ما هو الورع
القلب هو الموجه للإنسان والقائد والمسيطر في كثير من الأفعال، كما شبهه الكثير من العلماء والفقهاء بالملك الذي يأمر أعوانه وأتباعه.
فلا يقوم الإنسان بالأفعال الحسنة ولا يترك الأفعال السيئة إلا وكان للقلب دور كبير لذلك دعونا نتعرف على الورع من خلال هذا المقال فهيا بنا نتعرف عليه عبر موقع مقال maqall.net.
محتويات المقال
أعمال القلوب
- شبّه أهل العلم القلب بانه الملك الذي يُصدر أوامره للأتباعه (أعضائه وجوارحه المخلصة له) لتنفيذ أوامره، فإذا كان الملك طالحًا كان متبوعيه طالحين مثله، وإذا كان مصلح فإن متبوعيه سيكونون مصلحين أيضا.
- يجب العلم أن الأعمال متغيرة على حسب الموجود بالقلب من حب وإيمان وتعظيم وإخلاص، ولذلك من الممكن ان تتشابه الأعمال بشكل ظاهري، ولكنها متفاضلة بشكل كبير.
- وقد اهتم السلف رضوان الله عليهم بأعمال القلب، وحاولوا جاهدين لجعل نفوسهم طاهرة من الفساد والشهوات، بعكس المنافقون الذين انصب اهتمامهم على الأعمال الظاهرة فقط، وتركوا وتجنبوا الإخلاص.
الورع
الورع في اللغة
- هو المصدر من الفعل وَرَعَ وهو يقصد به الابتعاد عن الشبهات والمعاصي كنا يشير أيضاً إلى التوقف عن الحلال وفعل كل ما هو صواب.
- والشخص الذي يتصف بالورع يطلق عليه رجل وَرِع بمعني أنه شخص متدين وتقي.
كما يمكنك التعرف على: ما هو باب الريان
الورع في الشرع
- ويعد هذا المصطلح يشير إلى تحاشي كل ما هو من المحرمات والمنكرات، خوفاً من الوقوع في الحرام.
- وعرّفه القرافي بقوله: (ترك ما لا بأس به؛ حذراً ممّا به البأس)، والورع هو كل ما يشتبه في أمره.
- حتى لا يقع في ذنب كبير وهذا التفسير طبقاً لابن عثيمين رحمة الله عليه.
قصص عن ورع الصحابة والتابعين
يوجد العديد من القصص الخاصة ب الصحابة والتابعين التي تعطي لنا حكم عن الورع ومن هذه القصص ما يلي:
القصة الأولى
- عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عندما حان وقت الوفاة، طاب رؤية أبنائه، وكان عددهم 11 ابنا.
- كما أنه كان يملك من المال بضع 10 ديناراً، فطلب منهم شراء كفن، ومكان خاص للدفن من القبور بقيمة 5 دنانير، بعد ذلك قام بتوزيع الباقي على أولاده الوارثين، فكان نصيب كلاً منهم ديناراً إلا ربع.
- كما قام بإعلانهم بأنه لم يترك لهم مالاً، كما أنه لا يوجد أحد يدينه بمال، وكان حاضراً لهذا الموقف مسلمة بن عبد الملك فعرض على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أن يعطيه 300 ديناراً.
- يوزعها على أبنائه كميراث، أو يفعل بها ما يشاء، فرفض أمير المؤمنين، وقال: (إنّ ولدي أحد رجلين: فإمّا صالح فالله يتولَّى الصالحين، وإمّا فاسق فلا أحبّ أن أترك له ما يستعين به على معصية الله).
- فقال مسلمة بن عبد الملك: (رحمك الله يا أمير المؤمنين حيّاً وميتاً، فقد ألنت لنا قلوباً قاسيةً، وذكّرتها وكانت ناسية).
القصة الثانية
- قيل على لسان عبد الرحمن بن غنم الاشعري أنه كان في يوم من الأيام يجلس مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان لديه غلام يأتي ليحلب له الناقة.
- فدخل عليهم وهم جالسين وجلب الحبيب لأمير المؤمنين فتذوفه ولكن رضي الله عنه استغرب طعمه فسأله عن مصدر الحليب فرد عليه الغلام.
- بأن صغار الناقة تغذوا عليها ولم يبقى حليب في الناقة لكي يحلب، فحلبت لك ناقة من مال الله، فقال له عمر رضي الله عنه: (ويحك؛ سقيتني ناراً، اذهب إلى علي بن أبي طالب فادعوه لي).
- فعندما حضر علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال له أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أنه شرب من حليب ناقة من مال الله هل هو حلال أم حرام.
- فرد عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأن حليب الناقة ولحمها حلال عليه وبأنّه أوشك أن يجيء من لا يرى لهم في هذا المال حقّاً.
كما يمكنك الاطلاع على: ما هو الصبر
ما هو الورع الكاذب؟
الورع الكاذب هو محاولة الشخص الغير أهل له لإظهار الورع، ويغش الناس وهؤلاء الذين قال الله تعالى فيهم: (قل هَل ننَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا * الَّذينَ ضَلَّ سَعيهم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهم يَحسَبونَ أَنَّهُم يحسِنونَ صنعًا).
قصص عن الورع الكاذب
- في مواقيت الحج جاء رجل إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنه من أهل العراق ليسأله عن حشرة قام بقتلها هل عليه ذنب أم لا فرد عليه عبد الله بن عمر رضي الله عنه فقال ابن عمر: (سبحان الله يا أهل العراق، تقتلون ابن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ويقصد بذلك الحسين بن علي رضي الله عنه، وتسألون عن دم البعوض).
- كما ذكر في قصة أخرى على يد الإمام بن حنبل أنه آتاه رجلاً أخبره أنه زنى بإمرة، وحملت ووضعت صغيرها، فقال له أحمد بن حنبل: (لمَ لم تعزل؟)، فقال ذلك الرجل: بلغني أنّ العزل مكروه، فقال الإمام: (بلغك أنّ العزل مكروه، ولم يبلغك أنّ الزنا حرام؟).
اقرأ أيضا: ما هو اليقين بالله
الفرق بين الزهد والورع
- الزهد يتعلق بالانفصال عن الدنيا والتركيز على الروحانيات، بينما الورع يتعلق بتجنب المحرمات والالتزام بالواجبات.
- الزاهد يسعى لتحقيق القرب من الله بالتنازل عن الدنيا والتفكير في الآخرة، بينما الورع يسعى للحفاظ على النفس من الوقوع في الذنوب والمعاصي.
- يمكن أن يكون الزاهد واعياً لما هو محرم ومألوفاً للمباحات، ولكنه يختار التنازل عنها من أجل التركيز على العبادة، في حين يكون الورع تجنباً للمحرمات فقط دون التنازل عن المباحات إلا في الضرورة القصوى.
أسئلة شائعة حول معنى الورع
ما هو معنى الورع؟
الورع هو تقوى الله واتقاء الحرام، وهو الحرص على اجتناب المحرمات والابتعاد عن كل ما يقرب إلى الحرام.
ما الفرق بين الزهد والورع؟
الزهد هو التخلّي عن الدنيا وما فيها بالقلب والجسد، بينما الورع هو الحرص على اجتناب المحرمات والالتزام بالواجبات.
هل يعتبر الورع من الصفات الإيمانية؟
نعم، إنها صفة إيمانية عظيمة تعبر عن تقوى الإنسان وقربه من الله.
كيف يمكن تحقيق الورع في الحياة اليومية؟
يمكن تحقيق الورع من خلال الحرص على العمل بأوامر الله واجتناب نواهيه، والابتعاد عن المعاصي والمحرمات في الأقوال والأفعال.
ما تأثير الورع على حياة الإنسان؟
يساعد الورع على تحقيق السلام الداخلي والثبات على الطريق الصحيح، كما يُجلب للإنسان الرضا النفسي والسعادة في الدنيا والآخرة.
هل يمكن للورع أن يؤثر سلبًا على حياة الإنسان؟
إذا لم يكن الورع متوازنًا وكان مفرطًا في درجته، فقد يؤدي إلى التشدد والتقييد الزائد في الحياة الدينية، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية والنفسية للإنسان.