ماذا يقال في سجود السهو؟
السهو هو النسيان والغفلة عن شيء ما، وهو مرتبط بنا منذ بدء الخليقة، فقلما تجد إنساناً لا يسهو فأبينا آدم عليه السلام سهى ونسى عندما وهب أحد ذريته من سنوات عمره.
ثم نسى ذلك ومن وقتها ارتبط بنا السهو والنسيان في شتى أمور حياتنا، حتى طال صلاتنا لرب العالمين، لذلك سنتناول في هذا المقال ماذا يقال في سجود السهو؟
محتويات المقال
تعريف سجدة السهو
سجدة السهو هي سجدة يؤديها المصلي عند حدوث خلل في صلاته.
على سبيل المثال نسيان أو زيادة أحد السجدات في صلاته، أو نسيان التشهد، أو نسيان أحد الركعات أو السجدات.
وما إلى ذلك، وهي تكون كالتالي:
القيام بسجدتين متواليتين بعد السلام من الصلاة، أو بعد التشهد قبل السلام.
وذلك تعرضت له المذاهب الفقهية الأربعة.
فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما سهى ونسى في صلاته وقام بسجود السهو فكان ذلك لكي يعلمنا.
فهو الأسوة الحسنة، والقدوة لنا صلى الله عليه وسلم.
فقال صلى الله عليه وسلم:
(استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن).
فقد حثنا رسولنا الكريم على الصلاة في وقتها، والحفاظ عليها، وتحري أحكامها، ومعرفة طريقة إصلاحها، في حال السهو والنسيان.
فعن عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(فزاد أو نقص، فقيل يا رسول الله:
أزيد في الصلاة؟ فقال: إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون.
فإذا نسى أحدكم، فليسجد سجدتين وهو جالس.
ثم تحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد سجدتين) وعن أبي هريرة عن رسول الله، وقال:
(إن أحدكم إذا قام يصلي، جاء فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس).
قد يهمك: معلومات عن سجدة السهو
ماذا يقال في سجود السهو؟
فالمعروف والشائع هو أن يقول المصلي في سجود السهو مثلما يقول في صلاته.
ألا وهو (سبحان ربي الأعلى) لمرة واحدة على الأقل، أو أقل الكثير وهو ثلاث مرات.
وكذلك هناك من العلماء من قال، أن يقول: (سبحان من لا تأخذه سنة ولا نوم).
فقد قال الإمام النووي رحمه الله: (سقوط السهو سجدتان بينهما جلسة، ويسن في هيئتها الافتراش، يتورك بعدهما إلى أن يسلم.
وصفة السجدتين في الهيئة والذكر صفة سجدات الصلاة).
أحاديث نبوية عن مشروعية سجدة السهو
ورد إلينا من عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر خمساً، فقيل: أزيد في الصلاة؟ قال وما ذاك؟ قالوا صليت خمساً فسجد سجدتين بعدما سلم).
وفي نفس السياق، ما جاء لنا من أبو سعيد الخضري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقال:
(إذا شك أحدكم في صلاته فلا يدري أواحدة أم أثنتين؟ أم ثلاثاً؟ أم أربعاً؟
فليتم ما شك فيه، ثم ليسجد سجدتين وهو جالس.
فإذا كانت صلاته ناقصة فقد أتمها.
والسجدتان ترغيم للشيطان، وإن كان أتم صلاته فالركعة والسجدتان نافلة.
أسباب القيام بسجدة السهو
أولا الصلاة بالنقصان
- بمعنى أن ينقص المصلي سنة مؤكدة عند تركها سهواً، مثل تركه لتكبيرتين في الصلاة ما عدا تكبيرة الإحرام.
- أو نسيانه لسجدة من سجدتي الركعات أو نسيانه للتشهد الأول مثلاً وما إلى ذلك.
ثانياً الصلاة بالزيادة
- بمعنى زيادة سجدة أو تكبيرة، أو قراءة التشهد مرتين مثلاً أو زيادة ركعة وما الى ذلك.
ثالثاً الشك
- فمثلاً إن شك المصلي في عدد ركعات صلاته كأن زاد في عدد الركعات مثلاً أو نقص فيها.
- عندها ينبغي عليه الأخذ بالأقل بمعنى؛ يردها إلى النقصان، وليس إلى الزيادة ويسجد السهو.
ما وجب في سجود السهو
- ينبغي توافر النية، والمقصود بها أن ينوي السجود للسهو.
- القيام بتأدية السجدة الأولى.
- القيام بتأدية السجدة الثانية.
- الجلوس بين كلا السجدتين.
- السلام من الصلاة.
ما سن في سجود السهو (السنن)
- بعبارة أوضح أن يقوم المصلي بالتكبير عند الخفض للسجود.
- وكذلك التكبير عند الرفع من السجود.
- تلاوة التشهد.
حكم من نسى سجود السهو
- يقوم المصلي كما ذكرنا بالقيام بصلاة السهو لجبر نقص أو زيادة في صلاته.
- فإن نسيها فلا شيء عليه. وصلاته صحيحة، فلا تبطل. فسجود السهو سنة، وليس واجب.
علاج السهو في الصلاة
نستطيع أن نتخلص بأمر الله من السهو في الصلاة بالآتي:
- الإقبال على الله بقلب خاشع، واستحضار عظمة الله في قلوبنا.
- استشعار رؤية الله لنا، وتخيل الجنة أمامنا والنار خلفنا.
- ومحاولة التركيز، وصرف الذهن عن شواغل الدنيا عندما ندخل في الصلاة.
- قراءة الدعاء التالي قبل الصلاة؛ وهو الدعاء الذي علمه لنا أحد الصحابة.
وترجاه إبليس ألا يبلغه للعالمين، مقابل ألا يوسوس له أبداً.
لكن ذلك الصحابي أبى أن يكتم علماً علمه الله إياه، فمن كتم علماً في الدنيا لجمه الله بلجامً من نار.
وذلك الدعاء كالتالي:
(اللهم إنك سلطت علينا عدواً عليماً بعيوبنا يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم.
اللهم يأسه منا كما أيأسته من رحمتك، وقنطه منا كما قنطه من عفوك.
وباعد بيننا وبينه، ما باعدت بينه وبين رحمتك وجنتك.
اقرأ أيضا: شرح دعاء سجود التلاوة في القرآن
حكم سجود السهو
أولا عند الشافعية
على الرغم من اتفاق العلماء على وجود سجدة السهو وإنها من السنة.
لكن اختلفت آرائهم عن وجوبية محلها أهي قبل السلام أم بعده؟
فمثلاً عند الشافعية قال النووي في المجموع، وقال صاحب الحاوي:
(لا خلاف بين الفقهاء، يعني جميع العلماء أن سجود السهو جائز قبل السلام وبعده، وإنما اختلفوا في المسنون والأولى)، انتهى.
والمصدق عندنا هو مذهب الإمام مالك وبعض من الشافعية، وكذلك ما قاله ابن تيمية:
(وهو أن السجود إن كان لجبر النقص فيكون قبل السلام، وإن كان عن زيادة سيكون بعد السلام).
ومن المشهور هو تصديق الشافعية على السجود للسهو قبل السلام.
فكان دليلهم في ذلك هو حديث ابن بحينة.
عندما نسى رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد الأول، وسجد قبل السلام.
كذلك حديث أبي سعيد الذي قال فيما معناه أن جبر السهو في الصلاة يكون بالسجود قبل السلام.
فالشافعية يرون أن جبر الصلاة يكون قبل الانتهاء منها.
لذلك كان مذهبهم هو أن تكون سجدة السهو قبل السلام من الصلاة.
فقال الشيرازي في المهذب، (ومحله قبل السلام.
لحديث أبي سعيد وحديث أبي بحينة.
ولأنه يُفعل لإصلاح الصلاة. فكان قبل السلام، كما لو نسى سجدة من الصلاة)، انتهى.
ثانياً سجود السهو عند المالكية
يطلق علماء المالكية على سجود السهو في الصلاة لفظ الترقيع أو ترقيع الصلاة.
وكانوا يتفقون على أن سجود السهو هو سنة من السنن وجب علينا القيام بها.
سواء لجبر نقص أو لزيادة في الصلاة، فتكون إما في نهاية الصلاة أو قبل السلام.
ولكن تعددت الروايات عن رأي الإمام مالك في السجود.
فإن كان هذا السجود قبلياً، (أي قبل السلام) فقال ابن رشد الجد.
وابن رشد الحفيد والقاضي عبد الوهاب إلى وجوبه عند ترك ثلاث سنن أو أكثر.
وإن طالت مدة الفصل أو ترك المصلي المسجد.
أما إن كان في غير تلك الحالات فإن لم يقم بتلك السجدة سهواً فانه لا تبطل صلاته.
ولم يختلف فقهاء المذهب المالكي في عدم وجوبية السجود بعد الصلاة.
ثالثاً سجدة السهو عند الحنابلة
أقر الحنابلة سجود السهو في ثلاث حالات.
الحالة الأولى
- وجب في هذه الحالة سجود السهو عند النسيان، وعندما يغفل المصلي ويسهى عن ركن ما.
- أو يشك في صلاته، بالزيادة أو بالنقصان أو سهى عن واجب فيها أي ركن واجب فيها.
- وأيضاً قراءة آيات بشكل خاطئ. أي أن يقرأ القرآن بشكل خاطئ فيعكس معناه.
الحالة الثانية
- وجب السجود سهو لمن أزاد قولاً مشروعاً في غير موضعه عند الصلاة.
- بأن يأتي الفاتحة في غير موضعها أو التشهد في غير موضعه وما إلى ذلك.
الحالة الثالثة
- ويسن فيها السجود للسهو عند نسيان سنة من سنن الصلاة.
رابعاً سجود السهو عند الحنفية
اقر الحنفية بوجوب سجود السهو فعند تركه يأثم المصلي ولكن رغماً عن ذلك لا تبطل صلاته.
كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه.
(إذا شك أحدكم في صلاته فليتحرى الصواب، فليتم عليه، ثم ليسلم، ثم ليسجد سجدتين.
وكذلك عن ثوبان وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. (لكل سهو سجدتان بعدما يسلم).
وكان دليلهم كذلك على وجوب سجدة السهو؛ هو عدم تركها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتركها لا هو ولا صحابته.
وعلى ذلك يكون الحرص عليها بلا ترك؛ يمتد إلى ضرورة وجوبها.
شاهد أيضا: سجود السهو أحكامه وكيفيته
محل سجود السهو
محل سجود السهو: يمكن أداء سجود السهو في مواضع مختلفة، حسب نوع الخطأ الذي وقع:
- قبل السلام: إذا كان السهو قبل إتمام الصلاة، مثل الزيادة في الصلاة (زيادة ركعة أو ركوع) أو إضافة قول أو فعل غير مشروع.
- بعد السلام: إذا كان السهو بعد إتمام الصلاة، مثل النقص في الصلاة (نقص ركعة أو ترك واجب) أو الشك في عدد الركعات.
الحكمة من مشروعية سجود السهو
- تصحيح الأخطاء: يُعَدّ سجود السهو وسيلة لتصحيح الأخطاء التي قد تحدث في الصلاة، ويؤكد على دقة الأداء.
- تخفيف الحرج: يوفر السهو راحة للمصلي ويسمح له بإصلاح الأخطاء بدون الحاجة إلى إعادة الصلاة.
- التواضع والاعتراف بالقصور: يعكس التواضع والاعتراف بوجود خطأ، مهما كان صغيراً، في أداء العبادة.
حالات يجب معها سجود السهو في الصلاة
سجود السهو مشروع في الحالات التالية:
- التسليم قبل إنهاء الصلاة.
- الزيادة في الصلاة.
- عند نسيان التشهد.
- نسيان سنة من سنن الصلاة.
- عند الشك في عدد ركعات الصلاة.