ما هو مسجد الضرار

على الرغم من أن الدولة الإسلامية استقرت في المدينة إلا أن المنافقين لم يستقروا، وسعوا للبحث عن أمر ما يقلق هذه الأمة التي بدأت في البحث عن منزلة ومكانة لها وسط العالم.

لذلك قرروا أن يبنوا مسجدًا يكون” مسجد ضرار”، واليوم عبر موقع مقال maqall.net سوف نرى ما الذي يقوله التراث الإسلامي في هذا الأمر، وفي هذا الموضوع سنذكر لماذا سمي مسجد ضرار بهذا الاسم.

المسجد

  • كانت مشروعية بناء المساجد حتى تؤدى فيه الصلوات المفروضة على العباد، حيث يجتمع فيه المسلمون ويصطفون فيه صفوف مرتبة.
  • كانت بداية تأسيس المساجد خلال عصر الدولة الإسلامية بعد هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه، حيث تأسست الدولة الإسلامية، وبدأ للمسلمين شكل مستقبل، والمرء في الإسلام عليه أن يحترم المسجد الذي يدخله لأنه بيت الله على الأرض.

تعريف المسجد

تعريف المسجد لغةً

في اللغة العربية، يُعرف المسجد بأنه مكان مخصص لأداء الصلوات والعبادات في الإسلام، ويُستخدم للتعبد والذكر وقراءة القرآن الكريم، ولأداء الأعمال الخيرية وتعليم الدين والمساعدة في تحقيق العدالة والمساواة في المجتمع المسلم.

تعريف المسجد اصطلاحًا

في الاصطلاح الديني، فيُعرف المسجد بأنه مكان لأداء الصلوات الخمس اليومية وغيرها من العبادات، وقد تكون له أيضًا أهمية تاريخية وثقافية. والمساجد تتنوع في أحجامها وتصاميمها من مساجد صغيرة في الأحياء إلى مساجد كبيرة وشهيرة في المدن الكبيرة.

مسجد الضرار

  • هو مسجد بني لأبي عامر الذي كان يعرف بأبو عامر الراهب، وكان قد تنصر في الجاهلية ويعظمونه المشركين.
  • عندما جاء الإسلام فر أبو عامر إلى الكافرين، فاتفقت طائفة من المنافقين على بناء مسجد وسمي بمسجد الضرار.
  • كان الغرض من المسجد هو الالتقاء لممارسة مكرهم وكيدهم للمسلمين ولكن تحت ستار العبادة ورغبتهم في الخير.
  • كان المسجد في الأصل يبنى لأبو عامر وليس لفعل ما أمر الله ورسوله به، لذلك أمر الرسول بهدمه.
  • قال محمد البركتي أنه: مسجد اتخذه المنافقين كفرًا وضرارًا وتفريقًا بين المسلمين وتأييدًا لمن يحارب الله ورسوله.
  • بعد أن تم بناء المسجد إلى جانب مسجد قباء، ذهبوا المنافقين إلى رسول الله يدعوه للصلاة في هذا المسجد.
  • اعتذر رسول الله عن ذلك وقال أنه ذاهب في طريقه إلى غزوة تبوك، وأجل الأمر لحين عودته.
  • في أثناء عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك إلى المدينة أنزل الله تعالى عليه الآيات وقال تعالى: “والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المؤمنين وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون* لا تقم فيه أبدًا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين”
  • أمر الرسول بهدم المسجد وإحراقه وجعل مكانه كناسة تلقي فيها القمامة والجيف.
  • قال القرطبي: لا يجوز أن يبنى مسجد بجانب مسجد أخر ويجب هدمه أو المنع من بنائه، حتى لا يصرف أهل المسجد الأول فيبقى فارغًا، إلا في حالة أن يكون العدد كبير فلا يكفي مسجد واحد ولا يوجد مكان بعيد عنه.
  • قال العلماء: أي مسجد بني على رياء أو ضرار فهو في حكم مسجد الضرار ولا يجوز الصلاة فيه.

اقرأ أيضا: أول مسجد على الأرض

بناء مسجد الضّرار في عهد الرّسول

ذكر ابن كثير في تفسيره قصة مسجد الضرار باعتبارها سبب في نزول الآيات، ما يلي:

  • كان هناك رجل من الخزرج يدعى أبو عامر، كان قد تنصر في الجاهلية وله شرف في الخزرج كبير وقرأ علم أهل الكتاب وكان يتعبد بعبادتهم.
  • عندما هاجر رسول الله إلى المدينة واجتمع عليه المسلمون من الأنصار والمهاجرين وصار للإسلام شان وكلمة عالية وأظهرهم الله يوم بدر، ظهر على أبو عامر الضيق وبدأ بالعداوة.
  • خرج أبو عامر فارًا إلى الكفار في مكة واتفق معهم على القيام بحرب ضد رسول الله.
  • قامت غزوة أحد وامتحن الله المؤمنين، وتوجه أبو عامر في بداية المعركة إلى الأنصار وحرضهم على رسول الله ودعاهم للوقوف في صفه ولكنهم سبوه وشتموه.
  • بعد انتهاء المعركة زاد شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومكانته.
  • توجه أبو عامر الراهب إلى ملك الروم هرقل، وطلب منه أن يعينه وينصره على رسول الله، فوعده هرقل بذلك.
  • أقام أبو عامر عند ملك الروم فترة معينة وأخبر المنافقين أنه سوف يأتيهم بجيش كبير لمقاتلة النبي وهزمه.
  • أمرهم أبو عامر بإنشاء مكان حتى يجتمعوا فيه ويكون مقر لهم، فرأوا أن يبنوا مسجدًا بجانب مسجد قباء وكان مسجد الضرار.
  • طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه حتى يجعلوا له أساس بين المسلمين.
  • كانوا يقولون أن الغرض من بناءه أن يكون إيواء لذوي الأمراض والضعفاء.
  • ولكن الله تعالى عصم نبيه من الصلاة في هذا المسجد وفي طريق عودته من غزوة تبوك نزل عليه الوحي يخبره بنيتهم الحقيقة وراء بناء هذا المسجد.
  • أرسل الرسول من يهدم هذا المسجد ويحرقه ويجعله مكان للقمامة.
  • جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “رأيت الدخان من مسجد الضرار حين انهار”.
  • قد استجاب الله تعالى إلى دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أبو عامر المنافق بأن يموت طريدًا بعيدًان فمات في الشام غريبًا وحيدًا.

شاهد أيضا: دعاء الخروج من المسجد

من الذي بني مسجد الضرار

سنتعرف فيما يلي عن الأشخاص الذين بنوا مسجد الضرار:

  • وديعة بن ثابت.
  • خذام بن خالد.
  • بجاد بن عثمان.
  • ثعلبة بن حاطب.
  • بحزج.
  • معتب بن قشير.
  • عباد بن حنيف.
  • أبو حبيبة بن الأزعر.
  • جارية بن عامر.
  • نبتل بن الحارث.
  • زيد بن جارية.
  • مجمع بن جارية.

شاهد من هنا: معلومات عن مسجد قباء

أسئلة شائعة حول مسجد الضرار

من بنى مسجد الضرار؟

بنى مسجد الضرار عدد من المنافقين بقيادة أبو عامر الراهب، وكانت الطائفة من المنافقين قد تفقت على بناء هذا المسجد.

ما هو الهدف من بناء مسجد الضرار؟

الهدف من بناء مسجد الضرار كان للالتقاء ومناقشة الأمور السياسية والتخطيط لمكائد ضد المسلمين، وكانت الغاية من وراء ذلك إضعاف الإسلام وتقويضه.

ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بمسجد الضرار؟

أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بهدم مسجد الضرار وإحراقه بعد أن علم بالمآرب الحقيقية وراء بنائه، وجعل المكان موضعًا لرمي القمامة والجيف.

ما هو الدور الديني لمسجد الضرار اليوم؟

لا يوجد دور ديني لمسجد الضرار اليوم، بل تم هدمه وتحويله إلى مكان لرمي القمامة والجيف.

ما هي الآيات التي نزلت بسبب مسجد الضرار؟

نزلت الآيات التي تنهى عن صلاة في مسجد الضرار وتحدد حقيقة بنائه وأهدافه، وذلك في سورة التوبة، وهي: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ*لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚفِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا واللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)

مقالات ذات صلة