ما هي الرحمة
تعد الرحمة واحدة من أهم الصفات التي حثت عليها الأديان السماوية وخاصة الدين الإسلامي، فالرحمة مشتق منها اسمين من أسماء الله الحسنى وهما الرحمن الرحيم.
لكن هل يعرف الجميع ما هي الرحمة؟ وما هي أهميتها ومواطن ذكرها في القرآن الكريم، كل هذا وأكثر يعرضه موقع maqall.net في التقرير الحالي، تابعوا معنا.
محتويات المقال
ما هي الرحمة
- تعني كلمة الرحمة في اللغة معنى العطف والرأفة، فهي مأخوذة من لفظ رحم والذي يعني القرابة والعطف.
- لذا يطلق لفظ رحم على الجزء الخاص بحمل الجنين في جسم الأم، حيث يرأف على جسم الجنين ويعطف عليه في مراحل تكوينه الأولى.
- تعبر الرحمة عن مجموعة العواطف والانفعالات التي تظهر على الفرد الرحيم بظاهرها وليس تكوينها.
شاهد أيضا: دعاء الرحمة
ما هي الرحمة في القرآن الكريم
حثنا الله سبحانه وتعالى على ضرورة التحلي بالرحمة، فكما ذكرنا سابقا أن الرحمن الرحيم اسمان من أسماء الله الحسنى وكذلك صفتان من صفاته، لذا ترى لفظ الرحمة في الكثير من السور والآيات في المصحف الشريف، إليكم التفاصيل:
- وردت كلمة الرحمة في المصحف الشريف بنحو أكثر من 260 موضع، هذا ما يؤكد على أهمية التحلي بها.
- إضافة إلى بدأ سور القرآن ببسم الله الرحمن الرحيم، كما يوجد سورة تحمل اسم الرحمن.
- جاءت كلمة الرحمة في العديد من الآيات التي يصف الله بها نفسه، حيث قال تعالى “وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ”و “رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ”.
- جاءت صفة الرحمة كوصف أيضا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال عز وجل “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”.
الرحمة في الإسلام
تحمل صفة الرحمة الكثير من المعاني المختلفة في الدين الإسلامي وهذا يرجع إلى تعدد ذكرها في القرآن، إليكم أبرز هذه المعاني:
- أولا: هي اسم من أسماء الله عز وجل وصفة من صفاته.
- ثانيا: جاءت الرحمة بمعنى الجنة وذلك في قوله عز وجل “فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ”.
- ثالثا: تحمل الرحمة معنى النبوة، كما في قوله تعالى “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”.
- رابعا: تأتي الرحمة بمعنى الرزق، قال عز وجل “وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا”.
- سادسا: ذكرت الرحمة بمعنى النصر “قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ”.
- سابعا: جاءت الرحمة بمعنى استجابة الدعاء، قال عز وجل “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.
- ثامنا: تذكر الرحمة بمعنى المغفرة، حيث قال تعالى ” وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَّحِيمًا”.
- تاسعا: تحمل الرحمة معنى الأجر والثواب كما في قوله “فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ”.
أهمية الرحمة
ينتج من التحلي بالرحمة العديد من المنافع على الفرد ومجتمعه، إليكم الأهمية في النقاط التالية:
- تعمل الرحمة على زيادة المودة والمحبة بين الناس.
- تساعد على تعميم الأمان والسلام بين أفراد الوطن الواحد.
- تقود الرحمة إلى رضى الله -عز وجل- ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- يساعد التحلي بصفة الرحمة على تكفير الذنوب.
- تزيد من دعائم الإيمان في نفس الإنسان.
اقرأ أيضا: الإسلام دين الرحمة
مظاهر الرحمة في الإسلام
تتنوع المجالات التي ذكرها القرآن الكريم للتحلي فيها بالرحمة، إليكم المجالات:
- النفس: تأتي على رأس المجالات التي يجب التعامل بالرحمة معها هي نفس الفرد.
- فلابد من اهتمام الإنسان بنفسه والرفق بها، حيث قال تعالى “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا” في إشارة واضحة بعدم أذى النفس.
- كما حرم الدين الإسلام كافة أنواع الاعتداء على النفس كالقتل أو الانتحار.
- فقال تعالى “مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.
- الأسرة والمجتمع: يدعو الإسلام على نشر الرحمة والمحبة داخل الأسرة الواحدة، حيث أنها اللبنة الأولية في بناء المجتمع.
- كما جعل الرحمة والمودة ركن أساسي في علاقة الزواج، حيث قال بسم الله الرحمن الرحيم “وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
- كما حث على ضرورة الالتزام بأدب الرحمة في التعاملات الإنسانية بين أبناء الوطن الواحد.
- حيث قال صلى الله عليه وسلم “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا”.
- بين الراعي والرعية: لم يغفل الدين التأكيد على ضرورة أن يسود الوفاق والرحمة بين الراعي والرعية.
- ذكر صلى الله عليه وسلم في هذا المجال “اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي أمر أمتي فرفق بهم فارفق به”.
- التعاملات التجارية: قال صلى الله عليه وسلم “رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى”.
- حيث تعتبر السماحة والرحمة في التعاملات التجارية من الهدي التربوي النبوي وفيه الكثير من الخير للمجتمع، بالإضافة إلى أثره الكبير في تماسك أفراده.
شاهد من هنا: العدالة والرحمة في الحضارة العربية الإسلامية
آثار الرحمة على الفرد والمجتمع
آثار الرحمة في الإسلام تتراوح من الأثر الفردي إلى الأثر الاجتماعي والمجتمعي، وتشمل:
- تحقيق السلام الداخلي: يعتبر العمل بالرحمة وتجاهل الغضب والانتقام واحدة من أساليب تحقيق السلام الداخلي في الفرد، مما يؤدي إلى تعزيز الهدوء النفسي والرضا الداخلي.
- تعزيز العلاقات الإنسانية الإيجابية: تعمل الرحمة على تعزيز العلاقات الإنسانية الإيجابية بين الأفراد، حيث يصبحون أكثر استعدادًا للتعاطف مع بعضهم البعض ودعم بعضهم الآخر في الصعوبات.
- التقرب إلى الله: تعتبر الرحمة من القيم المحببة إلى الله، فالمسلم الذي يمارس الرحمة تجاه خلقه يكون في حالة من التقرب إلى الله واكتساب رضاه.
- تحسين المناخ الاجتماعي: يعمل العمل بالرحمة على تحسين المناخ الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع، مما يسهم في بناء مجتمعات مترابطة ومتعاونة.
- تحسين الصحة النفسية: يساهم الشعور بالرحمة والعطف في تحسين الصحة النفسية للأفراد، حيث يشعرون بالراحة والسعادة نتيجة التفاعل الإيجابي مع الآخرين وتجاهلهم.
- التحفيز للعطاء والخير: تعمل الرحمة على تحفيز الفرد للعطاء والعمل الخيري، حيث يسعى لمساعدة الآخرين وتخفيف معاناتهم وتحقيق سعادتهم.
- تحقيق العدل والمساواة: تعمل الرحمة على تعزيز قيم العدل والمساواة في المجتمع، حيث يعامل الأفراد بالرحمة دون تمييز بينهم بناءً على الجنس أو العرق أو الدين.
- الحفاظ على الأمان والاستقرار: يساهم العمل بالرحمة في خلق بيئة محببة ومتفاهمة في المجتمع، مما يسهم في الحفاظ على الأمان والاستقرار الاجتماعي.