ما هي سعادة الدارين؟
يسعى الإنسان وراء السعادة طوال حياته فيصيبه الله تعالى بأقداره، ولم يوجد بينهم من هو منأى عن المصائب، لكن كل ما في الأمر أن يتفاعل الناس بشكل مختلف مع قدر الله.
فقد يصاب الرجلان بنفس المرض أحدهما يشتكي ويتذمر، والآخر متفائل ويبتسم تعبيراً عن رضاه وقبوله لأمر الله تعالى، وفي هذا المقال سنتحدث عن سعادة الدارين.
محتويات المقال
ما هي سعادة الدارين؟
تعريف السعادة
- يختلف الناس في تعريف السعادة، فالفقير يراها بالثروة والمال، والمرضى يرونها بصحة، والضعيف يراها بالقوة.
- والبائس يراها براحة البال، والصغير يراها بالشيخوخة، وذو الشيبة يراها بعودة الشباب بقوته.
- فغالباً الشخص السعيد يكون هو الذي تحققت رغباته، وهي نسبية تختلف من واحد لآخر.
تعريف الدارين
- هما الدنيا والآخرة، فالدنيا دار اختبار يتوزع فيه الأقدار وسبل العيش، والناس إما طيبون أو سيئون ومنهم من يراها دار مقر ويبذل قصارى جهده من أجله.
- وإشباع جميع رغباته ويحقق جميع أمنياته فيها وترك الكثير من أخلاقه لأجل ذلك، ومنهم من يوازن بين الدنيا والآخرة لأنه علم أن الآخرة هي دار المقر الذي يستقر فيها إما في الجنة أو النار.
كما أدعوك للتعرف على: وصف الجنة والنار لابن القيم
تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة
تحقيق السعادة في عدة أمور، على النحو التالي:
- تقوى الله: تقوى الله من أهم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وقد أعدت الجنة لتقوى الله ولكن الله لا يقبل إلا من تقوى الله، ومن اتقى الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا تحتسب.
- الرضا بما قسم الله: من أهم أسباب السعادة في هذا العالم أن يكون القلب مطمئنًا ومقتنعًا بما قسمه الله تعالى في الرزق، وصبورًا على الابتلاء لأنه يعلم أن العالم مكان بلاء واختبار.
- الدعاء والصدق مع الله في طلب سعادة الدارين: حيث يذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه أنواع الناس في هذه الدنيا.
- فمنهم من يهتم بالعالم فقط ويريدون التمتع بها ويسألون عنها بل ويدعون الله من أجلها، ومن الناس أولئك الذين انشغلوا بشؤون الدنيا والآخرة.
- فيطلبون من الله الحسنة في الدارين ولا يحددون نوع الحسنة، وهذا النوع من الناس قد نال أفضل ما في الدنيا والآخرة.
كما يمكنكم الاطلاع على: أخر رجل يدخل الجنة
سبيل السعادة في الدارين
السعادة شعور داخلي فهي ليست من الأشياء الحسية التي يمكن استيعابها، لكنها تأتي من رحمة الله التي يمكن من خلالها أن يفرح، والسبب الأقوى والأكثر تأثيراً في النفس هو إدراك الإنسان أن سعادته ليست ملكًا لأحد أن يمنحها إياه.
لكنها تنبع من داخل الإنسان وتعززه بتأثيرات خارجية، والسعادة لها انعكاس على الآخرين، وفيما يلي الأسباب الذي تؤدي للإنسان إلى السعادة:
- التعامل مع حكم الله تعالى وقدره برضا وقبول، فالرضا من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى السعادة، والرضا صفة السعداء.
- لأنهم دائمًا ينظرون إلى الحياة بإيجابية، متجاهلين همومهم، كما يعلم الإنسان علم اليقين أن ما يصيبه لم يكن ليضيعه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
- لقاء الناس بوجه مبتسم، فالابتسام في الدين الإسلامي من الصدقات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وتَبَسُّمُكَ في وجْهِ أخيكَ صدقةٌ) وذلك لأن الابتسامة لها أثر طيب على النفوس.
- الابتسام يعني راحة البال والراحة، ومن يبتسم يحبه الناس، لاستبشارهم عند رؤيته، وخير الأعمال إسعاد قلوب المؤمنين.
- إفشاء السلام بين الناس، فالسلام يعني الصلاة على كل من يلتقي به العبد، وله أثر كبير في نشر المحبة بين الناس، حيث يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (والذي نفسي بيَدِه، لا تدخُلوا الجنَّةَ حتى تُؤمِنوا، ولا تؤمِنوا حتى تحابُّوا، أفلا أنبِّئُكم بشيءٍ إذا فعَلْتُموه تحابَبْتُم؟ أفشُوا السَّلامَ بينكم) فالسلام دعوة صريحة للأمان في المجتمعات مما يؤدي إلى نشر السعادة بين الناس.
- ممارسة العمل التطوعي كإعانة المحتاج وإعانةٍ للمساكين وكفالة الأيتام والمحرومين، وتكمن السعادة في العطاء ويشعر المعطي دائمًا بحضوره وبأنه ذا قيمة في الحياة.
- لأن الكثير من الأمراض العقلية ناتجة عن الشعور بانعدام القيمة، وعليه أن يفعل الخير دون أن يستهين به، فهو وإن قلّ في نظره، إلّا أنّه عظيمٌ عند الله تعالى.
- صلة الأرحام، تعد من الواجبات التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم أنها تسعد قلوب الناس، وينتفع من وصل بها إلى الرحم بغزارة الرزق وطول العمر.
- المحافظة على أداء الصلاة في المسجد، فالصلاة تضع المصلي في رعاية الله وحفظه.
- الحرص على ذكر الله، فالذكر من أهم عوامل القضاء على المتاعب وشفاء القلوب وتهدئة الصدر.
- كفالة الأيتام، إذ أن لهذا الفعل أثر طيب على روح اليتيم.
- الحرص على حضور مجالس العلم، وتعلم القرآن الكريم، فإن مجالس العلم تحضرها الملائكة، وتغمرها الطمأنينة والرحمة، وتدعو لهم البشر بحسن أعمالهم.
- النظر في أحوال الناس، للعلم أن هناك من هو أكثر حزنًا وبلاء، فيشكر العبد الله تعالى على نعمه الكثيرة عليه.
اقرأ أيضا: من اين تفجر انهار الجنة
السعادة في القرآن
- يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: (وَأَمَّا الَّذينَ سُعِدوا فَفِي الجَنَّةِ خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذوذٍ).
- فسر ابن كثير الآية السابقة بأن من اتبع الأنبياء فهم سعداء بالجنة حيث سيخلدون بها مادامت السماوات والأرض أي ان المكوس بها مرتبط بإرادة الله تعالى.
أسئلة شائعة حول سعادة الدارين
ما هي السعادة في الدنيا؟
السعادة في الدنيا تختلف من شخص لآخر، ولكنها عمومًا تكون مرتبطة بالرضا والسكينة الداخلية، والتوازن النفسي والاجتماعي، وتحقيق الأهداف والتحقيق الشخصي والمهني.
ما هو دور الدين في تحقيق السعادة في الدنيا؟
الدين يُعلِّم الإنسان قيمًا وأخلاقًا تسهم في بناء حياة سعيدة، مثل التواضع والصبر والشكر والتسامح والإحسان إلى الآخرين، ويوجه الإنسان نحو العمل الصالح والاجتناب عن السلوكيات الضارة.
هل يمكن للمال أن يجلب السعادة في الدنيا؟
المال يمكن أن يسهم في توفير الراحة المادية وتحقيق بعض الأمور المادية، ولكنه لا يضمن السعادة بذاته، فالسعادة الحقيقية تأتي من الرضا الداخلي والقناعة بما قسمه الله.
ما هي السعادة في الآخرة؟
السعادة في الآخرة هي الجنة، حيث ينعم المؤمنون بنعيم لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وتكون هذه السعادة دائمة وبلا نقصان.
كيف يمكن للإنسان تحقيق السعادة في الآخرة؟
لتحقيق السعادة في الآخرة، يجب على الإنسان الإيمان بالله واتباع أوامره وتجنب نواهيه، والعمل الصالح والتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات.
هل يمكن للإنسان تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة؟
نعم، يمكن للإنسان أن يحقق السعادة في الدنيا والآخرة باتباع الطريق الصحيح واتباع التعاليم الدينية، حيث يكون له النجاح والراحة في الدنيا وثواب الجنة في الآخرة.