ما هي الذنوب التي تحبس الدعاء
يرغب البعض في معرفة ما هي الذنوب التي تحبس الدعاء، والتي تحول بين العبد وبين المولى عز وجل، حيث يلجأ الكثير منا للدعاء لكي يقضى الله سبحانه وتعالى حوائجنا التي نحتاج إليها في الحياة، ولكن من الممكن أن لا يستجيب الله لهذا الدعاء نظرا لوجود بعض الأعمال السيئة التي تحول بيننا وبين استجابة الدعاء.
محتويات المقال
أكل المال الحرام
- يعد كسب المال الحرام من أحد الذنوب التي تحبس الدعاء.
- والذي يشمل قبول الربا وأخذ المال بغير وجه حق وغش وخداع الآخرين.
- وقد جاء ذلك في الحديث الشريف عن الرسول عليه الصلاة والسلام:
- (ثمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يسْتَجابُ لذلكَ؟).
- ويوضح هذا الحديث أن أكل المال الحرام سواء كان في الطعام أو الشراب أو الملبس يمنع استجابة الدعاء.
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- يعد ترك المعروف والنهي عن المنكر من الأمور التي ترد الدعاء وتمنع استجابته.
- وذلك يتبين في قول رسول الله عليه الصلاة والسلام:
- (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ، أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقابًا منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).
ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: دعاء التوبة من الذنوب والمعاصي
التوجه لغير الله بالدعاء
- التوجه لغير الله بالدعاء يعتبر شرك بالمولى عز وجل، وهذا العمل يحبس الدعاء ولذلك نهى عنه الله سبحانه وتعالى.
- حيث تبين ذلك في قول الله تعالى:
- (وَلَا تَدْعُ مِنْ دونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).
- كما أن الدعاء يعتبر عبادة لله سبحانه وتعالى وقد أوضح النبي عليه الصلاة والسلام ذلك عندما قال:
- (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ ثمَّ قالَ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
الدعاء بالإثم
- يشمل الدعاء بالإثم الدعاء بالموت للنفس أو للغير أو الدعاء على الآخرين بالسوء.
- تلك الأدعية تعد من الأسباب التي تحبس استجابة الدعاء.
- ولقد نهي الرسول عليه الصلاة والسلام عن قول تلك الأدعية في قوله (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ متَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي).
- كما قال عليه الصلاة والسلام (لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا توَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ).
الدعاء بقطيعة الرحم
- حيث أكد علماء الدين أن الدعاء بقطيعة الرحم تمنع استجابة الدعاء، وهو يعنى الدعاء بالتفرقة بين أحد وأهله.
- أو بين الأب والأم أو الدعاء بالتفرقة بين لم شمل المسلمين.
- وقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن تلك الأدعية عندما قال:
- (ما مِن رجلٍ يَدعو اللَّهَ بدعاءٍ إلَّا استُجيبَ لَهُ، فإمَّا أن يعجَّلَ له في الدُّنيا، وإمَّا أن يدَّخرَ لَهُ في الآخرةِ.
- وإمَّا أن يكَفَّرَ عنهُ من ذنوبِهِ بقدرِ ما دعا، ما لم يَدعُ بإثمٍ أو قَطيعةِ رحمٍ أو يستعجِلْ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ يستَعجلُ؟ قالَ: يقولُ: دعوتُ ربِّي فما استجابَ لي).
تعجل الإجابة
- من الأمور الهامة في طلب الدعاء أن لا يقوم العبد باستعجال الاستجابة له.
- وكذلك لا يجوز أن يشعر العبد بالندم والتحسر على طلب الدعاء من المولى عز وجل.
- حيث يجب على العبد أن يثق في ربه تمام الثقة وأن يعلم أن كل الأمور بيد الله عز وجل وهو القادر على كل شيء.
- وذلك لقوله تعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كنْ فَيَكُونُ).
- كما جاء في الحديث الشريف قدرة المولى عز وجل على استجابة الدعاء والتكرم على العبد بالنعم عندما قيل:
- (يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا.
- يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أدْخِلَ البَحْرَ).
اقرأ أيضًا: هل الاستغفار يمحو كبائر الذنوب
أسباب عدم استجابة الدعاء
هناك نوعين من الأسباب التي تمنع استجابة الدعاء، وتلك الأسباب تنقسم إلى:
- كثرة الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان والتي يعجز أن يتوقف عنها، ولذلك فهي تقف في طريق استجابة دعائه.
- نظرة المولى عز وجل لما هو أفضل للعبد، فقد لا يستجيب الله سبحانه وتعالى للدعاء لكي يكرم عبده بما هو أفضل مما يطلبه.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: أدعية تكفر الذنوب
موانع استجابة الدعاء
- هناك بعض الذنوب الأساسية التي قد أتفق عليها علماء الدين والتي تقف بين العبد وبين استجابة دعائه.
- كما من الممكن أن يكون هناك أعمال أخرى سيئة يقوم بها العبد وتلك الأعمال تحول بينه وبين رضا الله عنه.
- ولهذا يجب على العبد الذي يرغب في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى أن يتوقف عن ارتكاب المعاصي والذنوب والحرص على التوبة النصوحة.
- ومن الذنوب التي تحبس الدعاء سوء النية والنفاق وتأخير الصلوات وقول الفاحشة والابتعاد عن الأعمال الصالحة.
- فسوء النية هي كره الآخرين والبغض عليهم وتمنى الأذى لهم، ومن الممكن أن يقوم العبد بهذا الأذى بنفسه.
- كما أن النفاق يعني التعامل مع الآخرين بطريقة غير التي تكن في الصدور.
- وتأخير الصلاة أمر غير محبذ خاصة إذا لم يكن هناك سبب يمنع هذا التأخير، حيث أن هناك من يجمع بين الصلوات عن عمد.
- كما أن قول الفواحش والألفاظ البذيئة من الأمور التي يكرهها الدين الإسلامي بشدة.
- وترك الأعمال الصالحة يبعد العبد عن ربه وتصيبه بالبلاء وتقف بينه وبين تيسير أموره.