ما هي الشفاعة

الشفاعة هي إحدى صور رحمة الله عز وجل بعباده، وقد جعلت الشريعة الإسلامية لها أنواعا متعددة، لذلك سيكون موضوع هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net ما هي الشفاعة.

تعريف الشفاعة

  • يختلف تعريف الشفاعة في اللغة العربية عن تعريفها في اصطلاح علماء الشريعة الإسلامية، فنجد أن لها عدة معانٍ، منها الدعاء، ومنها طلب الإعانة والمساعدة، ومنها أن الشفع هو العدد الزوجي بعكس الوتر وهو الفردي.
  • ومنها أن الشفاعة، أن ينضم شخص إلى آخر بهدف نصرته والتمكين له.

كما يمكنك التعرف على: ما هي السنة

ما هي الشفاعة في الاصطلاح؟

  • معنى الشفاعة في الاصطلاح يدور حول حدوث توسط للغير من أجل الحصول على منفعة أو إزالة ضرر.
  • كما أن معناها يمكن أن يكون طلبا للتجاوز عن الذنب أو الحصول على حاجة ومنفعة.
  • والشفاعة تعد من الأشياء الخاصة بالله عز وجل كما قال الله عز وجل “قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” الزمر 44.
  • وقد اشترط أهل العلم لها شروطا ثلاثة؛ وهي الرضا من الله عن الذي سيشفع، وكذلك عن المشفوع له.
  • بالإضافة إلى إذن الله عز وجل بحصول الشفاعة، وقد جاءت هذه الشروط في آيات من القرآن الكريم.
    • قال الله عز وجل “وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى” النجم 26.
    • قال تعالى “يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ” الأنبياء 28.
    • وقال “مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ” البقرة 255.

كما يمكنك الاطلاع على: ما هي الدعوة

الشفاعة في السنة النبوية

بعد معرفة ما هي الشفاعة نعرف دليل هذه التعريفات من السنة النبوية وبعض الطرق التي تنال بها الشفاعة، حيث:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قال حين يسمع النداء اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلّت له شفاعتي يوم القيامة.” رواه البخاري.
  • كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • “لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا” رواه مسلم.
  • أيضا جاء عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    • “أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم، فأماتهم إماتة.
    • حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر أي جماعات فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل” رواه مسلم.
  • بالإضافة إلى حديث جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي” رواه الترمذي وأبو داود.
  • وحديث عوف بن مالك الأشجعي قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أتدرون ما خيرني ربي الليلة، قلنا الله ورسوله أعلم، قال فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، قلنا يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها، قال هي لكل مسلم” رواه ابن ماجة وصححه الألباني.

ما هي الشفاعة في الدنيا؟

  • هناك أنواع من الشفاعات في الدنيا، قال تعالى “مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا” النساء 85.
  • وتعد الشفاعة في الدنيا نوعا من قضاء الحوائج للناس، فإذا كانت تلك الحوائج مشروعة فالشفاعة مشروعة.
  • وقد جاء ذلك في حديث عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ “اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ”؛ متفق عليه.
  • كما روى البخاريُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مغِيثٌ، كَأَنِّي أَنْظر إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ.
    • فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعبَّاسٍ “يَا عَبَّاس، أَلاَ تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، وَمِنْ بغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا”، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم “لَوْ رَاجَعْتِهِ”، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ “إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ” قَالَتْ لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ” البخاري 5283.

اقرأ أيضا: ما هي أسماء يوم القيامة

أنواع الشفاعة

يوجد شكلين من الشافعة، الأول مقبول وثابات في الشرع، والثاني غير مقفبول منفي في الشرع، وفيما يلي سنذكر أنواع الشفاعة:

الشفاعة المثبتة في النصوص الشرعية

الشفاعة المثبتة في النصوص الشرعية تشير إلى الوساطة التي تثبتها النصوص الدينية لبعض الأفراد أو الأنبياء لصالح الآخرين أمام الله. من بين الأمثلة على الشفاعة المثبتة في النصوص الشرعية:

شفاعة النبي للناس كافة

  • تشير إلى الشفاعة التي يقوم بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لجميع البشر في يوم القيامة، حيث يتوسط لهم أمام الله لطلب المغفرة والرحمة.
  • ومن النصوص التي تحدث عن هذا النوع قول الله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)، وتتمثل الشفاعة في المقام المحمود الذي يعبر عن بدء الحساب.
  • وقد قال النبي عن الحشر أن سيدنا نوح يقول: (ائْتُوا النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَيَأْتُونِي فَأسْجُدُ تَحْتَ العَرْشِ، فَيُقال: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ).

شفاعة النبي لدخول أهل الجنة الجنة

يُذكر في الأحاديث أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيشفع لمن يشاء من أمته لدخول الجنة، حيث يكون له القدرة على التوسط لصالحهم.

الشفاعة لمن تساوت حسناته وسيئاته

تدل بعض النصوص الشرعية على أن بعض الأشخاص قد يتمتعون بشفاعة في يوم القيامة إذا كانت حسناتهم تعادل سيئاتهم.

شفاعة النبي لعمه أبي طالب

  • يروى في السنة النبوية أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيشفع لعمه أبي طالب في الآخرة، وذلك رغم أنه لم يكن مسلمًا، وذلك بسبب الدعوة التي قدمها للإسلام ودعمه للنبي في بعض الأحيان.
  • حيث سأل العباس النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: هل نفعت عمك أبي طالب بشيء فإنه كان يحوط ويغضب لك فقال: (نَعَمْ، هو في ضَحْضَاحٍ مِن نَارٍ، لَوْلَا أنَا لَكانَ في الدَّرَكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ).

شفاعة الشهيد

يعتقد المسلمون أن الشهداء يشفعون لعددٍ من الأشخاص من أقربائهم أو من يرغبون في شفاعتهم، وذلك بسبب تضحيتهم في سبيل الله واستشهادهم في سبيل الحق، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يَشْفَعُ الشهيدُ في سبعينَ من أهلِ بيتِه).

الشفاعة المنفية في النصوص الشرعية

الشفاعة المنفية في النصوص الشرعية تشير إلى الأمور التي تُنفى فيها الشفاعة، أي لا يكون هناك مكان للوساطة أو الشفاعة في تلك الحالات. من بين الأمثلة على الشفاعة المنفية:

طلب الشفاعة من غير الله -تعالى-:

  • يحظر الإسلام طلب الشفاعة من غير الله تعالى، حيث يجب أن يكون الدعاء والطلب للشفاعة موجهًا إلى الله وحده، ولا ينبغي التوسل بأحد سواه.
  • والشفاعة من غير الله تعالى لا يسفتيد بها صاحبها، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ).

الشفاعة لغير المسلم

  • في الإسلام، لا يمكن للمسلمين أن يشفعوا لغير المسلمين في يوم القيامة، حيث يقرر الله عز وجل مصير كل إنسان بناءً على إيمانه وأعماله، ولا يمكن للمؤمنين أن يتدخلوا في هذا القرار.
  • حيث قال الله تعالى ليؤكد أن الكفار لا شفيع لهم: (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ).

شروط الشفاعة

أن يأذن الله للشافع بالشفاعة

يجب أن يكون الشفاعة بإذن من الله تعالى، حيث لا يمكن لأحد أن يشفع بدون إذنه، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ).

أن يرضى الله -تعالى- عن المشفوع له

يجب أن يكون المشفوع له مقبولًا عند الله، وأن يكون قد رضي الله عنه، فلا يمكن للشفاعة أن تكون لصالح شخص لم يكن مقبولًا عند الله، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً)، وأيضا: (وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى).

أسئلة شائعة حول مفهوم الشفاعة

ما هو مفهوم الشفاعة في الإسلام؟

الشفاعة في الإسلام هي أن يتوسط شخص ما بين الله وبين شخص آخر ليكون سببًا في مسامحة أو رفع العقوبة عنه.

من يمكن أن يكون مشفوعًا له في الشفاعة؟

يمكن للمسلمين أن يكونوا مشفوعين لهم في الشفاعة، وقد يشمل ذلك جميع المؤمنين، وقد يتعلق بأشخاص محددين مثل الشهداء والصالحين.

ما هي شروط الشفاعة في الإسلام؟

من شروط الشفاعة أن يأذن الله للشافع بالشفاعة، وأن يكون المشفوع له مقبولًا عند الله.

هل يمكن لغير المسلمين أن يشفعوا لأحد في الإسلام؟

لا، الشفاعة في الإسلام مقتصرة على المؤمنين ولا تشمل غيرهم.

هل يمكن للمشفوع له أن يطلب الشفاعة من غير الله؟

لا، يجب على المؤمنين أن يتوجهوا بطلب الشفاعة إلى الله وحده، ولا ينبغي لهم طلب الشفاعة من غيره.

مقالات ذات صلة