ما معنى البرزخ
البرزخ هو الحياة بعد الموت، ويعد البرزخ هو المرحلة التي تأتي بعد موت الإنسان وانتقاله إلى دار الآخرة، وفي هذه المرحلة يحاسب الإنسان على كل ما فعله في الحياة الدنيا.
ويعتبر القبر هو أول مراحل الحياة البرزخية، وسوف نتناول معلومات حول ما معنى البرزخ في السطور القادمة عبر موقع مقال maqall.net.
محتويات المقال
أول مشهد بعد الموت
- كثيرون من أهل الملة يتساءلون عن الحقيقة الشرعية الغيبية، وهي أن هناك ملكين موكلين من الله عز وجل يأتيان إلى الإنسان بعد موته ليخبرهم عن صدق إيمانه بالله ورسوله.
- وقد وردت الكثير من الروايات والأحاديث الصحيحة عن رسولنا الكريم تؤكد صدق أن هناك ملكين موكلين لسؤال العبد في قبره.
- ومن هذه الأحاديث قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قبرِهِ وتولَّى عنهُ أصحابُهُ، إنَّهُ ليسمَعُ قرعَ نعالِهِم، فيَأتيه ملَكانِ فيُقْعِدانِهِ، فيقولانِ لهُ ما كنتَ تقولُ في هذا الرَّجلِ محمَّدٍ رسولِ اللَّهِ.
- فأمَّا المؤمنُ، فيقولُ: أشهَدُ أنَّهُ عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ، فيقول لَهُ: انظُر إلى مقعدِكَ منَ النَّارِ أبدلَكَ اللَّهُ بهِ مقعداً منَ الجنَّةِ، فيراهُما جميعاً).
- ووفقا لرأي أهل السنة والجماعة، أن سؤال الملكين، من الأمور الصادقة التي تحدث عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم.
- حيث أن المسلم إذا وضع في قبره يأتيه ملكان، فيقعدانه ويسأله عن حقيقة إيمانه بالله ورسوله وما هو الدين الذي كان عليه هذا هو الحال إذا قبر.
- ويطبق نفس الشيء على الشخص الذي لم يقبر، وإن كان غريقا في البحر وأكلته الحيتان، أو مات محروقًا وقضيت النار على جسده وصار رماد.
- وهذا أن دل على شيء، فإنه يدل على أن سؤال الملكين، أمر محتم على كل إنسان.
- كما جاء وصف الملكين على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “إذا قُبِرَ الميِّتُ؛ أتاهُ ملَكانِ أسودانِ أزرقانِ، يقالُ لأحدِهِما: المنكرُ، وللآخرِ: النَّكيرُ”.
- وقد ذكر كثيرا من أهل العلم أن حياة البرزخ، تختلف بصورة كلية عن الحياة الدنيا، وتؤكد على أن القبر إما روضة من الجنة، أو حفرة من النار كفانا الله وإياكم عن ذلك.
- وقد أكد علماء أهل السنة والجماعة أن العذاب، أو النعيم ليس للجسد وحدة ولا الروح وحدها، ولكن الروح والجسد معا.
أراد الله عز وجل أن يكون الإنسان له أربعة من الدور ينتقل بينهم، وهما:
- أول مرحلة وهو جنين في رحم الأم، وهذه الحياة لا تستغرق سوى تسعة أشهر.
- أما بالنسبة للحياة الثانية هي انتقال الإنسان من رحم الأم إلى الحياة الدنيا، فتبدأ منذ لحظة الولادة إلى وقت الوفاة.
- أما بالنسبة لحياة البرزخ فهي الحياة الثالثة التي يمر بها الإنسان، لكنها أوسع وأعظم كثيرًا من الدار الدنيا مقارنة بحياة الإنسان في الدنيا وأيضا وجوده في رحم الأم.
- أما بالنسبة للحياة الرابعة والأخيرة وهي الدار الآخرة أو كما يطلق عليها دار القرار أو الخلود، وأيضا دار الجنة بالنسبة للعبد المؤمن ودار النار العبد الكافر.
- ومن حكمة الله عز وجل هو انتقال الإنسان بين هذه الحيوات للوصول إلى دار الخلود التي لا يوجد بعدها حياة أخرى، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز “فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ”.
كما يمكنك التعرف على: هل حياة البرزخ أفضل من الدنيا
عالم البرزخ
- عالم البرزخ يعتبر من العوالم الغيبية، على الإنسان المسلم الذي يؤمن بالله واليوم الآخر، الإيمان بوجود هذه الحياة.
- ويجب على الإنسان المسلم ألا يعمل عقله في مثل هذه الأشياء، والخوض فيها، وأن يأخذ جميع المعلومات التي يريد معرفتها عن هذا الجيل من الكتاب والسنة.
تعريف البرزخ
- يعرف في لغة العرب البرزخ على أنه هو الحائل، أو الحاجز بين شيئين.
- وقطعة الأرض التي تقع بين بحرين، وتصل بين قطعة أرض وأخرى، تسمى برزخا.
- ومثال على هذا المعنى قول الله تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ).
- وبالنسبة للمعنى الاصطلاحي لكلمة برزخ، لا يختلف كثيرا عن المعنى اللغوي للكلمة.
- شرعا يعرف البرزخ على أنه هو مرحلة تفصل بين دارين، وهما دار الآخرة ودار الدنيا، وهذه المرحلة تبدأ بمجرد موت الإنسان، إلى أن يبعث يوم القيامة.
كما يمكنك الاطلاع على: هل يوجد ليل ونهار في عالم البرزخ؟
السؤال والجزاء في البرزخ
- يجب على العبد المسلم الإيمان، بأن هناك حساب بعد الموت، وأنه حق، وأنه من الأمور الغيبية التي لا يكتمل إيمان المسلم إلا بالإيمان بها.
- الحساب بعد الموت قرر علماء الدين وأهل العلم، أنه يكون على مرحلتين بعد الموت، وهما: المرحلة الأولى بعد موت الإنسان وقبل البعث، والمرحلة الثانية بعد البعث في يوم القيامة.
- حيث أنه يوم القيامة ويعرف بيوم الحساب، يتقاضى بين العباد في المظالم، حيث يدخل أهل الإيمان الجنة وأهل الكفر النار.
- وبالنسبة للحساب بعد الموت داخل القبر، فهو مثبت بنصوص شرعية وأحاديث صحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- فعن عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُوحيَ إليَّ أنكم تُفتنون في القبورِ) روته عائشة رضي الله عنها.
- ويقول ابن حجر العسقلاني رحمه الله عليه إن فتنة القبر ما هي إلا امتحان لإيمانه.
- أيضا بعض أهل العلم ذكروا أن حساب أهل التقوى والإيمان في قبورهم، ما هو إلا تخفيف لهم من حساب يوم القيامة، فعندما يأتي يوم القيامة يكون قد طهر من الذنوب.
- حياة البرزخ يجازي فيها الإنسان، على قدر عمله، إن فعل خير فخير، وإن فعل شر فشر، أي إن الجزاء من جنس العمل.
- أما بالنسبة لدخول العباد الجنة والنار أبعدنا الله وإياكم عنها، فيكون بعد يوم الحساب أي يوم القيامة.
- أما بالنسبة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو أول من يدخل الجنة بإذن الله دخولًا تامًا.
- حيث ورد في رواية أنس رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (آتي بابَ الجنةِ يومَ القيامةِ؛ فأستفتِحُ؛ فيقولُ الخازِنُ: مَنْ أنت؟ فأقولُ: محمدٌ، فيقولُ: بك أُمرتُ لا أفتحَ لأحدٍ قبلَك).
- ومن الجدير بالذكر أيضا أن الله سبحانه وتعالى يدخل بعض الأرواح المؤمنة الجنة وينعمهم فيها دون أجسادها.
- وذلك لما ورد من النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (إنَّما نسمةُ المؤمنِ طيرٌ يَعْلَقُ في شجرِ الجنةِ، حتى يُرْجِعَهُ اللهُ إلى جسدِهِ يومَ يبعثُهُ) حديث صحيح.
- أيضا نفس الشيء مع الأرواح الكافرة ولكن يدخلها النار، ويحرقها ويعذبها، وذكر في ذلك قول الله تعالى:
- (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ).
- أما بالنسبة لحال العبد في حياة البرزخ داخل القبر، فإن كان العبد مؤمنا فتح له في قبره باب من أبواب الجنة، ومد له في قبره مد البصر، فيشم من ريح وطيب الجنة، فيقول لربه تقم الساعة.
- العبد الكافر، يفتح له الملكان باب من أبواب النار، فيرها حرها وحرارتها وعذابه، فيقول رب لا تقم الساعة.
اقرأ أيضا: حياة البرزخ واسراره
حال كل من المؤمن والكافر في القبر
في الإسلام، يعتبر القبر أول منازل الآخرة، ويعتقد أن هناك حالتين مختلفتين للمؤمن والكافر في القبر. إليك وصف حال كل منهما بناءً على النصوص الدينية والتفاسير الإسلامية:
حال المؤمن في القبر
المؤمن هو الذي عاش حياته ملتزماً بالإيمان والعمل الصالح، ومات على الإسلام. يُعتقد أن حاله في القبر يكون كالتالي:
- النعيم في القبر:
- يُفتح له باب من الجنة، فيأتيه من ريحها وطيبها.
- يُفسح له في قبره مدّ بصره.
- يُقال له: “نم نومة العروس”، وهي نومة هادئة ومطمئنة.
- التثبيت والإجابة:
- يُثبته الله عند السؤال، حيث يُسأل عن ربه ودينه ونبيه، فيجيب بثبات واطمئنان: “ربي الله، ديني الإسلام، نبيي محمد”.
- قال الله تعالى: “يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ” (سورة إبراهيم: 27).
- الراحة والسكينة:
- ينعَم المؤمن بالراحة في قبره، ويُرفَع عنه الخوف والألم.
- يكون في حالة من الطمأنينة حتى يأتي يوم القيامة.
حال الكافر في القبر
الكافر هو الذي عاش حياته غير مؤمن بالله ورسله، ومات على الكفر. يُعتقد أن حاله في القبر يكون كالتالي:
- العذاب في القبر:
- يُفتح له باب من النار، فيأتيه من حرها وسمومها.
- يُضيّق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه.
- يُضرب بمطارق من حديد، فيصرخ صرخة يسمعها كل شيء إلا الثقلين (الإنس والجن).
- الفتنة والإجابة:
- يُفتَن في قبره حيث يُسأل عن ربه ودينه ونبيه، فلا يستطيع الإجابة بثبات.
- يُقال له: “من ربك؟” فيقول: “هاه هاه لا أدري”. “ما دينك؟” فيقول: “هاه هاه لا أدري”. “من نبيك؟” فيقول: “هاه هاه لا أدري”.
- الخوف والعذاب:
- يكون في حالة من الخوف والرعب الدائم.
- يُعذّب في قبره حتى يأتي يوم القيامة، حيث ينتظره عذاب أشد.
الحياة البرزخية والحياة الدنيا هما مرحلتان مختلفتان في دورة حياة الإنسان وفقاً للعقيدة الإسلامية. هنا الفرق بينهما:
الحياة الدنيا
- المدة: تبدأ من ولادة الإنسان وتنتهي بوفاته.
- الطبيعة: الحياة الدنيا مادية، يعيش الإنسان فيها بالجسد والروح معاً.
- الوظيفة: هذه الحياة تُعتبر دار الاختبار والعمل. يُمنح الإنسان فيها حرية الاختيار بين الخير والشر.
- التفاعل: الإنسان يتفاعل مع البيئة والمجتمع والأشخاص الآخرين.
- الهدف: جمع الأعمال الصالحة والاستعداد للحياة الآخرة.
الحياة البرزخية
- المدة: تبدأ بعد وفاة الإنسان وتستمر حتى يوم القيامة.
- الطبيعة: الحياة البرزخية غير مادية، وتعيش فيها الروح فقط. الجسم يدفن في القبر ويفنى مع الزمن.
- الوظيفة: تُعتبر فترة انتظار وانتقال. الأرواح تنتظر فيها يوم القيامة ولا يمكنها القيام بأي أعمال جديدة.
- التفاعل: الأرواح قد تكون في حالة من النعيم أو العذاب وفقاً لأعمالها في الدنيا، لكنها لا تتفاعل مع الحياة الدنيا أو الأشخاص الأحياء.
- الهدف: الاستعداد للحساب النهائي يوم القيامة، حيث تُجازى الأرواح بناءً على أعمالها في الدنيا.
أسئلة شائعة حول الحياة البرزخية
ما هي الحياة البرزخية؟
الحياة البرزخية هي المرحلة التي تبدأ بعد وفاة الإنسان وتستمر حتى يوم القيامة. في هذه المرحلة، تكون الروح مفصولة عن الجسد وتعيش في عالم البرزخ، حيث تنتظر الحساب النهائي.
هل يشعر الإنسان في البرزخ بما يحدث في الدنيا؟
بوجه عام، الأرواح في البرزخ لا تتفاعل مع ما يحدث في الدنيا. ولكن، وفقًا لبعض الأحاديث، قد يكون للأموات معرفة محدودة بما يجري مع أحبائهم في الدنيا من خلال زوار القبور أو بطرق خاصة لا ندرك تفاصيلها.
هل يلتقي الزوجان في حياة البرزخ؟
قد يلتقيا الزوجان في حياة الرزخ إذا كانا الاثنين صالحين في الدنيا، والله أعلم.
ماذا يفعل الانسان في حياة البرزخ؟
ينتظر يوم القيامة وتعرض عليه الجنة إذا كان من الصالحين، وتعرض عليه النار إذا كان من الظالمين، والله اعلم.
هل يلتقي الأموات في حياة البرزخ؟
نعم، وفقًا لبعض الاحاديث النبوية فإن أرواح الاموات الصالحين في الدنيا تتلاقى في البرزخ، والله أعلم.