ما هي شروط الطلاق
في الآونة الأخيرة انتشر الطلاق بشكل مبالغ فيه؛ ولأسباب تعد أحيانًا غير منطقية، وإن دل ذلك على شيء فهو دليل على عدم إدراك البعض ما هي شروط الطلاق، يتناسى عدد كبير من الأشخاص أن الطلاق من أبغض الحلال عند الله تعالى.
كما أنه من الأمور المكروهة إن كان لغير حاجة ضرورية وملحة، وذلك لما يؤديه من تدمير لأحد أهم أركان المجتمع وهي الأسرة بالإضافة إلى أثاره السلبية على الأبناء.
محتويات المقال
شروط الطلاق
أتاح الإسلام الطلاق بين الزوجين عند استحالة استمرار العلاقة بينهما، ولكن ذلك بعد المحاولة مرارًا وتكرارًا، واتباع مختلف الطرق والوسائل لإصلاح هذه العلاقة قدر المستطاع.
ولكن في حال وقع الطلاق؛ هناك عدة شروط وضعتها الشريعة الإسلامية على المطلق والمطلقة وصيغة الطلاق، وهذه الشروط كالآتي:
أولًا: الشروط المتعلقة بالمطلق
لوقوع الطلاق بشكل صحيح من المطلق يجب توافر عدة شروط وهي:
أن يكون المطلق زوجًا
- يعنى ذلك وجوب توافر عقد زواج صحيح بين الطرفين، ولا يقع الطلاق قبل تمام عقد الزواج.
- قال رسول الله صلى الله علي وسلم في هذا الأمر ما يلي: “لا نذر لابن أدم فيما لا يملك ولا عتق له فيما لا يملك ولا طلاق له فيما لا يملك”.
شاهد أيضا: إجراءات الطلاق في مصر
أن يكون المطلق بالغ
- لا يقع الطلاق على الصغير؛ لأن القلم رفع عنه، ولا يملك الأهلية.
أن يكون عاقل
- لا يقع طلاق المجنون أو المعتوه؛ لأنهم لا يملكون الأهلية، ويلحق بهم طلاق المغمى عليه والنائم والمدهوش؛ فلا يقع الطلاق في مثل هذه الحالات لزوال عقولهم بشكل مؤقت.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل”.
أن يكون قاصد الطلاق
- طلاق المخطئ لا يقع، فمن شروط الطلاق وجود النية والقصد والإرادة، فمن كان مجبر على ذلك أو فعله بشكل خاطئ لا يقبل طلاقه.
- قال الله تعالى: “إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان”.
ثانيًا: الشروط المتعلقة بالمطلقة
فرضت الشريعة الإسلامية شرطان للمطلقة وهما:
أن تكون زوجة بعقد صحيح
- يجب أن تكون المطلقة زوجة للمطلق، فلا يقع طلاق الرجل على امرأة أجنبية عنه.
أن يحدد الزوج مطلقته
- يجب أن يعين الزوج مطلقته إما بالوصف أو اللفظ أو الإشارة.
- على سبيل المثال أن يشير إلى أحد زوجاته ويقول لها أنتِ طالق، أو يقول زوجتي فلانة طالق، هنا يقع الطلاق باتفاق جميع العلماء.
ثالثًا: شروط متعلقة بصيغة الطلاق
يوجد عدة شروط يجب توافرها في صيغة الطلاق حتى يقع الطلاق بشكل صحيح، ومن هذه الشروط:
إذا وقع الطلاق باللفظ
- يجب أن يكون لفظ الطلاق واضح ويفهم معناه، أي أنه في حال شك المطلق باللفظ فلا يقع طلاقه.
- كما يجب أن يكون المطلق ناويًا لهذا الطلاق، فإذا قال لفظ يقصد به الطلاق فلينظر إلى نيته هل أراد هذا حقًا أم لا.
إذا وقع الطلاق بالكتابة
- يجب أن تكون الكتابة واضحة وظاهرة على الورق أو أي شيء تم الكتابة عليه حتى يمكن قراءتها.
- عند وقوع الطلاق كتابة فإنه يقع بشكل صحيح دون النظر إلى نية المطلق.
إذا وقع الطلاق بالإشارة
- يشترط أن تكون الإشارة مفهومة وواضحة حتى يقع الطلاق، مثل طلاق الأخرس.
متى يجوز للمرأة طلب الطلاق
يوجد بعض الحالات التي يحق للمرأة بها طلب الطلاق، مثل:
- في حالة كره المرأة لزوجها أو لخلق من أخلاقه بحيث لا تستطيع العيش معه، حتى وإن كان رجل صالح.
- يحق طلب الطلاق في حالة كان بقاء الزوجة مع زوجها ضرر على دينها، مثل تناوله للمسكرات أو لا يؤدي فرائضه الدينية أو يقوم بفعل الفواحش ويأمرها بفعل المنكرات والكبائر، ولكن يجب أن تسعى المرأة أولاً لإصلاح زوجها قدر استطاعتها، حتى يحق لها طلب الطلاق.
- في حالة اعتداء الرجل على المرأة سوء بالضرب أو السب والشتم أو إهانة كرامتها وإساءة معاملتها، في حال حاولت إصلاحه ولم يغير سلوكه فلا حرج عليها من طلب الطلاق.
اقرأ أيضا: هل يجوز الرجوع بعد الطلاق الثالث
أحكام عدة المطلقة
من الأحكام المتعلقة بالمطلقة ما يلي:
- عدة المطلقة تبدأ منذ وقوع الطلاق وليس بعد حكم المحكمة.
- تجلس المطلقة في بيتها مع زوجها حتى بعد وقوع الطلاق، ولا تخرج منه ولا تخطب لغيره حتى تنتهي عدتها، حيث قال الله تعالى: “يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة“.
- في حال كانت المطلقة حامل، فعدتها تنتهي بعد وضع مولودها.
- عدة المطلقة غير الحامل ولكن من النساء الحاضنة؛ 3 حيضات، حيث قال الله تعالى: “والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء“.
- بينما عدة المطلقة ممن لا يحضن من النساء لكبر سنها؛ 3 شهور حيث قال الله تعالى: “واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهم ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن“.
حكم الطلاق عند الغضب
بعد التعرف على ما هي شروط الطلاق، نتناول حكم طلاق الغضبان، حيث اختلف العلماء والفقهاء حول هذا الأمر، ويرون ما يلي:
- في حال كان الغاضب في بداية غضبه ولم يفقد عقله في هذه الحالة يقع الطلاق باتفاق جمهور العلماء.
- بينما إذا غضب الشخص ووصل إلى حالة التغيب عن أفعاله وأقواله بسبب زوجته، في هذه الحلة لا يقع الطلاق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا طلاق ولا عتاق في إغلاق”.
- اختلف العلماء حول لجوء الشخص الغاضب إلى الطلاق، فيرى البعض أن الشخص الغاضب ولكن لم يفقد عقله، ولجأ إلى الطلاق فإن طلاقه يقع، بينما البعض الأخر يرى أن غضب الشخص هو ما جعله يلجأ إلى الطلاق فذلك طلاقه لا يقع “هنا يجب النظر إلى النية الخاصة بالشخص.
شاهد من هنا: الزوجة تريد الطلاق والزوج لا يريد
أحكام الطلاق
- الوجوب: في حالة حلفان الرجل المتزوج بعدم جماع زوحته لأكثر من 4 شهور، فإذا انتهت المدة ولم يجامع زوحته فوجب عليه تطليقها، وفي حالة رفضه فيطلقها القاضي طلقة واحدة أو ثلاثة.
- الندب: يكون الطلاق بالنجب في حالة تفرط الزوجة في واجباتها نحو الله كالعفة والصلاة، وللزوجة الحق في الخلق من زوجها إذا ترك حق لله عز وجل.
- الإباحة: يباح الطلاق إذا لزم الأمر، مثل أن تكون المرأة صاحبة خلق سيء أو العشرة معها غير ممكنة أو نفس الأمر للزوج.
- الكراهة: يُكره الطلاق في حالة الرغبة في الطلاق دون سبب.
- التحريم: يُحرم الطلاق إذا كان في فترة الحيض أو كان الطلاق في فترة طهر يجامعها فيها.
أركان الطلاق
- يقول علماء المذهب الحنفي أن الطلاق له ركن واحد وهو التلفظ فقط.
- يقول علماء المذهب المالكي أن الطلاق له أربعة أركان: الزوج أو وكيله عنه أو قاضي، والقصد بالتفظ بالطلاق، ومحل الطلاق، ولفظ الطلاق سواء بصراحة أو بالكناية.
- يقول علماء المذهب الشافعي أن للطلاق 5 أركان، وهي الزوج أو نائبه، وصيغة الطلاق، والقصد بالتلفظ، ومحل الطلاق، والولاية.
أسئلة شائعة حول شروط صحة الطلاق
ما هي شروط صحة الطلاق في الإسلام؟
يجب أن يكون المطلق زوجًا معقود العقد بشكل صحيح. يجب أن يكون المطلق بالغًا وعاقلًا. يجب أن يكون المطلق قاصدًا الطلاق بإرادته الحرة والمتعمدة.
هل يمكن للرجل طلاق زوجته دون إبلاغها؟
لا، يجب على الزوج إبلاغ زوجته بالطلاق بطريقة مباشرة وواضحة.
ما هي صيغة الطلاق الصحيحة؟
الطلاق الصحيح يكون بصيغة واضحة ومفهومة، سواء باللفظ أو الكتابة أو الإشارة المفهومة.
هل يمكن التراجع عن الطلاق؟
نعم، في فترة العدة بعد وقوع الطلاق الاول والثاني فقط، يحق للزوجين التراجع عن الطلاق واستئناف العلاقة الزوجية دون الحاجة لعقد زواج جديد.
هل يُعد الطلاق المنقطع أو المشروط صحيحًا؟
يُعتبر الطلاق المنقطع أو المشروط صحيحًا إذا كانت الشروط المفروضة موجودة وواضحة، وقد يختلف التفسير حسب المذاهب الفقهية.