ما هي نعم الله على الإنسان

مما لا شك فيه أن الله أنعم وتفضل علينا بالكثير من النعم الظاهرة والباطنة والتي لا يمكن حصرها أو عدها، ولو حاول الإنسان عد هذه النعم لما استطاع بأي شكل من الأشكال، فمن أكبر نعم الله علينا أنه خلقه في أحسن تقويم.

هذا بالإضافة إلى أن الله ميز الإنسان عن كافة المخلوقات التي خلقها بالعقل، وسخر له كافة المخلوقات الأخرى لكي يستفيد منها ، ووفر له جميع السبل لحياة مريحة دون عناء، كما أرسل له الرسل والأنبياء ليدلوه على عبادة الله الأحد، ومن خلال الأسطر التالية عبر موقع مقال maqall.net سوف نتحدث بالتفصيل عن ما هي نعم الله على الإنسان فلنتابع سويا.

نعمة معرفة الله سبحانه وتعالى

• تعتبر هذه النعمة واحدة من أجل النعم التي أنعم بها الله على الإنسان، ويرجع السبب في ذلك إلى أن معرفة الإنسان لله تمنحه الثقة في دينه والاعتزاز به.
• هذا بالإضافة إلى أن حقيقة معرفة العبد لربه تمنحه القدرة اللازمة لتحمل الصعاب في الحياة، وذلك لأنه يكون على علم ويقين بأنه يوجد رب يملك الكثير من الصفات التي تمنحه العدل والكمال.
  • وفي النهاية جميع أمور البشر تسير حسب تدابيره.
• هذا بالإضافة إلى أن كل قدر يصيب الإنسان يجعله على ثقة ويقين بأنه يوجد رب عادل رحيم يملأ الإنسان بالرضا، وترتاح النفس البشرية لهذه المعرفة.
• كما إن معرفة الإنسان لربه تستوجب الحب والطاعة، وتجعل العبد يستحي من ربه من أي ذنب قد يقوم به، فتكون غاية الإنسان هو السعي إلى رضا الرب.

اقرأ أيضا: نعم الله علينا وواجبنا نحوها

نعمة إرسال الرسل وإنزال الكتب السماوية

• من أجل النعم التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى على الإنسان هي نعمة إرسال الرسل، وإنزال الكتب، ويرجع السبب في ذلك في أنها تعد وسيلة مهمة في الهداية إلى الله تعالى.
  • كما أن الرسل تقوم بهداية الناس وإرشادهم إلى طريق الحق والإيمان ومعرفة الله عز وجل.
• وهؤلاء الأنبياء لا يطلبون من الله سبحانه وتعالى أجر في الدنيا وإنما غايتهم أن يكون الناس على وعي تام بمعرفة ربهم، والتقرب منه والسعي لرضاه حتى يصلوا بالعباد إلى الجنة.

نعمة خلق الإنسان

• من أهم النعم التي تفضل بها الله سبحانه وتعالى على الإنسان هو إنه أوجده على سطح هذه الأرض، وذلك بعد أن كان عدما، وتعتبر هذه النعمة واحدة من أكثر النعم التي تستوجب على الإنسان أن يشكر ربه عليها.
• وقد قدر الله سبحانه وتعالى أن يخلق الإنسان في أحسن تقويم، فقال الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) سورة التين.
• فقد كرم الله تعالى الإنسان بنعمة الفؤاد والإرادة والعقل، هذا بالإضافة إلى أنه أتم عليه الكثير من النعم مثل السمع والبصر، وبعدها أنعم عليه بالبيان، ثم سخر الله تعالى بعد ذلك كل ما في الكون من أجله ومن أجل خدمته.
• ومن الجدير بالذكر أن الله سبحانه وتعالى سخر الإنسان، وجعله خليفته في الأرض من أجل أن يعمرها، وتفضل سبحانه على كافة عباده بالكثير من النعم.
  • فقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18) سورة النحل.
  • وفي موضع آخر قال سبحانه: (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) سورة إبراهيم.
• والآيتان تدعوان إلى التفكر في نعم الله سبحانه وتعالى المختلفة التي يمن بها على الإنسان، والتي تستوجب عليه شكر الله والامتنان له.
• وتفضل الله على الإنسان بكل هذه النعم يشير إلى اهتمام الله سبحانه وتعالى بالإنسان وتكريمه له، فلو جلس الإنسان مع نفسه لكي يعد نعم الله عليه ما استطاع أن ينفذ ذلك.
  • وذلك بسبب عظمة نعم الله عليه وكثرتها، فقال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ) سورة لقمان الآية 20.

كما أدعوك للتعرف على: قدرة الله وعظمته في خلق الليل والنهار

نعمة خلق السموات والأرض

• إن الله سبحانه وتعالى قام بتهيئة السماوات والأرض للإنسان قبل أن يخلقه، وخلق كل ما فيهما من أجل خدمة الإنسان، ومساعدته على قضاء حوائجه.
  • فالأرض تحمل الإنسان ويوجد بها كل ما يحتاجه، بينما السماء توجد بها الغيوم والأمطار التي تظله وتسقى أرضه.
• وتعتبر نعمة السماوات والأرض من النعم الواضحة التي تستوجب على الإنسان حمده لله، وقد ذكرت السموات والأرض، وكانت مرتبطة بحمد الله عز وجل.
  • فقال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) سورة الأنعام.
• ولو دققنا النظر في السموات والأرض لوجدنا أن كل منها مسخر من أجل خدمة الإنسان، ففي السماء يوجد المطر الذي يستطيع الإنسان أن يسقي بها أرضه ونفسه، وفي الأرض تخرج الثمار بمجرد أن ترويها الأمطار.
  • كما أنه يوجد في السماء الشمس والقمر فيتعاقبان، فيكون النهار من أجل العمل، والليل من أجل النوم.

نعمة تسخير الكون للإنسان

• من الجدير بالذكر أن الله سبحانه وتعالى لفت انتباه الإنسان في القرآن الكريم إلى أن كل ما جاء في الكون مسخر من أجل خدمته وتسهيل الحياة له.
• فقال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ) سورة لقمان الآية 20.
  • وفي الآية إشارة كبيرة إلى أن تسخير ما في الكون من أرض وسماء ودواب وشجر للإنسان وراحته، دون أن يحتاج إلى بذل جهد أو السعي في الوصول إليها.

كما يمكنكم الاطلاع على: قدرة الله وإحكام صنعه في الكون

كيفية المحافظة على النعم

المحافظة على النعم التي وهبها الله لنا هي واجب ديني واجتماعي، وهي طريقة للشكر والامتنان لله على هذه النعم وتعزيزها والاستفادة منها بشكل أفضل. إليك بعض الطرق التي يمكن من خلالها المحافظة على النعم:

• الشكر والامتنان: يجب علينا دائماً أن نشكر الله على النعم التي وهبها لنا، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. الاعتراف بأهمية هذه النعم والتعبير عن الامتنان يعزز الوعي بقيمتها ويزيد من محبة الله في قلوبنا.
• الاستخدام الحكيم: يجب علينا استخدام النعم بحكمة وتوجيهها نحو الأهداف الصالحة والمبادئ الإيجابية. على سبيل المثال، استخدام الثروة لمساعدة الآخرين وتعزيز العدالة الاجتماعية.
• الحفاظ على النعم البيئية: يجب علينا العمل على الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية التي وهبها الله لنا، من خلال ممارسة الاستدامة وتقليل النفايات وحماية التنوع البيولوجي.
• التقدير والاحترام: يجب علينا أن نحترم ونقدر النعم التي يتمتع بها الآخرون، ونعمل على تعزيز حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية لضمان أن الجميع يتمتعون بحقوقهم بالمساواة.
• التوازن: يجب علينا السعي للتوازن بين الحياة الدنيا والآخرة، وعدم الانغماس في الاستمتاع بالنعم دون النظر إلى الجوانب الروحية والمعنوية من الحياة.
• الإنفاق بحكمة: يجب علينا أن ندير الثروة والموارد بحكمة، وأن نتجنب الإسراف والتبذير، وأن نستثمر في ما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.

كيفية شكر الله على النعم

أسئلة شائعة حول نعم الله