحكمة من وراء صدقة الفطر هي تزكية المسلم الصائم من اللغو والرفث والمعاصي، كما إنها تعتبر إطعام للمحتاجين والمساكين.
شاهد أيضا: كيف أحضر فطور رمضان
صيام الستة أيام من شهر شوال
- فرض الله الصيام على المسلمين لما فيه من صحة وفوائد عديدة للمرء فهو ينقي روحه، ويطهر قلبه ونفسه، مما يعكر صفوه.
- أما ثواب الصيام فلا يعلمه غير الله لما له من مكانه عالية ومرتفعة عند الله تعالى.
- فإن الصيام يصل بالعبد لدرجة رفيعة جدًا عند الله سبحانه وتعالى.
- لكل هذه الأسباب فرض الله سبحانه وتعالى الصيام على المسلمين.
- كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على صيام ستة أيام من شهر شوال.
- لما ينتج عن هذا الصيام من أهمية وفضل يزيد على فضل الصيام في شهر رمضان المبارك.
- ومن الجدير بالذكر أن الإمام مسلم أخرج في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستَّا من شوال، كان كصيام الدهر) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ويخص بالحديث شهر شوال فهو شهر عربي، وهو الشهر الذي يتبع شهر رمضان مباشرة.
- وهو شهر عيد الفطر المبارك، ويميزه أنه أول شهر من شهور الحج.
- كما أن صيام الستة أيام من شهر شوال تعتبر عبادة مندوبة، وذلك بناءً على الحديث الذي ذكر سابقًا.
- والذي يوضح أن صيام شهر رمضان وإتباعه بالستة أيام من شهر شوال يعد كصيام الدهر كله.
- ويعد صيام ستة أيام من شهر شوال اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
- والحكمة من تشريع هذا الصيام باعتبارها سنة من السنن والرواتب.
- ومكانتها من مكانة السنن في الصلاة، كما إن صيام ستة أيام من شهر شوال لتعويض أي نقص.
- أو خلل حدث في العبادات أو في صيام رمضان.
قضاء ما فات من الصيام
- يفرض على كل مسلم لم يصم أيامًا في شهر رمضان، أن يقضي ما عليه من أيام أفطرها في رمضان إذا كان له عذر مقبول في الدين الإسلامي.
- وإن لم يستطيع قضاء هذه الأيام التي أفطرها فعليه بالإطعام أي يطعم مسكين عن كل يوم أفطره في شهر رمضان.
- ولا يلزم المسلم أن يقضي الأيام التي أفطرها في شهر رمضان بعد الانتهاء من شهر رمضان مباشرة.
- وذلك لما أخرجه البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث قالت: (كان يكون على الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان).
- فإن كان رمضان قد انتهى فإن عمل المرء لا ينتهي إلا بموته، كما قال الله تعالى (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) أي حتى يأتيك الموت.
- فبئس القوم هم قوم يعبدون الله في شهر رمضان فقط ثم بعد انتهاء رمضان.
- يعودون إلى الذنوب والمعاصي كما كانوا.
نرشح لك أيضا: ما كفارة عدم قضاء صيام رمضان
وقفات بعد رمضان
بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، يأتي الفترة التي تعرف بـ”وقفات بعد رمضان”، وهي الفترة التي يتأمل فيها المسلمون في تجربتهم خلال الشهر الفضيل ويبدأون في التفكير في مستقبلهم وفي كيفية الاستمرار في العمل الصالح بعد رحيل رمضان. إليك بعض الوقفات التي يمكن أن يقوم بها الناس بعد رمضان:
- التوبة والاستغفار: يُعدّ بعد رمضان فرصة للتوبة والاستغفار من الذنوب التي ارتكبت خلال الشهر الفضيل، والتوجه نحو الله بقلوب مخلصة، والعمل على تصحيح الأخطاء وتحسين السلوك.
- الاستمرار في العبادات: ينبغي على المسلمين السعي للاستمرار في أداء العبادات بعد انتهاء رمضان، مثل الصلاة وقراءة القرآن وإعطاء الصدقات، وذلك لنيل رضى الله وزيادة الثواب.
- الاهتمام بالعمل الخيري: يمكن للناس استمرار دعم الأعمال الخيرية والمساهمة في مساعدة الفقراء والمحتاجين، وتقديم العون للمحتاجين في المجتمع بعد رمضان كما كانوا يفعلون خلاله.
- المحافظة على الأخلاق والقيم: ينبغي للمسلمين الاستمرار في المحافظة على الأخلاق الحميدة التي تعلموها خلال رمضان، مثل الصدق والصبر والتسامح والتواضع، والعمل على تطوير الذات وتحسين السلوك.
- التخطيط للمستقبل: يمكن للمسلمين أن يستغلوا فترة ما بعد رمضان لتحديد أهدافهم وتطلعاتهم المستقبلية، ووضع خطط عمل لتحقيقها بما يتماشى مع تعاليم الإسلام وقيمه.
- المحافظة على روح التواصل: يجب على المسلمين المحافظة على روح التواصل والتآخي التي كانت تميزهم خلال رمضان، وتواصل العلاقات الاجتماعية الصحيحة وتعزيز روح المحبة والتسامح في المجتمع.
أسئلة شائعة حول ماذا بعد رمضان
س1: ما الذي يجب على المسلم فعله بعد انقضاء شهر رمضان؟
ج1: بعد انقضاء شهر رمضان، يجب على المسلم الاحتفال بعيد الفطر وإكمال أيام الشهر الشوال، ومواصلة ممارسة العبادات والأعمال الصالحة.
س2: كيف يمكن للمسلم الاستمرار في العبادة بعد رمضان؟
ج2: يمكن للمسلم الاستمرار في العبادة بعد رمضان من خلال مواصلة قراءة القرآن وأداء الصلوات وتقديم الصدقات والاهتمام بالأعمال الخيرية والتطوع في خدمة المجتمع.
س3: ما هي الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلم مواصلتها بعد رمضان؟
ج3: بعد رمضان، يمكن للمسلم مواصلة أداء الصلوات الخمس وقراءة القرآن وتقديم الصدقات وصيام الأيام البيض والاهتمام بالصلاة في جماعة والتطوع في الأعمال الخيرية.
س5: كيف يمكن للمسلم الاستفادة من العبر والدروس التي اكتسبها خلال رمضان؟
ج5: يمكن للمسلم الاستفادة من العبر والدروس التي اكتسبها خلال رمضان من خلال تطبيق القيم الروحية التي تعلمها في حياته اليومية والسعي للتقرب إلى الله وتحسين السلوك والمعاملة مع الآخرين.