ما هي الفتوى

ما هي الفتوى، كلما مرت السنوات وبعدت المسافة بين زمن النبوة والعصر الذي نعيش فيه، كلما احتاج الدين إلى الكثير من الإيضاح والتفسير في الأحكام، ولذلك سنتحدث اليوم عبر موقع مقال maqall.net من خلال هذا المقال عما هي الفتوى.

الأحكام الشرعية

  • تعد الأحكام الشرعية جزءًا أساسيًا من فقه الإسلام، حيث تحدد قواعد السلوك والتصرفات التي يجب اتباعها للمسلمين في مختلف جوانب حياتهم.
  • يقوم الفقه الإسلامي بتحديد هذه الأحكام استنادًا إلى مصادره الرئيسية، وهي القرآن الكريم والسنة النبوية (أقوال وأفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم).
  • وفي السطور التالية سنوضح أهم المعلومات عن الفتوى.

مفهوم الفتوى لغةً واصطلاحاً

الفتوى في اللغة

  • كلمة فتوى في اللغة هي اسم مفرد، وجمعها فَتَاوٍ وفَتَاوِى وفَتَاوَى، كما يمكن القول أيضاً: أفتى يُفتي، وأَفْتِ، وإفتاءً، وأيضاً مُفتٍ، واسم المفعول منه مُفتىً، مما أن معناه يفسر حسب موقعه في الجملة.
  • فيدل معناه في وأفَتَى في المنام، أي عبر عن الرؤيا وفسرها، ويقال أيضاً أفتى في المسألة أي قال رأيه في موضوع ما بحكمة وعدل، فالفتوى يقصد بها الإجابة عما يخص الشريعة أو القانون.
  • والمكان الذي يوجد فيه المفتي يسمى بدار الفتوى التي هي مكان عمله ومقره.

كما يمكنك التعرف على: بحث عن الفتوى والاستفتاء

الفتوى في الاصطلاح

  • كما يعبر عن مصطلح الفتوى على أنه الإجابة في سياق الشرع والدين عما يسأل عنه المستفتي، ويسمى الذي يقلد بهذه المهمة أو الوظيفة بالمفتي، وذلك لأنه أكثر علماً عن غيرة من الأشخاص بأحكام الشريعة المستجدة.
  • فهو لديه القدرة من العلم الغزير الذي يملكه على استنباط الحكم الشرعي من الدليل.
  • لذلك تعد الفتوى من الأمور العظيمة والمهمة لدى المسلمين، فهو إظهار لحكم الشريعة من كتاب الله وسنة نبيه.

الفتوى في القرآن والسنة

  • يعتقد العلماء والفقهاء أن معنى الفتوى هو التعبير في أمر ما ضمن حدود الله وفقاً لما ورد في القرآن الكريم في سورة يوسف «أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين».
  • كما جاء حسب تفسيره لهذه الآية من سورة النساء «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ».
  • وجاء في سورة النمل بمعنى «أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي أَمْرِي» وطبقاً إلى تفسير الطبري لآية «قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ”
  • كما جاء في السنة النبوية استنادا إلى سنن الدارمي عن عبيد الله بن أبي جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار».
  • واستنادا على جامع بيان العلم لابن عبد البر أن البراء بن مالك قال «أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
  • يسألون عن المسألة وما من رجل منهم إلا ويودّ أن أخاه كفاه فيرده هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، حتى يرجع إلى الأول».
  • كما يقول الإمام النووي -رحمه الله-: “اعْلَم أَن الْإِفْتَاء عَظِيم الْخطر كَبِير الْموقع كثير الْفضل لِأَن الْمُفْتِي وَارِث الْأَنْبِيَاء صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِم وقائم بِفَرْض الْكِفَايَة لكنه معرض للخطأ، وَلِهَذَا قَالُوا الْمُفْتِي موقّع عَن الله تَعَالَى

كما يمكنك الاطلاع على: أمثلة على تغير الفتوى

شروط المفتي

  • مسألة الإفتاء هي مسألة شديدة الأهمية وذلك لارتباطها القوي لإظهار حكم الله من خلال الأحكام الشرعية.
  • لذلك يتطلب وظيفة المفتي مجموعة من الشروط التي تظهر الأحوال التي يظهر بها المفتي إذا تحاور في مسؤولياته، حيث يكون قادر على استخلاص المعلومة الصحيحة من مصدرها.
  • أن يكون المفتي مستوعباً تماماً لمعنى السؤال وما يشير إليه والحكم عليه بدقة وصحة.
  • كما يجب على المفتي أن يكون صحيح في استنباطه، فعلى المفتي أن يكون دقيق في رأيه وحكمه، حتى لا ينطلي عليه خدع الناس ومكرهم.
  • ويجب على المفتي أن يكون هادئ البال ومرتاح، لذلك أوصى أهل العلم بعدم الفتوى في أمر وأنت منشغل البال وليس في كامل تركيزك.
  • لأن ذلك يؤثر على الحكم في الرأي والفتوى ويرجع ذلك إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يقضي القاضي بيْنَ اثنَيْنِ وهو غضبانُ).

اقرأ أيضا: شيخ الإسلام ابن تيمية

خطورة الفتوى

الفتوى، بمفهومها الشرعي، تعتبر إصدار رأي شرعي أو قرار ديني من قبل شخص مؤهل شرعًا لتقديم الاستشارة الدينية والتأليف في المسائل الفقهية والشرعية. وعلى الرغم من أهمية تقديم الفتاوى لتوجيه الناس في مسائل دينية وشرعية، إلا أن هناك خطورة قد تنطوي عليها الفتوى في بعض الحالات، ومن بين هذه الخطور:

  • التأثير على الأفراد والمجتمع: إذا صدرت فتوى خاطئة أو غير مبنية على الأدلة الشرعية الصحيحة، فإنها قد تؤثر بشكل سلبي على حياة الأفراد وتؤدي إلى تحقيق مصالح خاطئة أو إلى إثارة الفتن والانقسامات في المجتمع.
  • التضليل الديني: يمكن للفتاوى الخاطئة أو الغير متناسبة أن تؤدي إلى تضليل الناس في الدين وإلى تشويه الصورة الحقيقية للإسلام وتحريف مفاهيمه الدينية الصحيحة.
  • تفاقم الانقسامات الطائفية: في بعض الأحيان، يمكن للفتاوى الخاطئة أو الجدلية أن تزيد من التوترات الطائفية والانقسامات بين الفئات المختلفة في المجتمع.
  • التأثير على السلم الاجتماعي والأمن العام: في حالات الفتاوى التحريضية أو التي تشجع على العنف أو التطرف، يمكن أن تؤثر هذه الفتاوى سلبًا على السلم الاجتماعي وتعرض الأمن العام للخطر.
  • الضرر النفسي للأفراد: قد تسبب الفتاوى الخاطئة في تحميل الأفراد مسؤوليات دينية غير ملائمة لهم، مما يمكن أن يؤدي إلى توترات نفسية وصراعات داخلية.

مفهوم الغرب للفتوى

في السياق الغربي، قد يكون مفهوم الفتوى محدودًا أو غير دقيق نظرًا للفارق الثقافي والديني بين الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية. عادةً ما يُفهم مصطلح “الفتوى” في العالم الغربي بطريقة مبسطة على أنها “رأي ديني” أو “قرار ديني” يصدره شخص مؤهل دينيًا في المسائل الدينية والشرعية.

ومع ذلك، قد يكون هناك فهم خاطئ أو تبسيط للفتوى في بعض الأحيان، وقد يُفهم الأمر بشكل غير دقيق أو يُلقى اللوم على الفتاوى عند حدوث بعض الحوادث الدينية أو السياسية التي تتعلق بالإسلام. على سبيل المثال، قد تتم تسمية بعض الأحكام أو التصريحات الدينية المتطرفة بـ “فتوى” في وسائل الإعلام الغربية، مما يمكن أن يؤدي إلى تشويه صورة الفتوى وفهمها بشكل عام.

بشكل عام، يتعين على الأفراد في العالم الغربي أن يكونوا حذرين ويستخدموا مصادر موثوقة ومتنوعة لفهم المفاهيم الدينية والثقافية الأخرى، بما في ذلك استشارة الخبراء والمتخصصين في الشؤون الدينية للحصول على رؤية شاملة ودقيقة.

الفتوى في الديانات الأخرى

في الديانات الأخرى، مثل المسيحية واليهودية، قد يكون هناك مفهوم مشابه للفتوى ولكن بتسميات مختلفة وبتطبيقات مختلفة أيضًا. هذه بعض النقاط المهمة حول مفهوم الفتوى في بعض الديانات الأخرى:

  • المسيحية: في الكنائس المسيحية، يتمثل مفهوم الفتوى في إعطاء المشورة الروحية والدينية من قبل القساوسة والكهنة. يعتمد ذلك على الكتاب المقدس والتقاليد الدينية، ويتم تقديم المشورة والإرشاد للأفراد في مختلف جوانب الحياة الدينية والروحية.
  • اليهودية: في الديانة اليهودية، يمكن للرباعين الروحيين، مثل الرباعين اليهوديين والحاخامات، تقديم المشورة والإرشاد في المسائل الدينية والشرعية. يعتمد هذا على النصوص المقدسة والتعاليم اليهودية التقليدية.

أسئلة شائعة حول معنى الفتوى

ما هو معنى الفتوى؟

الفتوى هي رأي ديني يُصدره عالم دين مؤهل (مفتي) بناءً على الأدلة الشرعية في مسألة معينة.

من يمكنه إصدار الفتوى؟

يمكن لعلماء الدين المؤهلين والمتخصصين في الفقه وعلوم الشريعة إصدار الفتاوى.

ما هي الأسس التي تقوم عليها الفتوى؟

تقوم الفتوى على الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية والتقاليد الدينية والقواعد الفقهية.

ما هي طبيعة الفتاوى؟

تختلف الفتاوى في طبيعتها؛ فقد تكون فتوى دينية بخصوص الصلاة والصيام وغيرها، أو قانونية بخصوص الأمور المدنية والعقوبات.

هل يمكن للشخص العادي أن يصدر فتوى؟

لا، الفتوى لا يتم إصدارها غير من شخص متعلم وفقيه ديني.

ما هي مسؤولية المستفتي تجاه الفتوى؟

ينبغي على المستفتي أخذ الفتوى بجدية والتأكد من مصداقية المفتي، وعدم الاعتماد على فتوى ليست من مصادر موثوقة.

مقالات ذات صلة