ما هو الفرق بين توحيد الألوهية والربوبية؟
الفرق بين توحيد الألوهية والربوبية كبير جداً لذلك سوف نوضح هذا الفرق عبر موقع مقال maqall.net، كما أننا سوف الفرق بينهما من خلال المعنى اللغوي ومن ناحية التعلق أيضاً.
محتويات المقال
الفرق بين توحيد الألوهية والربوبية
هناك فرق كبير بين الربوبية والألوهية وذلك من خلال الاشتقاق اللغوي وأيضاً في المعنى الاصطلاحي، لذلك سوف نتعرف عن كافة الفروق بينهما من خلال عدة نقاط:
في الاشتقاق اللغوي
- الربوبية هنا مشتق من كلمة الرب في اللغة العربية، كما أنها تحمل العديد من المعاني كالمربي والمالك وأيضاً السيد.
- ونحن نقول دائماً رب كل شيء وهذه الجملة تعني مالك وصاحب كل شيء، وكل شيء هنا تطلق على الخلق والعباد.
- الألوهية مشتق من كلمة الإله، فنحن نقول: لا إله إلا الله هنا يدل على توحيد الإله وهو الله عز وجل.
اقرأ أيضا: الفرق بين توحيد الربوبية والألوهية
في المعنى الاصطلاحي
نجد فروق كبيرة بين توحيد الربوبية والألوهية من حيث المعنى الاصطلاحي، لذلك سوف نوضحه وهو كالآتي:
توحيد الربوبية
- توحيد الربوبية تعني الإقرار الجازم والحازم بأن الله تعالى هو رب ومالك كل شيء وخالقه أيضاً، فهو المحيي والمميت والنافع والضار والرزاق والمتين، حيث يرجع إليه الأمر كله فلا شريك له في الملك.
- يوجد العديد من الأدلة الخاصة بربوبية الله تعالى ومن بينهما قوله الله تعالى: (الحمد لله رب العالمين).
توحيد الألوهية
- توحيد الألوهية تعني هنا إفراد الله تعالى بكافة العبادات الظاهرة منها والباطنة، وأيضاً الفعلية منها والقولية كالصوم والصلاة وصلة الأرحام وبر الوالدين.
- ومن أهم الأدلة الخاصة بإفراد الله عز وجل في العبادة في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) صدق الله العظيم.
- كما يوجد أدلة في السنة النبوية حيث يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه: (كُنْتُ رِدْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى حِمارٍ يُقالُ له عُفَيْرٌ، فقالَ: يا مُعاذُ، هلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ، وما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ؟، قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ:
- فإنَّ حَقَّ اللَّهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَلا أُبَشِّرُ به النَّاسَ؟ قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا).
من ناحية التعلق
فقد أوضح بعض العلماء أن هناك فروق عديدة بين توحيد الألوهية والربوبية من حيث التعلق، لذلك سوف نفسرها بالتفصيل وهي كالآتي:
- توحيد الربوبية تعني هنا التعلق بأفعال الرب وبكل الأمور الكونية فعلى سبيل المثال الرزق والأمانة والأحياء والخلق وغيرها من الأمور الكونية.
- أما توحيد الألوهية فهي متعلقة بأفعال الأشخاص المكلفين بالفعل كالصلاة والصيام والحب والخوف، وأيضاً فعل الأوامر والبعد عن النواهي وغيرها من الأفعال.
كما يمكنكم التعرف على: خطبة قصيرة عن التوحيد
القائلون بعدم وجود فرق بين توحيد الألوهية والربوبية
نعم لا يوجد فروق، فقد أوضح بعض العلماء أن توحيد الربوبية هي نفسها توحيد الألوهية والعكس صحيح، كما أنهم استدلوا على ذلك ببعض الأدلة، وهي كالآتي:
- فلم ينقل نهائياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الصحابة رضوان الله عليه هذا التقسيم.
- وفي سؤال الملكين للميت في القبر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذكَر قَبْضَ رُوحِ المُؤمِنِ فقال: يأتيه آتٍ، يعني في قَبْرِه، فيقولُ: مَن رَبُّكَ؟ وما دِينُكَ؟ ومَن نَبيُّكَ؟ فيقولُ: ربِّيَ اللهُ، ودِيني الإسلامُ، ونَبِيِّي مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: فيَنْتَهِرُه فيقولُ:
- ما رَبُّكَ؟ وما دِينُكَ؟ وهي آخِرُ فِتنةٍ تُعرَضُ على المُؤمِنِ، فذلكَ حيثُ يقولُ اللهُ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) سورة إبراهيم (27)، فيقولُ: ربِّيَ اللهُ، ودِيني الإسلامُ، ونَبِيِّي مُحمَّدٌ، فيُقالُ له: صدَقْتَ.
- وهنا لم يسأل الملكين عن من إلهك؟ فهذا دليل على عدم وجود فرق بين الألوهية والربوبية، وقد حدد بعض العلماء أن التقسيم بين توحيد الربوبية والألوهية أمر محذور شرعاً، فلا يمكن الفصل بينهما فهناك تلازم بينهما كما تم ذكره.
كما يمكنكم الاطلاع على: ما هي أقسام التوحيد