ما هي النفس المطمئنة
ما هي النفس المطمئنة، من أجمل ما ينعم الله به على الإنسان هو النفس المطمئنة الهادئة التي ترضى بقضاء الله وتطمئن لفكرة وجود الله وأن الله هو وحده ما يدبر الكون ويدبر حال عباده فتسلم أمورها لله عز وجل ولا تحمل هم شيء في الدنيا أبدا.
محتويات المقال
النفس المطمئنة
- من أوجه تكريم الله عز وجل للإنسان أنه جعل له ما يميزه عن غيره ألا وهي النفس البشرية التي جمعت بين العقل والغريزة معا.
- على عكس الكثير من الكائنات التي تعيش بغرائزها فقط، وجعل الله لعباده النفس المطمئنة التي هي أجمل ما يصل إليه الإنسان.
- النفس المطمئنة: هي النفس الراضية، وهي إحدى درجات النفس الإنسانية، والتي تتميز بالرقي في أفعالها وأعمالها عن حال النفس الضعيفة الأمارة بالسوء حتى يصل صاحب هذه النفس الى ما يسمي بمرحلة الاطمئنان.
- والطمأنينة هنا: هي السكون الذي يثمر السكينة والأمن والأمان والطمأنينة هنا هي الأعم والأشمل وتكمن في العلم واليقين ولذلك اطمأنت قلوب العباد الصالحين بالقرآن.
كما يمكنك التعرف على: أنواع النفس في القرآن الكريم
الفرق بين الطمأنينة والسكينة
الطمأنينة هي الأمان وهدوء النفس واستقرارها واليقين بوجود الله سبحانه وتعالى والتسليم لله بالكامل.
أما السكينة فهي ثبوت القلب عند الشعور بالخوف والقلق وسكونه وزوال القلق عنه والاضطراب وكل هذه الأشياء لا تحدث ألا بوجود الله سبحانه وتعالي واستشعار قوته.
سمات النفس المطمئنة
- الصدق في الأعمال، فلا يوجد تنافر وتضاد بين الفعل والإيمان الداخلي اليقيني والخارجي.
- النفس المطمئنة هي النفس البسيطة الراقية التي تلمس الأشياء وتنظر لها بقلبها وبحواسها الداخلية وتنظر إلى الأمور نظرة راقية وراضية.
- هي النفس الأصيلة التي تبتكر وتبحث عن الإبداع وكل ما هو جديد في الحياة.
- تتميز بتواضعها وإيثار الغير عليها (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).
- تصبر على البلاء لا تقنط من رحمة الله تعالي وتثق في قدرة الله علي تخطيها الأمور الصعبة وتتوكل علي الله في كل صغيرة وكبيرة.
- نفس مليئة بتقوى الله وتخشى الله في كل صغيرة وكبيرة نفس تطمأن لفكرة وجود الله ومعية الله سبحانه وتعالى وترضى بقضائه.
- تسعى إلى إصلاح ما فيها من عيوب ولا تحكم على الآخرين لمجرد الحكم ولا تتدخل في أمور لا تخصها وشئون غيرها.
كما يمكنك الاطلاع على: موضوع تعبير عن النفس اللوامة
أقوال العلماء عن النفس المطمئنة
- قال الحسن البصري: إن الله تعالى إذا أراد أن يقبض روح عبده المؤمن، أطمأنت النفس إلى الله تعالى، وأطمأن الله إليها.
- وقال عمرو بن العاص: إذا توفي المؤمن أرسل الله إليه ملكين، وأرسل معهما تحفة من الجنة، فيقولان لها: اخرجي أيتها النفس المطمئنة راضية مرضية، ومرضيا عنك، اخرجي إلى روح وريحان، ورب راض غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك وجد أحد من أنفه على ظهر الأرض. وذكر الحديث.
- وقال سعيد بن زيد: «قرأ رجل عند النبي – ﷺ – يا أيتها النفس المطمئنة، فقال أبو بكر: ما أحسن هذا يا رسول الله فقال النبي – ﷺ -: “إن الملك يقولها لك يا أبا بكر “».
صفات النفس المطمئنة
الإخلاص
للإخلاص علامات يجب أن تبحث عنها في داخلك لتعلم أنت تمتاز به أم لا ومنها:
- أن يستشعر معية الله سبحانه وتعالى والتسليم الكامل لقدرة الله وتكون أحواله ليست مضطربة وكما قال الجوزي” إنما يتعثر من لم يُخلص”
- أن يبذل العبد مجهود في الطاعة، ويكن حريصا على سرية العمل ولا يتفاخر به ُل الصدقة والصلاة والجهاد في سبيل الله عز وجل.
اتباع هدي النبي
- من علامات النفس المطمئنة أن يكون حب النبي صلي الله علينه وسلم أحب الي عبد من حبه لولده وأهله أجمعين حيث قال رسول الله: “لا يؤْمِن أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”.
- اتباع خطوات النبي في الحياة والاقتداء به في كل شيء والابتعاد عن نواهي الأمور التي نهانا عنها وعن فعلها.
الرضا عن الله سبحانه وتعالى
- من علامات النفس المطمئنة هي الرضا عن وجود الله سبحانه وتعالى والرضا بقضائه والرضا بأن الله موجود ويحل له كل أموره.
- فإذا نزل على الإنسان بلاء صبر واحتسبه عند الله ورضى بحكمة الله وهو مطمئن وساكن حيث قال رسول قال رسول الله ﷺ: “ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا”.
شدة المحبة لله تعالي
- من الأمور التي تدل على النفس المطمئنة هي محبة الله للعبد وذلك من خلال الحرص على تقديم كل الطاعات لله والابتعاد عما ينهانا الله عنه.
- الاستمتاع بكلام الله وترديده والاستمتاع بالطاعات والعبادات مثل الصوم والصلاة ومجاهدة النفس في سبيل رضا ومحبة الله سبحانه وتعالى.
- كثرة التسبيح وذكر الله في الخلاء وفي الجمع، أن يندم العبد علي فوات الطاعات ويلوم نفسه عن التقصير في حق الله، والغيرة على محارم الله إذا تم انتهاكها.
الصدق
- لن ينفعك مع الله سبحانه وتعالى غير الصدق فالصادقون ينجيهم الله، والصدق هو أكثر ما يجعلك تعيش هادئا قرير العين مطمئناً.
- الصدق مع نفسك بأن تكون متصالحا مع نفسك في تقوله وفيما تفعله وتسأل نفسك دائما إن كنت علي حق أم لا ولا تسمح لنفسك أن تتبع الشهوات.
- من أهم الأمور التي تميز النفس المطمئنة عن غيرها هي الصدق مع الناس في الأقوال والأفعال ولا يظهرون عكس ما يخفون ولا ينطقون إلا الصدق وقول الحق.
اقرأ أيضا: تفسير: إن النفس لأمارة بالسوء
حالات النفس
في القرآن الكريم والسنة النبوية، يتم الحديث عن حالات النفس البشرية بطرق متعددة، ويمكن تقسيمها إلى ثلاث حالات رئيسية:
النفس الأمارة بالسوء
- التعريف: هي النفس التي تأمر صاحبها بارتكاب الشرور والمعاصي، وتزين له السوء والفواحش.
- الذكر في القرآن: ذكر الله تعالى النفس الأمارة بالسوء في قوله: “وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ” (يوسف: 53).
- الخصائص: هذه النفس تتصف بالغفلة عن الله والتعلق بالشهوات والملذات الدنيوية، وتدفع الإنسان نحو العصيان والتمرد على أوامر الله.
النفس اللوامة
- التعريف: هي النفس التي تلوم صاحبها على تقصيره في طاعة الله وتأنبه على ارتكاب المعاصي، فتجعله يشعر بالندم والتوبة.
- الذكر في القرآن: ذكر الله تعالى النفس اللوامة في قوله: “وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ” (القيامة: 2).
- الخصائص: هذه النفس تعترف بتقصيرها وذنوبها وتسعى إلى تصحيح أخطائها، وهي في حالة من التوبة والاستغفار المستمر، وتوازن بين الحسنات والسيئات.
النفس المطمئنة
- التعريف: هي النفس التي بلغت درجة عالية من الإيمان والرضا والتسليم لأمر الله، فتكون في حالة من الطمأنينة والسلام الداخلي.
- الذكر في القرآن: ذكر الله تعالى النفس المطمئنة في القرآن في قوله: “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً” (الفجر: 27-28).
- الخصائص: هذه النفس تتصف بالسكينة والرضا بقضاء الله وقدره، واليقين الكامل بوعد الله، وهي تسعى إلى الأعمال الصالحة والابتعاد عن المحرمات، وتهدف إلى نيل رضا الله وجنته.