ما هو العقد الشرعي
يطلق على الوثيقة التي توثق الاتفاق بين طرفين “عقد”، بالتالي حين نسأل ما هو العقد الشرعي، نقول أنه من أشكال العقد الذي يتفق مع شريعة الإسلام.
وكلمة عقد مأخوذة من الربطة أو العقدة التي توصل طرفين ببعضهما، مثل طرفي الخيط ولكن هنا بين شخصين أو أكثر، ويعرف العقد بأنه الضمان على بنود الاتفاق والتعهد على تنفيذها، وسنبين في هذا المقال ماذا يقال في عقد الزواج السني.
محتويات المقال
العقد الشرعي
العقد الشرعي هو مصطلح عرفه العلماء مثل أبو بكر على أنه اتفاق يعقده شخص ما على ذاته، أو على شخص آخر ويلزمه بتنفيذه، وإليكم التفاصيل:
- عقد النكاح بين الزوج والزوجة، وعقد البيع بين شخصين، وشتى العقود الخاصة بالمعاوضات والمفاوضات، من أشكال العقد الذي يعتبر يمين واجب النفاذ في المستقبل.
- يماثل العقد في الشرع النذر الذي يلزم الإنسان ذاته به، يجدر عليه الوفاء لبنوده وتنفيذ البنود بأمانة.
- كلمة شرعي المقصود بها أن بنود الاتفاق لا تخالف أي حكم من أحكام الشرع التي تم الاتفاق عليها من مجموعة العلماء، والتي أبرزها لنا النبي محمد في الأحاديث.
- وأيضًا تفيد بأن هذه البنود الموثقة متفق عليها من قبل الأطراف، بالاختيار وليس الإكراه أو الإجبار، وأن البنود لا غموض فيها أو تلاعب.
شاهد أيضا: كم شهر تستغرق قضية الخلع؟
تقسيم العقد الشرعي
قسم العلماء العقد إلى قسم لازم، وآخر جائز، وفيما يلي الفرق بين القسمين:
- العقد اللازم: عقد نافذ يوجب المتعاقدين على الالتزام بالمسؤوليات الموقع عليها بشكل حتمي، وغير جائز لأحد المتعاقدين فسخ هذا التعاقد، مثل عقد البيع.
- وهناك مصطلح يوجب الانتباه له هنا وهو مدة اللزوم، وهو مصطلح يشير إلى المدة الجائز فيها فسخ التعاقد، مثل أن المتعاقد لم يدفع بعد والآخر لم يقبض منه.
- أو في حالة ظهور عيب ما في الشيء المباع، أو في حالة تراضي المتعاقدين واتفاقهم على فسخ التعاقد.
- العقد الجائز: يجوز للمتعاقدين في هذه الحالة أن يقوموا بفسخ التعاقد، وغالبًا ما يكون سبب الفسخ موت أحد المتعاقدين، مثل عقد الوديعة أو الوكالة.
- استمرارية هذا العقد متوقفة على استمرارية التراضي والموافقة بين المتعاقدين في حالة حياة كلاهما، أما في حالة وفاة أحدهما يمكن للورثة تحديث التعاقد أو فسخه.
اقرأ أيضا: صيغة دعوى تعويض عن المسؤولية العقدية
أركان العقد الشرعي
العقود في الإسلام تؤسس طبقًا للأركان الموضحة فيما يلي:
الصيغة الإيجاب والقبول
- الركن الأول هو الإيجاب والموافقة بين المتعاقدين دون إكراه، أي أن الطرفان لهما غرض وإرادة ورغبة في إنشاء هذا العقد، ولديهم القدرة على الالتزام ببنود وشروط العقد.
- وهذه الرغبة توثق بالكلمات أو الإشارات أو الكتابة بشكل مبدئي، ويجوز للطرفان الرجوع طالما لم يتم كتابة وتوثيق ما تم الاتفاق عليه في عقد.
- ويقول العلماء أن هذا الركن يشمل الإيجاب من طرف والقبول من الآخر، والإصرار على الإيجاب والقبول إلى أن يتم توثيق الاتفاقات في ورقة والتوقيع عليها.
العاقدان
- يشترط أن يكون كل طرف من المتعاقدين في حالة نضج، أي أن الشخص بالغ وتخطى السن القانوني المطلوب ليكون مؤهل على التعاقد.
- وأيضًا أن يكون كل طرف واعي وعاقل، أي لا يجوز لشخص متعاطي أو غير واعي أن يقوم بكتابة وتوثيق عقد.
- وهنا يلزم إدراك أهلية الطرف في توقيع العقد، حيث أن بعض الأشخاص لا قيمة قانونية أو شرعية لكلماتهم أو كتاباتهم أو توقيعاتهم.
الولي
يجب أن يكون للمرأة ولي سواء والدها أو شقيقها في حالة وفاة الوالد أو سفره، ويمكن أن يحل محل الوالد أيضا والد الوالد، أو الإبن، أو الشقيق من الأب أو ابن الأخ من الأب أو الأعمام.
الشهود
يجب أن يحضر اثنين من الشهود للشهادة في أمر الزيجة، ويجب أن يكونوا بشروط محددة مثل البلوغ والعقل والإسلام والسمع.
أنواع العقد الشرعي
تتعدد الإجابات على ما هو العقد الشرعي وفقًا إلى الهدف من توثيق العقد والخصائص والبنود التي تميزه والأحكام التي تترتب عليه، ويمكن إدراك الإجابات من معرفة أنواع العقود، ومنها:
- عقود مسماه: تعرف بأسماء محددة مأخوذة من خصائص وأحكام البنود، مثل عقد الهبة، النكاح، الشراء، وغيره.
- عقود غير مسماه: لا يطلق عليها اسم محدد، منها العقود التي توثق داخل الفنادق مثل إجارة عمل.
- عقود تبادل الحقوق: تتعدد تماشيًا مع قائمة الواجبات والالتزامات على كل طرف متعاقد، من أمثلتها عقود المعاوضات مثل الإجارة أو البيع.
- من أمثلتها أيضًا عقود التبرع التي توثق القدر الذي يتم التبرع به، ونوع التبرع مال أو عقار أو أرض أو غيره.
نماذج على العقد الشرعي
هناك أمثلة شتى من العقود التي تتوافق أحكامها وبنودها مع أحكام الشرع، ومنها التالي:
- عقد الأمان: يحرر فيه البنود بين دولتين في حالة الحرب، تطالب من خلالها كل دولة بالأمان والحماية من الهجوم من الدولة الأخرى.
- وفي حالة إخلال إحدى الدولتين بالبنود تقوم الدولة بتحذير الأخرى باندلاع الحرب، وفي حالة عدم تقديم أعذار وعدم معاقبة من تسبب في هذا الإخلال تنشب الحرب.
- عقد النكاح: يوثق الارتباط بصورة رسمية ومعلنة بين الرجل والمرأة، على أن يكون كلاهما راضي وموافق بالطرف الآخر، ويشترط أن يكون كلاهما عاقلين وناضجين.
- عقد البيع: مذكور به اسم المشتري واسم البائع، والشروط التي تم التراضي بها لإتمام البيع وسعر البيع، مما ينقل ملكية المقر أو العقار للطرف الآخر.
شاهد من هنا: كيفية العقد الشرعي للزواج
كيف يتم عقد الزواج الشرعي
الزواج في الإسلام
- في اللغة، يُفهم الزواج عادةً بأنه عقد قانوني أو اجتماعي بين رجل وامرأة يُعلنان به عن ارتباطهما ببعضهما البعض، ويتعهدان بمشاركة حياتهما معًا، وتكوين أسرة، وبناء مستقبل مشترك.
- في الاصطلاح الشرعي، يُعرف الزواج على أنه عقد شرعي يُقام بين رجل وامرأة بموافقتهما الحرة، وبموافقة الولي إن كانت الامرأة غير مستقلة، وذلك لتحقيق الهدف الشرعي من إقامة العلاقة الزوجية وتكوين الأسرة وتكامل المجتمع.
- وقد عرف أهل العلم الزواج على النحو التالي:
علماء المذهب الحنفي
- العقد مقصود به أن يتمتع الشاب بالمرأة الحلال له في الشرع بالقصد والعمد دون تواجد أساب تمنع الرجل من ذلك.
علماء المذهب المالكي
- عقد يمنح الشاب الحق في الاستمتاع بالمرأة مع وجود شروط وسمات محددة وصيغته تدل عليه.
علماء المذهب الشافعي
- عقد يضمن للشاب وطء الأنثى بلفظ النكاح أو التزويج أو ما يعنيه ذلك.
علماء المذهب الحنبلي
- عقد زواج يتم عقده بلفظ التزويج أو الانكاح أو ما يشبههما في المعنى.
حكم الزواج في الإسلام
- الزواج هو امر مشروع في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والإجماع، حيث قال الله تعالى: “فانكحوا ما طاب لكم من النساء”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ).
- وحكم الزواج يختلف على حسب أحوال كل فرد، وفيما يلي سنذكر هذه الاحكام:
الوجوب
يكون الزواج واجبًا إذا رغب الشخص في النساء ولم يستطيع الاستمرار بدون نكاح ووجد أنه خائف من ارتكاب الزنا ولديه القدرة على الزواج ماديًا.
الندب
يكون الزواج مندوبًا على من أراد من النسل، وقد قال جمهور العلماء أن الزواج مستحب على الرجال والسيدات وغير واجب على أحد منهم، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ).
الإباحة
يكون الزواج مباحًا لفرد ما لا يريد النساء ولكنه يشعر بالخوف من الوقوع في الزنا.
التحريم
يكون الزواج محرمًا إذا علم يقينًا أن الزواج من امرأة ما سيلحق الأضرار بها مثل إصابته بمرض معدي.
الكراهة
يكون الزواج مكروهًا لمن لا يرد النساء في شيء ولا يشعر بالخور من الوقوع في الزنا ويشعر بالحوف من إلحاق الأضرار بالمرأة مثل الضرب.
أسئلة شائعة حول العقد الشرعي
ما هو العقد الشرعي؟
العقد الشرعي هو عقد يُقام وفقًا للأحكام الشرعية في الإسلام، ويشمل العديد من العقود مثل عقد الزواج وعقد الشراء وعقد الإيجار وغيرها.
ما هي شروط صحة العقد الشرعي؟
تشمل شروط صحة العقد الشرعي القبول من الطرفين، والعقل والبلوغ للعاقلين، والقصد الصحيح، والإخلاص وعدم التغرير، والموضوع القانوني المباح.
ما هو دور الشهود في العقد الشرعي؟
دور الشهود في العقد الشرعي يكمن في شهادتهم على إقامة العقد وموافقة الطرفين عليه، ويفضل أن يكونوا شهودًا موثوقين وعدلًا.
هل يمكن إلغاء العقد الشرعي؟
نعم، يمكن إلغاء العقد الشرعي في حالة وجود عيوب في العقد مثل الغلط أو الإكراه، ويمكن أيضًا إلغاءه بموافقة الطرفين.
ما هي الأحكام الشرعية للعقد الشرعي؟
تشمل الأحكام الشرعية للعقد الشرعي ما يتعلق بشروط صحته، وواجبات الطرفين، وحقوقهما، والأثر الشرعي لهذا العقد في المعاملات والعبادات.