ما هي الدعوة الجهرية
الدعوة الجهرية هي مرحلة جديدة لدخول الناس في الدين الإسلامي، حيث استمرت الدعوة السرية 3 سنوات وفي هذا المقال سوف نتعرف عبر موقع مقال maqall.net على الدعوة الجهرية وكيف تمت.
محتويات المقال
ما هي الدعوة الجهرية
- لقد بدأ الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- يدعو الناس للدخول في الدين الإسلامي، وظلوا المسلمين والذين اعتنقوا الإسلام علي سيرتهم حتى يتجنبوا المشركين.
- وظل الرسول -صلى الله عليه وسلم-يدعو الناس سراً حتى جاءه أمر الله -سبحانه وتعالى-بنشر الدعوة الإسلامية حيث قال الله -سبحانه وتعالى-: (واصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين”).
- ولقد أمر الله الرسول أن يبدأ يدعو أهله والأقربين إليه، قال الله -سبحانه وتعالى-:(وأنذر عشيرتك الأقربين)، وبدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو بني هاشم وبني المطلب ثم صعد إلى جبل الصفا وقال:
- (يا بني فهر يا بني عديٍّ – لبطون قريش – حتى اجتمعوا فجعل الذي لم يستطع أن يخرج يرسل رسولاً لينظر ما هو الخبر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصِّدقي؟.
- قالوا ما جربنَّا عليك كذباً، قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال له أبو لهب: تباً لك ألهذا جمعتنا)، ثم نزلت “تبت يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ”.
- موقف أبي طالب عم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، من الدعوة كان عمه يحبه حب شديدا، حيث تكفل براعيته بعد وفاة جده عبد المطلب وكان أبي طالب يساند الرسول ويقف بجواره لكن ما كان على دينه.
- قال أبي طالب للرسول-صلى الله عليه وسلم- (ما أحب إلينا معاونتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقنا لحديثك، وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وإنما أنا أحدهم غير أني أسرعهم إلى ما تحب، فامضِ لما أُمرت به، فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب.
- وكان أبي طالب يعلم أن الله -سبحانه وتعالى- هو الذي أمر الرسول بتلك الدعوة.
كما يمكنك التعرف على: من هو محمد رسول الله؟
موقف قريش من الدعوة الجهرية
- حارب أهل قريش ومكة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يعتنقوا الدين الإسلامي وأخذوا العديد من الطرق لكي تلغى تلك الدعوة ويتركها الرسول -صلى الله عليه وسلم.
- كانت قريش تعيش في ظلم وأن القوي هو الذي سوف يسود الحكم وعندما جاء الدين الإسلامي حث على الحق والعدل وهذا ما أزعج قريش.
- حاربت قريش الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكل الطرق لأنهم متمسكون بدين أباءهم وأجدادهم، حيث قال الله -سبحانه وتعالى-في كتابه العزيز (إنا وجدنَا آباءَنا على أمة وإنا على آثَارهم مهتدون).
- علمت قريش أن تلك الدعوة سوف تسبب لهم خطراً كبيراً، حيث إن قريش لم تقف عند محاربة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكن أخذت قريش عدة طرق لإيقاف دعوة النبي.
أساليب محاربة قريش للدعوة
- اتخذت قريش العديد من الأساليب لكي تقضي على الدعوة الإسلامية.
- السخرية والتحقير، وجهت قريش العديد من الشائعات الكاذبة للنبي -صلى الله عليه وسلم-وكانوا ينادونه بالمجنون وَقالُوا (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنون).
- إثارة الشبهات حول النبي، فكانوا يقولون للناس أنه ساحر حتى يبتعد الناس عنه ولا يؤمنون بدعوته، وكانوا يقولون عن القرآن الكريم “أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا”.
- وكانوا يقولون على الرسول-صلى الله عليه وسلم- (مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ).
- هجوم الإعلام، لقد قامت قريش بنشر الأكاذيب والشائعات عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأسواق حتى ينفر الناس منه.
- ولكن النضر بن الحارث قام بالرد على قريش قال (يا معشر قريش، والله لقد نزل بكم أمر ما أوتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلامًا حدثًا أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في رأسه الشيب، وجاءكم بما جاءكم به، قلتم:
- ساحر، لا والله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم، وقلتم: كاهن، لا والله ما هو بكاهن، قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم، وقلتم: شاعر، لا والله ما هو بشاعر، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه، وقلتم:
- مجنون، لا والله ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه، ولا وسوسته، ولا تخليطه، يا معشر قريش فانظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم).
- المساومات، لقد ذهب أهل قريش إلى عم الرسول -صلى الله عليه وسلم-لكي يقوم بإقناع الرسول عن ترك تلك الدعوة ولكن الرسول رفض.
- ولم تقف قريش عن ذلك الأمر وحاولوا التفاوض مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقالوا (يا محمد هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه.
- فأنزل الله تعالى فيهم (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ).
- تعذيب المسلمين، حاولت قريش بشتى الطرق لإلغاء تلك الدعوة ولم ينجح الأمر أخذت طرق أخرى، حيث كانت قريش تقوم بتعذيب الذين يعتنقون الدين الإسلامي لكي يقوموا بالضغط على النبي حتى يترك تلك الدعوة.
- ولكن لم يتوقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن نشر تلك الدعوة مرة أخرى، وظل يسير في الأسواق ويقول (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا الله تُفْلِحُوا).
كما يمكنك الاطلاع على: ما هي الدعوة
الدعوة الجهرية ومعجزة انشقاق القمر
- لم تفلح أساليب قريش في القضاء على الدعوة الإسلامية وظل الرسول يدعو الناس للدخول في الدين الإسلامي.
- وطلبوا بعض المشركين من النبي -صلى الله عليه وسلم-أن يشق لهم القمر حتى يتأكدوا، وكانوا يظنون أن هذا الأمر مستحيل.
- ولقد انشق القمر نصفين بين جبل أبي قبيس، يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: «انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِرْقَتَيْنِ: فِرْقَةً فَوْقَ الْجَبَلِ، وَفِرْقَةً دُونَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اشْهَدُوا.
- وعندما انشق القمر قال كفار قريش سحركم ابن أبي كبشة، فقال: رجل منهم: إن محمدًا إن كان سحر القمر، فإنه لا يبلغ من سحره أن يسحر الأرض كلها، فاسألوا من يأتيكم من بلد آخر هل رأوا هذا؟ فسألوا، فأخبروهم أنهم رأوا مثل ذلك.
- ولقد ذكر الله -سبحانه وتعالى-تلك المعجزة في القرآن الكريم قال الله -تعالى-:(ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ).
- وعلى الرغم من ذلك كفار قريش لم يصدقوا النبي -صلى الله عليه وسلم-وأخذوا يعبدون الأصنام والأوثان والشمس والقمر والنجوم والكواكب، حيث كان كل شخص يتخذ إله خاص به ويقوم بعبادة.
- ولم يتوقف النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نشر الدين الإسلامي بين الناس وظل يدعو الناس للدخول في الإسلام رغم كل الصعوبات التي كانت تحيط به.
اقرأ أيضا: وسائل الدعوة إلى الله
مرحلة الدعوة الجهرية
كانت بداية الدعوة الجهرية عندما انتهت الدعوة في السر، وذلك عندما أمر الله عز وجل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالبدء في دعوة العشيرة والأقارب، وقد دامت الدعوة في السرة مدة قدرها 3 أعوام، ثم بدأت الدعوة في العلن بمكة بمطع العام الرابع ودامت حتى العام العاشر من البعثة.
أول من بدأ الرسول في الدعوة الجهرية
بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام بالدعوة جهرًا بأقاربه، وقال أهل العلم أن السبب في ذلك هو أن بيان الدلائل عليهم تتجاوز إلى غيرهم، وذلك لقول الهل تعالى: وأنذر عشيرتك الأقربين.
بعد ذلك بدأ بدعوة اهل المكة والمجاورين لها، ثم أصبح يدعو الجميع، حيث كانت الدعوة تسير بشكل تدريجي للإعداد لكل مرحلة.
كان هذه المرحلة تتصف بالصراحة، حيث كان يتم إخبار الكفار بالدين الإسلامي والتناقش معهم حول الدعوة، ولذلك جمع النبي عليه الصلاة والسلام 40 رجل من عشيرته لتقديم الغذاء الذي طهاه ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعرض عليهم الدين الإسلامي.
دروس وعِبر مستفادة من جهر النبيّ بالدعوة
- الدعوة الجهرية تعكس العبودية الحقيقية للإنسان لربه.
- الدعوة الجهرية تبيّن صدق المؤمنين وصدقهم في محبة الله ورسوله.
- الدعوة الجهرية تظهر صدق الداعي وصدق تعبيره عن حبه وولائه لله.
- الدعوة الجهرية تبرز العالمية للدعوة الإسلامية ومدى انتشارها.
- الثبات على الدعوة الجهرية يعكس الاستمرارية في سبيل الله دون انحصارها لفئة أو طائفة.
- الثبات على الدعوة الجهرية يؤدي إلى استجابة مختلف الناس لها مع مرور الزمن وتعاقب الأجيال.
- الدعوة الجهرية تعكس العزيمة والتصميم على نشر الرسالة الإسلامية بغض النظر عن الصعوبات والتحديات.
سبب جهر النبي بالدعوة
- الأمر الإلهي: أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم بالانتقال من الدعوة السرية إلى الجهرية، كما ورد في القرآن الكريم في سورة الحجرات: “فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ” (سورة الحجرات، الآية 94).
- تحقيق الهدف الإلهي: الدعوة الجهرية تساعد على تحقيق هدف الإسلام في نشر الرسالة وتوعية الناس.
- الظروف السائدة: تحسنت الظروف السياسية والاجتماعية للمسلمين بمكة، مما جعل البيئة ملائمة للدعوة الجهرية.
- استعداد الناس: بدأ العديد من الناس يستجيبون لرسالة الإسلام ويعتنقونها، مما دفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى توجيه الدعوة بشكل علني.
- دعم الأنصار: حصل النبي صلى الله عليه وسلم على دعم قوي من أنصاره في المدينة، مما أعطاه الثقة في توجيه الدعوة بشكل علني.
- التكامل الاجتماعي: كان هناك تكامل اجتماعي بين المسلمين المهاجرين والأنصار في المدينة، مما ساعد على توجيه الدعوة بشكل جهري.