ما هي السنة التقريرية؟

ما هي السنة التقريرية؟ يبحث الكثيرون عن إجابة هذا السؤال؛ خاصةً المهتمين بأصول الدين والفقه والشريعة وغيرها من العلوم المختصة بالدين الإسلامي.

حيث إنه من المتعارف عليه مفهوم السنة النبوية القولية، لكن القليلين من يعلمون مصطلح السنة التقريرية لذا فهو غير منتشر، ونتعرف على هذا المصطلح بالتفصيل على موقع maqall.net.

السنة التقريرية

هناك الكثير من التعريفات التي وردت على لسان الكثير من العلماء وتخص هذا المصطلح، وعلى الرغم من اختلاف التعريفات؛ ألا أن جميعهم متقاربين في المعنى، وهذه التعاريف تتمثل في:

• أتفق غالبية العلماء أن هذه السنة تتمثل في كلام الصحابة أو فعلهم لشيء ما في حضرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وعدم اعتراضه على كلامهم ولا فعلهم.
• بالعكس يمتنع عن الإنكار ويسكت، أو ربما قام بالتحسين على ما قالوه، أو مدحهم في قولهم أو فعلهم أو ضحك مما فعلوه وظهر على وجهه السرور به، فأصبح هذا القول أو الفعل محبب القيام به فيما بعد.
• قال بعض العلماء أن تعريفها يتمثل في الفعل الذي قام به صحابي من الصحابة – رضى الله عنهم – والذي علم به الرسول الكريم وسكت عنه ولم ينكره أو وافق عليه وأظهر استحسانه لما يقولونه.
• عرفها بعض من علماء الفقه على أنها كل ما سكت النبي – صلى الله عليه وسلم – عليه من حديث قيل أو أفعال حدثت في حضرته أو علم بها من إحدى الصحابة أو غيرهم.

اقرأ أيضا: بحث عن منهاج السنة النبوية مختصر

أمثلة على السنة التقريرية

هناك أكثر من مثال على السنة التقريرية ويجب على كل دارس للسنة والشريعة معرفتهم ليفهم أكثر مفهوم هذه السنة واختلافها عن السنة النبوية القولية، وهذه الأمثلة تتمثل في:

• أشهر مثال على هذه السنة هو عدم اعتراض الرسول الكريم على فعل واحد من الصحابة حيث إنه كان قد تيمم عن الجنابة بسبب شدة البرد ولم يغتسل.
• حيث قال الرسول: يا عمرُو، صلَّيْتَ بأصحابِك وأنت جُنبٌ؟ فقال عمرٌو بن العاص: إنِّي سمِعت اللهَ يقولَ: وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”.
• فبعد هذا الموقف ضحك النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم ينكر ما فعله عمرو بن العاص ولم يقل إنه غير محبب، وبهذا السكوت عن الأمر أقر النبي صحة التيمم عند الخوف من حدوث أضرار بسبب الماء.
• وتتمثل هذه الأضرار في إلحاق الأذى بالجلد أو التعرض للبرد الذي يضر الإنسان إذا استحم بالماء ولا يوجد أي وسيلة لتدفئة ذلك الماء أو تدفئة الجسد بعده.
• ورد حديث آخر في صحيح مسلم ويعبر عن السنة التقريرية، حيث يقول: “سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم الصائم، ويفطر المفطر، فلا يعيب بعضهم على بعض”.
• بذلك نستدل أنه إذا أفطر شخص ما بسبب عذر يتمثل في مرضه أو في السفر أو لاستخدامه لأي رخصة مما أعطاه الله؛ لا يجب علينا أن نعيب عليه ولا نستهزئ به.
• فلو كان يجوز العيب عليه لكان أمر الرسول الصائمين معه أن يعيبوا على المفطرين معهم، لكنه لم يفعل هذا الأمر.
• على الرغم من وجود الكثير من الأمثلة على السنة التقريرية، ألا أنه ينبغي علينا معرفة أنها أحد أركان السنة النبوية الأصلية التي نعتمد عليها في بناء الأحكام الشرعية.
• ولا يمكننا الاستغناء عن هذه السنة ولا عن السنة الأصلية بأي حال من الأحوال.

حجية السنة النبوية ومكانتها

يتساءل الكثيرون عن إمكانية الاعتماد على السنة التقريرية في أمور الحياة اليومية، وتتمثل الإجابة على سؤالهم فيما يلي:

• يعتبر تقرير النبي على الأفعال أو الأقوال الواردة في الأمثلة على هذه السنة تأكيد في حد ذاته لإمكانية الاستدلال على الأحكام بهذا التقرير.
• وتعتبر السنة بشكل عام ثاني مصدر لمعرفة الدين الإسلامي بعد القرآن الكريم، وبهم الاثنين نتعرف على الأحكام المختلفة في الدين الإسلامي.
• ولا يصح دين المرء سوى بتصديقه للقرآن وأحكامه والسنة النبوية وأحكامها؛ والاعتماد عليهم جنبًا إلى جنب دون ترك أحدهما والاعتماد على الآخر بدلًا منه.
• لكن قال العلماء إنه في حالة تعارض دليل قولي مع دليل فعلي ودليل تقريري يتم تقديم الدليل الذي ورد على لسان الرسول أولًا ثم يليه ما قام بفعله بنفسه ثم يليهم ما أقر على فعله.
• لذا نستدل أنه يمكن الاعتماد على السنة التقريرية لكنها ليست أقوى من غيرها من السنن الأخرى، ومن المحبب تركها للنهاية عندما لا يوجد نص قولي يؤكد على الحكم في دليل ما.

شاهد أيضا: دعاء الابتلاء والصبر من السنة النبوية

أنواع السنة النبوية

عند الإجابة على سؤال ما هي السنة التقريرية يجب على الدارس معرفة ما الفرق بينها وبين السنن الأخرى التي تأتي في مكانة أعلى منها، والفرق يتمثل في:

السنة القولية

• هي السنة التي كان النبي الكريم يقوم بقولها بلسانه، مثل قوله – صلى الله عليه وسلم – من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت.
  • فاستدللنا على ذلك من قوله الكريم بلسانه أن يجب علينا قول الخير أو الالتزام بالصمت فقط.

السنة الفعلية

• هي كل شيء كان الرسول الكريم يقوم بفعله من أجل تعليمنا كيفية القيام بالعبادات المختلفة والحديث مع الناس والتعاملات اليومية وغيرها.

السنة التقريرية

• هي كل فعل شاهده الرسول بأم عينيه ولم يعترض عليه بالعكس أضاف له وضحك منه.

شاهد من هنا: أدعية من السنة النبوية

أسئلة شائعة حول السنة التقريرية